في اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر و"القانون المصري" يواصل المواجهة، في الوقت الذي تجبر فيه بعض الأسر أطفالها على العمل في سن صغيرة، مما يحرمهما من عيش طفولتهما والاستمتاع بها مثل باقى الأطفال، لذلك تحاول وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية المختلفة مكافحة عمالة الأطفال، وتوعية الأسر بضرورة تعليم أطفالهم وعدم استغلالهم في العمل.

و أهتمت مصر بالقضاء على هذه الظاهرة من خلال قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 الذى يتضمن بابا خاصا عن تشغيل الأطفال، يحدد ضوابط ومحظورات والتزامات يجب مراعاتها فى عمالة الأطفال، وتوعية الأسر بضرورة تعليم أطفالهم وتجنب استغلالهم من خلال وسائل الإعلام والقضاء على الأمية وغيرها من الوسائل المختلفة التي أثمرت عن نتائج إيجابية.

اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، نتعرف في هذا التقرير أكثر عن تاريخ هذا اليوم، وفقًا لما ذكره موقع "daysoftheyear".

أشار تقرير منشور بموقع " daysoftheyear "، إلى أن كل عام، ينخرط مئات الملايين من الأولاد والبنات في جميع أنحاء العالم في أعمال تمنعهم من التمتع ببعض حقوق الطفولة الأساسية التي تشمل التعليم واللعب والراحة الكافية والصحة العقلية وغيرها.

تاريخ اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال

وبدأ الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في عام 2002، حيث تم تأسيسه بجهود منظمة العمل الدولية (ILO)، وهي الهيئة التابعة للأمم المتحدة التي تنظم العمل. وتأسس هذا اليوم بهدف رفع مستوى الوعي حول الممارسات الاستغلالية لعمالة الأطفال ومحاربتها معًا.

ويهدف اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذى يحتفل به كل عام يوم 12 يونيو هو جمع الحكومات والمجتمع المدني والسلطات المحلية ومنظمات الموظفين والعمال للمساعدة في تحديد المبادئ التوجيهية لعمالة الأطفال والعمل أيضًا على وضع حد لها.

طفل عامل

تقرير اليونسكو السنوي بشأن عمالة الأطفال

كان زهاء 138 مليون طفل منهمكين في عمالة الأطفال في عام 2024، بما في ذلك نحو 54 مليون طفل منهمكين في أعمال خطيرة يُرجّح أنْ تُهدِّد صحتهم أو سلامتهم أو نمائهم، وفق تقديرات جديدة أصدرتها اليوم منظمة العمل الدولية واليونيسف.

تُظهِر أحدث البيانات انحسارًا إجماليًا بمقدار يزيد عن 20 مليون طفل منذ عام 2020، مما شكّل تراجعًا عن التصاعد المثير للقلق بين عامي 2016 و2020. ورغم هذا التوجّه الإيجابي، لم يتمكن العالم من تحقيق الغاية المنشودة بالقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025.

ترِد هذه البيانات في تقرير جديد، عنوانه ’عمالة الأطفال: التقديرات العالمية لعام 2024، التوجهات والطريق إلى الأمام‘، يصدر عشية اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال وفي اليوم العالمي للعب. ويؤكد التقرير على الواقع الصارخ إذ ما زال ملايين الأطفال يُحرمون من حقّهم بالتعلّم واللعب والتمتّع بطفولتهم رغم المكتسبات التي تحقَّقت.

وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية، السيد غيلبرت ف. هونغبو، "تدفع نتائج تقريرنا نحو الأمل وتُظهِر أنه من الممكن تحقيق تقدّم. إنَّ المكان الملائم للأطفال هو المدارس وليس سوق العمل. ويجب دعم الوالدين أنفسهم وتمكينهم من الحصول على عمل كريم ليتمكنوا من تغطية التكاليف اللازمة لضمان التحاق أطفالهم بالمدارس بدلًا من بيع سلع في الأسواق أو العمل في حقل الأسرة للمساعدة في إعالة أسرهم. ولكن علينا ألّا نتعامى عن حقيقة أنه ما زال أمامنا شوط طويل لنقطعه قبل أنْ نحقِّق هدفنا بالقضاء على عمالة الأطفال".

