هل يهيمن المحافظون على حساب الإصلاحيين؟.. مصير النظام الإيراني بعد ضربة «منتصف الليل»
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
منذ اللحظة الأولى لانطلاق الضربات الجوية المكثفة، التي شنتها إسرائيل على إيران، وطالت قلب المؤسسة العسكرية الإيرانية وأهم منشآتها النووية، انشغل محللون وخبراء بمحاولة استشراف ما بعد هذه الحرب غير المسبوقة، التي بدا واضحًا أنها تتجاوز نطاق الردع التكتيكي إلى ملامح تغيير استراتيجي في بنية السلطة الإيرانية نفسها.
استهداف قيادات الصف الأول في الجيش والحرس الثوري، إلى جانب العلماء النوويين ومراكز البحوث الحساسة كمفاعل نطنز، لم يكن مجرد رسالة عسكرية محدودة، بل إيذانًا بمرحلة جديدة تضع مستقبل النظام الإيراني أمام مفترق طرق حاد، تتداخل فيه اعتبارات محلية وأخرى إقليمية، ورهانات دولية حول من يحكم إيران مستقبلًا.
يتوقع أعداء النظام الإيراني أن تسهم هذه الضربات القوية، التي تعرضت لها البلاد، في الإطاحة بالنظام الذي يحكم البلاد منذ ثورة الخميني عام 1979، خاصة مع مظلوميات داخلية وخارجية، وسط حديث عن سيناريو آخر يتمثل في أن الاستهداف الإسرائيلي سيقوّي شوكة التيار المحافظ ضد الرئيس الإيراني وتحالف الإصلاحيين الذين يرغبون في مدّ الجسور مع الجوار والعالم، وأن تكون المفاوضات بديلاً للسلاح.
عملية «الأسد الصاعد» التي نفذتها إسرائيل ضد إيران أثارت تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة: هل العملية مجرد ضربة لتقويض القدرات العسكرية والنووية الإيرانية، أم أنها جزء من خطة أوسع لتغيير النظام في طهران؟.
تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي وصفت العملية بأنها «ضرورية لإزالة التهديد الإيراني لوجود إسرائيل»، تشير إلى أن الهدف قد يتجاوز الحدّ من القدرات العسكرية إلى محاولة إضعاف النظام الإيراني من الداخل. تقارير أشارت إلى أن إسرائيل تعوّل على إسقاط النظام من خلال الضغط الداخلي.
لكن استهداف المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يبدو سيناريو حساسًا ومعقدًا، فهو بصفته رمز النظام وقائده الأعلى، يمثل مركز الثقل السياسي والديني في إيران. أي محاولة لاستهدافه ستكون بمثابة إعلان حرب شاملة، وقد تؤدي إلى ردٍّ إيراني عنيف. ومع ذلك، يرى محللون أن إسرائيل قد تكون مستعدة لمثل هذه الخطوة إذا توفرت معلومات استخباراتية دقيقة ودعم أمريكي ضمني.
لكن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى تعزيز التفاف الشعب الإيراني حول النظام بدلاً من إضعافه، خاصة إذا تم تصوير الاغتيال كعدوان خارجي. على العكس، قد يرى البعض في إسرائيل أن إزالة خامنئي قد تخلق فراغًا قياديًا يعجّل بانهيار النظام، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة داخل إيران.
إيران، بخلاف العراق وسوريا، تمتلك نظامًا أكثر تماسكًا، ومؤسسات قوية مثل الحرس الثوري، وشبكة حلفاء إقليميين. كما أن مجتمعها أكثر تنوعًا وتعليمًا، مما يجعل التدخل الخارجي أقل جاذبية للسكان مقارنة بالدول الأخرى. وقد عززت الضربات الإسرائيلية الشعور بالوحدة الوطنية لدى شريحة كبيرة، رأت في الهجوم الإسرائيلي اعتداءً على السيادة الإيرانية.
في المقابل، أثارت الضربات الإسرائيلية غضبًا داخليًا ضد النظام الإيراني بسبب فشله في حماية البنية التحتية الحيوية، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية التي أضعفت القدرة على الرد.
لكن الاستياء المتزايد لا يرقى إلى مستوى ثورة شعبية، مما يشير إلى أن إسقاط النظام من الداخل يتطلب محفزات أقوى من مجرد ضربات عسكرية خارجية.
ويظل النظام الإيراني معتمدًا على قاعدة دعم قوية، خاصة من الحرس الثوري والمؤسسات الدينية، التي تمتلك موارد مالية وعسكرية كبيرة. كما أن إيران ليست منعزلة إقليميًا، بل تمتلك حلفاء بمقدورهم توسيع نطاق الصراع إذا شعروا بتهديد وجودي لطهران.
