ضربني وبكى… ورماني واشتكى!
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
بقلم : جواد التونسي ..
يُقال هذا المثل الشعبي في المواقف التي يحاول فيها شخص أو جهة قلب الحقائق وتزوير الوقائع، متقمصًا دور الضحية بعد أن يكون هو الجاني، مستدرًا تعاطف الآخرين ليخفي ظلمه وتعدّيه. ولعل من أبلغ الأمثلة الواقعية على هذا السلوك قصة ذلك اللص في أيام النظام البائد.
في أحد أحياء مدينتنا البسيطة، كانت تعيش عائلة عرف عنها النزاهة والطيبة.
هذه القصة تختصر ما تعرضت له مؤسسة المورد للإعلام والإعلان، وهي جهة إعلامية إعلانية معتمدة رسميًا من نقابة الصحفيين العراقيين ومسجلة لدى الجهات المختصة، وتخضع لنظام محاسبة ضريبية دقيق. ففي عام 2023، وبالتنسيق مع مديرية مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية، أطلقت المؤسسة حملة توعية إعلامية ضد آفة المخدرات، عبر الإعلانات والشاشات المختلفة.
ومع نهاية العام، جرى إنهاء الحسابات وإتمام التحاسبات الضريبية حسب الأصول. غير أن المفاجأة جاءت من داخل المؤسسة، حين أقدم أحد الموظفين العاملين في قسم الإعلام على ابتزاز مدير المؤسسة، السيد نجم القصاب، مطالبًا بنسبة 50% من استحقاقات المؤسسة، وهو تصرف يخالف القوانين والأعراف المهنية والأخلاقية.
ردًا على ذلك، تقدم مدير المؤسسة بشكوى رسمية إلى المدير العام، الذي بدوره شكّل لجانًا تحقيقية. وبعد الاطلاع على الأدلة وسماع إفادات الشهود، الذين أكدوا وجود عمل فعلي، أقرّ الموظف بمديونيته لشهرين ونصف. إثر ذلك، رفعت الشكوى إلى محكمة قوى الأمن الداخلي – الرصافة، التي عقدت عدة جلسات قضائية، واطلعت على كافة الوثائق والشهادات والأدلة، مؤكدة وجود العمل المنجز.
أصدرت المحكمة قرارها بتبرئة الضابط المعني، لعدم اختصاصه بمحاسبة موظف مدني، وتمت إحالة الملف إلى هيئة النزاهة لوجود مخالفات إدارية ومالية جسيمة، موثقة بالأوراق الرسمية، بناءً على الشكوى الأصلية المقدمة من السيد القصاب.
وبدلًا من الاعتراف بالخطأ، لجأ الموظف المتهم إلى أسلوب المراوغة، حيث تقدم بشكوى مضادة إلى هيئة النزاهة – الرصافة، زاعمًا أن السيد نجم القصاب شخص وهمي ولا يملك مؤسسة إعلامية، منكرًا كل ما سبق من خدمات وأعمال مثبتة بالأدلة. وقد جاءت هذه الشكوى في محاولة مكشوفة للضغط على المؤسسة والمدير للتنازل عن حقوقهم.
لكن القضاء العادل لا تحركه الشائعات، بل الأدلة والحقائق. وبالرغم من الضغوطات، كانت المحكمة جريئة في قول كلمة الحق، مدعومة بشهادات واضحة وأوراق رسمية، ليُكشف زيف الشكوى المقابلة، وتُحال القضية إلى المسار الصحيح.
وفي هذا المشهد المليء بالتناقضات، لم يجد المتهم من وسيلة للنجاة سوى الاحتماء بالكذب والتلويح بالباطل، ظنًا منه أن الحقيقة تُطمس بالصوت العالي. غير أن العدالة وقفت له بالمرصاد، لتُسدل الستار على محاولة بائسة لتزييف الواقع، ويصدق المثل العراقي:
“ضربني وبكى… ورماني واشتكى!”
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
اليمن لن يسكت على الخونة والمتواطئين .. السيد القائد يوجه الشعب اليمني بهذا الأمر
أشار السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، في كلمته اليوم الخميس ، إلى أن الاستعداد العظيم والتفاعل الشعبي الواسع هو دليل على الثبات، في دلالة واضحة إلى أن الموقف الشعبي لا يزال قوياً وصلباً رغم سنوات العدوان والحصار، هذا الطرح يعكس ثقة القيادة بمستوى الوعي الشعبي وقدرته على التصدي للتحديات، وهي رسالة تحذير للخارج، بأن محاولات تمزيق النسيج المجتمعي أو زعزعة الموقف الوطني قد فشلت.
يمانيون / خاص
ووصف السيد القائد التعبئة العسكرية بأنها ذات أهمية كبيرة جداً في مواجهة كل مؤامرات الأعداء، ما يعكس أن المسار العسكري لا يزال حاضراً بقوة إلى جانب المسار الشعبي والسياسي، وهذا يدل على أن القوات المسلحة اليمنية على استعداد تام لمواجهة أي تصعيد ، وأن الجهوزية العسكرية ستكون رادعة لكل التحركات المعادية، سواء من الداخل أو الخارج.
كما وجه السيد القائد تحذيراً مباشراً لكل من تسول له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن الشعب سيكون حازماً مع أدوات الخيانة والغدر، في رسالة مزدوجة؛ حملت تحذيراً للدول والجماعات المتورطة في التطبيع أو التعاون الاستخباراتي مع العدو الصهيوني، ورسالة تعبئة للشعب بأن معركة الوعي والفرز لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية.
ووصف السيد القائد الوضع في اليمن بأنه بهذا المستوى من العظمة والتماسك والوعي الشعبي الواسع، وهذا الوصف هدفه إبراز أن اليمن، رغم التحديات، يتمتع اليوم ببيئة داخلية متماسكة مقارنة بالدول المطبعة أو المتهاونة، وأن صنعاء قادرة على الاستمرار في مشروعها المقاوم.
دعوة للخروج الجماهيري
أطلق السيد القائد دعوة لكل أبناء الشعب اليمني للخروج الواسع العظيم يوم الجمعة في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات ، مؤكداُ على الدور الكبير والعظيم للتظاهرات الشعبية التي تمثل وسيلة ضغط ورسالة سياسية واضحة للخارج، أن اليمن قابت على موقفه ولن يتزحزح ، واستنهض السيد القائد همم اليمنيين بقوله : يامن تكثرون حين الفزع وتقلّون عند الطمع، وهو تذكير بالتاريخ الجهادي المشرف والعريق للشعب اليمني، أنصار رسول الله .
كلمة السيد القائد عبد الملك الحوثي تأتي في سياق تصاعدي على المستويين الداخلي والخارجي، وكانت الرسائل موجّهة للداخل اليمني لتعزيز الجهوزية وللخارج بأن اليمن لا يزال عصياً على الانكسار، ويملك من أدوات الردع والمواجهة ما يكفي لحماية سيادته وموقفه القومي تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.