إيران لا تواجه “إسرائيل” فقط.. قراءة أعمق في مشهد الصراع في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
لطالما جرى تأطير الصراع في الشرق الأوسط على أنه مواجهة مباشرة بين إيران و”الكيان الصهيوني”، وكثيرًا ما تم تقديم هذا السرد في الإعلام والخطاب السياسي بوصفه صراعًا تقليديًا بين دولتين تتنازعان النفوذ والمصالح في الإقليم. إلا أن هذا الطرح، رغم انتشاره، يُعد تبسيطًا مخلًا لواقع مختلف تمامًا وأكثر تعقيدًا وتشابكًا.
في جوهر الأمر، “الكيان الصهيوني” ليس كيانًا منفصلًا يتحرك بإرادة مستقلة تمامًا عن القوى الغربية الكبرى، بل هو أشبه ما يكون بقاعدة متقدمة أو أداة تنفيذية في مشروع استعماري عالمي، تتشارك فيه عدة قوى كبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، هذه القوى، التي يمكن تسميتها مجتمعة بـ”قوى الطاغوت العالمي”، تمتلك من أدوات التأثير والتوجيه ما يجعل من “الكيان الصهيوني” مجرد واجهة للصراع، لا محركه الحقيقي.
إن طبيعة التغلغل الغربي في المنطقة، عبر العسكرة والسيطرة الاقتصادية والهيمنة الثقافية، تُظهر أن الصراع يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية بين دولتين. فإيران، بما تمثله من موقف سياسي معادٍ للهيمنة الغربية، لا تخوض معركة ضد “الكيان الصهيوني” فحسب، بل في واقع الحال تقف في مواجهة منظومة عالمية تسعى لإعادة تشكيل المنطقة وفق المصالح الاستراتيجية للأمة العربية والإسلامية.
من هنا، فإن النظر إلى “الكيان الصهيوني” باعتباره الخصم الوحيد أو الأساسي لإيران، يُفقدنا القدرة على فهم التوازنات الكبرى، ويُغفل الطابع البنيوي للصراع، الذي يتجسد في مقاومة النفوذ الغربي الشامل، لا مجرد الاحتلال الصهيوني لفلسطين؛ فالدعم الغربي اللا محدود لـ”الكيان الصهيوني”، سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، يضعه في موضع الامتداد الطبيعي لقوى الهيمنة، وليس كيانًا منفصلًا عنها.
لقد جاءت الهجمات الصهيونية الأخيرة، مساء الخميس 12 ويوم الجمعة 13 يونيو 2025م، والتي طالت عددًا من المواقع الإيرانية، شملت منشآت نووية كبرى مثل ناتانز وفوردو وأصفهان وخنداب، بالإضافة إلى قواعد عسكرية ومراكز قيادة بارزة “وفقاً للأخبار المتداولة”، وقد نجم عن هذه الغارات استشهاد قادة عسكريين كبار، في مقدمتهم اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري، إلى جانب عدد من القادة والعلماء والخبراء النوويين.
ردّت إيران مساء الجمعة بهجوم صاروخي واسع، استهدفت مناطق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك يافا السماه إسرائيليًا “تل أبيب”، وقد تسببت الضربات في خسائر مادية وبشرية كبيرة داخل الكيان.
هذا التبادل لم يكن مجرد رد فعل، بل تجلٍ لصراع أكبر بين مشروعين متضادين: أحدهما يسعى لترسيخ الهيمنة الغربية، والآخر يسعى لتفكيكها عبر مقاومة شاملة وصولاً لإحلال سلام دائم في المنطقة، فالإيرانيون، بردّهم، أعلنوا نهاية زمن الضربات أحادية الجانب، مؤكدين دخول المنطقة عصر الردع المتبادل، ولو بتكلفة باهظة.
