لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
فرضت إسرائيل إغلاقا شاملا على الضفة الغربية المحتلة، حيث أغلقت مداخل العديد من المدن والقرى باستخدام بوابات حديدية وحواجز خرسانية، تزامنا مع تواصل غاراتها الجوية على إيران.
وقد استمر الحصار الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي يوم أمس الأحد، حيث كثّفت قوات الاحتلال عملياتها في الأراضي الفلسطينية، وأسفرت حملتها عن استشهاد ما لا يقل عن 943 فلسطينيا، منهم أكثر من 200 طفل، حسبما أفادت الأمم المتحدة، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويقول الفلسطينيون في الضفة الغربية، إن الإجراءات الإسرائيلية تهدف إلى ضم أراضيهم وتوسيع المستوطنات غير القانونية. ويقدر عدد الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بنحو 3 ملايين نسمة.
ومنذ بداية هذا العام، شهدت مناطق جنين وطولكرم في الضفة الغربية عمليات عسكرية إسرائيلية مستمرة في 3 مخيمات للاجئين. وحسب تقارير الأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 137 فلسطينيا هذا العام في الضفة الغربية، منهم 27 طفلا.
ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، فرضت إسرائيل إغلاقا كاملا على الضفة الغربية، مما يثير قلقا متزايدا بشأن تأثير هذه الإجراءات على حياة الفلسطينيين.
تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقا شاملا على الضفة الغربية. وتقوم إسرائيل بتقييد حركة الفلسطينيين بشكل شديد، إضافة إلى إغلاق المدن والقرى، حيث يتم نصب نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية، مما يعيق حركة الدخول والخروج إلى المناطق المختلفة، وفقا لتقرير مراسلة الجزيرة نداء إبراهيم.
إعلانوقد زادت القوات الإسرائيلية من وجودها في مدن الضفة الغربية مثل البيرة ورام الله، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). كما أن نقاط التفتيش الصارمة تواصل إعاقة حركة التنقل في نابلس والخليل وقلقيلية ووادي الأردن، حيث تسببت تلك الحواجز في تعطيل عمل الفلاحين ونقل منتجاتهم الزراعية.
وتستمر هذه الإغلاقات في شل الحياة اليومية في الضفة الغربية، حيث تحد كثيرا من حرية التنقل، وتعيق الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي في المنطقة. كما أن محاولات الاقتراب من نقاط التفتيش قد قوبلت بالرصاص الحي من جنود الاحتلال في بعض الأماكن، بينما تم استخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع في أماكن أخرى.
وتتوالى التقارير عن إصابات، ففي مخيم طولكرم للاجئين، أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب عمره 16 عاما في ساقه. كما نفذت القوات الإسرائيلية غارات ليلية في الضفة الغربية، حيث اعتقلت على الأقل 15 شخصا، وفقا لما أفادته وكالة وفا.
وفي الوقت ذاته، استهدفت إسرائيل قطاع غزة يوم أمس الأحد، مما أسفر عن استشهاد 52 فلسطينيا، منهم 11 شخصا كانوا في انتظار الحصول على المساعدات. ومنذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 55 ألفا و297 فلسطينيا وأصابت 128 ألفا و426.
قال الفلسطينيون، إن الهدف من الحصار المفروض على الضفة الغربية هو السيطرة عليهم وفرض المزيد من القيود على حياتهم.
وفي تقرير أصدره مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس/آذار من هذا العام، أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد كثفت المستوطنات وعمليات الضم في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال عام 2024، في خطوة تُعد جزءا من سياسة إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى فرض المزيد من السيطرة على الأراضي الفلسطينية. وفي عدة مناطق من الضفة الغربية، طرد جنود الاحتلال عشرات الأسر من منازلها، وحولوا بعضها إلى مواقع عسكرية.
إعلانوجاء في إحدى الملصقات الإسرائيلية عن الإغلاق: "الإرهاب لا يجلب سوى الموت والدمار"، في إشارة إلى أن حركة الفلسطينيين سيتم تقييدها حتى إشعار آخر. ووفقا لمراسلة الجزيرة نداء إبراهيم، قال الفلسطينيون إنهم هم من يتعرضون للهجوم، مشيرين إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تمثل خطوة لفرض مزيد من العزلة عليهم.
ما الذي تفعله إسرائيل لحصار سكان الضفة؟قال قاسم عواد، من وحدة الاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية، إن إسرائيل قد زادت عدد نقاط التفتيش والحواجز في الضفة الغربية من 600 نقطة إلى 900 منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضاف: "الآن هم يستخدمون هذه الفترة (الحرب مع إيران) لتشديد الإغلاق على الفلسطينيين، وتحويلهم إلى أقاليم معزولة عن بعضها بعضا".
وفي الوقت نفسه، تكافح سيارات الإسعاف للوصول إلى الجرحى بسبب تعطل حركتها أيضا بسبب الحواجز.
وقال فايز عبد الجبار، سائق إسعاف: "حتى عندما نحصل على إذن من جيش الاحتلال بالتحرك، يتم احتجازنا عند نقاط التفتيش مدة تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات قبل السماح لنا بالمرور. الطريقة الوحيدة التي يمكننا العمل بها الآن، هي نقل المرضى من سيارة إسعاف إلى أخرى عند هذه الحواجز".
العنف مستمر. فلا يزال المستوطنون الإسرائيليون يواصلون الهجمات على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم. حسب ما نقلته مراسلة الجزيرة نداء إبراهيم، فإن بعض المستوطنين يستغلون الحصار المفروض على الضفة الغربية لتأسيس وتوسيع نقاط الاستيطان غير القانونية.
وفي مدينة سديروت يوم الخميس الماضي، عقد وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء الائتلاف الحكومي اجتماعا، تعهدوا فيه بضم الضفة الغربية وقطاع غزة، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية.
