منتدى القاهرة للتغير المناخي يحتفل بالنسخة المائة لفعالياته
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
احتفل منتدى القاهرة للتغير المناخي في يومي 24 و 25 من مايو الجاري بفعاليته المائة. وهو إنجاز هام يمثل أكثر من 14 عاما من الحوار والتعاون المستمر بشأن المناخ بين مصر وألمانيا.
وأقيمت الفعالية على مدار يومين في حديقة مغارة الأكواريوم في الزمالك، والمقر الرسمي للسفير الألماني، وجمعت الاحتفالية مسؤولين رفيعي المستوى، وشباباً، وممثلين عن المجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، لاستعراض إنجازات المنصة وتجديد الالتزام المشترك تجاه العمل المناخي ونشر الوعي.
اليوم الأول للفعالية
افتتح مهرجان صيف منتدى القاهرة للتغير المناخي للجمهور في يومه الأول الحدث في حديقة مغارة الأكواريوم في حديقة الأسماك بحي الزمالك، وضم معارض وعروضا تفاعلية وورش عمل متعددة باللغتين العربية والإنجليزية. إضافة إلى ذلك، تم تنظيم سبع جلسات نقاش مصغرة على المسرح، حيث تعّرف الزوار على الاستدامة الحضرية، والتنوع البيولوجي، والزراعة المستدامة، والمبادرات الشبابية في مجال المناخ، وشاركت أكثر من 20 جمعية أهلية مصرية وألمانية في المهرجان.
وأبرز هذا الجزء حيوية المجتمع المناخي في مصر، ودور الشباب والمجتمع المدني في مواجهة التحديات المناخية من خلال الابتكار والإبداع والعمل المجتمعي، واستمتع أكثر من 500 زائر بهذه التجربة التعليمية، من بينهم عدد كبير من الأطفال.
اليوم الثاني للفعالية
استضاف في اليوم الثاني للفعالية السفير الألماني بالقاهرة يورجن شولتز، سفير ألمانيا لدى مصر، الفعالية رفيعة المستوى بالمقر الرسمي للسفارة.
وشدد في كلمته الافتتاحية على قوة منتدى القاهرة للتغير المناخي كمنصة شاملة ، وقال:"إن منتدى القاهرة للتغير المناخي ليست مجرد منصة للتعاون، بل لقاء بين بلدينا. إنها ”تجمع الناس من أجل هدف مشترك ومستقبل أكثر استدامة وقدرة على التكيف مع تغير المناخ لنا جميعًا.. في كل خطوة من الطريق، كان روح التعاون المصري الألماني في صميم منتدى القاهرة للتغير المناخي“.
وأضاف شولتس: ”لم يكن منتدى القاهرة للتغير المناخي أن يصل إلى هذا النجاح الذي نراه اليوم لولا التعاون الفريد مع الشركاء وأصحاب المصلحة من الجانبين الألماني والمصري، وخاصة وزارة البيئة".
وأشادت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، بالدور الهام الذي يلعبه منتدى القاهرة للتغير المناخي في رفع الوعي البيئي، وبالتعاون الطويل بين السفارة الألمانية ووزارة البيئة المصرية.
وقالت: ”منتدى القاهرة للتغير المناخي هو ببساطة شراكة بين الحكومة المصرية، السفارة الألمانية ، الهيئة العامة لشؤون البيئة، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والتي لا تقتصر فقط على المناخ رغم اسمها، بل تمتد إلى مناقشة الاستدامة البيئية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية بمشاركة واسعة من خبراء من ألمانيا أو من جهات “ حكومية مختلفة في مصر".
كما أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، على أهمية التعاون بين وقال: ” تغير المناخ بين البلدين في مجال المياه والتداخل بين مجالي التغير المناخي والمياه هو تحد،ٍ لكنه أيضا فرصة للبحث عن حلول مبتكرة، ليست بالضرورة مكلفة، فهناك حلول “منخفضة التكلفة والتكنولوجيا يمكن استخدامها للتكيف مع التغير المناخي".
بدأت جلسة النقاش الرئيسية تحت عنوان : ”توسيع نطاق التأثير من خلال الحوار والتعاون الدولي من أجل العمل المناخي".
استكشفت الجلسة دور التعاون الدولي في دفع حلول مناخية فعالة. وأكد الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، أن التعاون مع منتدى القاهرة للتغير المناخي لا يقتصر على مجرد الشراكة، بل هو علاقة ممتدة وطويلة الأمد بين ألمانيا ومصر.
وأضاف : ”نحن في جهاز شؤون البيئة في مصر نمثل الذراع الفني لوزارة البيئة وقد عملنا سويا مع الحكومة الألمانية في مجالات متعددة. على سبيل المثال، نحن الآن ننفذ البرنامج الوطني لإدارة “المخلفات الصلبة، وهو برنامج ضخم جدا".