ما يلفت الانتباه أن التصعيد الأخير لم يلقَ ردًا دوليًا يُدين “الكيان الصهيوني” باستثناء عدد من الدول والمنظمات الإسلامية والأحزاب، رغم استهدافه المباشر لقادة رسميين ومراكز علمية.. في المقابل، سارع الغرب إلى تحميل إيران مسؤولية التصعيد، في مشهد يعكس بوضوح ازدواجية المعايير وتواطؤ المنظومة الغربية مع أدواتها الإقليمية.
وهنا تبرز أهمية الوعي الشعبي: فكل تصعيد عسكري هو امتحان لمدى قدرة الشعوب والنخب على قراءة ما وراء الأحداث.. فاختزال الصراع في كونه “نزاعًا ثنائيًا” بين إيران و”الكيان الصهيوني” يغفل حقيقة أن المعركة تدور على مصير أمة بأكملها.
الصراع لم يعد محصورًا في تبادل الضربات التكتيكية، بل انتقل إلى مستوى استراتيجي يهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك، فالرد الإيراني الأخير، يؤسس لمرحلة جديدة من الردع؛ هذا الرد لا يعكس فقط قدرة إيران على الوصول إلى عمق “الكيان الصهيوني” بصواريخها الباليستية، بل يرسل رسالة واضحة بأن أي اعتداء مستقبلي سيُقابل برد مباشر ومماثل، مما يضع حدًا للغطاء الأمني الذي كانت توفره المنظومة الغربية لـ”الكيان الصهيوني”، وهذا التحول يفرض على صناع القرار الغربيين إعادة تقييم جدوى استخدام إسرائيل كـ”ذراع” عسكرية في المنطقة، خاصة مع تزايد المخاطر التي قد تطال مصالحهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
الصراع بين إيران والمنظومة الغربية ليس منعزلاً عن التحولات الجيوسياسية العالمية.. بروز قوى عالمية متعددة الأقطاب، مثل الصين وروسيا، وتنامي دورها، قد يقلل من قدرة الغرب على فرض إرادته بشكل مطلق؛ هذا التغير في توازنات القوى العالمية يفتح مساحات جديدة أمام الدول الرافضة للهيمنة، مثل إيران، لتعزيز مواقفها وتحالفاتها؛ فالدعم الإيراني لحركات المقاومة في المنطقة، والذي يراه الغرب عامل زعزعة للاستقرار، هو في حقيقة الأمر حق مشروع كجزء من استراتيجية أوسع لتفكيك منظومة الهيمنة وتغيير خارطة النفوذ الإقليمية.
إن تماسك محور المقاومة، من لبنان إلى اليمن، مروراً بالعراق وسوريا، يُعد تحديًا مباشرًا للمشروع الغربي الهادف إلى إبقاء المنطقة تحت السيطرة.
لا شك أن هذا الصراع يحمل في طياته تكاليف باهظة، بشرية ومادية، على جميع الأطراف؛ ولكن مع ذلك، هذه التكلفة ضرورية لتحقيق استقلال حقيقي وسيادة كاملة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى أي مدى يمكن للمنظومة الغربية أن تتحمل استمرار هذا الصراع، خاصة مع تزايد تكلفته الاقتصادية والبشرية، وتزايد الرفض الشعبي لسياستها في المنطقة والعالم؟
إن فشل الغرب في تحقيق أهدافه في المنطقة، رغم كل أدوات القوة التي يمتلكها، يشير إلى أن المشروع الاستعماري يواجه تحديات غير مسبوقة؛ مستقبل المنطقة يعتمد بشكل كبير على قدرة شعوبها على فرض إرادتها وتحقيق تطلعاتها نحو التحرر من كافة أشكال الهيمنة الخارجية.
ختامًا، “الكيان الصهيوني”، مهما بلغت قوته، لا يتحرك في فراغ، فوجوده متصل مباشرة بالمنظومة الغربية التي تموّله وتغطي جرائمه؛ ومن دون هذه الحاضنة، لن يبقى له موقع على خارطة النفوذ، ولذلك فإن أي فهم للصراع يجب أن ينطلق من هذا التشابك، لا من الصور المضللة التي تُبث عبر الإعلام.
