الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى بعد اكتمال خطط تفويجهم لمشعر منى لقضاء أيام التشريق
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
واكبت الخطط التنظيمية والخدمية لحج هذا العام 1446هـ، رحلة ضيوف الرحمن من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى، حيث جرى تنفيذها ضمن منظومة تشغيلية متكاملة، انعكست في انسيابية عالية لحركة الحشود، وسهولة وصول الحجاج إلى منشأة الجمرات لأداء شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى، واستكمال مناسكهم خلال أيام التشريق في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة والسكينة.
وأسهمت هذه الخطط التي نُفذت بالتنسيق بين مختلف الجهات الأمنية والخدمية، في تحقيق أعلى درجات الانضباط والتنظيم، مستندة إلى أدوات تقنية حديثة ونماذج تشغيلية مدروسة، مكّنت من التحكم في تدفقات الحشود وتنقلاتهم بكل سلاسة وأمان، بما يراعي الكثافة البشرية والتنوع الثقافي والجغرافي لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.
وفي جانب النقل، واصل قطار المشاعر المقدسة أداءه الفعّال، حيث بلغ إجمالي من تم نقلهم منذ انطلاق تشغيله أكثر من (604) آلاف حاج، موزعين على ثلاث حركات رئيسة؛ الحركة (أ) أكثر من (27) ألف راكب، والحركة (ب) (283) ألف راكب، فيما سجلت الحركة (ج) الأعلى بواقع (294) ألف راكب، ما يُجسد حجم الكفاءة التشغيلية للمنظومة.
وكشفت غرفة التحكم في مركز النقل العام التابع للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عن تنفيذ عملية النقل عبر أكثر من (23) ألف حافلة، توزعت على ثلاث مسارات ترددية إلى جانب وسائل النقل التقليدي، ضمن أكبر أسطول نقل يُشغَّل على نفس المساحة في العالم، محققة أفضل زمن قياسي لعملية الإفاضة الأولى، في صورة تعكس الاحترافية العالية ودقة التنسيق التشغيلي.
وفي الإطار الصحي، واصلت وزارة الصحة تقديم خدماتها المتكاملة عبر منشآتها المنتشرة في المشاعر المقدسة، وبلغ عدد الخدمات الصحية المقدمة أكثر من (125,573) خدمة، شملت عمليات متقدمة من بينها (216) قسطرة قلبية، و(18) عملية قلب مفتوح، نُفذت بكفاءة عالية على أيدي كوادر طبية سعودية مؤهلة، ما يؤكد الجاهزية الصحية المتميزة وتطور القدرات الطبية الوطنية.
وفي السياق ذاته، أوضحت وزارة الحج والعمرة أنها استخدمت حتى الآن أكثر من (5.5) ملايين عملية قراءة إلكترونية لبطاقة "نسك"، ضمن خططها التقنية لرفع كفاءة التفويج وتعزيز السلامة التنظيمية، فيما قدّم مركز العناية بضيوف الرحمن عبر الرقم الموحد (1966) أكثر من (310) آلاف خدمة للحجاج منذ بدء الموسم، بما يشمل الاستفسارات والدعم المباشر، إلى جانب تنفيذ أكثر من (65) ألف جولة رقابية نفذتها الفرق الميدانية التابعة لمراكز "امتثال" على شركات تقديم الخدمة، ضمن جهود رفع الامتثال وجودة الأداء.
وتُجسد هذه الجهود المتكاملة مستوى التكامل بين مختلف الجهات العاملة في الحج، تحت توجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى الارتقاء بمنظومة الحج، وتسخير التقنية الحديثة، وتعزيز تجربة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم في بيئة آمنة، منظمة، ومهيأة بأعلى المعايير العالمية.
الحجاجمشعر منىمشعر مزدلفةموسم الحججمرة العقبة الكبرىقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الحجاج مشعر منى مشعر مزدلفة موسم الحج جمرة العقبة الكبرى أکثر من
إقرأ أيضاً:
ضيوف الرحمن يرمون «جمرة العقبة» ويؤدون طواف الإفاضة
أحمد شعبان (مكة المكرمة، القاهرة)
أخبار ذات صلةأدى حجاج بيت الله الحرام، أمس، طواف الإفاضة في المسجد الحرام، أحد أركان الحج الأساسية، وذلك بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى.