وتحدث بيتر بابرت، مدير مشروع الائتلاف، مشروع القطار الكهربائي فائق السرعة من سيمنز موبيليتي كمثال على مساهمة القطاع الخاص في الاستدامة في مصر. وأوضح أن المشروع سيقلل من انبعاثات الكربون بأكثر من 70% مقارنة بحركة المرور على الطرق، ما يحدث ثورة في مجال التنقل المستدام في مصر.
وأضاف : ”نعتقد أن شركات مثل سيمنز موبيليتي يجب أن تلعب دور الحافز. يجب أن نحول الاستدامة من مجرد رؤية إلى جزء من سلسلة القيمة لدينا.
وقالت رندا حمزة، المستشارة الأولى لشؤون تغير المناخ في في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي : ”في العام الماضي فقط،2024 انخفضت مساعدات التنمية الرسمية بنسبة،7% “وكان ذلك قبل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس وأضافت أن الولايات المتحدة تمثل 12% من تمويل المناخ.
وأشارت إلى أن هذا الانسحاب قد يؤثر سلباً على تمويل المناخ، الذي كان أصلاً غير كاف، كما تمت مناقشته في مؤتمر الأطراف بـ باكو. حيث ركزت النقاشات الرئيسية على تمويل المناخ، وتم الاتفاق بين كوب 29 والأطراف على زيادة التمويل من 100 مليار دولار إلى 300 مليار دولار. لكن معظم الدول النامية شعرت بالاحباط، اذ أن الاحتياجات الحقيقية قدرت بـ 1.3 تريليون دولار سنويا لمواجهة آثار تغير المناخ وتحقيق أهداف التخفيف. وأضافت: ”نعم، نرى أن الوضع حرج ومتوتر للغاية".
الختام
وفي ختام الأمسية، عُرض فيلم تذكاري يوثق مسيرة منتدى القاهرة للتغير المناخي منذ انطلاقها، وتم تكريم المؤسسين والشركاء الرئيسيين، بما في ذلك المبادرتان المحليتان ”Greenish”وBanlastic .”
ومع إسدال الستار على الفعالية المئوية، جدد منتدى القاهرة للتغير المناخي تأكيد دوره كجسر حيوي بين مصر وألمانيا – وبين العلم والسياسة والإعلام والمجتمع المدني، وجاءت الفعالية على مدار يوميها إحتفاءا بإنجازات الماضي، وتجديد العهد بالعمل والتعاون المستقبلي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر ألمانيا السفارة الألمانية منتدى القاهرة للتغير المناخي السفير الألماني منتدى القاهرة للتغیر المناخی تغیر المناخ أکثر من فی مصر
إقرأ أيضاً:
درجات حرارة مرتفعة.. مظاهر التغير المناخي تؤثر على ولايات سودانية
بورتسودان – بأنفاس متقطعة، يمسح الشاب محمد عمر العرق عن جبينه بقطعة قماش، ويقول إنه لم يتصور أن تكون درجات الحرارة بهذه القسوة، ويشكو من ارتفاع درجات الحرارة التي صعّبت مهمته كحمَّال على عربة يجرها بيديه، الأمر الذي اضطره للجوء إلى الظل طلبا لنسيم خفيف كل حين.
يوضّح عمر -وهو نازح عشريني- أنه اضطر لتقليل عدد ساعات عمله خلال اليوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وأضاف " لم أتصور أن الطقس في بورتسودان بهذه القسوة، الآن أنا مضطر للعمل إما باكرا أو بعد الظهيرة لتفادي التعرض المباشر والطويل للشمس".
وتعاني مدينة بورتسودان خلال هذه الأيام وطوال الأسبوع الماضي من طقس متقلب، حيث شهدت درجات الحرارة ارتفاعا غير مسبوق وتعدت 47 درجة مئوية مع رياح مثيرة للغبار، الأمر الذي فاقم معاناة الناس، وحدّ من حركتهم خلال ساعات النهار.
وقبل يومين، ألغت إدارة مطار بورتسودان الرحلات الجوية، وأعلنت "تعليق الرحلات مؤقتا بسبب سوء الأحوال الجوية، حفاظا على سلامة الركاب والطائرات"، وفق ما نقل بيان مقتضب عن إدارة المطار قبل أن تستأنف الرحلات لاحقا.
ظواهر متطرفة
أظهرت نتائج دراسة قام بها عدد من علماء المناخ الأفارقة بكلية "إمبريال الجامعية"، ومقرها الخرطوم، العام الماضي، أن السودان قد يتعرض لظواهر مناخية متطرفة كل 3 أعوام.
