قلعة العريش: تاريخ عريق يعاني الإهمال في قلب سيناء
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، عن الأصول العثمانية لقلعة العريش، مؤكدًا أنها بنيت بأمر من السلطان سليمان القانوني عام 968 هـ (1560 م). وقد أحضر السلطان حامية من البوشناق (من البوسنة والهرسك حاليًا) إلى القلعة، وإليهم تُنسب غالبية عائلات مدينة العريش على مدى قرون.
تقع قلعة العريش على بعد نحو 3 كيلومترات جنوب المدينة، بعيدًا عن ساحل البحر المتوسط. وهي قريبة من أحياء الفواخرية والشوربجي، وحديثًا حي الصفا.
وصف دقيق للقلعة: شهادة نعوم بك شقيرأشار الدكتور ريحان إلى أن بقايا القلعة الحالية لا توفر تفاصيل دقيقة لتخطيطها الأصلي، إلا أن وصف نعوم بك شقير لها في كتابه "تاريخ سينا وجغرافيتها" يقدم صورة وافية. يصف شقير القلعة بأنها "سور مربع تقريبًا ارتفاعه نحو 8 أمتار، وطول كل من ضلعيه الشرقية والغربية نحو 75 مترًا، والضلعين الشمالية والجنوبية نحو 85 مترًا".
تميز السور بوجود عدة مزاغل لإطلاق النار، وتضمن كل ركن من أركانه الأربعة برجًا يحمل مدفع "كروب"، وفي أسفل كل برج كان يوجد مخزن للقنابل والذخيرة. شُيدت القلعة بالحجر الرملي الصلب، وكانت محاطة بخندق واسع تم ردمه الآن ولم يبقَ سوى أثره.
تقع القلعة على تلة مرتفعة جنوب البلدة تشرف عليها. وقد أدت الرياح إلى تكوين كثبان رملية أعلى من القلعة من جهة الجنوب. كانت القلعة قريبة جدًا من البلدة، حيث كان بابها يفتح مباشرة على سوق البلدة. كان هذا الباب عظيمًا، بقنطرة مصفحة بالحديد الصلب، يبلغ ارتفاعه نحو خمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار ونصف المتر.
تفاصيل داخلية للقلعةمن داخل السور، كان على جانبي الباب ثلاث غرف: غرفة لشرطة القلعة على اليمين، وغرفتان على اليسار تحتويان على خزنة المحافظة ودفاترها القديمة. في صحن القلعة، كان هناك مبنى واسع من طابقين؛ الطبقة العليا كانت منزلًا للناظر ومفتش المحافظة، والسفلى ديوانًا لكتاب المحافظة.
على الجانب الشرقي من السور، كانت توجد مكتب الناظر والمحكمة الجزئية ومكتب التلغراف والبريد. أما الجانب الجنوبي فكان يضم منازل للشرطة ومصلى عُرف بـ "المصلى العباسي" لأنه أنشئ خلال زيارة الخديوي للعريش عام 1898م.
بين المبنى الأوسط والجنوبي، كانت توجد حديقة صغيرة مزروعة ببعض الأشجار الظليلة. وبينها وبين المبنى الشرقي، كان هناك بئر مبطن بالحجر بعمق ثمانية وثمانين قدمًا وقطر أربعة أقدام، وماؤه مالح قليلًا يُستخدم للغسيل وري الحديقة.
قطع أثرية ونقوش تاريخيةكان صحن القلعة يضم حوضًا أثريًا من الجرانيت الأحمر ذي قاعدة هرمية الشكل، طوله متر وسبعة سنتيمترات، وعرضه 80 سنتيمترًا، وارتفاعه 60 سنتيمترًا. نُقش على جدرانه الأربعة كتابة هيروغليفية تتناول الإله "شو". يُقال إن هذا الحجر نُقل إلى القلعة في عصر مجهول ولسبب مجهول من مدينة جوشن القديمة (صفط الحنة حاليًا بالقرب من الزقازيق)، وبقي في العريش حتى نقلته مصلحة الآثار إلى متحفها بالقاهرة عام 1907.
