نيس... ليلى بنعلي تدعو لتعبئة عالمية عاجلة لوقف تدهور المحيطات
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
دعت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، يوم الخميس 12 يونيو 2025، خلال ترؤسها لأشغال اللجنة الثامنة ضمن مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات بمدينة نيس الفرنسية، إلى تعبئة جماعية دولية لوقف التدهور المتسارع للأنظمة البيئية البحرية، محذرة من بلوغ نقطة اللاعودة.
وأشارت بنعلي، التي شاركت إلى جانب كاتب الدولة الإيطالي المكلف بالبيئة وأمن الطاقة، إلى أن “المحيطات تطلق نداء استغاثة”، مبرزة أنه يُلقى كل دقيقة ما يناهز 22 طناً من البلاستيك في البحار، ما قد يجعل كميات البلاستيك تفوق وزن الأسماك في المحيطات بحلول 2050.
الوزيرة المغربية شددت على أن التهديدات البيئية المرتبطة بالمحيطات، من تآكل السواحل إلى التلوث وفقدان التنوع البيولوجي، « ليست مجرد تحذيرات بل إنذارات حاسمة »، داعية إلى تعزيز التعاون الإقليمي كمدخل أساسي لحوكمة بيئية فعالة، قائلة: « المحيط لا يعترف بالحدود، ولا دولة يمكنها مواجهته وحدها ».
وأكدت بنعلي التزام المغرب، بتوجيهات من الملك محمد السادس، بالرهان على التعاون الإقليمي، مشيرة إلى « مبادرة الأطلسي الملكية » كاستراتيجية لتحويل الساحل الأطلسي إلى محرك للتنمية المستدامة، إضافة إلى إعلان طنجة الصادر عن قمة « أفريكا بلو » كمحطة حاسمة نحو « إفريقيا زرقاء، موحدة وصامدة ».
كما نبهت إلى التحديات التي تواجه دول الجنوب في الولوج إلى التمويلات والتكنولوجيا والمعطيات، داعية إلى تسريع التضامن التقني ونقل التكنولوجيا وتحويل المعرفة إلى أدوات تنفيذ، مشددة على ضرورة تمويل المحميات البحرية العابرة للحدود، وتجاوز الفجوة شمال–جنوب.
وفي ختام مداخلتها، دعت الوزيرة إلى إطلاق ثلاثة مسارات عمل ملموسة: حلول محلية قابلة للتوسيع، شراكات تحول الهشاشة إلى قوة، وحوكمة قائمة على التعاون والمساءلة المتبادلة.
يُشار إلى أن الجلسة عرفت مشاركة رؤساء دول وحكومات، ووزراء وخبراء من مناطق متعددة، ناقشوا آليات التمويل الأزرق، وحوكمة المحيطات، وتعزيز التكامل بين الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية التنوع البيولوجي البحري خارج الولاية الوطنية (BBNJ).
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
أكبر قرش أبيض في المحيط الأطلسي يقترب من شواطئ سياحية أمريكية (شاهد)
رصدت منظمة "OCEARCH" البحثية المتخصصة في دراسة الكائنات البحرية الضخمة، أكبر سمكة قرش أبيض تم توثيقها على الإطلاق في مياه المحيط الأطلسي، في مشهد نادر أثار اهتمامًا علميًا وسياحيًا واسعًا.
ويحمل القرش اسم "كونتيندر"، ويبلغ طوله 4.2 أمتار، فيما يُقدر وزنه بحوالي 750 كيلوغرامًا، ويُعتقد أن عمره يصل إلى نحو 30 عامًا.
وبحسب المنظمة، فإن القرش العملاق تم تعقبه للمرة الأولى في كانون الثاني/يناير الماضي قبالة سواحل ولايتي فلوريدا وجورجيا، قبل أن يختفي عن أجهزة التتبع لمدة شهر تقريبًا، ليعاود الظهور مؤخرًا قبالة سواحل ولاية نورث كارولينا، وتحديدًا بالقرب من منطقة "أوتر بانكس"، التي تُعد من أبرز المقاصد السياحية في شرق الولايات المتحدة.
???????? Join Us This World Oceans Day! ????????
Our oceans need all of us. For over a decade, we’ve been gathering vital data to protect our oceans and the incredible creatures that call it home.
This World Oceans Day, we’re inviting YOU to join us in this mission. pic.twitter.com/jMuhkqL1xF — OCEARCH (@OCEARCH) June 8, 2025
محطة تغذية قبل الهجرة الكبرى
ويرجح الخبراء أن توقف "كونتيندر" في هذه المنطقة يرتبط بمرحلة التغذية الموسمية التي تسبق رحلته السنوية الطويلة نحو الشمال، والتي قد تتجاوز مسافتها 1600 كيلومتر.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة هارلي نيوتن، الخبيرة في منظمة "OCEARCH"، أن فصل الربيع يشهد عادة انتقال أسماك القرش البيضاء من المناطق الدافئة جنوبًا إلى مناطق التغذية الباردة شمالاً، حيث تتوفر الفرائس البحرية بكثرة.
وأضافت نيوتن أن منطقة "أوتر بانكس" تُعتبر من أهم المحطات التي ترتادها أسماك القرش البيضاء لتزويد نفسها بالطاقة قبل انطلاقها في الهجرة، مشيرةً إلى أن حركة "كونتيندر" تندرج ضمن هذا النمط السلوكي الموسمي المعتاد لهذه الكائنات المفترسة.
OCEARCH is a global nonprofit advancing shark research, ocean conservation, and marine science education. By collecting open-source data and leading groundbreaking expeditions, we’re helping protect our oceans. pic.twitter.com/BmoH4pz0bR — OCEARCH (@OCEARCH) February 25, 2025
تتبع لحظي ومعطيات علمية
ويحمل "كونتيندر" جهاز تتبع متطورًا مثبتًا على زعنفته الظهرية، ما يتيح للعلماء، وكذلك لمحبي الطبيعة وعشاق الحياة البحرية، تتبع تحركاته مباشرة وعلى مدار الساعة، وهو ما يعزز فرص الدراسة الدقيقة لسلوكيات هذا النوع من الكائنات البحرية المهددة.
وتكمن أهمية هذه الدراسات، بحسب منظمة "OCEARCH"، في كونها تساهم في تعزيز جهود الحفاظ على التوازن البيئي في المحيطات، حيث تلعب أسماك القرش البيضاء دورًا محوريًا في ضبط السلاسل الغذائية البحرية، من خلال افتراس الأنواع الأضعف أو المريضة، وبالتالي الحفاظ على صحة الأنظمة البيئية البحرية.
ورغم التقدم في تقنيات الرصد والتتبع، إلا أن أسماك القرش البيضاء لا تزال تواجه جملة من التهديدات الخطيرة، أبرزها الصيد الجائر، والتلوث البحري، وتغيرات المناخ، والتي تؤثر على مواطنها الطبيعية ومصادر غذائها.
وتُعد هذه التحديات من بين أبرز العوامل التي دفعت المنظمات البيئية والعلمية إلى مضاعفة جهودها لرصد هذه الكائنات وتتبع تحركاتها الموسمية بدقة.
الحفاظ على الأنواع
وفيما يشهد الرأي العام أحيانًا موجات من القلق نتيجة اقتراب هذه الكائنات المفترسة من الشواطئ السياحية، يحذر العلماء من الإفراط في التهويل، مؤكدين أن وجود القرش الأبيض في المياه الساحلية لا يعني بالضرورة وجود خطر فوري، لا سيما في ظل غياب حوادث موثقة في هذا السياق مؤخرًا.
ويشددون على أهمية التعامل مع هذه الكائنات كجزء من النظام البيئي البحري الطبيعي، لا كـ"كائنات وحشية" ينبغي التخلص منها..