إنه صراع بين مشروع للهيمنة والنهب، ومشروع للمقاومة والتحرر؛ والكيان الصهيوني في هذا السياق، ليس خصم إيران وحدها، بل خصم لكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية وكل من يطمح لاستقلالٍ حقيقي وسيادة كاملة على أرضه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
ربما كان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي قد أصاب الحقيقة حين قال إن الشرق الأوسط سيتغير، بعد الفصل الأخير من حربها المتواصلة منذ ثلاثة عقود من العمل السياسي الدؤوب على دولة فلسطين، من أجل قطع الطريق على قيام هذه الدولة الناقصة في الشرق الأوسط، لكن بالطبع، ليس بالضرورة أن يكون الشرق الأوسط، الذي لن يكون بعد هذه الحرب، كما كان قبلها، كما يريد ويحلم، الرجل الذي لا يمكن وصفه إلا بكونه مجرم الحرب الذي لم يخرج من هذه الحرب إلا وهو مدان من قبل القضاء الدولي بهذه الصفة.
وفي استعراض سريع لمسلسل الأحداث في الشرق الأوسط، خاصة تلك المتعلقة بمحور الإقليم، أي ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، منذ انتهاء الحرب الباردة، يمكن البدء بالإشارة إلى أهم حدثين وقعا في تلك اللحظة التاريخية، وهما الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في أواخر العام 1987، والحرب الثلاثينية الدولية - الأميركية على العراق.
وفي حقيقة الأمر كان الحدثان متعارضين في وجهتيهما، ففي الوقت الذي سعت فيه إسرائيل إلى الزج بالشرق الأوسط في الجيب الأميركي، على طريقة شرق أوروبا، بدءا من العراق، كانت الانتفاضة فعلاً اعتراضياً عما بدأ يدور في خلد الإسرائيليين من أحلام السيطرة الإقليمية، التي تبدأ بضم الأرض الفلسطينية، ولا تنتهي بالوصول إلى الفرات والخليج العربي.
ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن العقل الاستراتيجي الأميركي قد توقف طويلاً، حول خياراته ما بعد الحرب الباردة، وكان منها بالطبع فتح المجتمعات العربية، لتنظيفها مما يعيق الهيمنة الأميركية - الإسرائيلية على الشرق الأوسط برمته، لكن كانت هناك محاذير أخرت الخطوة، وإزاء ما اتهمت به إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، الذي قاد الحرب الثلاثينية على العراق العام 1990، من الكيل بمكيالين، أجبرت تلك الإدارة سلف نتنياهو اليميني المتطرف إسحق شامير وكان رئيس حكومة إسرائيل على الذهاب لمدريد، بحثاً عن حل سياسي لملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو مفتاح تغيير صورة الشرق الأوسط، بهذه الوجهة أو تلك.
لكن كان للانتفاضة أيضاً فعلها التاريخي، فقد دفعت إلى تغيير داخلي إسرائيلي، لم يحدث مثيل له من بعد، وكان ذلك حين فاز اليسار ممثلاً بحزبي العمل وميريتس، بعد أن حازا على 56 مقعداً بالكنيست (44+12) مترافقاً بشبكة أمان عربية مكونة من خمسة نواب كنيست، أي بمجموع 61، من أصل 120 وهي الأغلبية البسيطة التي ذهب بها شمعون بيريس وإسحق رابين إلى توقيع اتفاق أوسلو، الذي وضع الحجر الأساس لحل الدولتين، والذي أطار صواب اليمين الإسرائيلي لدرجة أن يحرض على رابين وكان هو الكاريزما التي حملت أوسلو على الجانب الإسرائيلي، فيقتله رجل يميني متطرف، ومن ثم يفتح الباب أمام نتنياهو للوصول إلى موقع رئيس الحكومة.