أحجار البوابة وشواهد التاريخفوق باب القلعة، كانت توجد ستة أحجار تاريخية من الرخام، وضعت عموديًا فوق بعضها البعض. وهذه صور لما نُقش فيها بدءًا من الأعلى:
الحجر الأول: "وما النصر إلا من عند الله".الحجر الثاني: الطغراء السلطانية وتحوي اسم "السلطان سليم سليمان". وتحتها "حرره سيد محمد أسعد. خليفة تاريخي سنة 1214 هـ، 1799م".الأحجار الثالث والرابع والخامس: ثلاثة أبيات شعر بالتركية (بيت على كل حجر)، وترجمتها الحرفية: "لما أتى بعون الله السلطان لفتح الحصن أمدته الملائكة كلها في هذا الفتح الأغر. قال وزيره الأعظم يوسف ضيا باشا تاريخًا في الحروف الحالية من المصراع الثاني الذي نقش في طاق الحصن الأعلى. حبذا الفاتح السلطان سليم خان الثالث الغازي فإنه بفتحه العريش قد علق سيفه في العرش الأعلى سنة 1214 هـ، 1799 م."الحجر السادس: "أمر بإنشاء هذه القلعة مولانا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بازيد بن السلطان عثمان خار الله ملكه وقدس شوكته وأعز دولته بمحمد وآله وسلم تاريخه في المصراع الأخير. في عصر بادشاهمز مرحبًا بالعاكفين وأبشروا تاريخه «فيه أمن الخائفين» سنة 968 هـ، 1560 م."الوضع الحالي للقلعة ومصيرهاأشار الدكتور ريحان إلى أن المتبقي من القلعة حاليًا هو أجزاء من السور الخارجي، والتي يحيط بها تجمع لمحلات الحدادين والنجارين وبعض الحوانيت القديمة التي تشير إلى ماضي القلعة والمدينة. بالإضافة إلى ذلك، يقام سوق شعبي كل خميس في المواقع المحيطة بمكان القلعة القديم.
أما الجامع العباسي، الذي كان جزءًا من القلعة، فلا يزال باقيًا على حاله وقد جرى تجديده عدة مرات. وأكد الدكتور ريحان أن القلعة كانت لا تزال موجودة في بداية العشرينات، بدليل الوصف الوافي الذي قدمه نعوم شقير لها وصورته الفوتوغرافية لبابها. هذا يدحض الرواية المتداولة عن تدمير محمد علي لها وتسريح حاميتها، بل على العكس، فقد جرت عمارتها في عهده وأصبحت محافظة تدار من خلالها.
8acbd151-0f84-4013-8bbf-16b31fb00de0 8e8192fa-4ff5-4d76-a17c-e5357a8766a3 86e0a0af-b645-4bb5-91f7-a5c9aea65ea9 a451daad-e44d-49f3-9dac-122c6860f532 e75361ab-825c-432b-8704-97e5a1803005المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المصري المجلس الاعلي البحر المتوسط مدينة العريش المجلس الأعلى للثقافة
إقرأ أيضاً:
شرطة عجمان تطلق حملة سلامة الأبناء واجب
أطلقت القيادة العامة لشرطة عجمان حملة توعوية موجهة لأولياء الأمور تحت شعار "سلامة الأبناء واجب" بهدف تعزيز الوعي بالمخاطر التي قد يتعرض لها الأبناء نتيجة الإهمال وعدم الانتباه وضرورة متابعة سلوكياتهم، والحذر من الإهمال سواء من جانب الأسرة أو من فئة العمالة المساعدة.
وأوضحت المقدم نورة سلطان الشامسي، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بشرطة عجمان، أن هذه الحملة تستهدف حماية الأطفال من الحوادث الناجمة عن إهمالهم أو عدم الانتباه لسلوكياتهم، مثل وصولهم إلى مواد خطرة في المنازل كالمنظفات أو المواد الكيميائية التي تُحفظ في أماكن غير آمنة، والخروج من المنزل دون مرافق، وملامسة الكهرباء المكشوفة أو الخروج إلى الشرفات والأسطح مما يعرضهم لخطر السقوط، إضافة إلى الاقتراب من الأدوات الحادة والأفران في المطبخ وأكدت أن مثل هذه الحوادث يمكن الوقاية منها بتكثيف المتابعة والمراقبة على مدار الساعة.
أخبار ذات صلة
وأضافت الشامسي أن الحملة تتضمن نشر التوعية عبر وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع أولياء الأمور والعمالة المنزلية بالتعاون مع الجهات المختصة، لتوعيتهم بأبرز السلوكيات الخاطئة والمواد والأدوات الخطرة، مع التأكيد على أهمية تثقيف الأطفال أنفسهم بشأن ما يجب عليهم تجنبه داخل المنزل.
المصدر: وام