الصين تكشف حدود القوة الأمريكية.. كيف قلبت حرب ترامب التجارية الطاولة على واشنطن؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا، تناولت فيه: تقييم صفقة ترامب التجارية الأخيرة مع الصين، والتي لا تُعد سوى تراجع غامض عن الحرب التجارية التي بدأها، مع إبقاء رسوم جمركية مرتفعة تضر أمريكا أكثر من الصين.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "الصفقة التجارية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع الصين، هذا الأسبوع، تبدو غامضة إلى حد كبير، لكنها تتماشى مع النمط المعتاد لما وصفه أحد معلّقي "فاينانشال تايمز" بذكاء بـ"تجارة تاكو"، في إشارة إلى ميل ترامب للتراجع في اللحظات الأخيرة، مع وجود متغير جديد هذه المرة".
ونقلت الصحيفة عن الاقتصادي، دين بيكر، قوله إنّ: "هذه الرسوم تُضر بالاقتصاد الأمريكي أكثر من الصيني، إذ يتوقع البنك الدولي تباطؤ نمو الولايات المتحدة من 2.8 بالمائة إلى 1.4 بالمائة، بينما يظل نمو الصين دون تغيير، وهو ما يوضح من يدفع فعليًا ثمن "يوم التحرير" الذي أعلنه ترامب".
"تعقيد الاقتصاد العالمي وتشابكه بات كافيًا لفرض قيود حتى على الولايات المتحدة، رغم قيادتها من قبل رئيس لا يتردد في استخدام أي وسيلة متاحة. وأوضح الباحثان هنري فاريل وأبراهام ل. نيومان أنّ هذا الترابط يمكن تسخيره كأداة للضغط حيث تستغل الدول نفوذها الاقتصادي لممارسة الإكراه" بحسب التقرير نفسه.
وتابع: "قد كانت واشنطن الأكثر نشاطًا في هذا المجال، عبر فرض عقوبات متنوعة، بما في ذلك العقوبات الثانوية ومعاقبة الأفراد وعزل دول كاملة عن المنظومات العالمية. لكن الإفراط في استخدام هذه الأدوات بدأ يكشف عن حدود فعاليتها وتكاليفها المتزايدة".
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ: "الولايات المتحدة استخدمت هيمنتها الاقتصادية، خاصة في القطاع المالي العالمي، كسلاح فعال ضد خصومها على مدى العقود الماضية؛ فالدولار يُستخدم في نحو 90 بالمائة من معاملات الصرف الأجنبي ويشكل حوالي 57 بالمائة من احتياطيات الصرف الأجنبي العالمية ويُصدر به أكثر من 60 بالمائة من ديون العالم".
وأردف: "كما يخضع نظام سويفت المالي لتأثير واشنطن على الرغم من أن مقره يقع في بلجيكا، ما يمنحها القدرة على عزل دول مثل إيران وروسيا وكوريا الشمالية عن النظام المالي العالمي دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية".
إلى ذلك، أفادت الصحيفة بأنّ: "التجارة تختلف عن المال في عالم متعدد الأقطاب حيث تمتلك الدول خيارات عدة؛ إذ فرضت أمريكا قيودًا على صادرات الإيثان إلى الصين، فاستبدلته بكين بوقود آخر".
ومضت بالقول: "فضلا عن ذلك، تمتلك الصين نفوذًا كبيرًا كونها أكبر مصدر للبضائع عالميًا وتسيطر على تصنيع 30 بالمائة من القيمة العالمية وتحتكر معالجة مواد حيوية كالنيكل والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة والليثيوم وهي ضرورية للتكنولوجيا الحديثة".
واسترسلت: "عندما قيّدت أمريكا تصدير تكنولوجيا الرقائق المتقدمة، ردت الصين بحظر تصدير بعض المعادن النادرة اللازمة للإلكترونيات وأنظمة الدفاع الأمريكية ولم تجد أمريكا بدائل سريعة".
وبحسب الصحيفة فإنّ: "استراتيجية ترامب -إن وُجدت- كانت مبنية على فهم خاطئ للصين. فالصين كانت تستعد لمثل هذا الضغط من خلال تقليل اعتماد اقتصادها على الواردات الأمريكية وتوسيع علاقاتها التجارية مع دول أخرى وتحفيز مواطنيها على تحمل المصاعب للدفاع عن وطنهم أمام الضغوط الخارجية".
وأكّدت: "قبل ترامب بفترة طويلة، استخدمت واشنطن نفوذها الاقتصادي بشكل مفرط جدًا. وتُظهر قاعدة بيانات العقوبات العالمية أن عدد العقوبات الأمريكية المفروضة على دول أجنبية تضاعف أكثر من خمس مرات خلال العشرين سنة الماضية".