القطاع الأكبر لعمالة الأطفال

وفقًا للبيانات، يظل قطاع الزراعة هو القطاع الأكبر لعمالة الأطفال، إذ تبلغ نسبة الأطفال العاملين فيه 61 بالمئة من المجموع، ويتبعه قطاع الخدمات (27 بالمئة) من قبيل العمل في المنازل وبيع السلع في الأسواق، ثم قطاع الصناعة (13 بالمئة) بما في ذلك المناجم والتصنيع.

حقَّقت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر تقليص في انتشار عمالة الأطفال منذ عام 2020، حيث انخفضت نسبة عمالة الأطفال من 6 إلى 3 بالمئة (من 49 مليون طفل إلى 28 مليونًا). أمّا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، فرغم أنَّ معدّل انتشار عمالة الأطفال لم يتغيّر على امتداد السنوات الأربع الماضية، إلا أنَّ العدد الكلي للأطفال المتأثرين انخفض من 8 إلى 7 ملايين، حسبما يشير التقرير.

تستمر منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في تحمّل العبء الأكبر، إذ يوجد فيها زهاء ثلثي العدد الكلي من الأطفال المنهمكين في عمالة الأطفال — نحو 87 مليونًا. وبينما تراجع انتشار عمالة الأطفال من 24 إلى 22 بالمئة، إلّا أنَّ العدد الكلي ظل على حاله في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة نموًا سكانيًا، ونزاعات مستمرة وأخرى ناشئة، وفقرًا شديدًا، وتتحمل أنظمة الحماية الاجتماعية أعباء كبيرة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف السيدة كاثرين راسل، "لقد حقَّق العالم تقدمًا كبيرًا في تقليص عدد الأطفال المجبرين على العمل. بيد أنَّ هناك عددًا كبيرًا من الأطفال يواصلون الكدّ في المناجم أو المصانع أو الحقول، وكثيرًا ما يؤدون أعمالًا خطرة ليتمكنوا من البقاء. ندرك أنَّ تحقيق تقدم نحو إنهاء عمالة الأطفال هو أمر ممكن — من خلال تطبيق الضمانات القانونية، وتوسيع الحماية الاجتماعية، والاستثمار في التعليم المجاني الجيد النوعية، وإتاحة إمكانية أفضل في الحصول على العمل اللائق للراشدين. لكن اقتطاعات التمويل العالمية تُهدِّد بتراجع المكتسبات التي تحقَّقت بشقّ الأنفس. يجب أنْ نعيد الالتزام بضمان أنْ يكون الأطفال في المدارس والملاعب، وليس في أماكن العمل".

وحذّرَت المنظمات من أنَّ الحاجة إلى التمويل المستمر والمتزايد — عالميًا ومحليًا على حدٍّ سواء — هي الآن أكثر من أيّ وقت مضى إذا ما أردنا المحافظة على المكتسبات التي تحققت مؤخرًا. ويمكن أنْ يؤدي تقليص الدعم للتعليم والحماية الاجتماعية وسبل العيش إلى دفع الأسر المستضعفة أصلًا إلى حافة الهاوية، مما سيجبرها على إرسال أطفالها إلى العمل. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقليص الاستثمار في جمع البيانات إلى زيادة صعوبة تحديد حجم هذه المشكلة ومعالجتها.

تؤدي عمالة الأطفال إلى إضعاف تعليم الأطفال وتقييد تمتعهم بحقوقهم وفرصهم المستقبلية، كما تُعرِّضهم لخطر الأذى البدني والعقلي. وهذه الظاهرة هي أيضًا نتيجة للفقر ونقص إمكانية الحصول على التعليم الجيد، إذ تُضطر الأسر إلى إرسال أطفالها إلى العمل مما يديم حلقات الحرمان المتوارثة بين الأجيال.

