احتفال الإمارات بعيد الأضحى تزامناً مع «عام المجتمع» يضاعف الفرحة والتلاحم
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
أبوظبي - وام
تحتفل دولة الإمارات بعد غدٍ «الجمعة» بعيد الأضحى المبارك في مشهد يتكرر كل عام، لكنه يكتسب هذا العام عمقاً إنسانياً مختلفاً، لأن الاحتفالات تأتي بالتزامن مع مبادرة «عام المجتمع».
وتحتضن الدولة بعد غد احتفالات ملايين البشر على أرضها الطيبة من مواطنين ومقيمين وزائرين، يأتون من أنحاء المعمورة كافة، مختلفي اللغات والأعراق والانتماءات، ليحتفلوا في مكان واحد في ظل قيادة رشيدة توفر الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش للجميع دون تفرقة؛ ما يجسد مشهداً إنسانياً لا يضاهيه مشهد آخر في إسعاد القلوب وعمق الدلالة وتحقيق معنى المساواة والتآزر والاندماج الإنساني والروحي بين الجميع.
ومناسبة العيد إضافة إلى كونها شعيرة من شعائر الإسلام، إلا أنها في «عام المجتمع» لن تأتي إلا مرة واحدة، ليكون لها وقع خاص في المجتمع الإماراتي، وستضاعف من معاني السعادة والتلاحم مع الآخر، وتغرس في النفس معاني التواصل والترابط.
ويمكن أن يقرأ كل من يحتفل بهذه المناسبة على أرض الإمارات هذا العام دلالات مستمدة من «عام المجتمع» حيث لا تقاس قيمة الإنسان بجنسه أو معتقده، ولكن بامتثاله لرؤية القيادة الرشيدة، وبقدرته على تجاوز حب الذات نحو فهم أوسع للوجود الإنساني المشترك؛ إذ إن العيد بالإضافة إلى مبادرة «عام المجتمع» التي أطلقتها القيادة الرشيدة، تبرز حقيقة الأخوة الإنسانية، ورسالة السلام، ومنهج الرحمة.الفرحة فرحتان
وفي هذا السياق قال أحمد بن درويش المهيري، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إن عيد الأضحى يأتي هذا العام والإمارات تحتفل به وبـ «عام المجتمع» ما يجعل الفرحة فرحتين، مضيفا أن العيد هبة ربانية، وأن مبادرة «عام المجتمع» هدية عظيمة من قيادة حكيمة تتجلى فيها أسمى معاني الفرح والسرور، وبالتالي فإن الاحتفال هذا العام ليس مجرد احتفال عابر، بل هو هدية إلهية تُنير القلوب وتُبدد الأحزان وتبعث في النفوس الطمأنينة والسكينة، كما أن المبادرة رمزٌ للتآخي والتراحم وترسخ معاني الإخاء والمودة، وتجدد الروابط الاجتماعية، فتصفو القلوب وتتعانق الأرواح في مشهد من الألفة والمحبة.
وأضاف: «المكان الوحيد في العالم الذي سيحتفل فيه الناس بالعيد على وقع مناسبة ومبادرة هو دولة الإمارات؛ حيث ستجسد الدولة موقفاً استثنائياً تذوب فيه الحدود، وتوحد الإمارات الجموع إلى روح واحدة متحابة».
وشدد المهيري على أن كل من يحتفل بهذه المناسبة في الإمارات يحتاج إلى أن يتأمل ويتعمق في قراءة مبادرة «عام المجتمع» ومغزاها لا بوصفها ممارسة فردية، ولكن بوصفها منظومة قيمية قادرة على أن تكون الذراع الرئيس المحرك للتنمية والدرع الواقي للأمن والاستقرار، وقال: «إذا اجتمعت مع مناسبة العيد في مكان واحد تعلمنا أن العظمة في التواضع، والقوة في الصفح، والكرامة في المساواة».
