الأسبوع:
2025-05-31@03:34:20 GMT

الكتاتيب والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT

الكتاتيب والذكاء الاصطناعي

في زمن تتسارع فيه وتيرة التغيرات العالمية، لم تعد معركة الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية رفاهية فكرية، بل أصبحت ضرورة وطنية لحماية وعي الأجيال القادمة من الذوبان وسط موجات التغريب، ومن هذا المنطلق، جاء الطرح من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومعه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ووزير التعليم الدكتور محمد عبد اللطيف، حول إمكانية إعادة إحياء فكرة «الكتاتيب»،

هذه الدعوة الواعية لا تستهدف استنساخ الشكل التقليدي للكتاتيب، بل تنطلق من قراءة دقيقة لواقع النشء المصري، الذي لم يعد تحت تأثير الأسرة أو المدرسة فقط، بل أصبح ابنًا لعالم رقمي مفتوح تسيطر عليه «الحالة الرقمية»، من خلال شاشة هاتف محمول لا تتعدى سنتيمترات، لكنها تتحكم في تشكيل وعيه وقيمه.

لقد كانت الكتاتيب في مصر، خصوصًا قبل الستينيات، نموذجًا تربويًا وأخلاقيًا أصيلًا، في بيئة ثقافية نقية لم تتلوث بعد بالتطرف أو التشوهات المستوردة. وكان المعلّم رمزًا للوقار والمعرفة، يُغرس في الأطفال القيم والتسامح والانتماء قبل أن يُعلّمهم الحروف. أما اليوم، فإن الدعوة لإحياء هذه التجربة لا تخلو من التحديات، إذ أن البيئة الثقافية الحالية تشهد اختراقات عديدة، وقد تتحول الكتاتيب - إن لم تُضبط برؤية عصرية - إلى منصات لبث فكر منغلق، حتى وإن كانت تحت مظلة وزارة التعليم، لأن التطرف أصبح مناخًا، لا مجرد أفراد.

من هنا، تبدو رؤية القيادة السياسية في محلّها، حين تطرح فكرة تطوير «كتاتيب لكن بشكل رقمي»، تُقدّم عبر تطبيقات ذكية موجهة للأطفال من سن الحضانة وحتى الإعدادية، تُدمج فيها القيم، والمعرفة، والترفيه، داخل فضاء رقمي آمن وجذاب، يُعبر عن الهوية المصرية المتنوعة دينيًا وثقافيًا، بلغة يفهمها هذا الجيل ويقبل عليها.

لكن تنفيذ هذا المشروع الطموح لا يمكن أن يتحقق بدون إعداد بيئة تعليمية متكاملة، تبدأ من تصميم مدارس بمعايير عصرية، وتكوين معلمين مؤهلين علميًا وتقنيًا قادرين على قيادة هذا التحول الرقمي التعليمي. وهو ما يتطلب استراتيجية طويلة المدى، تقوم على بناء جيل من المعلمين يتقنون أدوات الذكاء الاصطناعي، ويتحررون من نمط الإدارة التقليدية التي أثبتت فشلها لعقود طويلة وأسهمت في تدهور مخرجات التعليم.

إن نجاح فكرة «الكتاتيب الرقمية» يستلزم أيضًا تحولًا في العقل الإداري والتربوي، لأن استمرار النهج القديم يعني تكرار الفشل، بينما تتطلب المعركة الجديدة فكرًا مرنًا، وإدارة تتعامل مع النشء بلغة العصر، وتُدرك أن المواجهة الحقيقية مع التطرف والانفصال الثقافي لا تتم بالأدوات التقليدية، بل بالتقنية الذكية، والمحتوى الجاذب، والقيم المُدمجة بسلاسة داخل تطبيقات الحياة اليومية للأطفال.

في النهاية، معركة الهوية تبدأ من الحضانة، وتُحسم حين ننجح في تقديم نموذج تعليمي رقمي يُشبِه أبناءنا، ويستوعبهم، ويحتضن فضولهم، ويرسّخ فيهم القيم المصرية الأصيلة، بلغة المستقبل، لا بأدوات الماضي.

