في تطور مفاجئ يعيد رسم ملامح الحرب الروسية الأوكرانية، نفذت كييف هجوما نوعيا غير مسبوق طال العمق الروسي في قلب سيبيريا، مستهدفة منشآت يعتقد أنها على صلة مباشرة بالثالوث النووي الروسي. 

العملية، التي وصفت بأنها الأبعد جغرافيا منذ اندلاع الصراع، فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد، تثير تساؤلات مصيرية حول طبيعة الرد الروسي المرتقب.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تبدو مواقف كل من أوكرانيا وروسيا واضحة ومعلنة قبيل الجولة الجديدة من المفاوضات، غير أن هناك إشكالية تتعلق بطبيعة المطالب المطروحة، تحديدا من حيث الجانب الإجرائي، وهو ما يستدعي التمييز بين ما هو إجرائي وما هو جوهري.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فالمطالب الإجرائية تتصل بشكل مباشر بمضمون المذكرة أو الوثيقة التفاوضية، وكذلك بالردود المنتظرة من الجانب الروسي، الذي يسعى إلى تعطيل تقديم البنود المتعلقة بما يمكن مناقشته خلال المفاوضات، إلى جانب ردود الجانب الأوكراني على ما قد يُطرح من مقترحات.

وأشار فهمي، إلى أن الإشكالية الحالية إذا ليست جوهرية في مضمونها، بل إجرائية في مسارها، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في الشروط المحتملة التي قد تتضمنها الوثيقة النهائية، خاصة في ظل التصعيد العسكري المتزايد، واتساع رقعة الاشتباكات، واحتلال قوات روسية لمزيد من مناطق التماس والقرى خلال الأيام الأخيرة، وهو ما يعقد المشهد ويجعل من التوصل إلى توافق أمرا أكثر صعوبة.

 هجوم نوعي في العمق الروسي

في مشهد غير مسبوق يعيد خلط أوراق الحرب بين موسكو وكييف، شنت أوكرانيا هجوما مبتكرا باستخدام طائرات مسيرة، استهدفت من خلالها مواقع حساسة داخل العمق الروسي، وتحديدا في قلب سيبيريا، على مسافة تزيد عن 4000 كيلومتر من حدود الصراع التقليدية.

الهجوم الذي قدر أن خسائره بلغت مليارات الدولارات، استهدف مطارات عسكرية ومنشآت يعتقد أنها تتصل بالثالوث النووي الروسي، ما شكل ضربة تكتيكية ذات بعد استراتيجي، وصفها مراقبون بأنها أبعد وأخطر عملية منذ بداية الحرب.

وانطلقت الطائرات المسيرة من داخل الأراضي الروسية نفسها، في خطوة لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي التي تحيط بالحدود، بحسب ما كشفته مصادر أوكرانية، وقد طالت العملية أكثر من 40 طائرة عسكرية، ما يجعلها من أعنف الضربات الجوية ضد البنية التحتية العسكرية الروسية حتى الآن.

الصمت الروسي وتساؤلات حول الدور الغربي

رغم ضخامة الحدث، التزمت موسكو الصمت الميداني، مكتفية بتأكيد وقوع الهجمات واعتقال عدد من المشتبه بهم، دون الكشف عن تفاصيل الخسائر أو الردود المحتملة.
في المقابل، تزامنت الضربات الجوية مع سلسلة تفجيرات استهدفت جسورا وسككا حديدية في منطقتي بريانسك وكورسك، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات، الأمر الذي أثار تساؤلات جدية حول التنسيق المحتمل بين أجهزة غربية واستخبارات أوكرانية في تنفيذ هذه العمليات.

أردوغان: المحادثات الأولى للسلام بين روسيا وأوكرانيا بإسطنبول مهمة لإنهاء الحربألف مقابل ألف.. روسيا وأوكرانيا يتفقان على صيغة جديدة في تبادل الأسرى

الرد الروسي.. قاس لكنه غير نووي 

وفي تعليقه على التطورات، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي بسام البني أن "الرئيس الروسي عودنا على هدوئه المنظم جدا"، مرجحا أن الرد قادم لا محالة، لكنه استبعد أن يكون نوويا في هذه المرحلة، معتبرا أن مستوى التصعيد لم يصل إلى الحد الذي يستدعي تفعيل العقيدة النووية الروسية.

