رفض العودة إلى منبر جدة .. حميدتي يهدد بتوسيع نطاق الحرب نحو الأبيض والشمالية
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
هدد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بشن هجوم على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان والولاية الشمالية، وجدد إتهامه لمصر و إريتريا بدعم الجيش، فيما أعلن رفضه القاطع بالعودة إلى محادثات جدة التي ترعاها المملكة العربية السعودية.
الخرطوم ـــ التغيير
تأتي هذه التهديدات في ظل تمركز قوات الدعم السريع حول الأبيض من ثلاث اتجاهات، بعد أن حشدت مقاتلين من دارفور وكردفان واستعادت السيطرة على الخوي والدبيبات نهاية الأسبوع الماضي.
وفي خطاب مسجل بثته قناة الدعم السريع على تلغرام، قال حميدتي موجهاً حديثه للجيش: “لو فكرتوا تستخدموا الأبيض كنقطة انطلاق لقصف دارفور وكردفان، نحن سوف نأتي إليكم، قوتنا جاهزة للتحرك في أي وقت.” ونصح سكان الأبيض بالبقاء في منازلهم وإغلاق متاجرهم وعدم الاقتراب من المواقع العسكرية، وهي ذات النصيحة التي قدمها لأهالي الولاية الشمالية التي أوضح أن قواته في طريقها لمهاجمتها.
قوائم استهدافذكر حميدتي أن قواته تملك قوائم تنوي استهدافها في مدن مروي والدبة ودنقلا بالولاية الشمالية، مشدداً على أن كل من يوالي الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، والقياديين فيها أحمد هارون وأسامة عبد الله، “هدف مشروع لهم”.
واعتبر حميدتي استعادة قواته السيطرة على الدبيبات بجنوب كردفان والخوي بغرب كردفان بمثابة “نصر عظيم”، معلناً أن الدعم السريع دمرت 70% من “القوة الصلبة لمتحرك الصياد” التابع للجيش، والذي يسعى لاستعادة السيطرة على النهود والخوي والضعين وفك الحصار عن الفاشر.
و يُعد متحرك الصياد من أكبر متحركات الجيش، وقد استطاع استعادة مناطق حيوية في شمال كردفان وفك الحصار عن مدينة الأبيض.
اتهامات لمصر لإريترياجدد قائد الدعم السريع اتهاماته لمصر بدعم الجيش وإمداده بثماني طائرات يقودها طيارون مصريون تقلع من مدينة دنقلا لقصف كردفان ودارفور، معتبراً ذلك “عدواناً سافراً على الشعب السوداني”. وأوضح أن مصر أدخلت أمس الأول الأحد 32 شاحنة عسكرية تحمل أسلحة وذخيرة ووقوداً للطيران، معلناً مواجهة “أي تدخل خارجي يهدد السودان”. كما حذر إريتريا من استمرار دعم الجيش بالعتاد والمقاتلين.
نهاية النزاع ورفض المفاوضات
توقع حميدتي نهاية الحرب قريباً، وقرن إنهاء الحرب بنهاية تنظيم الحركة الإسلامية، في وقت أعلن رفضه العودة إلى محادثات جدة. وأضاف: “انتهى عهد المساومات، لا تفاوض مع من يقتل شعبه بالطيران، ولا سلام مع من يرفض الاعتراف بجرائمه. نحن مستعدون للحل السياسي، لكن ليس مع القتلة والمجرمين”.
وشدد على أنه ليس من دعاة الحرب، وقال إنه عمل على عدم اندلاعها بإبلاغ علي كرتي “بأن الجيش سوف يدمر البلاد”. وأفاد بأن الجيش خطط قبل للتخلص منه ومن نائبه “شقيقه” عبد الرحيم دقلو، بغرض الانتصار على الدعم السريع، مشدداً على أن الأخير سوف يظل موجوداً حتى لو قدم استقالته من قيادة القوات أو اعتزل الحرب، بعد أن أصبح الأمر قضية بحسب زعمه.
وأعلن حميدتي عزمهم تشكيل لجنة تحقيق بشأن مقتل أسير دهساً بسيارة عسكرية، داعياً قواته إلى تسليم الأسرى لمحاكم ميدانية. وكانت قوات الدعم السريع قد نشرت مقطع فيديو، بعد نهاية معركة الخوي، يظهر مقتل جندي دهساً تحت إطارات سيارة عسكرية بصورة متعمدة.
الوسومالولاية الشمالية شمال كردفان شن هجوم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مدينة الأبيض منبر جدةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الولاية الشمالية شمال كردفان شن هجوم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي مدينة الأبيض منبر جدة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أزمة نفسية داخل الجيش الإسرائيلي.. عقوبات صارمة على جنود رفضوا العودة إلى غزة!
تصاعدت الأزمة داخل الجيش الإسرائيلي مع اتخاذ السلطات قراراً صارماً ضد أربعة جنود من لواء “ناحال” الذين رفضوا العودة إلى القتال في قطاع غزة بسبب معاناتهم من صدمات نفسية ناتجة عن مشاركتهم في جولات قتالية متكررة.
