محافظة ظفار تستعد لاستقبال موسم الخريف بجمال الطبيعة وتنوع الفعاليات
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
تبدأ محافظة ظفار السبت المقبل موسم الخريف الذي يمتد حتى 21 سبتمبر من كل عام؛ حيث تتحول المحافظة خلال هذه الفترة إلى لوحة طبيعية بفعل الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي، والتي تصبغ الأجواء بضباب ناعم، وأمطار خفيفة، ونسائم باردة ، تجعل من محافظة ظفار وجهة سياحية استثنائية في المنطقة.
ويُعد موسم الخريف في ظفار واحدا من أبرز المواسم السياحية في سلطنة عمان، إذ تتزين السهول والجبال والوديان بحلة خضراء، وتغمر الضباب الكثيف والرذاذ المستمر أرجاء المحافظة، في ظل درجات حرارة معتدلة لا تتجاوز 25 درجة مئوية، مقابل موجات حرّ قاسية تسجلها باقي دول الخليج، تصل أحيانا إلى 50 درجة مئوية.
ويستقطب موسم الخريف أعدادا كبيرة من الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها، لا سيما من دول الخليج العربي، لما يوفره من طبيعة خلابة ومناخ معتدل وتجربة سياحية لا تتكرر في المنطقة.
ويكتسب موسم خريف ظفار 2025 بعدا جديدا هذا العام بشعار «رؤية متجددة... وفعاليات نوعية»؛ حيث يشهد نقلة نوعية في طبيعة الفعاليات والمواقع الترفيهية والخدمية، استمرارا لما تحقق من نجاحات لافتة في الموسم الماضي. وتضم الفعاليات مواقع مصممة بتصاميم مبتكرة تناسب مختلف الفئات العمرية، بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية والمؤسسات الداعمة .
وشهدت المحافظة هذا العام تأهيل عدد من المواقع الترفيهية الرئيسية مثل سهل أتين، وحديقة إتين، وحديقة صلالة العامة، وحديقة طاقة العامة، وحديقة الدهاريز، وكل منها يتميز بهوية خاصة تعكس التنوع البيئي والثقافي للمحافظة. كما تتوزع الفعاليات الجماهيرية والثقافية في عدة مواقع مثل سوق اللبان، وقرية سمهرم التراثية، وسوق شاطئ الحافة، إلى جانب فعاليات مخصصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثل: "الغارف"، و"أوسارا"، و"أفسينيا"، وفعاليات فنية متطورة مثل عروض الجداريات في برج النهضة باستخدام أحدث التقنيات البصرية.
ويتضمن البرنامج كذلك باقة واسعة من الفعاليات الرياضية والفنية والثقافية، من بينها سباقات الخيل والهجن، وسباقات الدراجات الهوائية، والماراثون الدولي، إضافة إلى تنظيم معارض للحرف التقليدية وملتقيات أدبية وفنية تُعزز من الحراك السياحي وتُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
ويُخصص الموسم مساحة واسعة لدعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال تمكينهم من عرض وتسويق منتجاتهم أمام الزوار، بما يُسهم في دعم الاقتصاد المحلي وإبراز الطابع العماني الأصيل ضمن تجربة سياحية متكاملة وغنية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: موسم الخریف
إقرأ أيضاً:
الموسم المعتاد
سارة البريكية
يتوافد على المحافظة الجنوبية من سلطنة عمان أعداد كبيرة في هذا الوقت من السنة، وكل من توجه إلى الجنوب أعاد شحن قواه العقلية والروحية ومشاعره، لأنه باختصار انعطاف يستحق التعب، فالشخص الفقير يذهب قاطعا مئات الكيلومترات حاملا معه الكثير من التفكير طيلة الطريق لأن الميزانية محسوبة، هذا المبلغ للبترول، وهذا للسكن، وأما هذا المبلغ للطعام، وهذا للتسوق، ولكنه رغم ذلك حذر، فأطفاله يرغبون ويحلمون ويتمنون، ولكن الجود بالموجود.
وأما الأشخاص الأغنياء، فيصعدون الطائرة غير مكترثين لسعر التذكرة، ويسكنون في أرقى الفنادق والفلل، ويتنزهون في أرقى المطاعم والمولات، ولا يحسبون كم سيكون السعر المناسب لوجبة أو لجولة أو للبترول.
وبين هذا وذاك، نرى مشاهير السوشيال ميديا يتوافدون باتجاه الجنوب للحصول على أكبر عدد من الإضافات، وذلك باختلاطهم مع المشاهير الآخرين الذي سبقوهم في المضمار، إلا أنهم في خلاف وحقد وحسد مستمر.
ولا يخلو أي نطاق من المشاعر السلبية والحديث عن الآخرين، فلان هكذا وفلان هكذا ولكن من باب الإنصاف فالساكت عن الحق شيطان آخر، ولكننا نأمل دائما بصفاء النفوس بين الجميع.
إن محافظة ظفار تشهد نشاطا اقتصاديا كبيرا، وتنوعا ملحوظا في مختلف المناطق، حيث تشهد مناطق المحافظة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السياح الذين يزورون البلاد، وهذا من شأنه الواضح في فتح مشاريع جديدة وتطوير مستمر ومتجدد في الخدمات المقدمة والمرافق الخدمية، بحيث عند زيارة المواقع يكون هناك نوع من التطوير والتجديد الإيجابي الذي يجعل الشخص يجدد القدوم إلى المحافظة، فالتنوع هو المطلوب.
إن بلدنا تزخر بطبيعة خلابة خاصة في هذا الموسم، وإن لم تستغل هذه المواسم لخدمة المواطنين بالدرجة الأولى كتوفير وظائف معينة أو السماح بإقامة مشاريع جديدة بدون الضغط على كاهل المواطن، ومعاملة المواطن كمستثمر خارجي، فلو وضع أصحاب القرار أيديهم في يد المواطن المستثمر بدون فرض قيود إجبارية أو ضرائب كبيرة، لساهم ذلك في مساعدة المواطنين على رسم خريطة أكبر وأجمل، إلى جانب السماح لهم بفتح مشاريع مؤقتة تعمل كل عام خلال الموسم في أماكن متفرقة بدون الحاجة لكسر الظهور في استغلال هذا الموسم ورفع الأسعار عليهم لكانت الدنيا بخير.
إن توفير بيئة استثمارية مناسبة للجميع من شأنها الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والسياح، فالمواقع السياحية التي يتوافد إليها عدد كبير من السياح هي استثمار وتوفير فرص استثمارية جديدة من خلال بناء الفنادق والمنتجعات والحدائق والمطاعم وغيرها من الخدمات المختلفة كزيادة عدد المراكز الصحية والأسواق التجارية وجعل محافظة ظفار وجهة عالمية للسياحة والترفيه.
إن محافظة ظفار تحمل مساحات واسعة، فلو سمح للمستثمرين العمانيين والخليجيين وغيرهم من بناء منازل وشقق سكنية وتجارية ومجمعات ومراكز ترفيهية لتنوعت الوجهات السياحية وازدادت فرص العمل وقل الاستغلال في أسعار الفنادق والشقق الفندقية، وذلك لتوفر البدائل الجديدة، لأن الاستغلال لدى البعض في هذا الوقت كبير، حيث كان سعر الشقة في اليوم الواحد من 15 ريالا إلى 30 ريالا عمانيا، والآن يصل السعر من 50 إلى 70 ريالا عمانيا في الليلة الواحدة، وهذا نوع من أنواع الاستغلال الذي يجب المحاسبة عليه والمراقبة الدائمة.
إن بلدنا الجميل عُمان واحة غناء تحمل الكثير والكثير من الفرص الاستثمارية التي يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل، ولكننا لا نستطيع أن نتحكم بأصحاب القرار، بحيث يجب وضع تسهيلات لمن يرغب في الاستثمار العقاري، لأن الفائدة المرجوة ستعم الجميع، وستكون في النهاية في خدمة المواطن والوطن.
رابط مختصر