خبيرة بريطانية: المشروع الصهيوني يشبه الأحداث الرواندية
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
في الحلقة الثانية من حوارها مع الجزيرة نت، كشفت الباحثة البريطانية في شؤون أفريقيا بيبا لوتون عن أوجه تشابه مثيرة بين المشروع الصهيوني وما سمتها العقيدة الرواندية، مؤكدة أن الدولتين استخدمتا سرديات المعاناة التاريخية لتبرير سياساتهما.
وقالت لوتون إن العقيدة الرواندية تحت قيادة الرئيس بول كاغامى تقوم على بناء الهوية الوطنية واستخدامها أداة للهيمنة والسيطرة، مضيفة أن النخبة السياسية الرواندية، خصوصا من عرقية التوتسي، تتبنى سياسات في هويتها تشبه المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط، على حد زعم الباحثة البريطانية.
واعتبرت الباحثة أن سردية الضحية باتت أداة إستراتيجية تستخدمها رواندا لحشد الدعم الدولي، لكنها لم تعد فعالة كما في السابق. وقالت إن "إسرائيل ورواندا تلعبان دور الضحية في خطابهما السياسي، لكن هذه الحجة لم تعد تجدي نفعًا بمرور الوقت".
وتحدثت لوتون عما سمته بالقمع الداخلي في رواندا، مشيرة إلى أن مجرد طرح أسئلة عن أحداث عام 1994 قد يُعرض صاحبها للسجن. واستشهدت بحالة السياسية فيكتوار إنجابير التي قضت 15 عاما خلف القضبان "لمجرد طرحها أسئلة".
وأضافت "في رواندا لا يمكنك طرح أسئلة بسيطة عن أحداث 1994، فهناك قوانين صارمة تعاقب على ذلك".
وانتقدت لوتون نظام الحكم في رواندا وقالت إن له ارتباطات غربية، مشيرة إلى أسماء مثل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وقالت إن "توني بلير الذي يعد من أكثر السياسيين البريطانيين المكروهين كان مستشارا خاصا لشركة غلينكور إكستراتا التي تُعد من أكبر شركات التعدين في الكونغو".
وقالت الباحثة البريطانية إنه رغم اتهامات حكومة الكونغو لرواندا بدعم جماعات متمردة مثل حركة M23، فإن الاتحاد الأفريقي وتجمع شرق أفريقيا التزما الصمت، وهو ما أرجعته لوتون إلى ما سمته "تأثير اللاعبين الدوليين المستفيدين من الصراع".
إعلانوانتقدت الباحثة مخرجات قمة تجمع دول شرق أفريقيا، ووصفتها "بالصادمة"، بعد أن طالبت كينشاسا بالتفاوض مع حركة M23، قائلة إن هذه الجماعة مسؤولة عن "مقتل أكثر من 10 ملايين كونغولي واغتصاب مئات الآلاف من النساء".
وتحدثت لوتون عما وصفته "بالتحول الغامض" في موقف كينيا من الحرب في الكونغو، معتبرة أن ذلك التغير بدأ بعد زيارة الرئيس روتو إلى البيت الأبيض ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأثنت لوتون على أدوار أنغولا وتنزانيا وبوروندي، مشيدة بمساعي أنغولا الدبلوماسية الإيجابية في ملف الوساطة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وبشأن آفاق الحل في المنطقة، عبّرت الخبيرة البريطانية عن تشاؤمها إزاء إمكانية إصلاح الوضع والاستقرار في منطقة البحيرات.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رأت لوتون أن "حل الدولتين بات من الماضي"، داعية إلى "حل الدولة الواحدة، الذي يعترف بحقوق الجميع من دون تمييز".
وفي ختام حوارها، شددت لوتون على ضرورة "تفكيك الأساطير التي تختلقها بعض الأنظمة لتبرير القمع والتوسع"، مؤكدة أن فهم هذه البنى السردية ضرورة لفهم الحروب الحديثة، إذ تُستخدم المعاناة ذريعة لتهميش شعوب بأكملها، بينما يبقى الضحايا الحقيقيون خارج حسابات المصالح الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی رواندا تونی بلیر
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية: إسرائيل تغلق تحقيقات جرائم حرب في غزة وتثبّت الإفلات من العقاب
#سواليف
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن سلطات #الاحتلال الإسرائيلي أغلقت نحو 88% من #التحقيقات في ملفات ارتكاب قوات من #الجيش_الإسرائيلي #جرائم_حرب أو #انتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع #غزة، دون توجيه اتهامات أو التوصل إلى نتائج واضحة منذ بدء الحرب في تشرين الأول /أكتوبر 2023.
ونقل التقرير عن منظمة “العمل ضد العنف المسلح”، قولها إن إسرائيل تسعى إلى ترسيخ “نمط من الإفلات من العقاب” عبر تجنب تحميل المسؤولية في أخطر الحوادث، منها مقتل 112 فلسطينياً أثناء اصطفافهم للحصول على الطحين في شباط/فبراير 2024، وغارة جوية أسفرت عن مقتل 45 في مخيم رفح في أيار/مايو، بالإضافة إلى مقتل 31 آخرين خلال محاولة الحصول على مساعدات في يونيو، والتي نفت إسرائيل مسؤوليتها عنها رغم شهادات شهود العيان.
ورصد التقرير 52 حالة أعلنت فيها دولة الاحتلال نيتها التحقيق أو قامت بتحقيق فعلي، أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 فلسطيني وإصابة نحو 1880، إلا أن الغالبية العظمى منها لم تسفر عن نتائج حاسمة.
مقالات ذات صلةوأضاف: حتى الآن، تم توجيه تهم في حالة واحدة فقط لجندي احتياطي أُدين بالاعتداء على معتقلين فلسطينيين.
كما انتهت 5 حالات أخرى بإجراءات تأديبية، منها عزل ضباط عقب مقتل 7 عمال إغاثة في غارة على قافلتهم في نيسان/أبريل 2024.
ويتزامن ذلك مع انتقادات مستمرة لآلية “تقصي الحقائق” الداخلية للجيش الإسرائيلي، التي تعتبر غير شفافة وبطيئة، حيث تشير منظمة “يش دين” الحقوقية إلى أن 664 تحقيقا عسكريا سابقا لم تسفر سوى عن محاكمة واحدة منذ 2014 وحتى 2021.
ويعكس التقرير الواقع المأساوي الذي يعانيه المدنيون الفلسطينيون في غزة، ويُسلط الضوء على غياب المساءلة الحقيقية في ظل استمرار الحرب وتصاعد أعداد الضحايا.
وترتكب دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 208 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.