في زمن تتسارع فيه ابتكارات الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، تتصاعد المخاوف والتكهنات بشأن مصير الوظائف، ومستقبل الأجور، وتأثير هذه التكنولوجيا على المجتمعات.

وبينما يسيطر القلق على الكثير من التصورات، يفاجئنا تقرير عالمي جديد صادر عن شركة الخدمات المهنية "PwC" نشره موقع "CNBC" بنتائج تخالف الشائع، وتدحض عددًا من الخرافات الراسخة حول الذكاء الاصطناعي.


التقرير، بعنوان "مؤشر وظائف الذكاء الاصطناعي لعام 2025"، استند إلى تحليل شامل لأكثر من 800 مليون إعلان وظيفي وآلاف البيانات المالية من شركات في ست قارات، ليسلط الضوء على واقع الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن الضجيج. وكانت أبرز نتائجه: الذكاء الاصطناعي لا يسرق الوظائف.. بل يزيد من قيمة البشر.

اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يقترب من مكتبك.. هل وظيفتك آمنة؟

فيما يلي أبرز 6 خرافات شائعة حول الذكاء الاصطناعي، والحقائق التي كشفها التقرير:

 

الذكاء الاصطناعي لم يُحدث تأثيرًا كبيرًا على الإنتاجية

الحقيقة: منذ عام 2022، شهدت القطاعات الأكثر قدرة على تبني الذكاء الاصطناعي نموًا في الإنتاجية يقارب أربعة أضعاف مقارنة بالقطاعات الأقل تعرضًا له. على سبيل المثال، قطاع نشر البرمجيات، أحد أكثر المجالات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، سجّل نموًا في العائد لكل موظف يفوق ثلاثة أضعاف نظيره في القطاعات الأقل تعرضًا.

 



الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تراجع الأجور

الحقيقة: ارتفعت أجور العاملين الذين يمتلكون مهارات في الذكاء الاصطناعي بنسبة 56% مقارنة بزملائهم في نفس المهن ممن لا يمتلكون هذه المهارات، وهي قفزة ملحوظة عن نسبة العام الماضي (25%). كما أن الأجور في الصناعات الأكثر انكشافًا للذكاء الاصطناعي تنمو بوتيرة أسرع بمرتين من الصناعات الأقل تعرضًا له.


 
الذكاء الاصطناعي سيقلّص عدد الوظائف

الحقيقة: بين عامي 2019 و2024، نمت الوظائف ذات التعرض المنخفض للذكاء الاصطناعي بنسبة 65%، لكن المفاجأة أن حتى الوظائف المعرضة بشدة للذكاء الاصطناعي شهدت نموًا بنسبة 38%، ما يؤكد أن التكنولوجيا تخلق فرصًا جديدة، حتى في المجالات القابلة للأتمتة.

أخبار ذات صلة هاري كين يعترف بتواضع مستوى إنجلترا «رولان جاروس» تحاول علاج مشكلة «المقاعد الفارغة»

 

الذكاء الاصطناعي سيزيد من الفجوات في الدخل والفرص

الحقيقة: الوظائف القابلة للأتمتة أو التعزيز بالذكاء الاصطناعي شهدت زيادات في الأجور وارتفاعًا في الطلب عليها. كما أن الطلب على الشهادات الجامعية يتراجع بشكل أسرع في الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقًا جديدة لملايين الأشخاص، بغض النظر عن خلفياتهم التعليمية.

اقرأ أيضاً.. بيل غيتس يكشف عن 3 مهن آمنة في عصر الذكاء الاصطناعي

 


الذكاء الاصطناعي "يفرغ" الوظائف من محتواها المعرفي

الحقيقة: بدلًا من تقليل قيمة العمل، يُمكّن الذكاء الاصطناعي الموظفين من التحرر من المهام الروتينيه والتركيز على المهارات التحليلية واتخاذ القرار. مثلًا، يمكن لموظفي إدخال البيانات أن يتحولوا إلى محللي بيانات بفضل الوقت الذي يوفره الذكاء الاصطناعي.

 

الوظائف الآلية ستفقد قيمتها السوقية

الحقيقة: الوظائف ذات القابلية العالية للأتمتة لا تشهد فقط نموًا في الأجور، بل أصبحت أيضًا أكثر تعقيدًا وابتكارًا. وهذا ما يجعل العاملين فيها أكثر قيمة، وليس العكس.

 

 


 
فرصة لا أزمة 

في عالم يشهد تراجعًا في عدد السكان في سن العمل، قد تكون موجة الذكاء الاصطناعي فرصة لا أزمة. فتباطؤ نمو بعض الوظائف قد يكون مفيدًا إذا ترافق مع ارتفاع الإنتاجية وسد فجوات العمالة.

 فارتفاع الإنتاجية الناتج عن الذكاء الاصطناعي قد يسدّ فجوات العمالة، ويعزز قدرة الشركات على النمو دون الحاجة إلى توظيف أعداد ضخمة من الأشخاص.


ولا ينبغي النظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه مجرد وسيلة لخفض التكاليف، بل يجب اعتباره استراتيجية جوهرية للنمو والتحول.

فبدلاً من التركيز على أتمتة وظائف الأمس، يتعين توجيه الجهود نحو ابتكار وظائف الغد، وتطوير نماذج أعمال أكثر مرونة وذكاء. وكما يحذّر التقرير، "من الخطير أن نقع في فخ الطموحات المنخفضة"، لأن الذكاء الاصطناعي، إذا استُخدم بذكاء وخيال، قد يكون محركًا لانفجار وظيفي وابتكاري على غرار الثورات التكنولوجية الكبرى السابقة. ولعل الأهم من ذلك أن ثلثي الوظائف الحالية في الولايات المتحدة لم تكن موجودة عام 1940، ما يعني أن المستقبل لا يزال قيد الكتابة.. ومن ينجح في ركوب موجة الذكاء الاصطناعي، قد يكون هو من يخط سطوره.

إسلام العبادي (أبوظبي)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!

في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.

تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.

ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته. 

تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية». 

دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.

أخبار ذات صلة تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه "واتساب" يختبر ميزة إنشاء مساعد مدعوم بالذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
  • هجوم حاد على راشد الماجد لاستخدامه الذكاء الاصطناعي في أغنيته الجديدة.. فيديو
  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا
  • «شرطة دبي» تنظم ورشة تعريفية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • خلال محاكمة.. الذكاء الاصطناعي يحيل إلى مرجع غير موجود
  • الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل