الجزيرة:
2025-08-03@02:30:08 GMT

أهداف إسرائيل الحقيقية من ضرب إيران

تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT

أهداف إسرائيل الحقيقية من ضرب إيران

أطلقت إسرائيل مؤخرًا فصلًا جديدًا وخطيرًا في صراعها الممتد مع إيران، عبر شن عملية عسكرية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف إستراتيجية كبرى، كما حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: تعطيل البرنامج النووي الإيراني، تدمير البنية التحتية العسكرية لطهران، والقضاء على قادة عسكريين وعلماء نوويين بارزين.

ليست هذه المرة الأولى التي تتواجه فيها إسرائيل وإيران عسكريًا بشكل مباشر، فقد تبادل الطرفان هجمات مباشرة عدة مرات خلال العام الماضي، على هامش حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

لكن الجولة الحالية من التصعيد تتميز بثلاثة جوانب رئيسية تجعلها نقطة تحول محتملة في إعادة تشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط:

أولًا: الأهداف الإسرائيلية المُعلنة للعملية العسكرية ضد إيران تتسم هذه المرة بطموح أكبر ونطاق أوسع، وقد لا تقتصر على إطار زمني محدود. تشمل هذه الأهداف استهداف البرنامج النووي الإيراني بشكل مركز، وتعطيل القدرات العسكرية لطهران، بما يصل إلى مستوى تصعيد قد يشبه حربًا شاملة، وإن لم تعلن تل أبيب ذلك بشكل صريح. ثانيًا: هذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها الولايات المتحدة، بشكل علني، تفويضًا لإسرائيل لتنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران. في الماضي، نسقت واشنطن عمليات رد على هجمات صاروخية إيرانية ضد إسرائيل، ويُعتقد أنها كانت على علم مسبق بالعديد من العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، لكنها لم تعلن تأييدها الصريح لهذه العمليات. إعلان

وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع هذا التفويض في إطار الضغط على طهران لقبول اتفاق نووي يتماشى مع الشروط الأميركية، فإن الأهداف الإسرائيلية المُعلنة تتجاوز حدود الضغط العسكري كأداة تفاوضية، وتُشير إلى طموحات أكثر عمقًا.

ثالثًا: على عكس جولات التصعيد السابقة، جاء الرد العسكري الإيراني في التصعيد الحالي أسرع وأوسع نطاقًا مقارنة بالاستجابات السابقة. هذا الرد يعكس غياب أي دور بارز للدبلوماسية عبر القنوات الخلفية في تشكيل طبيعة الاستجابة الإيرانية، على عكس ما حدث في الجولات السابقة. وكان هذا الرد متوقعًا بالنظر إلى طبيعة المواجهة الحالية وما تمثله من تهديد وجودي محتمل للنظام في طهران.

إن غياب قواعد اشتباك واضحة في إدارة التصعيد الحالي، إلى جانب تخلي كل من إسرائيل وإيران عن الخطوط الحمراء التقليدية، يجعل المواجهة الراهنة أكبر من مجرد جولة قتالية محدودة، وأقل من حرب شاملة مكتملة الأوصاف. ومع أخذ احتمال نجاح الجهود الدبلوماسية خلال الأيام أو الأسابيع القادمة في تهدئة التوتر بعين الاعتبار، فإن هذه المواجهة قد تنزلق إلى حرب واسعة النطاق بناءً على مدة استمرار التصعيد المتبادل، وحدود ما يمكن أن يصل إليه هذا التصعيد، فضلًا عن الحسابات الإستراتيجية للولايات المتحدة.

حتى لو بدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهاجم إيران بتفويض أميركي يهدف إلى إجبارها على قبول اتفاق نووي يحد من طموحاتها النووية وقدراتها الصاروخية، فإنه يرى في هذا التفويض فرصة لتوسيع نطاق المواجهة، بهدف إحداث تغيير جذري في ديناميكيات الصراع مع طهران، وربما السعي إلى إضعاف النظام الإيراني بشكل كبير، وهو هدف أشار إليه نتنياهو مرارًا في تصريحاته الأخيرة.

إذا ما وضعنا الأهداف الإسرائيلية للمواجهة الحالية في سياق حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فإنها تتجلى في بُعدين رئيسيين: الأول، إضعاف إيران عسكريًا وسياسيًا، وربما محاولة تغيير نظامها الحاكم بالقوة، والثاني، تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة كجزء من رؤية "الشرق الأوسط الجديد" التي طرحها نتنياهو عقب اندلاع الحرب المذكورة.

إعلان

إن القلق الإقليمي الذي عبرت عنه دول المنطقة، والتي أدانت الهجوم الإسرائيلي على إيران، لا ينبع فقط من مخاوف تحول التصعيد إلى نزاع طويل الأمد يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، بل يشمل أيضًا الهاجس من التداعيات الإستراتيجية لنجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها ضد إيران، وما قد يترتب على ذلك من إعادة تشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط.

في أعقاب حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، برزت إسرائيل كقوة إقليمية ذات نهج عسكري وسياسي غير مُقيد بحدود، تسعى ليس فقط لمواجهة ما تعتبره تهديدات وجودية، بل أيضًا لتحقيق أهداف إستراتيجية أوسع تشمل إعادة تشكيل القضية الفلسطينية، وتوسيع نطاق احتلالها في مناطق مثل لبنان وسوريا، والتأثير في استقرار دول أخرى في المنطقة. إن التحركات الإسرائيلية المتزامنة ضد أربع دول: (لبنان، سوريا، اليمن، وإيران) تعكس تفوقًا عسكريًا كاسحًا، لكنها تثير مخاوف إقليمية من فقدان التوازن في المنطقة.

تُعد المواجهة العسكرية الحالية بين إسرائيل وإيران، أو ما يمكن وصفه بحرب غير معلنة، أخطر نزاع تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وأكثرها تأثيرًا من حيث تداعياتها على النظام الإقليمي وتوازن القوى فيه. كان سقوط نظام صدام حسين لحظة صعود إيران كقوة إقليمية، امتدت لعقدين من الزمن.

أما الحرب الحالية، فستكون حاسمة في تحديد مستقبل إيران، ليس فقط كقوة فاعلة في المنطقة، بل كدولة ذات سيادة واستقرار داخلي. في المقابل، تسعى إسرائيل لجعل هذه الحرب لحظتها الخاصة، لتكون القوة المُهيمنة في تشكيل معالم الشرق الأوسط الجديد. مثل هذا السيناريو سيحمل عواقب إستراتيجية وجيوسياسية عميقة على دول المنطقة، حيث إن نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها قد يمنحها حرية أكبر لإعادة صياغة المنطقة وفق رؤيتها.

إعلان

ما يعمّق قلق دول المنطقة هو أن إسرائيل، عبر حربها مع إيران، لا تستهدف فقط تحجيم البرنامج النووي أو القدرات العسكرية لطهران، بل تسعى إلى تحقيق هدف أعمق يتمثّل في ترسيخ نفسها كالقوة الإقليمية الوحيدة والمهيمنة في الشرق الأوسط. فبهذه المواجهة، تسعى إسرائيل إلى إقصاء إيران من معادلة النفوذ، وفرض نظام إقليمي جديد تكون فيه صاحبة الكلمة العليا، مستندة إلى تفوقها العسكري والدعم الأميركي المطلق. هذا التوجّه الإسرائيلي لا يهدد توازن القوى فحسب، بل يضع مستقبل الاستقرار في المنطقة على المحك، ويطرح تساؤلات جدية حول إمكانية بناء نظام إقليمي تعددي في ظل سعي قوة واحدة لفرض رؤيتها عبر الحرب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشرق الأوسط فی المنطقة عسکری ا

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: الحوثيون كبديل لنظام الأسد في انتاج حبوب "الكبتاغون" في اليمن (ترجمة خاصة)

كشفت مجلة أمريكية عن امتداد تجارة حبوب "الكبتاغون" المخدرة من سوريا إلى اليمن، ممولةً بذلك جماعة الحوثي.

 

وقالت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" في تقرير تحت عنوان: "الحوثيون يقتحمون تجارة المخدرات" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أدى إلى فراغ في تجارة المخدرات الإقليمية، لكن الحوثيين هم البديل حاليا لإنتاج هذا الصنف من المخدر.

 

وأضافت أنها "فرصة يحرص الحوثيون في اليمن - الذين لا يترددون أبدًا في تفويت أي مشروع مربح - على استغلالها.

 

وتابعت "للجماعة تاريخ طويل في زراعة وبيع القات، وهو منشط شائع في اليمن. والآن، ينتقل الحوثيون المدعومون من إيران إلى تجارة الكبتاغون غير المشروعة، التي ساهمت طويلًا في دعم الديكتاتور السوري السابق".

 

وأشار التقرير إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ضبطت مؤخرًا 1.5 مليون حبة كبتاغون في طريقها إلى المملكة العربية السعودية من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وتتراوح أسعار الحبة في المملكة العربية السعودية بين 6 دولارات و27 دولارًا لهذا المخدر الشبيه بالأمفيتامين. استمرت عمليات الضبط طوال شهر يوليو، حيث اعترضت السلطات اليمنية عشرات الآلاف من الحبوب الأخرى في عمليات متعددة.

 

وقال "مع تراجع انتشار مختبرات الكبتاغون في سوريا، يُنتج الحوثيون المخدر في اليمن بأنفسهم. تُتيح حدود اليمن الطويلة والسهلة الاختراق نسبيًا مع السعودية للحوثيين الوصول إلى سوق استهلاكية كبيرة للكبتاغون وغيره من المخدرات".

 

ودعت المجلة الأمريكية واشنطن إلى التنبه لهذا. وقالت "يمكن للحوثيين استخدام عائدات هذه المبيعات لشراء صواريخ وذخائر أخرى لشن هجمات على إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك القواعد الأمريكية".

 

وزادت "من الواضح أن تجارة الكبتاغون لا تزال نشطة، ولا يزال للولايات المتحدة دورٌ في مكافحة تجارة المخدرات الإقليمية، التي امتدت إلى ما هو أبعد من منطقة الشرق الأوسط. وقد وقعت إحدى أكبر عمليات ضبط الكبتاغون المسجلة في إيطاليا، حيث ضبطت السلطات 84 مليون حبة كبتاغون بقيمة تقارب 1.1 مليار دولار في ميناء ساليرنو عام 2020".

 

وتابعت "لم يصل الكبتاغون بعد إلى الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة ليست بعيدة المنال. فشبكات المخدرات العالمية تربط الشرق الأوسط بالغرب. في وقت سابق من هذا الشهر، ضبطت السلطات الإماراتية 131 كيلوغرامًا من المخدرات والمؤثرات العقلية مجهولة الهوية، كانت مُهرَّبة إلى الإمارات العربية المتحدة من كندا عبر إسبانيا.

 

تشير الدلائل الآن -حسب التقرير- إلى أن اليمن قد يصبح مركزًا جديدًا لإنتاج الكبتاغون. وبينما لا تزال عمليات ضبط الكبتاغون في اليمن تُمثل جزءًا ضئيلًا من تلك المُسجلة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، يسعى الحوثيون إلى زيادة حصتهم السوقية.

 

"في عام 2023، أفادت صحيفة الشرق الأوسط أن جماعة الحوثي حصلت على مواد لمصنع لإنتاج الكبتاغون. وفي نهاية يونيو 2025، أعلن اللواء مطهر الشعيبي، مدير الأمن في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية اليمنية، أن الحوثيين أنشأوا مصنعًا لإنتاج الكبتاغون على أراضيهم. وأضاف معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، أن ذلك تم بالتنسيق مع النظام في إيران.

 

وكما تشير عمليات الضبط الأخيرة في اليمن، فإن تجارة الكبتاغون العالمية لم تزدهر مع بشار الأسد. يجب على واشنطن مراقبة الصعود المحتمل لمراكز إنتاج جديدة في اليمن، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا أن شبكات المخدرات في سوريا ولبنان لا تزال نشطة. يمكن لصانعي السياسات الاستمرار في محاسبة تجار المخدرات من خلال فرض عقوبات جديدة والاستفادة من الوصفات المحددة في استراتيجية إدارة بايدن بين الوكالات. وفق المجلة.

 

وختمت مجلة ذا ناشيونال انترست" بالقول "بدون إجراءات مُحدثة ومستمرة من واشنطن، ستستمر تجارة الكبتاغون حتى لو تغير اللاعبون الرئيسيون فيها".

 


مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: الحوثيون كبديل لنظام الأسد في انتاج حبوب "الكبتاغون" في اليمن (ترجمة خاصة)
  • ويتكوف: حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها.. ونتنياهو ملزم بإنهاء الحرب
  • أكواد فري فاير مجانا 2025 غير مستعمل سيرفر الشرق الأوسط.. هدايا وأسلحة نادرة
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيرته الكندية الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • عبد المنعم سعيد: حل الدولتين يجعل إسرائيل سنغافورة في الشرق الأوسط
  • «خبير استراتيجي» يكشف خطة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط
  • بيان صادر عن طيران الشرق الأوسط.. هذا ما جاء فيه
  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