حوكمة تنمية التراث والسياحة.. نحو تكامل مؤسسي يعزّز الاستدامة في المحافظات
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
ناقشت الحلقة الوطنية حول "حوكمة إدارة تنمية التراث والسياحة مع المحافظات" التي اختتمت أعمالها اليوم في فندق قصر البستان، أبرز التحديات والفرص المتعلقة بتعزيز تكامل الأدوار بين الجهات المركزية والمحافظات في مجال تطوير القطاعين السياحي والتراثي بما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة على مستوى سلطنة عمان.
نظّمت الحلقة وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 خلال الفترة من 26-29 مايو الجاري بمشاركة واسعة من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وممثلي المحافظات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
المحافظات وجهات سياحية غنية
وقال معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة إن المحافظات أصبحت تُشكّل وجهات سياحية متكاملة بما تملكه من مقومات تراثية وسياحية غنية، لافتًا إلى أن قطاع السياحة في سلطنة عُمان يتطلب بيئة تكاملية تُعزّز العمل التشاركي بين الجهات المختلفة، خاصةً على مستوى المحافظات والمجالس البلدية.
وأضاف معاليه أن سلطنة عُمان قطعت شوطًا مهمًّا منذ عام 2020 في مجال تطوير قطاع السياحة، من خلال البناء المؤسسي والمراجعة العميقة لكل التحديات والمسارات، مشيرًا إلى أن الوزارة كانت سبّاقة، منذ عام 2020 في إعداد وثائق مرجعية لتوحيد الجهود، من بينها وثيقة التكامل مع المحافظات، وخطة التنمية السياحية الشاملة، التي تُترجم إستراتيجية التنمية السياحية والتي تتماشى مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040". ولفت إلى أن هذه الخطة تمخضت عنها خطط قطاعية خاصة بكل محافظة، لكنها بحاجة إلى مراجعة وتحديث، استنادًا إلى مدخلات المحافظات والمجالس البلدية.
التحديات وطرق معالجتها
وحول التحديات، أوضح معاليه بأن التمويل، وضعف البنية الأساسية، ومحدودية الصلاحيات المحلية، وطول الدورة المستندية في اتخاذ القرارات، تعد عائقا ويجب معالجتها بتكاتف الجميع، مشددا معاليه على أهمية تفعيل اللامركزية، وفق توجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بأهمية التكامل بين المحافظات والمجالس البلدية، وإشراكهم في إعداد خطط التنمية القطاعية.
وأضاف معاليه: نحن ملتزمون بفتح باب النقاش وتلقي الملاحظات من المحافظات والمجالس البلدية، ونؤمن بأن أي نجاح يتحقق في أي جهة هو نجاح للجميع، ولا يجب أن تركز تقارير الأداء على أداء جهة واحدة فقط. كما أن هناك مطالبا واضحة من بعض الجهات بصلاحيات أوسع لاتخاذ القرار في القطاع السياحي، واصفًا إياها بالمطالب المشروعة، لا سيما مع نضوج تجربة المحافظات في إدارة التنمية.
وأكد معالي الوزير أن الأصول التراثية والمواقع المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، وكذلك التراث المعماري والمواقع التمهيدية، تُعد فرصًا واعدة للاستثمار السياحي، مع ضرورة توظيفها بما يخدم المحتوى المحلي ويحقق قيمة مضافة للمجتمعات المحلية، كما أوضح معاليه أهمية مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في المشاريع التنموية لبناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام.
تنمية قطاعي التراث والسياحة
وناقش المشاركون في حلقة العمل المبادرات والحلول العملية التي تهدف إلى معالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية قطاعي التراث والسياحة، وإيجاد مبادرات تعزز تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة بحلول عام 2040 من بينها: رفع نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5.3%، وتحقيق استثمارات تراثية وسياحية تُقدّر بـ12 مليار ريال عماني، ورفع تنافسية سلطنة عُمان في مؤشر السفر والسياحة إلى المرتبة 40 عالميًّا، إلى جانب زيادة نسبة رضا السياح المحليين والأجانب عن الخدمات السياحية والمرافق الأساسية لتصل إلى 80%.
وتهدف وزارة التراث والسياحة بنهاية عام 2025 إلى اعتماد نظام حوكمة تكاملية بين الوزارات والمحافظات، ويشمل ذلك مرتكز الحوكمة والتكامل المؤسسي الذي يتضمن: تطوير نظام حوكمة تكاملية بين الوزارة والمحافظات، والتوافق على الصلاحيات والمسؤوليات بوضوح، وإعداد وتنفيذ مخططات التنمية السياحية للمحافظات المعتمدة والجديدة، والتوافق على تخصيص الأراضي والنطاقات التراثية والسياحية، إلى جانب تعزيز الشراكات المؤسسية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
أهمية التنسيق المؤسسي
تجدر الإشارة إلى أن حلقة العمل الوطنية حول "معالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية التراث والسياحة مع المحافظات" تناولت خلال الأيام الثلاثة الأولى من البرنامج، سبل تعزيز التنسيق المؤسسي بين وزارة التراث والسياحة كجهة مركزية معنية بقطاعي التراث والسياحة والمحافظات باعتبارها شريكًا رئيسيًّا في تنمية القطاعين، من خلال وضع آليات حوكمة واضحة لتنمية القطاعين، إلى جانب بحث تطوير البنية الأساسية وإيجاد حلول شاملة لتطوير المرافق الخدمية والسياحية، وتعزيز الابتكار والاستدامة لتلك المشاريع وتحقيق قيمة مضافة على المستوى المحلي.
الجدير بالذكر أن برنامج الحلقة تضمن عروضًا تقديمية، وجلسات تحليلية، ونقاشات جماعية مع ممثلي الوزارة والمحافظات والجهات الحكومية المعنية والخروج بمبادرات وحلول عملية لمعالجة تحديات حوكمة إدارة تنمية قطاعي التراث والسياحة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التراث والسیاحة سلطنة ع إلى أن
إقرأ أيضاً:
تنمية نفط عمان تسجل إنتاجا يوميا بـ679 ألف برميل في 2024
كتب-مي الغدانية
سجل متوســط إنتاج النفط الخام من شركة تنمية نفط عمان العام الماضي 679,922 برميلا يوميا متجاوزا المعدل المســتهدف بنحو 7 آلاف برميل ما يعادل 101.1 % من الخطة الإنتاجية وهو أعلى معــدل للإنتاج منذ 20 سنوات الماضية مما يعكس كفاءة الشركة في إدارة حقولها النفطية.وبلغ إنتاج المكثفات 83,622 برميلا يوميا، فيما سجل إنتاج الغاز الطبيعي 48.79 مليون متر مكعب يوميا، بما يتماشى مع انخفاض الطلب من الجهات المستهلكة. وبلغ متوسط إجمالي الإنتاج اليومي من النفط والمكثفات والغاز حوالي 1.1 مليون برميل مكافئ نفطي.
وأسهمت الزيادة في الإنتاج وما صاحبها من تحسن أسعار النفط في تحقيق إيرادات تجاوزت 22.5 مليار دولار، مدفوعة بأداء تشغيلي مرن وكفاءة تشغيلية عالية، إذ حافظت الشركة على تكلفة تشغيلية منخفضة قدرها 7.4 دولار فقط لكل برميل.
وشهد عام 2024 حفر 886 بئرا نفطية وغازية، إلى جانب تنفيذ أكثر من 24 ألف نشاط متعلق بإكمال الآبار وصيانتها وإدارة المكامن، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز الإنتاجية واستدامة العمليات.
مشاريع استراتيجية
ونفذت شركة تنمية نفط عمان في عام ٢٠٢٤ حزمة واسعة من المشاريع النفطية والغازية، بقيمة إجمالية بلغت مليار دولار أمريكي من أبرزها مشروع منطقــة الهويســة الــكبرى في شمال منطقة الامتياز.
و في جنوب منطقة الامتياز، تنفيذ مشروع ضغــط الغاز بمحطــة الإنتاج الرئيســية في مرمول الذي الذي أسهم في تحسين الكفاءة وتقليل حرق الغاز.
وشــغلت الشركة مشروع سيح رول شــمال-غرب، ومشروع تحديث عــداد التصديــر في مينــاء الفحل، وإنجاز مراحل تشــغيل المرافق الحيوية (M130)لكل من المحفظــتين (أ) و(ب) فــي الموعــد المحدد.
الطاقة المتجددة
واصلت الشركة استثماراتها في الطاقة المستدامة، إذ يجري العمل على إنشاء محطة شمسية مستقلة بقدرة 100 ميغاواط ومزرعتين للرياح، من المقرر تشغيلها في عام 2026 وتتماشى هذه المشاريع مع أهداف الشركة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 وحققت مديرية الاستكشاف اكتشافات نفطية وغازية مهمة، أضافت 135.4 مليون برميل من النفط و0.73 تريليون قدم مكعبة من الغاز غير المصاحب إلى الاحتياطات، بتكلفة استكشاف منخفضة بلغت 1.3 دولار لكل برميل مكافئ.
وجرى خلال العام الماضي حفر 32 بئرا استكشافية لاختبار طبقات جيولوجية مختلفة ضمن مبادرة "الإنتاج المتزامن مع الاستكشاف"، التي تتيح الاستفادة المبكرة من الاكتشافات.
تطوير الموارد
واعتمدت الشركة خططا خمسية متكاملة لتطوير الموارد الغازية والنفطية، تركز على التكوينات العميقة والمعقدة والمكامن غير التقليدية، مع استخدام تقنيات المسح الزلزالي المتقدمة (WAZ) وتقنيات التعلم الآلي لتحسين تفسير البيانات مشاريع استثمارية بلغت قيمة المشاريع المنفذة في 2024 نحو مليار دولار، شملت مشاريع بنية تحتية وتحسين الكفاءة التشغيلية في مناطق الامتياز، إلى جانب تعزيز ضغط الغاز واستخدام تقنيات إزالة الكبريت لتقليل الانبعاثات.
المحتوى المحلي
وخصصت شركة تنمية نفط عمان 16% من إنفاقها في سلسلة التوريد لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وشركات المجتمع المحلي، حيث بلغ إجمالي الإنفاق على هذه الشركات 171 مليون دولار.
كما نفذت 44 مناقصة بقيمة 4.4 مليار دولار، و7 فرص استثمارية جديدة بقيمة 40 مليون دولار لتعزيز التصنيع المحلي في مجالات متعددة مثل الطاقة الشمسية والاتصالات.
وأطلقت الشركة برامج تدريبية مكثفة شملت 70 شركة ومقاولا من الباطن، إضافة إلى برنامج "ارتقاء" بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والذي استهدف 30 مؤسسة عبر 9 نماذج تدريبية لتعزيز المهارات والمنافسة.