تزيد أرجحية انخراط الأولاد بعمالة الأطفال مقارنة بالبنات في جميع الفئات العمرية، ولكن عند احتساب العمل المنزلي لمدة 21 ساعة أو أكثر أسبوعيًا تنعكس هذه الفجوة الجنسانية، حسبما يشير التقرير.

تَراجَع انتشار عمالة الأطفال منذ عام 2000 بزهاء النصف، من 246 مليون طفل إلى 138 مليونًا، بيد أنَّ معدلات التراجع الحالية تظل بطيئة جدًا، وقد أخفق العالم في بلوغ الغاية المنشودة بالقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025. ومن أجل إنهاء هذه الظاهرة خلال السنوات الخمس المقبلة، يجب أنْ تكون المعدلات الحالية أسرع بـ 11 ضعفًا.

ومن أجل تعجيل التقدّم، تدعو اليونيسف ومنظمة العمل الدولية الحكومات إلى القيام بما يلي:

الاستثمار في الحماية الاجتماعية للأسر المعيشية المستضعفة، بما في ذلك شبكات الأمان الاجتماعي من قبيل استحقاقات الأطفال الشاملة، كي لا تضطر الأسر إلى اللجوء إلى عمالة الأطفال.تعزيز أنظمة حماية الطفل لتحديد الأطفال المعرَّضين للخطر ومنع الخطر والاستجابة إليه، خصوصًا الأطفال الذين يواجهون أسوأ أنواع عمالة الأطفال.توفير إمكانية حصول شاملة على التعليم الجيد، خصوصًا في المناطق الريفية والمناطق المتأثرة بالنزاعات، كي يحصل كل طفل على التعليم.ضمان العمل الكريم للراشدين والشباب، بما في ذلك حقّ العمال في التنظيم والدفاع عن مصالحهم.إنفاذ القوانين ومساءلة الشركات لإنهاء الاستغلال ولحماية الأطفال على امتداد سلاسل الإمداد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مكافحة عمل الأطفال الیوم العالمی لمکافحة عمالة الأطفال من لعمالة الأطفال العمل الدولیة عمل الأطفال بالقضاء على بما فی ذلک ملیون طفل

إقرأ أيضاً:

يذوبون من الجوع بين الممرات الإنسانية الزائفة.. 40 ألف رضيع بغزة بلا حليب

#سواليف

تتصاعد التحذيرات من وقوع “ #موت_جماعي ” يهدد أكثر من 100,000 #طفل في قطاع #غزة الذي يشهد واحدة من أسوأ #أزمات #سوء_التغذية في العصر الحديث، حيث تتكرر حالات #الوفاة بين #الأطفال_الرضع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية بطرق فعالة تستطيع من خلالها المؤسسات الأممية الحد من الخسائر الفادحة في الأرواح.

وأكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعيا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.

وأكد فليتشر في بيان اليوم الاثنين، حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، أن “غزة تعيش أزمة إنسانية أمام أعين العالم”، مشيرا إلى أن الذين يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، والأطفال “يذوبون” من الجوع.

مقالات ذات صلة القسام تفجر 3 عبوات برميلية وتوقع جنود صهاينة بين قتلى وجرحى في خانيونس 2025/07/30

وأوضح أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام، وقال: “لا ينبغي منع المساعدات أو تأخيرها أو توزيعها تحت وطأة الهجمات”.

وشدد على أن قوافل المساعدات يجب أن تحصل على الإذن لعبور الحدود بسرعة، وشدد على ضرورة إنهاء استهداف الأشخاص خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية.

وجاءت تصريحات فليتشر في أعقاب إعلان مصادر طبية بمستشفى الشفاء عن استشهاد الرضيع محمد إبراهيم عدس، اليوم الاثنين، نتيجة سوء التغذية الحادّ ونقص حليب الأطفال، في قطاع غزة، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 134، بينهم 88 طفلاً.