وشهد المسجد الحرام منذ صباح أمس، توافد أعداد كبيرة من الحجاج الذين أدوا النسك في أجواء إيمانية يملؤها الخشوع والطمأنينة، وسط منظومة خدمية متكاملة وفّرتها الجهات المعنية، لتيسير أداء الشعائر بيسر وسهولة، وفق تنظيم دقيق وخطط تشغيلية محكمة.
وعملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، على تنظيم حركة الحشود داخل صحن المطاف، والمسارات المخصصة للطواف، إلى جانب تكثيف أعمال النظافة والتعقيم، وتوفير خدمات التوجيه والإرشاد بلغات متعددة، وخدمات الإسعاف والطوارئ على مدار الساعة.
ويستكمل الحجاج بعد أداء طواف الإفاضة مناسكهم في مشعر منى خلال أيام التشريق، التي يرمون فيها الجمرات الثلاث، ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع قبيل مغادرتهم مكة المكرمة.
وثمن دبلوماسيون وعلماء من الأزهر الجهود السعودية في تنظيم موسم الحج، مما ساعد حجاج بيت الله الحرام على أداء المناسك بكل سهولة ويسر، وسط أجواء من الأمن والسلامة والانسيابية التامة، وهو ما ظهر جلياً في يوم الوقوف على صعيد عرفة، وفي حركة الحجيج نحو مزدلفة من دون أي عراقيل أو عقبات.
وأعرب هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، عن بالغ تقديرهم لجهود المملكة على ما بذلته من جهود في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، مؤكدين أن المملكة وفرت جميع الوسائل والخدمات لحفظ أرواح الحجاج وتيسير المناسك.
وأوضح الدكتور طارق عبدالبصير، أحد علماء الأزهر في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النجاح الذي تحقق في حج هذا العام يُعد إنجازاً عالمياً يُحسب للمملكة والقائمين على إدارة شؤون الحج، حيث أنهم أتاحوا الفرصة للحجاج لأداء مناسكهم على أكمل وجه، مؤكداً أن هذا التيسير هو من الأمور المحمودة والجميلة.
وذكر عبدالبصير أن القائمين على شؤون الحج في المملكة يعتبرون هذه الخدمات الجليلة واجباً دينياً وأمانة يتحملونها بكل حب وإخلاص، مطالباً الحجاج بالالتزام بالضوابط التي وُضعت حفاظاً على سلامتهم وضماناً لانسيابية الحركة وتنظيم الشعائر.
بدوره، أوضح الدكتور جمال فاروق، العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر، أن الدين الإسلامي يدعو إلى الانضباط واحترام الإجراءات التنظيمية، مشيراً إلى أن ما قامت به المملكة من تنظيم دقيق للحج هو تطبيق عملي لهذه المبادئ الإسلامية.
وشدد فاروق، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الانضباط في مناسك الحج أمر ضروري، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة، والزحام الشديد، ودرجات الحرارة المرتفعة، مؤكداً أن هذا التنظيم يصب في مصلحة الحجاج وسلامتهم، ويساعدهم على أداء الشعائر بسهولة ويسر، ومن دون هذا التنظيم كانت ستحدث صعوبات ومشاكل جسيمة، إلا أن الجهود السعودية نجحت في تفاديها بالكامل.
وأكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن المملكة تقدم في كل عام خدمات جديدة تطور بها التنظيم العام للحج، وما تحقق من نجاح هذا العام، وبشكل خاص ما رُصد في وقفة عرفة، يأتي في سياق سلسلة من النجاحات المتواصلة التي حققتها المملكة خلال العشرين عاماً الماضية.
وقال هريدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تنظيم المملكة لموسم حج هذا العام، من دون وقوع أي مشكلات كبيرة، هو دليل واضح على كفاءة الجهات السعودية ونجاحها في تسهيل الإجراءات وأداء المناسك على أكمل وجه.