واستدركت: "لكن ترامب صعّد الأمر إلى مستوى جديد من خلال تهديده بفرض تعريفات جمركية وإجراءات أخرى غير متعلقة بالتجارة، مثل سحب التأشيرات عن الطلاب الأجانب. ولم يعد يبدو كرجل يمثل الدولة الرائدة في العالم، بل أشبه برئيس عصابة".
وختمت الصحيفة بالقول: "كانت حرب ترامب التجارية مثالاً واضحًا على سوء استخدام القوة الصلبة في مجال لم تكن للولايات المتحدة فيه ميزة واضحة؛ حيث أدّى الإكراه إلى مقاومة بدلاً من الامتثال. هذه الحرب عطّلت الأسواق وأضرت بالتحالفات وسرّعت البحث عن بدائل للأنظمة التي تهيمن عليها أمريكا".
واستطردت: "أكبر تكلفة على استخدام القوة الصلبة الأمريكية بهذه الطريقة العنيفة ستكون تآكل القوة الناعمة الأمريكية؛ الإيمان والثقة في أمريكا التي جعلتها رائدة في صياغة الأجندات العالمية ومنحتها مكانة محورية في مجالات عديدة من المالية والعملات إلى السياسة الدولية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الصين الاقتصاد العالمي واشنطن الصين واشنطن الاقتصاد العالمي ترامب صفقة ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمائة من أکثر من
إقرأ أيضاً:
استياء في أمريكا من وضع صورة ترامب على بطاقات دخول المتنزهات الوطنية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أثارت إدارة الرئيس ترامب استياء متزايدا لدى بعض محبي المتنزهات الوطنية الأمريكية، وذلك باستبدال صور هذه المتنزهات الخلابة على بعض بطاقات الدخول السنوية بصورة لوجه الرئيس دونالد ترامب.
ورفع مركز التنوع البيولوجي وهو منظمة بيئية، دعوى قضائية لمنع التغيير، المقرر تطبيقه في الأول من يناير/كانون الثاني 2026.
وكانت وزارة الداخلية، التي تشرف على المتنزهات الوطنية، قد أعلنت مؤخرا النقاب عن "تصاميم تذكارية جديدة" لبطاقات دخول المتنزهات، أحدها يضم وجه ترامب إلى جانب صورة جورج واشنطن.
وقال وزير الداخلية، دوغ بورغوم، في بيان بالفيديو نُشر على موقع الوزارة الإلكتروني: "يشرفنا في الوزارة أن نعرض بطاقة أمريكا الجميلة احتفاء بالذكرى الـ250 لتأسيس أمريكا، وتكريما للأجيال التي حمت أراضينا".
ورفع مركز التنوع البيولوجي دعوى قضائية، الأربعاء، أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن العاصمة، "لمنع الرئيس دونالد ترامب من استبدال صورة رائعة لمنتزه غلاسير الوطني بصورة مقربة لوجهه على بطاقة الدخول السنوية لمنتزهات أمريكا الوطنية الجميلة والأراضي الترفيهية الفيدرالية".
وتجادل المجموعة بأن القانون الفيدرالي يتطلب عرض الصورة الفائزة في مسابقة الصور السنوية التي تنظمها مؤسسة الحدائق الوطنية، والتي ستكون للعام المقبل صورة لمنتزه غلاسير الوطني في مونتانا.
وقال كيران ساكلينغ، المدير التنفيذي للمركز: "إن محو عظمة الحدائق الوطنية الأمريكية بصورة مقربة لوجهه، هو الإجراء الأكثر فظاظة وغرورا لتصرفات ترامب حتى الآن"، حسب قوله.
وأضاف: "من المثير للاشمئزاز أن يقوم ترامب بتسييس أقدس ملاذات أمريكا، بوضع صورته على المتنزهات الوطنية، بنفس الطريقة التي يضع بها اسم شركته على المباني والمطاعم وملاعب الغولف. المتنزهات الوطنية ليست فرصة للترويج الشخصي، بل هي مصدر فخر وبهجة للشعب الأمريكي".
وتواصلت شبكة CNN مع وزارة الداخلية للتعليق.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت إدارة ترامب إنهي ستلغي الدخول المجاني إلى المتنزهات في يوم مارتن لوثر كينغ جونيور ويوم التحرير، كما ستتنازل عن رسوم الدخول في عيد ميلاد ترامب، الذي يُصادف أيضا يوم العلم.
كما قامت وزارة الداخلية مؤخرا بزيادة رسوم الدخول على الزوار الدوليين إلى 11 من أكثر المتنزهات الوطنية زيارة، بداية من العام المقبل.
أمريكاالإدارة الأمريكيةدونالد ترامبنشر الخميس، 11 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.