معدلات مثيرة للقلق

في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمَّد وتأخير المساعدات تسببا بفقدان أرواح كثيرة.

وأكدت إمكانية لا تجنب الأزمة بشكل كامل، إذا ما تدفقت المساعدات المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية بشكل واسع النطاق ودون أي عوائق إسرائيلية.

وبينت الصحة العالمية أن حوالي طفل من كل 5 دون سن الخامسة في مدينة غزة يعانون الآن من سوء التغذية الحاد، وأن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر.

وبدورها، دعت ريتشل كومينغز المديرة الإنسانية في منظمة “أنقذوا الأطفال” البريطانية، إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر المعابر البرية.

واعتبرت أن الإنزال الجوي للمساعدات طريقة عشوائية ومحدودة؛ مشيرة إلى أن كل إنزال جوي واحد يعادل شاحنة واحدة تقريبا.

وأكدت أنه يجب إيصال المساعدات الإنسانية، برا، وعبر الطرق المتعارف عليها. وأضافت “نحتاج إلى تمكين منظومة الأمم المتحدة من إدارة عمليات التوزيع، نحن بوصفنا وكالات إنسانية نعرف كيفية التوزيع الآمن والكريم للمساعدات الإنسانية”.

ووصفت الوضع الإنساني في غزة بالكارثي؛ مؤكدة في مقابلة مع شبكة إي بي سي الأميركية أن الأطفال يتضورون جوعا فيما تعاني النساء الحوامل والمرضعات من سوء التغذية.

نداء استغاثة عاجل

وبالتزامن مع هذه التصريحات، أطلقت إدارة مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى نداء استغاثة عاجل، محذرة من كارثة صحية وشيكة بسبب نفاد كميات السولار اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية.

وأوضحت الإدارة أن الساعات القادمة حاسمة، إذ لم يتبق سوى كمية محدودة من الوقود، ما يهدد بتوقف غرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال وأجهزة غسيل الكلى.

وناشد المستشفى المؤسسات الدولية والجهات المعنية بالتدخل الفوري لتوفير الوقود وضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية.

قال مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر إن المستشفى يشهد ارتفاعًا حادا في عدد الأطفال الذين يصلون جثثًا هامدة، بسبب الجوع وسوء التغذية، إلى جانب القصف المتواصل.

وأكد أن الأطفال باتوا أكثر الفئات هشاشة أمام الكارثة الإنسانية، في ظل شلل شبه تام في المنظومة الصحية، وغياب الغذاء والدواء.

وفي تحذير دولي جديد، قالت منظمة “اليونيسف” إن جميع سكان قطاع غزة يعانون من الجوع، لكن الأطفال هم “الأكثر معاناة”.

وأضافت المنظمة عبر منصة “إكس” أن “الأطفال بدلا من الذهاب إلى المدرسة، يخاطرون بحياتهم يوميا من أجل الحصول على بعض الطعام”. ودعت المنظمة إلى ضرورة السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

نحتاج إلى أفعال

من ناحية أخرى، قال روس سميث، مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، إن البرنامج بحاجة إلى موافقة إسرائيل سريعا على تحرك شاحناته إلى غزة.

وأضاف “لا نحتاج إلى مجرد كلام، وإنما إلى أفعال هناك. نحن بحاجة إلى الحصول على تصاريح وموافقات سريعة حقا. إذا كانت الهدن ستستمر 10 ساعات، فلن نتمكن من الاستفادة من فترات التوقف (في القتال) هذه”.

من جانبه، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من خطر وشيك بوفاة آلاف الأطفال الرضّع نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ أكثر من 150 يوما، في ما وصفه بـ”جريمة إبادة صامتة”.

وأوضح أن أكثر من 40,000 رضيع دون عمر السنة الواحدة يواجهون خطر الموت البطيء، في ظل الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.