وأردف: «إذا كانت مبادرة»عام المجتمع«ستنتهي في الإمارات مع نهاية العام الجاري، إلا أنها ستبقى في الضمير والوجدان، لنبدأ العمل نحو أن نكون أفضل مما كنا، ولا بد أن نعيش مبادئ المبادرة كل عام وفي كل عيد ونمضي على العهد في دولة لم تبخل على القاصي أو الداني، وهذا هو المعنى الحقيقي لمبادرة لا تنتهي بعد أن تكون أرواحنا قد صقلت وملئت بالقيم الإنسانية النبيلة».
ودعا كل من يحتفل بالعيد على أرض الإمارات الطيبة، في عام المجتمع، إلى أن يجعل من هذه المناسبة بداية لا نهاية، وأن يسعى إلى أن يزرع ما تعلمه من مبادرة «عام المجتمع» في أسرته، وفي عمله، وفي وطنه، وفي العالم بأسره.
من جانبه قال عبدالله سعيد الطنيجي، الأمين العام لجمعية الإمارات الخيرية برأس الخيمة، إن الزيارات والتجمعات العائلية في عيد الأضحى هي بمنزلة عادات وتقاليد تغرس وتجدد التآزر والتلاحم الاجتماعي، خاصة في هذا العام «عام المجتمع».
وأضاف: «في هذه الأيام المباركة يلتقي الجميع في جو من السعادة والود المتبادل، ويعززون علاقاتهم العائلية وصلة الأرحام، كما تعد المناسبة فرصة أمام الجميع لحل الخلافات بين المتخاصمين وتجديد العلاقات الاجتماعية وتوطيد أواصر المحبة بين أفراد المجتمع».
وأكد الطنيجي أن العيد صلة وواقع متجدد على مدى الحياة وفيه تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، وأنه سيسهم حتماً عندما يتزامن مع مبادرة «عام المجتمع» في أن تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس على الخير، وتتعزز قيم المحبة والتسامح والتآخي، وتترسخ روح التكافل والتضامن بين أبناء الدولة والمقيمين والزائرين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات عيد الأضحى عام المجتمع هذا العام
إقرأ أيضاً:
قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
صراحة نيوز- الاستاذ الدكتور فواز محمد العبد الحق الزبون _ رئيس الجامعة الهاشمية سابقاً.
يقدّم الدكتور صبري ربيحات في كتابه «وكأنني لازلت هناك» عملاً سرديًا يتجاوز حدود السيرة الذاتية إلى فضاء أرحب يدمج بين الذاكرة الفردية والتاريخ الاجتماعي. فالكتاب يشكّل شهادة حيّة على مسار إنساني حافل بالتجارب، يبدأ من الطفيلة وينفتح على فضاءات العمل الأكاديمي والإداري والثقافي والسياسي في الأردن. ومنذ الصفحات الأولى، يلمس القارئ صدق الكاتب، وحرصه على تسجيل التفاصيل بعمق إنساني يذكّر بأن السيرة ليست مجرد أحداث، بل هي رؤية إلى الحياة وإلى أثر المكان في تشكيل الإنسان.
يعود ربيحات إلى الطفيلة باعتبارها نقطة بدء تكوّنت فيها شخصيته وتبلورت قيمه الأولى. فهو ابن البيئة التي صاغت أبناءها على الصلابة والاعتداد بالنفس واحترام العمل. ولا يظهر المكان في الكتاب مجرد مساحة جغرافية، بل كذاكرة راسخة ومصدر للمعنى. إذ يُبرز المؤلف تأثير الطفولة المبكرة، والمدرسة، والعلاقات الاجتماعية، في بناء الإنسان، مستعيدًا مشاهد الحياة اليومية التي شكّلت خلفيته الثقافية والأخلاقية. ويتعامل مع تلك التفاصيل بحنان معرفي يجعل القارئ يشعر أنه أمام وثيقة صادقة تُدوّن تحولات المجتمع الأردني عبر صورة الفرد.
