البلاد – عرفات
أكّد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، أهمية التزام الحجاج بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشعائر الحج، مبينًا أن هذا الالتزام يعكس روح التعاون والانضباط، ويعبّر عن وعي ديني وسلوك حضاري، كما يسهم في تحقيق مقاصد الشريعة، وييسر أداء المناسك في أمن وطمأنينة.
جاء ذلك في خطبة عرفة التي ألقاها أمس (الخميس) بمسجد نمرة، وتقدم المصلين فيها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة.


وأشاد ابن حميد بما توليه السعودية من عناية فائقة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما تقدمه من خدمات متكاملة ورعاية شاملة عبر أجهزتها المختلفة؛ لضمان سلامة الحجاج وراحتهم.
وقال: إن يوم عرفة يوم عظيم يومٌ يجتمع فيه المسلمون في مكان واحد، تتجلى فيه معاني التوحيد والتقوى، وهو من أعظم أيام الدنيا وأحبها إلى الله، يُستجاب فيه الدعاء وتُضاعف الحسنات. ثم انتقل إلى الحديث عن جوهر الدين، موضحًا أن الإسلام يقوم على ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان. فالإسلام أركانه خمسة: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ولكل ركن أثره في تهذيب النفس وتحقيق الطهارة المعنوية والحسية، وترسيخ القيم الاجتماعية كالتكافل والتعاون والوفاء.
وأضاف:” أما الإيمان، فقد بيّن أن له ستة أركان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره”، مشيرًا إلى أن هذه الأركان تُشكل منظومة عقدية متكاملة تنعكس آثارها على سلوك المسلم وحياته اليومية، وتجعل منه عبدًا صالحًا يسير على منهج مستقيم، ويتصف بحسن الأخلاق وبرّ الوالدين وصلة الأرحام والصدق والصبر والشكر والتوبة.
وتطرّق خطيب عرفة إلى الإحسان؛ بوصفه أرفع مراتب الدين، ويتمثل في عبادة الله على وجه الاستحضار الدائم لمراقبته، مما يثمر الإخلاص في العمل، وصفاء القلب، وخشية الله في السر والعلن.
ودعا الحجيج ابن حميد للاقتداء بسنة النبي- صلى الله عليه وسلم- في أداء مناسكهم، واغتنام يوم عرفة بكثرة الذكر والدعاء والثناء على الله، مبينًا أنه يوم عظيم تُعتق فيه الرقاب وتُجاب فيه الدعوات، وسأل الله القبول لحجهم، والمغفرة لهم، وصلاح أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بن حمید

إقرأ أيضاً:

أكثر 100 مليون رسالة نصية على الهواتف.. «الترجمة والتقنية» تُسهمان في تيسير أداء المناسك للحجاج من مختلف الثقافات

رغم تنوع لغاتهم واختلاف ثقافاتهم، يؤدي أكثر من مليون ونصف حاج مناسكهم في تناغم لافت، تجمعهم وجهة واحدة، ويقودهم هدف مشترك، بينما تتلاشى حواجز اللغة أمام روحانية المشهد ودقة التنظيم.

وأسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز هذا التناغم، عبر تطبيقات ترجمة فورية على الهواتف، وأجهزة ذكية موزعة في مواقع حيوية، تمكّن الحجاج من فهم الإرشادات والتعليمات بلغات متعددة في ثوانٍ معدودة، ضمن جهود نوعية ترتقي بتجربة الحج.

ووفّرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد طواقم ترجمة متخصصة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، لتقديم التوعية الدينية بعدد من اللغات العالمية، شملت الإنجليزية، والفرنسية، والتايلندية، والصربية، والأردية، والهولندية، والفلبينية، والأمهرية، والإندونيسية، والألمانية، والتركية، إلى جانب لغات أخرى يتم توفيرها حسب الحاجة، بما يلبي احتياجات ضيوف الرحمن القادمين من أكثر من (100) دولة

وفي سياق جهودها التوعوية، وفّرت الوزارة طواقم ترجمة متخصصة لتقديم الإرشاد الديني بأكثر من عشر لغات، تخدم الحجاج من أكثر من (100) دولة، وأطلقت خدمة الهاتف المجاني للرد على استفساراتهم عن بُعد، مستهدفة استقبال نصف مليون مكالمة خلال الموسم، إلى جانب بث أكثر من (4) ملايين رسالة توعوية عبر (340) شاشة إلكترونية، و(100) مليون رسالة نصية على هواتف الحجاج، في خطوة تعكس توظيف الوزارة للتقنية في توسيع نطاق الخدمة ورفع كفاءتها.

وأكملت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها لترجمة خطبة عرفة لموسم حج 1446هـ إلى (35) لغة، بالتعاون مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ضمن جهودها لإثراء التجربة الدينية للحجاج ونشر رسالة الوسطية والاعتدال عالميًا.

ويستهدف المشروع أكثر من 5 ملايين مستفيد، في خطوة تعكس تكامل الجهود بين الجهات المعنية لإيصال مضامين الخطبة بلغة يفهمها العالم، وتعزيز الحضور العالمي للحرمين الشريفين.

ويُظهر هذا التلاقي بين التقنية والإنسان، وبين الترجمة والتنظيم، نموذجًا متقدمًا في إدارة الحشود العالمية، ويجسد التزام المملكة برسالتها الدينية والإنسانية، وحرصها على أن تكون تجربة الحج ميسّرة وآمنة وشاملة، مهما اختلفت اللغة أو الثقافة أو الموقع الجغرافي.

وفي موسم يؤدي فيه الملايين شعائرهم بخطى موحدة، تصبح التقنية حليفًا للتيسير، والترجمة جسرًا للتفاهم، والحج تجربة روحانية تتجاوز حدود اللغة.

وزارة الشؤون الإسلاميةخدمة ضيوف الرحمنالذكاء الاصطناعيأخبار السعوديةأهم الأخبارتجربة الحج

مقالات مشابهة

  • أكثر 100 مليون رسالة نصية على الهواتف.. «الترجمة والتقنية» تُسهمان في تيسير أداء المناسك للحجاج من مختلف الثقافات
  • الشيخ صالح بن حميد يلقي خطبة عرفة اليوم من مسجد نمرة
  • الشيخ بن حميد في خطبة عرفة: يوم عرفة محطة إيمانية عظيمة تتجلى فيها معاني التوحيد والتقوى
  • الشيخ بن حميد في خطبة عرفة: الالتزام بأنظمة الحج سلوك حضاري يسهم في تيسير المناسك
  • الشيخ ابن حميد في خطبة عرفة يهيب إلى التمسك بالدين وقيمه وأخلاقه الحسنة.. ويدعو لإخواننا الفلسطينيين بالفرج والنصر
  • ‏تأثر خطيب عرفة الشيخ صالح بن حميد أثناء دعائه لفلسطين وأهلها.. فيديو
  • خطيب عرفة: الالتزام بأنظمة الحج جزء من تحقيق مقاصد الشريعة
  • خطبة عرفة .. من هو خطيب يوم عرفات؟ 20 معلومة عن الوزير صالح بن حميد
  • بث مباشر.. خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة بصوت صالح بن حميد