أكد أن معاني التوحيد والتقوى تتجلى في عرفة.. صالح بن حميد: الالتزام بأنظمة الحج سلوك حضاري يسهم في تيسير المناسك
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
البلاد – عرفات
أكّد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، أهمية التزام الحجاج بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشعائر الحج، مبينًا أن هذا الالتزام يعكس روح التعاون والانضباط، ويعبّر عن وعي ديني وسلوك حضاري، كما يسهم في تحقيق مقاصد الشريعة، وييسر أداء المناسك في أمن وطمأنينة.
جاء ذلك في خطبة عرفة التي ألقاها أمس (الخميس) بمسجد نمرة، وتقدم المصلين فيها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة.
وأشاد ابن حميد بما توليه السعودية من عناية فائقة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما تقدمه من خدمات متكاملة ورعاية شاملة عبر أجهزتها المختلفة؛ لضمان سلامة الحجاج وراحتهم.
وقال: إن يوم عرفة يوم عظيم يومٌ يجتمع فيه المسلمون في مكان واحد، تتجلى فيه معاني التوحيد والتقوى، وهو من أعظم أيام الدنيا وأحبها إلى الله، يُستجاب فيه الدعاء وتُضاعف الحسنات. ثم انتقل إلى الحديث عن جوهر الدين، موضحًا أن الإسلام يقوم على ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان. فالإسلام أركانه خمسة: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ولكل ركن أثره في تهذيب النفس وتحقيق الطهارة المعنوية والحسية، وترسيخ القيم الاجتماعية كالتكافل والتعاون والوفاء.
وأضاف:” أما الإيمان، فقد بيّن أن له ستة أركان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره”، مشيرًا إلى أن هذه الأركان تُشكل منظومة عقدية متكاملة تنعكس آثارها على سلوك المسلم وحياته اليومية، وتجعل منه عبدًا صالحًا يسير على منهج مستقيم، ويتصف بحسن الأخلاق وبرّ الوالدين وصلة الأرحام والصدق والصبر والشكر والتوبة.
وتطرّق خطيب عرفة إلى الإحسان؛ بوصفه أرفع مراتب الدين، ويتمثل في عبادة الله على وجه الاستحضار الدائم لمراقبته، مما يثمر الإخلاص في العمل، وصفاء القلب، وخشية الله في السر والعلن.
ودعا الحجيج ابن حميد للاقتداء بسنة النبي- صلى الله عليه وسلم- في أداء مناسكهم، واغتنام يوم عرفة بكثرة الذكر والدعاء والثناء على الله، مبينًا أنه يوم عظيم تُعتق فيه الرقاب وتُجاب فيه الدعوات، وسأل الله القبول لحجهم، والمغفرة لهم، وصلاح أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: بن حمید
إقرأ أيضاً:
حضرتك مش محتاج حد.. الشيخ خالد الجندي: علاقتك بالله لا تحتاج وسيطا
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن التوبة إلى الله ليست بحاجة إلى تعقيد أو وسطاء، وإنما يكفي فيها الصدق واختصار الطريق، مشددًا على أن القرب من الله لا يحتاج إلى وسيط.
وأضاف الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "أي إنسان فيكم عاوز يتوب؟ عاوز أقول لحضرتك ما كمن القبول من الله هو في اختصارك للطريق، يعني اختصر الطريق ما تكلكعش الدنيا، المسألة مش معقدة"، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".
خالد الجندي: ليس من الصحيح تخويف الناس من الدين وتعقيد العبادة
خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يُفتي.. والفتوى تحتاج لعقل راجح
ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية
خالد الجندي: 5 مقاصد و3 مصالح لتحديد الحكم الصحيح في الفتوى
الشيخ خالد الجندي: قاعدة الضرر يزال مفتاح استقرار المجتمع
هل تفسير الأحلام علم شرعي؟.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل
وتابع الشيخ خالد الجندي "حضرتك مش محتاج حد يعقدلك الطريقة بينك وبين الله سبحانه وتعالى، وبالتالي احنا عملنا إيه؟ دخيل في النص بيننا وبين ربنا، نط في النص ناس دخلاء... بقينا عندنا تدين بالوكالة".
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن بعض الناس أصبحوا يبحثون عن وسطاء، قائلاً: "تلاقي واحد يجي يقولي معلش اقرأ لي قرآن على الواد علشان حالته... بحس إن احنا شوية بنخلي ما بيننا وبين الله وسطاء. هو ده. مفيش حد وسيط ما بيننا"، مؤكدا أن القرآن يرفض هذه الوساطة.
وضرب مثالاً قائلاً: "أنا أقرأ لك قرآن على أبنك ليه؟ ما تقرأ أنت.،واحد يقولي طيب خلفت، تعال عشان تأذني في ودن المولود... طيب ما تأذن أنت، يجي واحد يقولي الله يخليك يا مولانا ارقيني. طيب ما تقرأ لنفسك أنت".
خالد الجندي: تخويف الناس من الدين وتعقيد العبادة ليس من الصوابقال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين والتيسير على الناس، دون تعقيد أو إرهاق في التعبد والدعاء.
وروى الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، قصة رجل عربي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "يا رسول الله، ما كنت تقول في صلاتك؟ فإني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ"، فابتسم النبي وأجابه: "ما تقول أنت؟"، فقال: "أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار"، فقال له النبي: "حولهما ندندن"، موضحًا أن المقصود بالدندنة هو الصوت الخافت.
وشدد الشيخ خالد الجندي على أن هذه القصة تمثل درسًا عظيمًا في رحمة النبي وتيسيره، مضيفًا: "ليس من الصحيح أن نخوّف الناس أو نثقل عليهم الدين أو شروط التوبة والرجوع إلى الله، إذا أراد أحدهم أن يستغفر، فليقل ببساطة: أستغفر الله العظيم، دون أن يُشترط عليه حفظ أدعية طويلة أو ألفاظ معقدة".