خبير: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يُنذر بانفجار إقليمي شامل
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
في ظل التصاعد المتسارع للمواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، وامتداد الضربات الجوية المتبادلة إلى عمق الأراضي الإيرانية، وتوسع نطاق الردود العسكرية في مناطق متفرقة من الإقليم، بات العالم أمام منعطف خطير يهدد بانفلات أمني واسع النطاق في منطقة الشرق الأوسط، مع احتمالات جدية لانزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة تتجاوز الحسابات التقليدية للطرفين.
وفي هذا السياق، شدد الدكتور عمرو حسين، المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، على أن العالم يتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة المتمثلة في الضربات العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف داخل إيران، معتبرًا إياها تصعيدًا جديدًا وخطيرًا من شأنه أن يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وينذر بانعكاسات تتجاوز الحدود الجغرافية للصراع.
وأضاف حسين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه العمليات، مهما كانت مبرراتها الأمنية والسياسية، تعكس فشلًا واضحًا في احتواء التوترات عبر المسارات الدبلوماسية، وكرّست منطق القوة على حساب الشرعية الدولية وحق الشعوب في الاستقرار والتنمية، لافتًا إلى أن تجارب العقود الماضية أثبتت أن الحلول العسكرية لا تُنتج استقرارًا حقيقيًا، بل تعمّق الأزمات وتؤسس لصراعات جديدة أكثر تعقيدًا.
وأشار إلى أن المنطقة لا تحتمل المزيد من التصعيد العسكري، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة في عدة دول، وانهيارات البنى التحتية في دول النزاع، وتداعيات الأزمات الإنسانية في غزة وسوريا واليمن، إلى جانب التأثيرات المباشرة على أسواق الطاقة العالمية، التي باتت أكثر هشاشة أمام أي اضطراب أمني في الخليج أو مضيق هرمز.
وشدد حسين على أن المجتمع الدولي بات مطالبًا بتحرك عاجل لوقف هذا النهج التصادمي، وتهيئة بيئة مناسبة للحوار وتسوية الخلافات ضمن أطر سياسية عادلة، بدلًا من الانجراف نحو سياسات القصف المتبادل التي لا تخلّف سوى الدمار وعدم الاستقرار.
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، اعتبر الدكتور حسين أنه لا يمكن التعامل معه بسياسة الضربات المتفرقة أو محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة، بل يجب العودة إلى إطار تفاوضي شامل يراعي هواجس الأمن الإقليمي، ويضمن التزام طهران بالاتفاقات الدولية، في ظل رقابة شفافة تحقق التوازن بين حق الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية ومتطلبات الأمن الجماعي.
وأضاف أن استمرار الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية قد يُشعل ردود فعل مماثلة من جانب طهران أو حلفائها في المنطقة، مما يُنذر بانزلاق الوضع إلى حرب متعددة الجبهات تشمل دول الجوار وتهدد أرواح المدنيين، وتُغذي موجات نزوح جديدة، وتُعيق محاولات التنمية التي تتطلع إليها شعوب المنطقة منذ عقود.
وحذر الدكتور عمرو حسين من مغبة استمرار دوامة التصعيد، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة القوى الدولية الفاعلة إلى التحرك العاجل لوقف الأعمال العدائية، واستئناف مفاوضات جادة وشاملة تعالج جذور التوترات الأمنية والسياسية بعيدًا عن منطق الانتقام وردود الفعل.
كما دعا وسائل الإعلام والمؤسسات البحثية إلى الاضطلاع بدور مسؤول في توعية الرأي العام بخطورة التصعيد، وتغليب أصوات السلام والاحتكام إلى القانون الدولي، مؤكدًا أن الطريق إلى استقرار الشرق الأوسط لا يمر عبر الصواريخ والقنابل، بل عبر طاولة التفاوض والثقة المتبادلة.
وختم بالقول: "لقد آن الأوان لتنتصر إرادة الشعوب على إرادة السلاح، ولتبنى المنطقة على أسس التنمية والسلام لا على أنقاض المواجهات المفتوحة."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران إسرائيل إيران وإسرائيل التصعيد الإيراني الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
كشف الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، تفاصيل جديدة حول ما وصفه بـ"الصفقة الجارية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى المشهد"، مؤكدًا أن جزءًا من بنودها يتضمن تسليم الأسد لدولة أخرى لإجراء محاكمة شكلية تمهيدًا لتبرئته من تهم جرائم الحرب.
وأشار العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا الطرح "غير مسبوق وخطير للغاية"، متسائلًا: "وفق أي قانون سيتم محاكمته؟ السوري أم الدولي؟ وكيف يتم إعداد سيناريو يعيد شخصًا متهمًا بقتل شعبه إلى واجهة المشهد؟".
وأوضح أن هذه البنود كانت محل رفض وسخرية في البداية، حيث اتُهم هو وآخرون بـ"الجنون وترويج الأوهام"، قبل أن تظهر تقارير دولية – بينها تقرير لوكالة رويترز وأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC – تؤكد صحة ما نشره، وتكشف عن تحركات فعلية تمهّد لهذه الصفقة.
وأكد العزبي أن ما تم نشره في الإعلام الدولي يتوافق مع ما تم كشفه مسبقًا عبر البرنامج، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات أحدثت حالة هلع داخل صفوف هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في مناطق نفوذ التنظيم.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا غير متوقع، يتمثل في فتح عدد من السجون في حمص وحلب وإطلاق سراح مجموعات معينة، ضمن سيناريو يعزّز مخطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.
وكشف العزبي أن الجولاني وافق ضمن الصفقة على التخلي عن المناطق الغنية بالنفط والغاز لصالح إسرائيل، مستشهدًا بتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، ظهر خلاله مسؤولون إسرائيليون يتحدثون صراحة عن "ضرورة بقاء مناطق معينة تحت السيطرة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن الجولاني لم يصدر أي تصريح يعترض فيه على هذه التصريحات، رغم ظهوره مؤخرًا في مقاطع وصفت بأنها "استعراضية وغير واقعية".
وأكد العزبي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف ضد سيناريو التقسيم، وقد نجحت بالفعل في تمرير قرار أممي يمنع تفكيك الدولة السورية ويطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يسيطر عليها.
وفي ختام حديثه، انتقد العزبي الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان وتنظيم داعش، معتبرًا هجومهم الحاد على مصر وعلى كل من يكشف الحقائق "محاولة بائسة للتغطية على حجم الترتيبات التي تجري في الخفاء".