ويوضح رئيس وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية الدكتور أبو القاسم موسى إبراهيم أن أسباب الطقس المتقلب في مدينة بورتسودان يعود إلى حركة الفاصل المداري، وهو الخط الفاصل بين الرياح الشمالية الجافة والرياح الجنوبية الرطبة.
ويعزو الخبير السبب إلى أن "أنظمة الضغط الموجودة في الشمال وأنظمة الضغط الموجودة في الجنوب وضعت مدينة بورتسودان في حالة تأرجح بين الكتلتين الهوائيتين، الرطبة الموجودة جنوب الفاصل المداري والتي تحمل الرياح الجنوبية الغربية، والكتلة الجافة القادمة من الشمال وفيها الرياح الشمالية".
إعلانوأضاف أن الصراع بين هذه الكتل أدى إلى حركة رياح غير معتادة في هذا التوقيت وفي هذه البيئة الصحراوية، وهو ما أنتج الأتربة الشديدة التي شهدتها المنطقة.
وأكد إبراهيم أن الأرصاد السودانية أصدرت تنويها قبل يومين وإنذارا شديد الخطورة بهذا الخصوص. وقال إن "الفاصل المداري وصل هذه المرة إلى شمال مدينة بورتسودان، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للمنطقة، وهذا يأتي متزامنا مع موجة الحرارة الشديدة".
ويوضح، في حديثه للجزيرة نت، أن "موجات الحرارة الشديدة هي إحدى مظاهر التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وأن بورتسودان ليست استثناء"، وأضاف أن السودان أصبح يشهد كل عام إحدى الظواهر المتطرفة، سواء كان ذلك سيولا أو موجات حر شديدة، أو موجات برد قاسية".
كما توقع أن تكون التقلّبات هي السمة الغالبة للطقس المتوقع خلال الفترة المقبلة بمدينة بورتسودان، موضحا أنه "قد تهدأ حِدة الأتربة لبعض الأيام ثم تعود تارةً أخرى، إذ لا يزال الفاصل المداري جنوب المدينة، ومن المتوقع أيضا هطول أمطار جنوب ولاية البحر الأحمر، الأمر الذي قد يخلق فوارق في الضغط تثير الغبار والأتربة، لكن لا يتوقع زيادة في درجات الحرارة خلال الفترة القادمة".
ويقول إن أحد ظواهر التغيرات المناخية هو هطول أمطار في ولاية البحر الأحمر خلال شهور غير معتادة في السابق، حيث كانت الأمطار شتوية في شهور أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول، ولكن نتيجة للتغيرات المناخية أصبحت هناك أمطار في شهري يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول، وهي ظاهرة جديدة، حسب قوله.
دفع الطقس المتقلب إدارة المرور في ولاية البحر الأحمر لإصدار تنويه لسائقي المركبات ومستخدمي الطرق حول تأثر الولاية بالغبار والأتربة والعواصف الرملية، التي قد تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية، وناشدت مستخدمي الطريق بالحذر وتقليل السرعة واستخدام الإضاءة الأمامية حفاظا على الأرواح.
وأكدت مديرة إدارة الطوارئ الصحية والأوبئة بوزارة الصحة السودانية ليلى حمد النيل، في تصريح للجزيرة نت، وصول 3 حالات تعاني من ضربات الشمس تم التبليغ عنها رسميا، حتى الآن، وتمت معالجتها، مع احتمالية وجود حالات لم تصل المستشفى.
وأكدت الدكتورة أن هناك عددا من المخاطر المترتبة على تقلب الطقس، منها ارتفاع درجات الحرارة، وإثارة الغبار والأتربة التي قد تؤثر على مرضى الجهاز التنفسي، مع التوصية بتقليل الحركة خلال فترات الطقس المتقلب.
وأوضحت أن ارتفاع درجات الحرارة ليس فقط في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وإنما في الولايات الشمالية ونهر النيل سنويا أدت إلى حالات إصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري.
وقالت إن وزارة الصحة السودانية تستعد باكرا من خلال تدريب الفرق الطبية وتوفير أدوية ومخفضات للحرارة، وتعيّن أماكن لمعالجة الحالات التي تتعرض لضربات الشمس والإجهاد الحراري، مشيرة إلى أنها بدأت في بورتسودان منذ أسبوعين بتنفيذ الخطة مع تقييم أسبوعي.
إعلانوأشارت إلى تجهيز سيارات الإسعاف لنقل أي حالة تأثرت بارتفاع درجات الحرارة في الولايات المعنية، وتدريب وتأهيل فرق الاستجابة السريعة، وتوفير طرق للتبليغ السريع عن الحالات.