إشارات راديوية غامضة من أعماق الجليد تحير العلماء منذ عقدين.. ماذا حدث؟
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
رغم مرور ما يقارب العشرين عاما على اكتشافها، لا تزال إشارات راديوية غامضة تُبث من أعماق القارة القطبية الجنوبية تُربك العلماء وتفتح الباب أمام احتمالات فيزيائية غير مكتشفة بعد.
إشارات راديوية غامضة من أعماق الجليد تحيّر العلماء منذ عقدينتعود بداية القصة إلى عام 2006، حين رصدت تجربة علمية تُعرف باسم "الهوائي العابر الاندفاعي في القطب الجنوبي" (ANITA)، إشارات راديوية قصيرة غير معتادة، بدت وكأنها صادرة من تحت طبقات الجليد السميكة، على خلاف الاتجاه المعتاد للأشعة الكونية التي تأتي من الفضاء الخارجي.
المفاجأة تكررت مجددا عام 2014، ما دفع الباحثين إلى إعادة التفكير في بعض الأسس الفيزيائية الراسخة.
وقالت الفيزيائية الفلكية ستيفاني ويسيل، من جامعة ولاية بنسلفانيا "رُصدت الإشارات بزوايا تصل إلى 30 درجة تحت سطح الجليد، وهو أمر يصعب تفسيره باستخدام النماذج الفيزيائية التقليدية.. نعلم أنها ليست نيوترينوهات على الأرجح، لكننا لا نملك حتى الآن تفسيرًا دقيقًا لما شاهدناه".
ورغم تشابه تلك الإشارات مع توقيعات جسيمات تُعرف باسم "تاو نيوترينو"، إلا أن العلماء يستبعدون أن تكون هذه الجسيمات قد اخترقت الأرض لتظهر على السطح الجليدي بتلك الطريقة، خاصة أن الظاهرة لم ترتبط بأحداث كونية معروفة، باستثناء حالة واحدة محتملة سُجلت في 2014.
العلماء يحاولون فك اللغزوفي محاولة لفك هذا اللغز، قام فريق دولي بدراسة شاملة لبيانات جمعها مرصد "بيير أوجيه" في الأرجنتين بين عامي 2004 و2018، والمتخصص في رصد الأشعة الكونية عالية الطاقة، إلا أن الدراسة لم تجد إشارات مماثلة، ما يعزز فرضية استبعاد النيوترينوهات كمصدر للإشارات.
ومع تقاعد منصة "أنيتا" في عام 2016، يترقب العلماء إطلاق تجربة جديدة باسم "بيو" (PUEO)، والتي صُممت لتكون أكثر تطورا في التقاط وتحليل الإشارات الغريبة، في أمل أن تحمل الإجابات التي استعصت لعقدين.
تقول ويسيل في ختام تصريحاتها: "قد يكون هناك تأثير فيزيائي لم يُفهم بعد، ربما متعلق بطريقة انتقال الموجات الراديوية عبر الجليد أو انعكاسها بالقرب من الأفق. نأمل أن تفتح المهمة المقبلة بابًا جديدًا لفهم هذا اللغز العلمي، وربما نكون على مشارف اكتشاف فيزيائي غير مسبوق".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القارة القطبية الجنوبية القطب الجنوبي
إقرأ أيضاً:
إيران ترسل إشارات عاجلة للتفاوض بشأن برنامجها النووي عبر وسطاء عرب
تصاعد الدخان من مصفاة نفط جنوب طهران إثر ضربة إسرائيلية (أ ف ب)
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إيران أرسلت "إشارات عاجلة" عبر وسطاء عرب، عن رغبتها في إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المحادثات على برنامجها النووي، حسب مسؤولين في الشرق الأوسط، وأوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن "طهران، وفي ظل الحملة الجوية الإسرائيلية العنيفة، أبلغت مسؤولين عرباً بأنها منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات، شرط ألا تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم العسكري ضدها". وأضافت أن إيران "مررت أيضاً رسائل إلى إسرائيل مفادها أن من مصلحة الطرفين احتواء التصعيد ومنع توسع العنف".
ورغم هذه الرسائل، ذكرت الصحيفة أن "القيادة الإسرائيلية لا تجد سبباً لوقف الضربات، في ظل قدرتها على التحليق بحرية فوق العاصمة الإيرانية، والتأثير المحدود للهجمات الإيرانية المضادة". وقالت إن "تل أبيب تسعى إلى إلحاق المزيد من الضرر بالمواقع النووية، وتقويض قبضة النظام على السلطة".
وحسب التقرير، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل قادة عسكريين بارزين، بينهم عدد كبير من كبار قادة سلاح الجو الإيراني، ما أدى إلى "عزلة متزايدة للمرشد الأعلى علي خامنئي".
ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن "الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية كان محدوداً، ويرى محللون أن تحقيق الأهداف الإسرائيلية قد يتطلب حرباً جوية طويلة الأمد".
كما كشفت الصحيفة أن طهران تسعى إلى "وقف مؤقت" للهجمات، لإعادة تنظيم صفوفها، وفي نفس الوقت تتجنب دخول الولايات المتحدة بسلاحها المتطور إلى المعركة.
ونقلت عن دبلوماسيين عرباً قولهم إن إيران تراهن على أن "إسرائيل لا تستطيع تحمّل حرب استنزاف طويلة"، كما تعتقد طهران أن إسرائيل "تفتقر إلى استراتيجية خروج واضحة" وقد تحتاج إلى الدعم الأمريكي لضرب مواقع مثل منشأة فوردو المحصّنة تحت الأرض.
ونقلت الصحيفة كذلك، عن مسؤول عربي "الإيرانيون يعرفون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل لوجستياً وعسكرياً، لكنهم يطالبون بضمانات بأنها لن تنخرط مباشرة في الهجمات".
وذكرت الصحيفة أن إيران أبلغت الوسطاء بأنها "قد تُسرّع برنامجها النووي وتوسّع نطاق الحرب" إذا لم تُستأنف المفاوضات مع واشنطن. لكنها لفتت إلى أنه "لا توجد مؤشرات على استعداد طهران لتقديم تنازلات جديدة"، مشيرة إلى أن الجهود الدبلوماسية لإدارة دونالد ترامب تعثّرت بعد رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم، قبل أن تنقطع المفاوضات بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وحسب الصحيفة، اعتبر مسؤول إسرائيلي رفيع قبل الهجوم أن "وقف التخصيب هو الحد الأدنى الذي يمكن لإسرائيل قبوله". وأشارت إلى أن المخاوف الإسرائيلية والخليجية تشمل أيضاً دعم إيران للميليشيات الإقليمية وبرنامجها الصاروخي.