والغريب أن نتنياهو وكان شاباً في ذلك الوقت، ترشح عن اليمين، في ظل التوقع بفوز اليسار، بمرشحه شمعون بيريس الذي بكّر موعد الانتخابات لاستثمار التعاطف الشعبي مع اليسار بعد مقتل رابين، لكن المفاجأة كانت فوز اليمين، وبزعامة نتنياهو وليس شارون، والأهم أنه فاز كرئيس حكومة منتخب مباشرة من الناخبين، وليس من الكنيست.
أي بصلاحيات رئيس منتخب كما لو كان في ظل نظام انتخابي رئاسي، وليس كرئيس حكومة تختاره الأغلبية البرلمانية في ظل نظام إسرائيل البرلماني، أي بصلاحيات أعلى، وكانت إسرائيل قد اختارت ذلك النظام بعد سنوات من تحكم أحزاب صغيرة في الحكومات التي تشكلت خلال ثمانينيات القرن الماضي، حين كان العمل والليكود متساويين في القوة الانتخابية، واضطرا في ظل تلك الحالة إلى أن يقدما التنازلات الحكومية للأحزاب الصغيرة خاصة حكومات الليكود، أو أن يشكلا معاً حكومات وحدة وطنية كانت تسمى حكومات الرأسين، حين تقاسم كل من إسحق شامير وشمعون بيريس منصب رئيس الحكومة، لنصف مدة الكنسيت وهي أربع سنوات.
يمكن القول، إن برنامج اليمين الإسرائيلي المستمد من تعاليم زئيف جابوتنسكي، عراب الليكود والأب الروحي لنتنياهو صاحب نظرية الجدار الحديدي، التي تعني إجبار العرب والشرق الأوسط على قبول دولة إسرائيل بالقوة العسكرية وليس بالتفاوض، بدأ بقطع الطريق على أوسلو، ورغم أن نتنياهو بعد أن أجبر على متابعة أوسلو عبر اتفاق الخليل، خسر مقعد رئيس الوزراء العام 1999 بعد ثلاث سنوات في المنصب، إلا أنه عاد بعد ذلك بعشر سنوات، أمضى نصفها معتزلاً السياسة ونصفها الآخر في ظل قيادة أرئيل شارون لليمين وللحكومة، ثم عاد ليقود إسرائيل منذ العام 2009 حتى الآن تقريباً، باستثناء بضع سنوات مقتطعة، لم تحرف المسار السياسي الذي رسمه وقاده لإقامة إسرائيل الثانية أو إسرائيل الكبرى، متجاوزاً حدود التقسيم، بل حدود العام 1967، حيث يعترف كل العالم بأن الأرض التي احتلتها إسرائيل في ذلك العام أراض محتلة، لا يحق لإسرائيل ضمها، بما في ذلك الأرض الفلسطينية ومنها القدس الشرقية.
انسداد الأفق أمام مواصلة السير على طريق أوسلو، ساعد نتنياهو، حتى وهو خارج موقع قيادة الدولة على متابعة تنفيذ برنامجه لاحقاً، فرغم أن اليسار عاد للحكم العام 1999، إلا أنه عاد بقيادة إيهود باراك، اليساري الصقري بالخلفية الأمنية والذي اعتبر خليفة رابين في حزب العمل، ولم تكن عودة اليسار بقيادة باراك عودة لمسار أوسلو، فسرعان ما اصطدم باراك بعرفات في كامب ديفيد حين حاول الإسرائيلي الذهاب مباشرة للحل النهائي دون القدس، وكانت الانتفاضة الثانية، فجاء شارون، في ظل مواجهة مسلحة عطلت تماماً مسار الحل السياسي.
