تصنيف إسرائيل الائتماني مهدد بخفض ثالث بسبب الحرب مع إيران
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
في تحذير هو الأوضح حتى الآن من إحدى أبرز وكالات التصنيف العالمية، أعلنت وكالة ستاندرد آند بورز أنها قد تقدم على خفض تصنيف إسرائيل الائتماني مجددًا من إيه إلى إيه سالب، إذا استمرّت الحرب مع إيران وتحوّلت إلى نزاع طويل الأمد، وفقًا لما نقلته صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية.
ويُعد هذا أول تدخل مباشر من الوكالة بخصوص الحرب الدائرة، حيث نشرت الوكالة تقريرًا خاصًا اعتبرت فيه أن "التطورات في الصراع بين إسرائيل وإيران تختبر الافتراضات السابقة لستاندرد آند بورز، عبر زيادة المخاطر السلبية، لا سيما في ظل احتمال حدوث مزيد من التصعيد".
وكانت وكالة ستاندرد آند بورز قد خفّضت بالفعل تصنيف إسرائيل مرتين خلال عام 2024، في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول، نتيجة تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية الداخلية.
أما اليوم، فتلوّح بتخفيض ثالث إذا تحققت السيناريوهات الأكثر سلبية في الصراع مع إيران، مما يعني فقدان إسرائيل لثقة الأسواق والاقتراب من مستويات تصنيف أخطر اقتصاديًا.
وتشير الوكالة إلى أن "نظرتها السلبية تجاه التصنيف الائتماني طويل الأجل لإسرائيل تعكس خطر أن يؤدي تصعيد الصراع العسكري إلى إضعاف كبير في الاقتصاد الإسرائيلي، وفي أوضاع المالية العامة وميزان المدفوعات".
وعددت الوكالة في تقريرها مجموعة من المخاطر المحدقة في حال استمرار التصعيد، ومنها:
تدهور ثقة المستثمرين المحليين والأجانب. هروب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. تقلبات حادة في الأسواق المالية وسعر الصرف. أضرار مادية مباشرة للبنية التحتية. تراجع في معدلات النمو وزيادة الضغط على المالية العامة.وتلفت الوكالة إلى أن "إسرائيل نفسها تقول إن الهدف المُعلن بتدمير القدرات النووية الإيرانية قد يستغرق أسبوعين على الأقل، وربما أكثر"، مما يفتح الباب أمام عمليات عسكرية طويلة المدى تتجاوز حدود الردود المحدودة التي شهدها العام 2024.
إعلان سيناريوهات محتملةوضمن تحليلها، قدمت وكالة ستاندرد آند بورز 4 سيناريوهات تصعيدية للحرب، تراوحت بين ردود انتقامية محدودة إلى حرب إقليمية موسعة تشمل إيران وحلفاءها غير الإقليميين، إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها.
في السيناريو الأسوأ، تتوقع الوكالة أن تتورط قوى إقليمية وغير إقليمية في النزاع، مما قد يؤدي إلى "انهيار ثقة الأسواق بشكل سريع وواسع النطاق، وانكماش اقتصادي حاد، وزيادة كبيرة في مستويات العجز المالي"، على حد وصف التقرير.
سابقة خطيرة لتصنيف دولة متقدمةاللافت في تقرير "غلوبس" أن هذا التخفيض المحتمل يأتي في وقت لا تزال فيه إسرائيل تحافظ على مكانتها كدولة متقدمة اقتصاديا، إذ يمثل خفض التصنيف إلى إيه سالب خطوة رمزية وسوقية بالغة الأهمية، قد تعني ارتفاع تكلفة الاقتراض، وتقلّص فرص جذب استثمارات أجنبية جديدة في ظل بيئة جيوسياسية متوترة.
وفي هذا السياق، يقول محللون لـ"غلوبس" إن "أي خفض إضافي سيؤثر على قدرة إسرائيل على تمويل عجز الموازنة في الأسواق الدولية، خاصة إذا ترافق مع ارتفاع العوائد المطلوبة على السندات الحكومية الإسرائيلية".
ولا يقتصر التحدي على العمليات العسكرية فحسب، بل يمتد إلى الجبهة الاقتصادية والمالية، حيث تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في مواجهة متطلبات تمويل الحرب، وتعويض الأضرار، وسط تراجع في الإيرادات الضريبية وتزايد الضغط الشعبي والاقتصادي.
وتختم "غلوبس" تقريرها بالتأكيد على أن "الحرب مع إيران، إن استمرّت لفترة طويلة، قد لا تقتصر آثارها على الجبهة الأمنية، بل ستنعكس بحدة على كل مؤشر اقتصادي رئيسي، من معدلات النمو والتوظيف، إلى التوازن المالي والعملة المحلية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحرب مع إیران آند بورز
إقرأ أيضاً:
مُختص بيئي لـ"صفا": 5 مليون طن من النفايات الخطرة في غزة بسبب الحرب
غزة - خاص صفا
أكد مختص في الشأن البيئي يوم الثلاثاء، وجود نحو 5 مليون طن من النفايات الخطرة في قطاع غزة، بفعل عدم القدرة على إزالتها جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، محذّرًا من خطورتها على صحة الإنسان والبيئة.
وقال المختص محمد مصلح في حديث لوكالة "صفا" إن خطورة هذه النفايات يكمن في احتمالية تسربها للمياه الجوفية؛ مما يشكّل أثارًا كارثية على صحة الإنسان والبيئة.
وأضاف "يوجد في قطاع غزة ما مجمله ٦٠ طنًا من الركام بسبب الحرب المدمرة على غزة".
وذكر مصلح أن من بين تلك النفايات الخطرة مادة "الإسبستوس" الناتجة عن ركام المنازل المُدمرة وخاصة تلك الموجودة في مخيمات اللاجئين.
ومادة "الإسبستوس" هي مكون رئيسي للأبنية في مخيمات قطاع غزة، وهي معادن تشكل خطرًا على الصحة العامة، ويسبب استنشاقها بكميات كبيرة أمراضًا خطيرة منها "تليف الرئة وسرطان الرئة وسرطان الحنجرة".
وبيّن مصلح أن من بين تلك النفايات الخطرة يوجد نحو 20 ألف مقذوف لم ينفجر حتى اللحظة، بوزن نحو 200 ألف طن من المتفجرات، مؤكدًا وجود خطر حقيقي على الصحة العامة في حال تسرب تلك المتفجرات للمياه الجوفية.
واستعرض مصلح أن من بين تلك النفايات الخطرة "النفايات الطبية" والتي تشكل خطرًا حقيقيّا على البيئة، لاحتوائها على أمرض مُعدية ومعادن ثقيلة مثل الزئبق، محذرًا من أنه في حال تسرب جزء منه فإنه يشكل خطرًا على البيئة.
وكانت الطواقم المختصة تجمع بشكل شهري نحو 30 طنًا من النفايات الطبية قبل الحرب، وتعالج بمركزين الأول في غزة والأخر بخانيونس، أمّا اليوم لا يتوفر إلا مركز واحد للمعالجة بسبب الحرب.
تلوث المياه
وتابع مصلح "في حال تسرب ما نسبته 1 جرام من الزئبق الموجود بالنفايات الخطرة؛ فإنه يلوث مليون لتر من المياه الجوفية، ما يُشكل أثارًا كارثية ومدمرة على صحة الإنسان والبيئة".
وزاد قائلًا: "هناك للأسف عشرات الألاف من حفر الصرف الصحي الموجودة بشكل عشوائي للنازحين بسبب الحرب، خاصةً في منطقة المواصي بخانيونس، محذرًا من أن تسرّب تلك النفايات يلوّث المياه الجوفية بشكل مباشر.
وناشد مصلح العالم والجهات المعنية للتدخل وإزالة تلك النفايات الخطيرة، مطالبًا بالعمل الجاد على الحد من خطر تلك النفايات.
ودعا لابتعاث فرق من الخبراء والمختصين من أجل تقييم الحرب على غزة، ومعاينة كمية الخطر الموجودة على صحة الإنسان، مطالبًا بتوفير أجهزة ومعدات لقياس التلوث في الهواء والترية.
كما طالب المختص البيئي بتوفير دعم دولي لنقل النفايات الطبية والأخرى للأماكن المخصصة لها، بدلاً من إلقائها في مناطق عشوائية.
وحث على فرز الركام في المناطق التي يوجد بها نفايات "الإسبستوس" الخطرة وإرسالها لمكبات خاصة.