جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@13:58:48 GMT

زوايا لا تطالها الكاميرات

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

زوايا لا تطالها الكاميرات

 

 

 

ريم الحامدية

[email protected]

 

في عمق الصمت؛ حيث لا يجرؤ ضوء الكاميرا على الاقتراب، تسكُن أنقى اللحظات… تلك التي تتراقص فيها قلوبنا بعفوية لا تعرف الزيف. هناك، في زوايا الروح الهادئة، تزهر أزهار الحنان بلا شهود، وتُغزل خيوط التعاطف بين الأرواح كوشاح دافئ يحميها من برد هذا العالم المتسارع.

ليست كل لحظة تُلتقط؛ فهناك مشاهد لا تعرف طريقها إلى الصور.

نعيش فيها الحياة كما هي، بلا ترتيب، بلا استعداد، فقط بصدف نادرة لا تشبه شيئًا. في هذا العالم الممتلئ بالصور، لا تزال هناك مساحة للمشاعر التي لا تُرى… ضحكة لم تُنشر، حضن لم يُصوَّر، دمعة مسحتها يد خفية. هناك، في الزوايا الخفية التي لا تطالها الكاميرات، تحدث الحياة الحقيقية بصوت خافت، لكنه أصدق من كل ضوء.

هناك حب لا يُعلَن، وعطف لا يُقال، وسعادة لا تُصوَّر. هناك أرواح تنبض بالامتنان لأن العالم، رغم كل شيء، لا يزال يحتفظ بمساحات دافئة لا تصلها العدسات. زوايا لا نرتبها لكنها ترتبنا، لا نضيف عليها مؤثرات لأن أثرها فينا أبدي. تنبض بالتفاصيل الصغيرة التي لا تُؤرشف في السحابة، لكنها تحفظنا من الانطفاء.

نحن لا نعيش لنُوثق؛ بل لنشعر. وأصدق الصور هي تلك التي لم تُلتقط. ففي القلب ألبوم لا يراه أحد، يحمل صورًا لا تظهر على الشاشات لكنها تُعرض كلما أغمضنا أعيننا: صورة لك وأنت تضحك من أعماقك، صورة لابتسامة أمك وهي تُخفي تعبها، صورة لأب يربت على كتفك دون أن يقول شيئًا… لكنه قال كل شيء.

كم مرة تمنيت لو كانت الكاميرا مفتوحة لتحتفظ بتلك اللحظة؟ ثم أدركت لاحقًا أن جمالها كان في كونها غير مصوّرة وغير مكررة. ما يُصوَّر قد يُنسى، وما يُشعَر به لا يُنسى أبدًا. ليست كل لحظة عظيمة تُعلن عن نفسها، أحيانًا تمرّ اللحظات الحقيقية بهدوء عجيب؛ صمت بينك وبين من تحب، لا يحمل كلمات لكنه يحمل ارتياحًا لا يُوصف. الحنان حين يُعطى بصمت، والتعاطف حين يُقال في نظرة… لا تُوثقها التكنولوجيا؛ بل تحفظها الذاكرة التي تشعر أكثر مما ترى.

لا توجد صورة لتلك اللحظات، لا توثيق، لكنها كانت الأجمل بلا شك. كانت الحقيقية التي نعيش من أجلها حتى دون أن ننتبه. كل لحظة لم تُصوَّر بقيت أنقى، وكل لحظة لم تُنشر ظلت أعمق. لكل من ظن أن الحب يُقال… الحب يُشعَر. يُشعَر في الزوايا الصغيرة، حين لا أحد يرانا لكننا نكون تمامًا كما نحن.

الكاميرات تلتقط الواجهة، لكن الحياة الحقيقية تحدث خلف اللقطة، حين تُطفأ الأضواء ويبدأ المشهد الأعمق. هل تتذكر أول مرة شعرت فيها أنك محبوب؟ لم تكن صورة مزينة، ولا جلسة مصوّرة بعناية، بل كانت في نظرة صادقة، في صوتٍ مرتبك، في دعاء لم تسمعه لكنه أنقذك.

في الزوايا التي لا تطالها الكاميرات، تنمو اللحظات كما تنمو النجوم في السماء. وحين تسقط الكاميرات، يبقى القلب شاهدًا على دمعة لم تُرَ، وضحكة لم تُسجَّل، وهمسة لم تُنشر، لكنها غيّرت فينا شيئًا لا يُنسى. هناك، في زوايا الظل، بعيدًا عن أضواء الفلاش، تعيش الحقيقة الحرّة… أننا لا نحتاج عدسة لنُحب، ولا فلاشًا لنشفق، ولا توثيقًا لنضحك ونبكي ونرأف.

نعم، هناك أرشيف لا يسكن في الهاتف، بل يسكن في الروح… حيث يُحفظ كل ما كان صادقًا.

وإذا كان للصور أرشيف، فإن للمشاعر ذاكرة. وفي هذه الذاكرة، يحتفظ القلب بألبومه الخاص، يعرضه في لحظات السكون، حين نحتاج أن نتذكر أننا كنّا بخير، حتى دون أن نُوثِّق.

لا تنسَ أن تترك مكانًا في قلبك للحظات التي لم تُصوَّر… فبعض اللحظات لا تحتاج إلى شاهد، يكفي أنها كانت صادقة.

ربما نحن لا نعيش للكاميرا؛ بل نعيش لنتذكر أننا بشر، وأن أجمل ما عشناه كان في الزوايا التي لم تصلها العدسة… لكنها وصلت القلب، فلنترك شيئًا للحياة أن تعيشه دون شهود، للحب أن يقال دون صورة وللمشاعر أن تنضج في الظل بعيدًا عن فلاشات التوثيق، لذا لاتقلق إن لم توثق كل شيء فالحياة الحقيقية لا تعلق على الحائط؛ بل تعيش فيك.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدرب فلسطين: مباراة السعودية صعبة ورينار: المنافسة الحقيقية بكأس العرب بدأت

شدد المدير الفني لمنتخب فلسطين، على صعوبة المواجهة أمام المنتخب السعودي، في كأس العرب 2025، معربا عن أمله في الفوز ومواصلة المشوار التاريخي بالمسابقة.

ويلتقي المنتخب الفلسطيني مع نظيره السعودي، غدا الخميس، في ربع نهائي "المونديال العربي"، والمقام حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، إذ يأمل "الفدائي" باستمرار تألقه، بعدما تصدر ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات سوريا وقطر وتونس، برصيد 5 نقاط، بتحقيقه فوزا وتعادلين.

وقال "أبو جزر" في المؤتمر الصحفي الذي عقده -اليوم الأربعاء- للحديث عن اللقاء المرتقب إن "المنتخب السعودي يمتلك تاريخا موندياليا كبيرا وحضورا قويا في آسيا".

وأعرب مدرب فلسطين عن سعادته بالإنجاز التاريخي الذي تحقق بالتأهل إلى ربع نهائي كأس العرب، مشيرا إلى أن مجموعة فلسطين كانت صعبة بوجود 3 منافسين متميزين.

وعن إراحة المنتخب السعودي للعديد من العناصر الأساسية في مباراته الأخيرة بمرحلة المجموعات، استعدادا لدور الثمانية، قال أبو جزر: "هذا حق أصيل لهم، هناك نظرة فنية بالتأكيد".

وأكد المدرب الفلسطيني أن "منتخب السعودية يمتلك 23 لاعبا جميعهم مميزون وسنتعامل مع هذه المباراة على أنها مواجهة تأهل وهذا هدفنا، واحتفال اللاعبين يحضر بعد كل مباراة ولكن في اليوم التالي تغلق الملفات ونركز في القادم".

مدرب فلسطين: منتخب السعودية يمتلك 23 لاعبا جميعهم مميزون (رويترز)

وردا على سؤال حول غياب الجدية في المباراة الأخيرة أمام سوريا مقارنة بمباراتي الفريق ضد قطر وتونس، قال مدرب فلسطين: "جميع لقاءاتنا نلعبها بجدية، وبالتأكيد سيناريو المباراتين يجعل الفرحة كبيرة".

وتابع "أمام تونس كنا خارج الحسابات بعد تأخرنا بهدفين ثم عدنا وقمنا بـ"ريمونتادا" وكانت فرحة مستحقة لنا بالتعادل 2-2، من مارس كرة القدم يعرف سبب فرحتنا".

إعلان

وأوضح أنه "سنلعب أمام المنتخب السعودي مباراة ليكون لها مردود كبير على جماهير فلسطين".

رينار: هدفنا الوصول للمربع الذهبي

في المقابل أكد هيرفي رينار، مدرب المنتخب السعودي، أن المنافسة الحقيقية بدأت في كأس العرب، مشددا على ضرورة التركيز أمام منتخب فلسطين للعبور للدور قبل النهائي.

وشدد المدرب الفرنسي على أن المنتخب السعودي سيعمل على التركيز من أجل الوصول للمربع الذهبي لا سيما أنه سيخوض مواجهة لن تكون سهلة أمام فلسطين.

رينار: المنتخب الفلسطيني يملك معنويات كبيرة في هذه البطولة (الفرنسية)

وأضاف أن المنتخب الفلسطيني يملك معنويات كبيرة في هذه البطولة وهو ما سيزيد من صعوبة اللقاء، لكنه أكد على اعتياد المنتخب السعودي على خوض مثل هذه المواجهات واللعب بروح كبيرة تليق بقيمة قميص المنتخب (الأخضر).

وحول ما إذا كان سيقوم بالمداورة بين اللاعبين في مباراة الغد، قال رينار: "لم نبدأ بذات التشكيلة في المواجهات الثلاث الأولى وكنا نريد القيام بالمداورة ليكون اللاعبون مستعدين للمواجهات الثلاث الأخيرة، كان من المهم العناية باللاعبين خاصة الذين لعبوا في الدوري المحلي أو في دوري أبطال آسيا والجميع مستعد لمواجهة الغد".

وعن إمكانية وصول المباراة إلى ركلات الترجيح وكيفية العمل على تطوير ذلك لدى اللاعبين في ظل إهدار ركلات جزاء في مباريات سابقة قال مدرب المنتخب السعودي: "سنقدم ما في وسعنا لإنهاء المواجهة في الـ90 دقيقة بطبيعة الحال وإلا علينا أن نتأقلم على واقعنا، ما تتحدث عنه هو مشكلة على الفريق وتجاوزنا هذه المشكلة ونستعد بكثير من الحزم لتحقيق هدفنا وعلينا التأقلم مع الواقع".

وصعد منتخب السعودية للأدوار الإقصائية في البطولة، بعدما حل في المركز الثاني بالمجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، بفارق نقطة خلف منتخب المغرب (المتصدر)، في حين تصدر منتخب فلسطين ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات تونس وقطر وسوريا، بـ5 نقاط.

مقالات مشابهة

  • فى ذكراها.. اللحظات الأخيرة فى حياة كاميليا قبل حادث الطائرة
  • إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
  • المقرحي: قرار قصر الاستيراد على الاعتمادات خطوة ضرورية لكنها تصطدم بضعف الجاهزية المصرفية
  • في ذكرى ميلاده.. «نجيب محفوظ» رجل صاغ القاهرة من طين الحكايات وصنع للروح العربية مرآتها الحقيقية
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • أرتيتا يشيد بـ"اللحظات الساحرة" لنوني مادويكي أمام بروج بدوري أبطال أوروبا
  • نجم الزمالك: آرني سلوت لم يعامل محمد صلاح بقيمته الفنية الحقيقية
  • منها الخضروات المقرمشة.. 6 أطعمة تبدو صحية لكنها مضرة
  • خلف: إعادة ترميم المنازل خطوة إيجابية لكنها غير كافية
  • مدرب فلسطين: مباراة السعودية صعبة ورينار: المنافسة الحقيقية بكأس العرب بدأت