وجاء ذلك رغم تأكيد تقارير طبية على أهليتهم البدنية والعقلية للخدمة، مما أثار جدلاً واسعاً حول الضغوط النفسية المتفاقمة على الجنود في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت قناة “مكان” العبرية إن الجنود الأربعة أبلغوا قادتهم بعجزهم النفسي عن العودة إلى غزة، إلا أن الجيش قرر معاقبتهم بالسجن وإبعادهم عن الخدمة القتالية، في خطوة تبرز التوترات المتزايدة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
هذه الحادثة تعكس أزمة أعمق يعاني منها الجيش تتمثل في نقص القوى البشرية بسبب الإرهاق النفسي والبدني، وظهور ظاهرة “الرفض الرمادي” التي يستخدم فيها بعض الجنود أعذاراً صحية أو عائلية لتجنب المشاركة في القتال، ما يفاقم التحديات أمام استمرار العمليات العسكرية.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه إسرائيل تصعيداً عسكرياً مكثفاً في قطاع غزة، حيث خلفت العمليات العسكرية آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين وتدميراً واسعاً للبنية التحتية، فيما تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية متزايدة، وأثرت الظروف الصعبة بشكل بالغ على جنود الاحتياط الذين استُدعوا لخدمة طويلة ومتعبة.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ في مايو 2025، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رفض 11 جندياً من الكتيبة 50 في لواء “ناحال” العودة إلى غزة، وتم الحكم على ثلاثة منهم بالسجن مع وقف التنفيذ بعد مفاوضات مع القيادة العسكرية.
دراسة أعدتها جامعة تل أبيب في مايو الماضي أوضحت أن نحو 12% من جنود الاحتياط المشاركين في العمليات يعانون من أعراض حادة لاضطراب ما بعد الصدمة، مما يعوق قدرتهم على مواصلة الخدمة القتالية، هذه الأرقام تؤكد الأبعاد النفسية الخطيرة التي ترافق الحرب، وتزيد الضغوط على الجيش الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، تتصاعد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث تؤكد حركة “حماس” استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، بينما يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية، مما يطيل أمد الأزمة ويزيد من معاناة الطرفين.
أزمة داخل الائتلاف الإسرائيلي: خلافات بين نتنياهو وسموتريتش تهدد بانهيار الحكومة
أفادت صحيفة معاريف العبرية بتصاعد التوتر داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، بعد قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السماح بهدنات إنسانية في قطاع غزة، ما أثار غضب شركائه في أقصى اليمين، وعلى رأسهم وزير المالية وزعيم حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش.
القرار فُسّر على أنه تنازل أمام الضغوط الدولية، ما دفع سموتريتش إلى الدعوة لمشاورات سياسية عاجلة لبحث مستقبل مشاركته في الحكومة، متحدثاً عن “أزمة ثقة” مع نتنياهو، خاصة بعد إدخال مساعدات إلى غزة دون تنسيق مسبق مع حزبه.
وفي موازاة ذلك، تشهد العلاقة بين “الصهيونية الدينية” و”عوتسما يهوديت” بزعامة إيتمار بن غفير توتراً متزايداً، إذ بدأت مشاورات حول استمرار دعمهما المشترك للائتلاف، وسط مؤشرات متنامية على تفكك الجبهة اليمينية.
مصادر سياسية أشارت إلى أن هذا الانقسام لم يأتِ مفاجئاً، بل تراكمت بوادره خلال الأسابيع الماضية، خصوصاً بعد تصاعد الخلافات مع الأحزاب الدينية الحريدية، والتي أدت إلى انسحاب “يهدوت هتوراه” وتراجع مشاركة “شاس” في الحكومة.
وبات خروج أي من حزبي بن غفير أو سموتريتش كفيلاً بإسقاط حكومة نتنياهو التي فقدت أغلبيتها الائتلافية، في ظل ضعف التماسك بين مكوناتها اليمينية والدينية.
الأزمة اشتدت أيضاً بعد تدخل المرجعيات الدينية، حيث هاجم الحاخام دوف ليور، المرجعية الدينية لبن غفير، صفقة تبادل الرهائن مع حركة حماس وانتقد إدخال المساعدات، معتبراً ذلك “تفريطاً في أمن إسرائيل”، ما زاد من حدة الضغط على نتنياهو.
وتأتي هذه التطورات بينما تلوح في الأفق نهاية محتملة للعمليات العسكرية في غزة، في ظل تصاعد الضغوط الدولية، والتلميحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين قال: “يجب الآن إطلاق سراح الرهائن، هناك 20 رهينة على قيد الحياة، وعلى إسرائيل اتخاذ قرار. أعرف ما كنت سأفعله، لكنني لست متأكداً إن كان ينبغي علي التصريح به”.
تصريحات ترامب أثارت وفق معاريف تكهنات حول وجود خطة أمريكية غير معلنة لإنهاء الحرب، تتضمن ملفات حساسة مثل إعادة إعمار غزة وربما إعادة توطين السكان.
في ظل هذه الخلفية المعقدة، تقف حكومة نتنياهو أمام معضلتين حرجتين: ضغوط خارجية لوقف الحرب، وتشققات داخلية تهدد بانهيار ائتلافها، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الاستمرار في السلطة خلال المرحلة المقبلة.