فرشاة أسنان تكشف خيانة زوجية في بريطانيا
تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT
لندن
قادت فرشاة أسنان ذكية امرأة بريطانية إلى اكتشاف خيانة زوجها، بعدما رصدت بيانات استخدامها في أوقات لم يكن من المفترض أن يكون فيها في المنزل.
وتعود القصة إلى سيدة بريطانية وأم لطفلين، كانت تتابع عن كثب عادات أطفالها الصحية من خلال تطبيق على هاتفها الذكي مرتبط بفرشاة الأسنان، بهدف تحفيزهم على العناية بنظافتهم الفموية.
إلا أن المفاجأة كانت حين لاحظت استخدام الفرشاة في ساعات غير معتادة، تحديدًا في أوقات النهار، ما أثار شكوكها.
ومع تكرار هذا النمط، بدأت الزوجة تلاحظ نشاطًا منتظمًا للفرشاة كل صباح جمعة، في وقت يُفترض فيه أن يكون الزوج في مقر عمله.
وعند مواجهته، أنكر الأمر تمامًا، مدعيًا التزامه الدوام، لكن الزوجة لم تكتفِ بإجاباته، وواصلت مراقبة البيانات، لتكتشف نمطًا ثابتًا يؤكد استخدام الفرشاة داخل المنزل في توقيتات دقيقة، بينما الأبناء في المدرسة والزوج يدّعي الانشغال بالعمل.
وبحسب المحقق الخاص بول جونز، الذي تولى متابعة تفاصيل القضية، فقد تبيّن لاحقًا أن الزوج كان يستغل غياب العائلة لعقد لقاءات مع إحدى زميلاته داخل المنزل.
وأوضح جونز أن ما ساعد في كشف الحقيقة هو التوثيق الدقيق الذي توفره الأجهزة الذكية، مؤكدًا أن البيانات الرقمية “لا تكذب ولا تنحاز”، على حد تعبيره.
وقال جونز: “عندما تسجل فرشاة الأسنان نشاطًا في الساعة 10:48 صباحًا، بينما من المفترض أن يكون الشخص في مكتبه منذ التاسعة، فالأمر يثير الريبة”، مشددًا على أن التقنيات الذكية أصبحت بمثابة “شهود صامتين”، يمكن أن تتحول بياناتهم إلى أدلة لا تقبل الجدل.
إقرأ أيضًا
رجل يقفز من الطابق الرابع بعدما اكتشف زوج عشيقته بعلاقتهما
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: بريطانيا تقنية ذكية خيانة زوجية فرشاة أسنان
إقرأ أيضاً:
بين خيانة التطبيع وصمت الأشقاء
أحمد بن محمد العامري
في كل صباح تستيقظ فيه غزة على صدى القنابل، لا يسمع العالم سوى صراخ الأطفال.
أصوات هشّة، لكنها أشد مضاءً من صواريخ الحقد، تنفذ إلى أعماق الضمير البشري، تسائل العالم وتعاتب الأشقاء قبل الأعداء.
في هذا الزمن العربي المائل، لم تعد الخيانة تأتي من خلف الحدود فحسب، بل باتت تلبس وجوهاً مألوفة، وتنطق بلغتنا، وتُبرّر بالسلام ما لا يُبرَّر.
العدو معروف، منذ النكبة الأولى وحتى اللحظة، لم يبدّل جلده، ولم يُخفِ نيّته. اغتصب الأرض، وقتل الأبرياء، وشرّد العائلات، ثم وقف ليحاضر في "أخلاقيات الحرب". ولكن الأكثر مرارة من أفعال العدو، هو خذلان القريب، هو اليد التي لم ترتفع للدفاع، واللسان الذي لم ينطق بالحق، والنظام الذي استبدل البندقية بمصافحة القاتل.
لقد مضت سنوات طويلة، كان فيها الشجب والتنديد أدوات فارغة يتسلّى بها بعض الحكّام، أما اليوم، فقد تخلوا حتى عن هذه الشعارات المستهلكة. ركضوا إلى عواصم القرار، حاملين أوراق السلام، موقّعين بأحرف الخضوع، متناسين الدم الذي لم يجف بعد من جدران الشجاعية وجنين وخان يونس.
في زمن أصبح فيه التطبيع وسامًا تُقلَّده بعض الأنظمة، بات أطفال فلسطين وحدهم يرفعون راية الرفض، يكتبون بالدم ما لم تجرؤ عليه أقلام الساسة. إنهم لا يجهلون مَن عدوهم، لكنهم يعرفون أيضًا مَن باعهم، ومن خانهم، ومن استبدل قدسهم بأبراج من زجاج. هؤلاء الأطفال لا يطالبون بالشفقة، بل بالعدالة، ولا ينتظرون من العرب دموعًا، بل وقفة حقيقية تليق بتضحياتهم.
هل تدرك الأنظمة المطبّعة أنها حين صافحت الاحتلال، لم تكن تبارك "سلامًا"، بل تخون دماء الشهداء؟ هل يدرك الصامتون أن صمتهم لم يكن حيادًا، بل انحيازًا؟ وأن من لا يقف في صف المظلوم، يقف – بالضرورة – في صف الظالم؟
إن أطفال فلسطين لا يكتبون البيانات، لكن أجسادهم النازفة تفضح كل بيان كاذب. لا يملكون منابر إعلام، لكن صرختهم تُدوّي في أذن كل ضمير لم يمت بعد.
فلسطين لا تحتاج إلى عواطف باردة، بل إلى مواقف حارّة كالدم. أطفالها ليسوا ضحايا فقط، بل شهود على زمن مهزوم، فيه الصمت جريمة، والتطبيع خيانة، والخذلان خنجر في الظهر. إنّ من يطبع مع القاتل، لا يمكنه أن يدّعي البراءة، ومن يبرر الصمت، فهو شريك في الجريمة.
سيكبر أطفال فلسطين، ولن ينسوا. سيحفظون وجوه من خذلوهم، كما يحفظون أسماء من ساندوهم. وفي يوم ما، حين تنجلي الغمة، سيُكتب في التاريخ: أن الاحتلال كان عدواً، لكن الخذلان جاء ممن كنّا نحسبهم إخوة.
فلتبقَ صرختهم مدوّية: من يصمت عن القتل، قاتل. ومن يبرّر التطبيع، خائن. ومن باع فلسطين، لا يستحق أن يُحسب على العروبة ولا علا الإنسانية.
ahmedalameri@live.com