هكذا ولأسباب عديدة تكرّس اليمين في المجتمع الإسرائيلي، ولم يعد اليسار منافساً لليمين على الحكم، وتربع نتنياهو على عرش إسرائيل، فسارع لإغلاق مسار المفاوضات، بعد سنوات من المماطلة والتعطيل، وذلك العام 2014، رغم محاولة باراك أوباما حينها التوصل لاتفاق نهائي، ولا بد من الإشارة إلى أنه في الوقت الذي عاد فيه اليمين ليحكم إسرائيل العام 2001، ظهرت حماس كقوة حاسمة في الساحة الفلسطينية، إلى أن تشجعت مع إصرار أميركي - إسرائيلي على إجراء انتخابات العام 2006، للمشاركة فيها والفوز بها، ومن ثم فضلت التفرد بحكم غزة، وفصلها عن ولاية السلطة الفلسطينية، بما توافق مع برنامج نتنياهو بالتحديد لطي صفحة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ولسنا هنا مضطرين لاستعراض وقائع سنوات الانقسام منذ العام 2007 حتى الآن، لنؤكد أن نتنياهو كان يفضل حماس في غزة، والسلطة في الضفة لتكريس الانقسام، ولعل آخر تلك الدلائل هو إصراره على عدم تسلم السلطة الفلسطينية الحكم في غزة، بعد الحرب، ولأنّ لكل شيء ردَّ فعلٍ مساوياً له في المقدار ومعاكساً له في الاتجاه كما تقول نظرية آينشتاين النسبية، فإن حرب الإبادة التي أطلقها نتنياهو مستغلاً طوفان الأقصى، ومحاولاً عبرها النجاح في ضم كل أرض فلسطين التاريخية، أي كل غزة وكل الضفة، وإضافة أراضٍ لبنانية وسورية، أردنية وربما مصرية وحتى عراقية ومن ثم تغيير الشرق الأوسط ليصبح مرتكزاً على محور دولة إسرائيل الكبرى، العظمى إقليميا، وقد شجعه النجاح التكتيكي بمواصلة الحرب مدة عامين.
كذلك الإنجازات العسكرية على جبهات حزب الله وسورية وحتى إيران، ومن ثم عودة ترامب للبيت الأبيض، على الاعتقاد بأنه صار قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه الذي عاش حياته من أجله، هذه الحرب فتحت الباب واسعاً لتغيير الشرق الأوسط.
أما ما قلب ظهر المجن على مجرم الحرب، فكان سببه فشله في تحرير الرهائن، وفي سحق المقاومة الفلسطينية، ومواصلته حرب الإبادة بكل أركانها، وصولاً إلى حرب التجويع، ما قلب العالم بأسره، رأساً على عقب، فكان إعلان نيويورك الذي يفتح الطريق لدورة تاريخية للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، باعتراف دولي بدولة فلسطين، بما في ذلك اعتراف الدول الأوروبية التي رعت تاريخياً قيام دولة إسرائيل بحدودها ما قبل 67، في المقدمة فرنسا وبريطانيا، والحديث عن فرنسا وبريطانيا ليس حديثاً عن دول هامشية، فهما دولتان عظميان، كعضوين في مجلس الأمن وفي مجموعة السبع الكبار.
وإذا ما ترافق ذلك مع التنسيق مع السعودية وفي ظل انتفاضة دولية ضد جريمة الحرب الإسرائيلية، فلا بد من القول إن الشرق الأوسط حقاً يتغير وذلك بقيام دولة فلسطين الذي بات أمراً مرجحاً، وكل ذلك يعني أن الضحايا التي سقطت في غزة، وتدمير كل مقومات الحياة فيها، لم يكن بلا ثمن، وحيث إن الثمن كان باهظاً، فإن النتيجة هي درة تاج الشرق الأوسط الجديد، الذي لن يكون كذلك، إلا بعد أن يزول الظلم التاريخي الذي وقع على فلسطين وشعبها.
الأيام الفلسطينية