وقد صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الاتصالات شلومو كرعي أنهم يؤيدون الضم، بينما دعا وزير التراث عميحاي إلياهو إلى نفس الشيء في سوريا ولبنان أيضا.
إعلان هل تؤثر الهجمات الإيرانية على الفلسطينيين؟منذ الجمعة، أُضيئت سماء فلسطين وسوريا ولبنان والأردن بالصواريخ المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
وفي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل اعتراض الصواريخ الإيرانية، سقط بعض الحطام في الضفة الغربية، حيث لا يتوافر للفلسطينيين، على عكس الإسرائيليين، ملاجئ أو حماية من الصواريخ. وقد أصيب العشرات من الفلسطينيين في المنطقة من جراء الصواريخ المعترضة.
وقالت نداء إبراهيم إن "الفلسطينيين يقولون إنهم عالقون بين الصواريخ الإيرانية والصواريخ الإسرائيلية المعترضة".
قالت الحكومة الفلسطينية إنها تعمل على ضمان إدخال الغذاء والوقود إلى الضفة الغربية، في ظل القيود المفروضة من إسرائيل. ومع ذلك، يعبر الفلسطينيون عن قلقهم من قدرة حكومتهم على تقديم المساعدة في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على معظم جوانب حياتهم اليومية. هذه السيطرة جعلت القدرة على مساعدة السكان في مناطق مختلفة من الضفة الغربية أمرا صعبا للغاية.
ما موقف المجتمع الدولي؟في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وتبادل الهجمات بين الطرفين، كان المجتمع الدولي في معظم اهتماماته يركز على ما يحدث بين الدولتين. لكن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كانت قد أصدرت بيانا يوم الجمعة الماضي، أكدت فيه أن الضفة الغربية ليست منطقة حرب.
وأضافت الوكالة، أن "الضفة الغربية تحكمها المعايير الدولية وقوانين السلوك الخاصة بإنفاذ القانون، والتي يتعين على القوات الإسرائيلية الالتزام بها".
وقالت "إن هدف إنفاذ القانون هو حماية حقوق الإنسان، وليس انتهاكها. ويجب أن يسعى القانون إلى حماية الأكثر ضعفا وليس إلى زيادة معاناتهم. والأهم من ذلك، يجب أن يحافظ على كرامة الإنسان وحياته".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی على الضفة الغربیة فی الضفة الغربیة قوات الاحتلال نداء إبراهیم نقاط التفتیش
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يواصل إغلاق الحواجز العسكرية المؤدية إلى الضفة الغربية
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، فرض إجراءات تعسفية عند حواجزها العسكرية على مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية، وتغلق معظم بوابات القرى والبلدات.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على مداخل مدينتي رام الله والبيرة، وعدة مناطق في المحافظة، عبر نصب حواجز عسكرية وإغلاق بوابات.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا عند مدخل مدينة روابي، شمال غرب رام الله، وأغلقت حاجزي عين سينيا وعطارا شمالا بالبوابات الحديدية، وكذلك البوابة الحديدية على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأغلقت قوات الاحتلال حاجز جبع شمال القدس المحتلة بالبوابة الحديدية التي وضعتها على الحاجز العسكري المقام على مدخل البلدة، وكذلك البوابة الحديدة عن حاجز كراميلو المدخل الشرقي لبلدة الطيبة شرق رام الله.
وبذلك تغلق قوات الاحتلال كافة مداخل ومخارج محافظة رام الله والبيرة وتفصلها عن باقي محافظات الضفة.
واصلت قوات الاحتلال الموجودة عند حواجزها العسكرية المحيطة بمداخل مدينة أريحا الرئيسية والفرعية منع المواطنين من الخروج منها.
وفي محافظة نابلس، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية، ونصبت حواجز عسكرية في محيط المحافظة، وأغلقت معظم البوابات الحديدية المقامة عند مداخل القرى والبلدات.
وحسب المصادر المحلية، يشهد حاجز دير شرف إغلاقا شبه كامل، كذلك حاجزا المربعة وعورتا جنوبا وبيت فوريك شرقا، وحواجز يتما وعقربا وزعترة جنوبا.
وشددت قوات الاحتلال أيضا إجراءاتها العسكرية عند حاجزي تياسير والحمرا العسكريين بالأغوار الشمالية.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال يواصل إغلاق الحاجزين لليوم الثاني على التوالي، أمام حركة المواطنين، حيث يشهد الحاجزان تشديدات عسكرية وإغلاقات متكررة أمام حركة المواطنين، منذ أكثر من عامين.
تواصل قوات الاحتلال تشديد إجراءاتها العسكرية في محيط محافظة سلفيت، حيث تغلق لمدخل الشمالي لسلفيت، ومداخل بروقين، وقراوة، وحارس، وكفل حارس، وديراستيا، وكفر الديك، وياسوف، ومردا الشرقية، ومردا الغربية.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية، إلى جانب مداخل القرى الواقعة شرق المدينة، وهي: النبي إلياس، إماتين، والفندق–حجة، عبر بوابات حديدية، وتمنع تنقّل المواطنين، كما تطلق الرصاص الحي تجاه أي مواطن يحاول الاقتراب من الحواجز أو السير على الأقدام قربها.
شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها بحق الأهالي في محافظة الخليل، وأغلقت الحواجز المقامة عند مداخل بلدات المحافظة وقراها، ومنعن تنقل المواطنين ووصولهم إلى المدينة أو خارجها.
ووصل عدد الحواجز والبوابات الحديدية، التي نصبها جيش الاحتلال في الضفة الغربية إلى 898 حاجزا عسكريا وبوابة حديدية، منها 18 بوابة حديدية نصبها الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2025، منها (146) بوابة حديدية نصبها الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.