 وأشار البني إلى أن الهجمات على كورسك وبريانسك، وخاصة تلك التي طالت المدنيين، "تشكل جريمة مدانة"، لكنه أبدى تفهما للهجمات التي استهدفت المنشآت العسكرية ضمن ما وصفه بـ"قواعد الاشتباك في حرب مفتوحة بين دولتين".

وعبر البني عن شكوكه العميقة في دور الغرب، قائلا: "لو كنت مكان بوتين، لأصدرت أوامري منذ اليوم الأول بقصف أي دولة تزود أوكرانيا بالسلاح، فور سقوط أي قذيفة على الأرض الروسية الأصلية".

وأضاف أن بوتين قد يمتنع عن هذا الخيار بسبب صبره الاستراتيجي، إلا أن الشارع الروسي يطالب برد مباشر، محذرا من أن استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا يجعل موسكو أمام اختبار حقيقي لإرادتها، خاصة مع اعترافات أميركية بأن الحرب الحالية باتت "حربا بالوكالة".

إيفان يواس: محادثات اسطنبول بين روسيا وأوكرانيا كانت عرضا مسرحيا موجها لـ ترامبمصر ترحب بالمفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا طباعة شارك روسيا أوكرانيا الحرب بأوكرانيا القوات الروسية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا الحرب بأوكرانيا القوات الروسية روسیا وأوکرانیا

إقرأ أيضاً:

روسيا تهاجم أوكرانيا بأكثر من 300 طائرة مسيرة و8 صواريخ

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  أن روسيا أطلقت خلال الليل أكثر من 300 طائرة مسيرة و8 صواريخ لمهاجمة أوكرانيا.

وفي وقت سابق ، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده على وشك التوصل إلى اتفاق تمويل مع هولندا لإنتاج طائرات بدون طيار في أوكرانيا.


وفي خطابه للأمة، قال زيلينسكي إنه يتوقع إتمام الاتفاق هذا الأسبوع، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال الرئيس الأوكراني : "سيتم تحويل 400 مليون يورو إضافية [460 مليون دولار] لشركاتنا الأوكرانية، ولمصنعي الطائرات بدون طيار الأوكرانيين، إلى حسابات المنتجين الأوكرانيين هذا الأسبوع".

وتعمل أوكرانيا حاليًا على توسيع إنتاجها من الطائرات بدون طيار بمساعدة مالية غربية لتعزيز دفاعها ضد روسيا.

وأشار زيلينسكي إلى عدة هجمات روسية دامية وقعت خلال اليوم، كان أخطرها على سجن بالقرب من مدينة زابوريزهيا على خط المواجهة.


وقال حاكم منطقة زابوريزهيا، إيفان فيدوروف، عبر تليجرام إن 17 سجينًا على الأقل قُتلوا في الغارة الجوية وأصيب 42 سجينًا آخرين.

«زيلينسكي»: أوكرانيا تقترب من التوصل إلى اتفاق مع هولندا لإنتاج طائرات مُسيّرةألمانيا متورطة.. الكرملين: موسكو ملتزمة بعملية السلام لتسوية الصراع في أوكرانياترامب: بوتين أمامه مهلة 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانياترامب: سنمهل بوتين من 10 لـ 20 يوما لإنهاء حرب أوكرانيا طباعة شارك أوكرانيا روسيا الرئيس الأوكراني طائرة مسيرة هولندا

مقالات مشابهة

  • روسيا تهاجم أوكرانيا بأكثر من 300 طائرة مسيرة و8 صواريخ
  • حزب الله أمام لحظة الحسم: هل سيقاتل؟ ومَن ومتى؟
  • 20 قتيلاً وعشرات الجرحى.. ضربات روسية مكثّفة على أوكرانيا
  • ترامب يمهل روسيا 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: روسيا ستواجه عقوبات أميركية جديدة إذا لم تنه حرب أوكرانيا في 10 أيام
  • قائد أخمات الروسية: كييف ترمي بكل ثقلها لوقف التقدم الروسي باتجاه مقاطعة سومي
  • المعركة الأكثر دموية.. كيف صمدت أوكرانيا في وجه الزحف الروسي نحو بوكروفسك؟
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • ترامب يمنح روسيا 12 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا ويهدد بعقوبات
  • ترامب يدرس تقليص مهلة التوصل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية