الاحتلال يسجن ضابطا قاتل 270 يوما في غزة ورفض العودة إلى الحرب
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
سجنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الضابط في قوات الاحتياط رون فاينر، لمدة 20 يوما، كعقوبة، بسبب رفضه العودة للخدمة العسكرية، رغم قاتله لأكثر من 270 يوما في الحرب على غزة.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية فإن فاينر، البالغ من العمر 26 عامًا، من سكان حيفا، هو ضابط فصيل في الكتيبة 8207 التابعة للواء 228 (ناحال الشمالي)، وكان قد خدم أكثر من 270 يومًا في صفوف الاحتياط منذ بدء الحرب، وقد صدر قرار سجنه من قبل قائده المباشر بعد أن عبّر علنًا عن معارضته الأخلاقية للعمليات العسكرية الجارية.
وقال فاينر قبل دخوله السجن: "أنا مصدوم من الحرب التي لا تنتهي، من التخلي عن الرهائن، ومن الموت المتواصل للمدنيين الأبرياء. لا يمكنني أخلاقيًا أن أواصل الخدمة دون أن يحدث تغيير حقيقي. السجن لن يُسكتني، ولن يُخيفني، لا أنا ولا زملائي."
وينتمي فاينر إلى حركة "جنود من أجل المخطوفين"، وهي مجموعة تضم أكثر من 300 جندي احتياط أعلنوا معارضتهم لاستمرار الحرب، وترافقه في تحركه هذا.
وأصدرت المنظمة بيانًا قالت فيه: "رون لم يُسجن بسبب الخوف، بل بسبب شجاعته. رفضه المشاركة في حرب لا تُسرّع إطلاق سراح الرهائن، بل تُعمّق الكارثة، هو فعل صهيوني بامتياز".
وكانت نعومي فاينر، والدة الضابط المعتقل، إلى جانبه أثناء دخوله السجن، ووجهت انتقادات لاذعة للتمييز في تطبيق القانون: "ابني ضابط قاتل وخاطر بحياته، وسُجن لأنه عبر عن موقفه، أما من يتم استدعاؤهم ولا يلبّون – مثل الحريديم – فلا يُعاقبون، لا توجد مساواة، ولا عدالة. هناك من هم فوق القانون، وهناك من يُسحقون تحته."
وأضافت: "نحن لا ندعو للفوضى، من يرفض أمرًا عسكريًا يجب أن يُحاسب، لكن ما فعله رون هو نابع من ضمير حي، الحكومة فقدت شرعيتها عندما قادتنا إلى 7 أكتوبر، وتتعامل مع المختطفين وكأنهم في أسفل سلم الأولويات".
في شهادته بعد صدور الحكم بحقه، كشف فاينر أنه أبلغ قائده بشكل مباشر رفضه مواصلة الخدمة، قائلًا: "تحركي ليس ضد الجيش، بل نابع من ذات القيم التي جعلتني أقاتل لأجل هذا الوطن. أشعر أن مستقبلي هنا يتبدد بين يدي."
وتابع: "كيف يمكنني أن أطلب من جنودي الاستمرار، بينما الحكومة تعلن صراحة أن الرهائن ليسوا أولوية؟ كيف أُقنعهم، بينما وزراء مثل سموتريتش يعتذرون لأنهم لم يرتكبوا جرائم حرب بحق سكان غزة؟"
وختم بالقول: "كقائد، أنا أتحمل المسؤولية. وأنا أرفض بالنيابة عنهم جميعًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال غزة غزة الأسرى الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غزة
يواصل مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى مدينة غزة ومناطق أخرى، وسط أطنان من الركام والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة طيلة عامين.
وعلى طول شارعي الرشيد وصلاح الدين، تسير العائلات العائدة على الأقدام وهي تحمل أطفالها وأمتعتها القليلة، ولا يجد كثيرون منهم بيوتا يعودون إليها.
كما تمكن فلسطينيون من العودة إلى وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من وسط المدينة في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار.
من جانبه، قال رئيس بلدية خان يونس إن 85% من محافظة خان يونس مدمرة، مضيفا أن 400 ألف طن ركام يجب إزالتها من شوارع المدينة.
وتابع أن 300 كيلومتر من شبكات المياه في المدينة قد دمرت، كما أن 75% من شبكة الصرف الصحي في المدينة مدمرة.
وأوضح أيضا "علينا التعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات في المدينة"، مشيرا إلى ضرورة الحاجة إلى آليات حديثة للتعامل مع الركام.
تمسّك بالأرضوخلفت العملية العسكرية التي استمرت أكثر من 5 أشهر في مدينة خان يونس دمارا غير مسبوق في مبانيها ومنشآتها التجارية والصحية والتعليمية.
ويشدد العائدون على بقائهم في أرضهم وعدم مغادرتها رغم الواقع الصعب والمعقد الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.
وقالت وزارة الداخلية في غزة إن عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية انتشرت في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال لاستعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها.
وأهابت وزارة الداخلية بالمواطنين إلى المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون والالتزام بالتوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة.
وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن الأولوية في الوقت الراهن هي الاستعداد لاستقبال العائدين من جنوب القطاع. وأوضح في لقاء مع الجزيرة أن الإمكانات تكاد تكون معدومة لتهيئة الطرق، مؤكدا تواصل البلدية مع عدد من الجهات لتوفير المعدات اللازمة في أقرب وقت.
إعلان تحديات كبيرةوبدأت السلطات المحلية في مدينة غزة فتح الطرقات في المدينة، حيث أظهرت صور مشاهد جرافات تزيل الركام والمخلفات من أحد الشوارع.
ويُتوقع استمرار مثل هذه العمليات بسبب حجم الدمار الذي ألحقته القوات الإسرائيلية بالبنية التحتية والسكنية في قطاع غزة بمختلف مناطقه.
وفي هذا السياق، قالت حكومة غزة إنها أنجزت أكثر من 5 آلاف مهمة ميدانية وخدماتية وإنسانية خلال 24 ساعة ضمن خطة طوارئ لإعادة الحياة تدريجيا إلى القطاع.
وذكر المتحدث باسم بلدية غزة للجزيرة أن الأولوية الآن تتلخص في تأمين المياه وفتح الشوارع وجمع النفايات ومعالجة مشاكل الصرف الصحي.
وبدأت عودة النازحين أمس الجمعة إلى الأماكن التي انسحب منها الجيش في مناطق مختلفة من القطاع مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وعبّر بعض النازحين عن فرحهم الحذر بهذا الاتفاق، معربين عن آمالهم في أن يسهم بوقف الحرب بلا رجعة، بينما اضطر مئات النازحين من الذين وصلوا إلى مناطق سكنهم الجمعة إلى نصب خيام على أنقاض منازلهم بعدما دمرتها الإبادة الإسرائيلية.
وقف إطلاق النارودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 بتوقيت غرينتش)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.
وشملت انسحابات الجيش الإسرائيلي مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية وأجزاء من حيي التفاح والزيتون.
وفي مدينة خان يونس (جنوب)، انسحب الجيش من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وبحر القطاع.
ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع لسلاح حركة حماس.
وجاءت الموافقة على مرحلته الأولى بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمنتجع شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وإشراف أميركي.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولسنتين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و211 شهيدا على الأقل، و169 ألفا و961 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.