توماس لونغمان.. رائد النشر الذي وضع أسس صناعة الكتاب الحديثة ماذا تعرف عنه؟
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
في القرن الثامن عشر، كان العالم يشهد ثورة معرفية بفضل التقدم في الطباعة، وانتشار التعليم، وزيادة الطلب على الكتب.
وبينما كانت إنجلترا تزدهر في هذا السياق، ظهر اسم توماس لونغمان كأحد أبرز رواد النشر الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الثقافة البريطانية والعالمية.
بدايات متواضعة لرجل طموحولد توماس لونغمان في عام 1699، وكان ينتمي لأسرة بسيطة من مدينة بريستول، لم يكن من النبلاء ولا من الطبقة الثرية، لكنه امتلك رؤية مبكرة لأهمية الكتاب كأداة لنقل المعرفة.
انتقل إلى لندن في شبابه، وعمل في إحدى المكتبات ليتعلم أصول المهنة عن قرب.
وبفضل إصراره وذكائه التجاري، استطاع في عام 1724 أن يؤسس دار النشر الخاصة به والتي حملت اسمه: “Longman”.
كانت البداية بسيطة، لكنه سرعان ما كوّن شبكة من المؤلفين والموزعين، وبدأ في بناء سمعة قوية.
ثورة في عالم النشرلم يكن توماس لونغمان مجرد تاجر كتب، بل كان صاحب رسالة، فقد آمن بأهمية نشر المؤلفات التي تثري العقول وتنفع الناس، سواء كانت أدبية أو علمية أو دينية.
ساهم في نشر كتب تعليمية كانت تستخدم لاحقا في المدارس والجامعات البريطانية، كما دعم مؤلفين شباب لم يكن لديهم من ينشر لهم.
ومن أبرز ما ميز أسلوب لونغمان في النشر هو اهتمامه بجودة المطبوعات، وتطوير طرق التوزيع، ووضع نظم دقيقة لإدارة العقود مع المؤلفين، وهي أساليب كانت جديدة في ذلك العصر، لكنها أصبحت لاحقًا من المعايير الأساسية في صناعة النشر.
بعد وفاته عام 1755، استمرت دار “لونغمان” في النمو والازدهار على يد أحفاده، لتصبح لاحقًا واحدة من أعرق دور النشر في أوروبا.
وفي العصر الحديث، اندمجت دار لونغمان مع دور نشر أخرى لتكون كيانات أكبر، أبرزها شركة “Pearson Education”، لكن اسم “لونغمان” لا يزال يستخدم حتى الآن في بعض السلاسل التعليمية
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عالم النشر الكتب
إقرأ أيضاً:
وفاة رائد الفضاء الأميركي قائد مهمة أبولو 13
توفي رائد الفضاء الأميركي جيم لوفيل، قائد مهمة "أبولو 13" الشهيرة إلى القمر والذي نجا بأعجوبة من كارثة إثر عملية إنقاذ حبست أنفاس العالم، عن 97 عاما، على ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الجمعة.
ولفتت ناسا في بيان إلى أن هذا الطيار السابق في سلاح البحرية الذي أصبح شخصية بارزة في تاريخ الفضاء، توفي الخميس في ولاية إيلينوي.
وأكدت وكالة الفضاء الأميركية أن "حياته وعمله ألهما ملايين الناس على مر العقود"، مشيدة بـ"شخصيته وشجاعته التي لا تتزعزع".
وعلق الممثل الشهير توم هانكس الذي جسد شخصية رائد الفضاء هذا على الشاشة الكبيرة، في منشور على إنستغرام "هناك أناس يجرؤون، ويحلمون، ويقودون الآخرين إلى أماكن لم يكونوا ليذهبوا إليها بمفردهم. جيم لوفيل (...) كان واحدا من هؤلاء".
شارك جيم لوفيل في رحلتين إلى القمر من دون أن يمشي على سطحه. ومع ذلك، دخل الأميركي التاريخ بمشاركته في واحدة من أشهر رحلات الفضاء خلال السباق إلى القمر أثناء الحرب الباردة.
أُطلقت مهمة "أبولو 13" بقيادة جيم لوفيل، وشارك فيها رائدا الفضاء فريد هايس وجاك سويغرت، في 11 أبريل 1970، بعد تسعة أشهر من الخطوات التاريخية الأولى لنيل أرمسترونغ على سطح القمر.
وكان من الممكن أن تمر المهمة من دون أن تثير أي اهتمام خاص، لكن العكس حصل بسبب انفجار خزان الأكسجين أثناء الرحلة.
- إنقاذ محفوف بالمخاطر -
ومن هذا الحادث المروع، انبثقت العبارة الشهيرة Houston, we have a problem ("هيوستن، لدينا مشكلة") التي نطق بها رواد الفضاء في مركز قيادة ناسا في تكساس.
ووجدت أميركا التي كانت تعتبر هذه الرحلات روتينية حينها، نفسها تُدفع مباشرةً إلى مأساة غير مسبوقة، إذ كان ثلاثة رجال يواجهون خطر البقاء في الفضاء إلى الأبد.
بفضل رباطة جأش جيم لوفيل واحترافية ناسا وإبداعها، نجا الثلاثة بأعجوبة، وعادوا بسلام إلى الأرض بتحويل الوحدة القمرية إلى ما يشبه قارب النجاة.
بُثّت هذه العملية المحفوفة بالخطر عالميا، ثمّ حوّلتها هوليوود إلى فيلم "أبولو 13" الناجح الذي عُرض عام 1995، من بطولة توم هانكس وبمشاركة لوفيل نفسه.
هذه المغامرة الملحمية التي نال فيها رائد الفضاء وسام الشرف، كلفته حلمه بالقمر، فالرجل الذي كان من المفترض أن يهبط على القمر خلال مهمة "أبولو 13"، ثالث مهمة تسمح للبشر بوضع أقدامهم على سطحه، لم يعد إلى الفضاء أبدا.
ومع ذلك، سمّى الاتحاد الفلكي الدولي فوهة صغيرة على القمر باسم جيم لوفيل تكريماً له عام 1970.
وُلد جيم لوفيل في 25 مارس 1928 في كليفلاند بولاية أوهايو، وعمل طيارا في سلاح البحرية قبل انضمامه إلى ناسا.
كان من أوائل رواد الفضاء الذين داروا حول القمر ورصدوا "شروق الأرض"، وهو اسمٌ مُشتق من الصورة الشهيرة التي التُقطت في ديسمبر 1968، والتي تُظهر الكوكب الأزرق يخرج من ظلمة الفضاء.
وقالت عائلته في بيانٍ نشرته ناسا "كان بطلنا. سنفتقد تفاؤله الراسخ، وروح دعابته، وطريقته في جعل كل منا يشعر بقدرته على تحقيق المستحيل".