غسل الجريمة

وفي الوقت الذي تكثّف فيه إسرائيل دعايتها بشأن فتح ممرات إنسانية إلى قطاع غزة، وتسوّق لصورة “المساعدات المنقذة”، تتوالى الضربات ضد مقار الأونروا ومراكز الإيواء التي تشرف عليها وكالات الأمم المتحدة، بل وحتى ضد فرقها العاملة تحت راية المنظمة الزرقاء.

الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة وصف هذه المفارقة بما سماه “الممرات المزيّفة”، متسائلًا: “لماذا تستهدف إسرائيل الأمم المتحدة الآن؟”، رغم ما تعلنه رسميًا من تعاون واستجابة للمبادرات الدولية.

ويقول: “رغم مزاعم تل أبيب بأنها تلبي دعوات الأمم المتحدة لتسهيل دخول المساعدات، فإن الوقائع على الأرض ترسم مشهدًا مغايرًا: جثث بين خيام الأونروا، وصيحات أطفال نازحين تحت أنقاض مدارسهم التي استُهدفت بالقصف، رغم أنها كانت تُستخدم كملاجئ طارئة”.

ويشير عفيفة إلى أن هذا التصعيد الإسرائيلي لم يأتِ من فراغ، بل يتزامن مع فشل مشروع بديل حاولت إسرائيل تسويقه دوليًا، وهو مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي طُرحت كبديل لوكالة الأونروا بهدف إنشاء آلية إغاثية خاضعة للرقابة الأميركية والإسرائيلية، ومنزوعة الغطاء الأممي.

لكن مواقف الأمم المتحدة الرافضة لتجاوز دورها أو شرعنة أي بديل غير معترف به دوليًا، كانت – بحسب عفيفة – “العقبة الكبرى أمام تمرير هذا المشروع”، ما دفع إسرائيل إلى الرد باستهداف مباشر: بالقصف والتشويه.

ويخلص عفيفة إلى أن إسرائيل لم تعد ترى في الأمم المتحدة شريكًا، بل خصمًا يُزعج روايتها عن “الجيش الأخلاقي”، ويرفض سياسة التجويع، ويوثق المجازر، ويُفشل مساعي “غسل الجريمة، فبحسب هذا المنطق، كل من يقف في وجه سردية الاحتلال، يصبح هدفًا، ولو كان يرفع علم الأمم المتحدة”.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، فلسطينيين بالقطاع وقد بدت أجسادهم أشبه بهياكل عظمية جراء الجوع الشديد، فضلاً عن إصابتهم بالغثيان والإعياء وفقدان الوعي.

وتزايدت في الأيام القليلة الماضية الإدانات الدولية لسياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر مما أدى إلى تفشي المجاعة بين السكان المحاصرين، حيث يشهد القطاع أزمة إنسانية حادة جراء منذ أغلق جيش الاحتلال المعابر في مارس/ آذار الماضي، ومنع تدفق المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • يذوبون من الجوع بين الممرات الإنسانية الزائفة.. 40 ألف رضيع بغزة بلا حليب
  • برنامج الأغذية العالمي: كارثة غزة تُذكر بالمجاعة في إثيوبيا ونيجيريا
  • اليوم العالمي للصداقة.. الأمم المتحدة تدعو للاحتفال به وفقا للثقافة والأعراف الملائمة للدول
  • مليون امرأة يواجهن المجاعة بغزة والأغذية العالمي يشكو قلة المساعدات
  • مخاطر "سكر اللوز" المزيف: وزارة الصحة بغزة تدق ناقوس الخطر بشأن السكرلوز
  • الطفولة والأمومة: مبادرة جديدة لمناهضة العنف ضد الأطفال
  • الأمم المتحدة: الجميع جوعى في غزة والأطفال الأكثر معاناة
  • الضحاك: الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية وعرقلة جهود ترسيخ الاستقرار
  • مجاعة القرن تحصد 14 روحا في يوم والشفاء يدق ناقوس الخطر
  • 34 شهيدا منذ الصباح.. الاحتلال يواصل جرائمه في غزة رغم تعهده بالتهدئة