الحكومة الجديدة.. مسرحية هزلية والمُخرِج مجلس نواب فاشل!
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
حكاية ما يسمى تقديم برنامج انتخابي للمتقدمين لمنصب رئيس الحكومة في ليبيا امام مجلس النواب الفاشل صارت بدعة سيئة، وقد سئمنا مشاهدها الممجوجة، وما عدنا نحتمل تكرار عرضها الرتيب، فلا خشبة المسرح مناسبة، ولا الجمهور مهتم، إلا أن على الكومبارس والممثلين غشاوة تجعلهم لا يدركون أنهم يمثّلون في رُكحٍ مُظلم لا أحد من الجمهور يمكنه رؤيتهم، فهم “كالطير اللي يغني وجناحه يرد عليه”!.
كم يثيرني مثل هذه المحاولات “الهيدوقيّة” السمِجة التي ما أنفك مجلس نوابنا الفاشل يخرج بها علينا بين حين وآخر، وكيف يمكن لمجلس نواب أعضائه منقسمين عن انفسهم أن يشكل حكومة موحدة، اليس ذلك ضرب من المستحيل!؟ ولهذا ها نحن بحكومتين شرقا وغربا منذ سنين، إن الأولى بهذا المجلس المفكك أن يلم شتاته ويتوحّد، وبما أنه عاجز على ذلك فالأجدر أن يخجل أعضائه ويرحلون!، إلا أنهم قد عدموا المسؤولية وخانوا الأمانة فخذلوا ليبيا، واستبدلوها بمنافعهم الشخصية من مرتبات ومزايا من ثروة الليبيين.
إن كل هذه الطنطنة الإعلامية من اجل تشكيل حكومة جديدة، وما صاحبها من تزكيات هي في الواقع مجاهرة علنية (للرشي)، و”رسنٌ” في رقاب المترشحين، لضمان موالاتهم لمن زكّوهم من أعضاء النواب والدولة، وإقصاء متعمّد لكفاءات وقدرات ليبيّة لا تقبل المساومة، وولائها فقط للمهنية في العمل وللوطن، وإن هذا التدافع على المناصب لا ينبىء بخير، فأغلبهم طامع في الاستمرار على غرار من سبقوه، والا ما حاجتنا لهذه البرامج التي يعرضونها وهي تناسب أعواما لا مدة مؤقتة ومهاما محددة.
وأمام وضعنا المأزوم هذا، وإذا كنّا فعلا جادين في إنهاء الأزمة، فإنه من اليسير جدا أن يتم اختيار رئيس حكومة ذات اختصاص وزمان محدد ولا يحتاج لكل هذا التعسير المتعمّد، فقط وبكل بساطة يمكن اتباع ما يلي:
بدلا عن مهزلة التزكيات
وضع مواصفات وشروط دقيقة لمن يترشح للحكومة من حيث الخبرة والمؤهل والكفاءة والفاعلية وتوزيع الاوزان على الشروط والمواصفات بإجمالي عشرة نقاط مثلا، ثم تتاح الفرصة للجميع دون لعبة التزكيات اللعينة ويكون الاختيار لمن يتحصل على اكثر مجموع من الدرجات.
وبدلا عن تقديم برامج وهمية
يُقر مجلس النواب مجموعة مهام وواجبات لحكومة “تسيير أعمال” بوقت محدد لبرنامج موحّد يحتوي نقاط معينة ليتم تكليف الرئيس المنتخب بها إلزاما قطعيا وتتمثل فيما يلي:
تسيير الأعمال والخدمات التي تتعلق بالحاجات اليومية للشعب الليبي وصرف المرتبات في مواعيدها والتوقف تماما عن الصرف المالي فيما عدا ذلك. تهيئة بيئة مناسبة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية دستورية خلال مدة أقصاها سنة واحدة. العمل الجاد على توحيد كل المؤسسات العامة التي في حالة انقسام الان بما فيها الرقابية والأمنية والعسكرية. العمل الجاد على تبني برنامج وطني للمصالحة والعدالة الانتقالية يمكن ان تكمله فيما بعد السلطات الدستورية.هذا فقط ببساطة شديدة ما هو مطلوب من مجلسي النواب والدولة وغير ذلك إطالة متعمّدة للأزمة، وعبث غير مسئول بمصير الشعب الليبي المنكوب، اللهم فأشهد اللهم قد بلغت.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
30 مليار جنيه استثمارات بالقاهرة الجديدة.. تفاصيل
تشهد القاهرة إطلاق وجهة تجارية متكاملة جديدة في القاهرة الجديدة باستثمارات تصل إلى 30 مليار جنيه، تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم بيئات الأعمال من خلال تقديم مجتمع أعمال مبتكر ومتكامل. تُعد الوجهة الجديدة أول مجتمع من نوعه يدمج بين مساحات العمل الحديثة وأسلوب الحياة العصري وروح المجتمع، مما يعكس تحولاً نوعياً في تصميم بيئات العمل لتلبية احتياجات الشركات ورواد الأعمال.
تغطي الوجهة مساحة 20 فداناً، وتضم أربع مناطق رئيسية: الفنون، والطبيعة، والتكنولوجيا، والفخامة، حيث توفر كل منطقة بيئة متكاملة تدعم الإنتاجية والإبداع. كما تم تصميم المشروع بالتعاون مع خبراء في مجال العمارة لخلق مساحات ترتقي بجودة الحياة وتعزز تجربة المستخدم.
تشمل الوجهة الذى تقدمه شركة ذا مارك العقارية مجموعة متنوعة من الخدمات، مثل صالات رياضية، ومساحات اجتماعية، وشبكة واي فاي عامة، بالإضافة إلى نظام إدارة مبانٍ ذكي يضمن الكفاءة التشغيلية. وتوفر أكثر من 2000 وحدة "Business Suite" مصممة بأسلوب فندقي فريد، مع خدمات متكاملة تدعم الشركات والمهنيين.
بموقع استراتيجي في قلب القاهرة الجديدة، تعد الوجهة الجديدة إضافة بارزة للسوق العقاري المصري، حيث تساهم في تعزيز بيئات الأعمال وتطوير مجتمعات متكاملة تلبي تطلعات المستقبل.