كما أن الشعب الإيراني، رغم استيائه من الأوضاع الاقتصادية، قد يرفض التغيير المدعوم خارجيًا، خوفًا من تكرار سيناريوهات الفوضى في الدول المجاورة.
اقرأ أيضاًلحظة قصف مبنى الإذاعة والتليفزيون الإيراني | فيديو
من التضليل إلى التسليح.. حدود التنسيق الخفي بين أمريكا وإسرائيل ضد إيران
الحكومة الإيرانية تعلن إغلاق بورصة طهران حتى إشعار آخر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل إيران طهران الحرب بين إيران وإسرائيل المفاعلات النووية الإيرانية النظام الإیرانی
إقرأ أيضاً:
“نموذج الضربات الثلاث”.. رؤية جديدة لأسباب التوحد وسبل الوقاية المبكرة
#سواليف
كشفت دراسة جديدة عن نموذج يفسّر دور #الجينات و #البيئة في #اضطراب_طيف_التوحد، ويقترح طرقا للوقاية المبكرة.
وعرض فريق من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، نموذجا ثلاثي المراحل لإشارات التمثيل الغذائي، يعيد تعريف التوحد كاضطراب يمكن علاجه عبر تعديل التواصل الخلوي واستقلاب الطاقة.
وأشارت الدراسة إلى أن التدخلات قبل الولادة وفي مراحل الطفولة المبكرة قد تساعد في الوقاية من نصف حالات التوحد تقريبا أو الحد من حدتها.
مقالات ذات صلةوطور الباحثون ما أسموه ” #نموذج_الضربات_الثلاث”، والذي يوضح أن التوحد يتطور عند اجتماع ثلاثة عوامل:
الاستعداد الوراثي: بعض الجينات تجعل الميتوكوندريا ومسارات الإشارات الخلوية أكثر حساسية للتغيرات. المحفز المبكر: مثل عدوى الأم أو الطفل أو الإجهاد المناعي أو التلوث، ما يفعّل استجابة إجهاد خلوية تعرف باسم "استجابة خطر الخلية" (CDR). التفعيل المطوّل: استمرار استجابة الإجهاد الخلوية لفترة طويلة، نتيجة التعرض المستمر لعوامل الإجهاد من أواخر الحمل وحتى السنوات الأولى من عمر الطفل، قد يعوق نمو الدماغ الطبيعي ويساهم في ظهور سمات التوحد.وتقوم استجابة خطر الخلية (CDR) بمساعدة الخلايا على التعافي من الإصابات والتكيف مع الظروف المتغيرة، لكنها عادة قصيرة الأمد. وعندما تصبح مزمنة نتيجة ضغوط مستمرة أو فرط حساسية وراثية، قد تعطّل التواصل الخلوي وتغير وظيفة الميتوكوندريا، وتؤثر على نمو دوائر الدماغ الأساسية.
وبما أن المحفزات البيئية والتفعيل المطوّل قابلان للعكس، فإن الكشف المبكر والتدخل يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالتوحد. ويمكن للوقاية المبكرة ودعم الأطفال الأكثر عرضة للخطر أن يقلل أو يمنع نحو 40-50% من حالات التوحد.
استراتيجيات الوقاية والتدخل المبكر
تشمل الاستراتيجيات المحتملة:
الفحص قبل ظهور الأعراض، مثل تحليل الأيض للأمهات واختبار الأجسام المضادة الذاتية. تحاليل متخصصة للمواليد لتحديد الأطفال المعرضين للخطر قبل ظهور الأعراض.الآثار المستقبلية على البحث والعلاج
تعيد الدراسة تعريف التوحد كاضطراب عصبي أيضي ومناعي، بدلا من النظر إليه كحالة وراثية أو سلوكية فقط، ما يفتح المجال أمام تطوير علاجات جديدة.
ويقترح الباحثون اختبار أدوية تنظم إشارات الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP- المركب الكيميائي الرئيسي الذي يمد خلايا الجسم بالطاقة للقيام بوظائفها الحيوية) وتحاكي التوازن الطبيعي للاستجابة الخلوية، بالإضافة إلى برامج فحص مبكر تجمع بين البيانات الوراثية والأيضية والبيئية.
وقال الدكتور روبرت نافيو، معد الدراسة: “فهم التوحد من منظور الإشارات الأيضية لا يغير فقط طريقة تفكيرنا، بل ما يمكننا فعله حيال الحالة. إذا تمكنا من تهدئة استجابة الإجهاد الخلوي قبل أن تصبح مزمنة، فقد نتمكن من تحسين أو منع بعض الأعراض الأكثر إعاقة”.