وإلى جانب البعد الاجتماعي، يكشف الكتاب عن مسيرة مهنية متشعبة تجمع بين الأكاديمية والعمل العام. فقد تنقّل الدكتور ربيحات بين مواقع متعددة، بدءًا من خدمته في الأمن العام، وصولًا إلى تولّيه حقائب وزارية مثل وزارة الثقافة ووزارة التنمية السياسية والشؤون البرلمانية. ويعرض هذه التجربة بروح المسؤول الذي يرى في العمل العام التزامًا تجاه المجتمع، وليس موقعًا بروتوكوليًا. ومن خلال سرد هذه المحطات، تُقدَّم للقارئ صورة لرجل يؤمن بأن خدمة الدولة مهمة تتطلب المعرفة والانتماء معًا.
ويتميّز الكتاب بلغته الرشيقة التي توازن بين بساطة التعبير وعمق الفكرة. فهو يكتب بلا مبالغة، وبلا مسافة بين الذاكرة والقارئ، مما يمنح السرد صدقه ودفئه. كما تتضح في أسلوبه خبرة الأكاديمي وقدرته على قراءة الأحداث وربطها بسياقاتها الثقافية والاجتماعية، وهو ما يضفي على السيرة قيمة معرفية مضاعفة. وفي الوقت نفسه، تحضر الإنسانية بوضوح في طريقته في استحضار العلاقات والتجارب، وفي قربه من الناس وتجاربهم اليومية.
وبالنظر إلى موضوعه وأسلوبه وأبعاده الفكرية والتربوية، يُعدّ الكتاب مادة ذات قيمة للتدريس في المدارس والجامعات، خصوصًا في مساقات التربية الوطنية، والدراسات الاجتماعية، وأدب السيرة الذاتية. فهو نموذج لكتابة تجمع بين التجربة الشخصية والتاريخ الوطني، وتساعد القارئ ،وخاصة الطالب ،على فهم كيفية تداخل السيرة الفردية مع تحولات المجتمع والدولة.
ملامح شخصية الدكتور صبري ربيحات كما تعكسها السيرة
تكشف صفحات الكتاب عن مجموعة من السمات التي تكوّن صورة واضحة لشخصية المؤلف، من أبرزها:
1. الانتماء للبيئة الأصلية
يظهر ربيحات ابنًا وفيًا للطفيلة، ممتنًا لتجربته الأولى، ومحمّلًا بقيم الجهد والنزاهة والاقتراب من الناس.
2. الصدق والشفافية
يكتب تجربته كما عاشها، دون تجميل أو مواربة، الأمر الذي يمنح السرد واقعيته ومصداقيته.
3. الرؤية الوطنية
لا ينظر إلى الأحداث من زاوية فردية فحسب، بل يربطها بالسياق الأردني العام، ويقدّم شهادة ناضجة على تاريخ اجتماعي وسياسي متحوّل.
4. العقل الأكاديمي
تظهر خبرته البحثية في قدرته على التحليل، وفي سلاسة الجمع بين التجربة الذاتية والمعطيات الموضوعية.
5. خبرة العمل العام
تمتزج في شخصيته ثقافة المثقف مع مسؤولية رجل الدولة، مما يجعل سيرته نموذجًا لفهم دور النخب في خدمة المجتمع.
6. البعد الإنساني
في كل التفاصيل، يحضر الإنسان القريب من الناس، والحريص على قراءة التجربة من منظور إنساني قبل أي شيء آخر.
خلاصة القول، يمثّل كتاب «وكأنني لازلت هناك» إضافة نوعية إلى أدب السيرة الذاتية في الأردن، لما يحمله من قيمة توثيقية وإنسانية، ولقدرته على الجمع بين سرد التجربة الفردية ورصد تحولات المجتمع. وهو عمل يستحق القراءة والتأمل، ويناسب أن يكون مرجعًا تربويًا يوظَّف في العملية التعليمية، لما يقدّمه من مضامين ثقافية ووطنية وأخلاقية راسخة. ويظلّ الكتاب شهادة صادقة لرجل حمل قيم بيئته معه أينما ذهب، وظلّ قريبًا من الناس ومن الحقيقة ومن فكرة الخدمة العامة.