اقرأ أيضاًتقارير: توتنهام أبرز المهتمين بضم ساني من بايرن ميونخ

جمعوها من تجارة المخدرات.. القبض على 7 متهمين بغسل 80 مليون جنيه

السجن 10 سنوات لنجار قتل شابًا وسرق هاتفه بالإسكندرية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصطفى مدبولي عبد الفتاح السيسي الذكاء الاصطناعي الكتاتيب التغيرات العالمية

إقرأ أيضاً:

«لسنا أصدقاء».. مجدي عبد الغني يعلق على فكرة الصلح مع كهربا

علق مجدي عبد الغني، نجم الأهلي السابق، على مسألة الصلح مع محمود عبد المنعم «كهربا»، لاعب القلعة الحمراء السابق، وذلك في سياق الأزمة التي نشأت بعد انتقال «الفولت» من صفوف الزمالك إلى القلعة الحمراء.

وقال مجدي عبد الغني، خلال ظهوره في «بودكاست» مع عمر ربيع ياسين، تعليقًا على فكرة الصلح مع محمود عبد المنعم «كهربا»:« هل هناك من يجب أن يجمعنا للجلوس معًا؟ ولماذا؟! أنا لست طرفًا في أزمته. هو شخص غير صادق، بينما أنا كنت صادقًا فيما قلته، وهو حر في ما يقول».

وتابع: « كان دائمًا يقولي إنت زي أبويا وعمي. وتواصل معي هاتفيًا ليسأل: أروح الأهلي ولا الزمالك؟ فنصحته بالانضمام إلى الأهلي، وقلت له إن الخطوة ستكون أفضل له. لكنه فجأة وقّع للزمالك وأخذ مقدم العقد، فقلت له: لا تعادي الزمالك، فقط استكمل فترتك هناك وربنا ييسر الأمور بعد ذلك».

وأضاف عبد الغني: «فوجئت بعد ذلك بأنه وقع عقدًا رسميًا مع الزمالك، والدليل أن الاتحاد الدولي لكرة القدم وقع عليه غرامة مالية. ولو كان مظلومًا فعلًا، هل كان الاتحاد سيغرّمه؟ وهو الآن يقول إن التوقيع ليس توقيعه، وأنا لست خبيرًا في الخطوط لأؤكد صحته أو لا».

واستطرد: «لو كنت ظلمته، فالله هو الحكم بيننا، وحسبي الله ونعم الوكيل في نفسي. أما إذا كان هو من يفتري على، فحسبي الله ونعم الوكيل فيه».

وحول احتمالية التصالح بينهما، قال: « نحن لسنا أصدقاء، وهو أصغر من ابني، ولا نسعى لا للجمع ولا للفرقة».

واختتم: «عندما واجه مشاكل، حاولت مساعدته، لكن للأسف، الجهل في التعامل مع الأزمات يجعلك تلجأ إلى حلول خاطئة».

مقالات مشابهة

  • المصالح لا تبنى على القيم
  • دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم وتخفيف العبء عن المعلمين بالتعاون مع جوجل
  • «لسنا أصدقاء».. مجدي عبد الغني يعلق على فكرة الصلح مع كهربا
  • "سدايا" تسخّر حلول البيانات والذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن خلال حج عام 1446هـ
  • "سدايا" تسخّر حلول البيانات والذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن خلال حج عام 1446
  • نغوغي وا ثيونغو.. أديب أفريقيا الذي خلع الحداثة الاستعمارية
  • مؤثرون: دبي منصة للإبداع.. والذكــاء الاصطنــاعـي شـــريــك
  • تبني الوعي.. مدبولي: الرئيس السيسي وجه بدراسة عودة «الكتاتيب»
  • جامعة سوهاج:توقيع بروتوكول تعاون بين كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي