الصين تفاجئ العالم بسيارة كهربائية خرافية ووجبة أرز علاجية
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
ووفقا للحلقة، فإن المنافسة تشتعل في ساحة السيارات الكهربائية حيث تسابق الشركات العالمية الزمن أملا في صناعة المستقبل، وفي قلب هذا السباق تتصدر الصين المشهد بوصفها مصدرا للإبداع والتكنولوجيا المتقدمة.
وتتركز الأنظار حاليا على شركة "نيو" التي أصبحت مرادفا للابتكار، إذ كشفت عن سيارة جديدة تخطف الأنفاس بسبب احتوائها على مزيج مذهل من الفخامة الراقية والتكنولوجيا الذكية.
يقول البرنامج إن هذه السيارة المرتقبة تمتلك تصميما يفرض نفسه على الطرقات ويتحدى عمالقة صناعة السيارات في عالم يتجه بسرعة نحو الطاقة النظيفة وتنقّل الذكي، مما جعل السيارات الكهربائية عنوان المستقبل.
ومن خلال هذه السيارة، تعيد الصين رسم خريطة المنافسة لا كمصنّع فقط وإنما كمبتكر وقائد في هذه الصناعة المتطورة. وتعد "نيو" إحدى كبرى الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية، وتعرف بابتكاراتها في مجال التنقّل الذكي والقيادة الذاتية أيضا.
وتنافس هذه الشركة نظيراتها العملاقة مثل "تسلا" و"بي واي دي"، وقد أعلنت مؤخرا عن أحدث إصداراتها من سيارات الفئة الفاخرة المعروفة باسم "إي تي-9" (ET-9)، التي تتميز بتصميم أنيق مع واجهة أمامية مزودة بمصابيح "مايكرو إل إي دي" نحيفة تضفي مظهرا عصريا على السيارة.
ويتميز التصميم أيضا بخطوط جانبية تمنح السيارة ديناميكية عالية أثناء القيادة. كما تأتي السيارة بنظام دفع كلي للعجلات، ومحركين كهربائيين، أحدهما في مقدمة السيارة بقدرة 180 كيلوواطا، والآخر خلفه بقدرة 340 كيلوواطا. ويوفر المحركان قوة إجمالية تبلغ 697 حصانا.
وتم تزويد السيارة ببطارية قابلة للاستبدال وبسعة 100 كيلوواط في ساعة، مما يجعلها قادرة على قطع مسافة 650 كلم في الشحنة الواحدة. كما أن البطارية تدعم الشحن الفائق السرعة.
وزودت السيارة أيضا بنظام تعليق هيدروليكي ذكي يقلل من الشعور بالاهتزاز والمطبات، حيث يتم التحكم بكل عجلة على حدة لتوفير ثبات فائق، خاصة عند المناصفات أو أثناء التسارع والفرملة.
وأتاحت شركة "نيو" سيارتها الجديدة للبيع في الصين مقابل 112 ألف دولار أميركي، وليس مؤكدا بعد ما إذا كانت الشركة تنوي طرحها في الأسواق العالمية حتى الآن.
تفاقم التزييف العميق
وأشار "حياة ذكية" أيضا إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة ذكية لتحسين حياة الناس، وإنما تحوّل إلى سلاح مزدوج يمنح الراحة بيد ويزرع الخداع باليد الأخرى.
وتحدث البرنامج عن استخدام العديد من الوجوه والأصوات المعروفة في عمليات تزييف واسعة يتم من خلالها قول أمور لم يقلها أصحاب هذه الصور أو الأصوات.
ويعني هذا الأمر أن الإنسان عليه التشكك في كل ما يراه ويسمعه في عصر تتسارع فيه الابتكارات الرقمية بطريقة تزيد من كشف هذا الوجه المظلم لهذه التنقيات.
إعلانفلم تعد الصور والأصوات التي يشاهدها الناس أو يسمعونها موثوقة كما كان في فترات مضت بعدما أصبحت تقينات التزييف العميق "ديب فيك" سلاحا بيد المحتالين ومروجي الأخبار غير الصحيحة.
ووفقا لـ"حياة ذكية"، فإن شركات الدعاية بدأت الاعتماد على تصوير شخص مشهور أمام شاشة خضراء "كروما"، ثم تركيب الخليفة التي تريدها على صورته توفيرا لنفقات التصوير الحي.
لكن بعض المشاهير الذين شاركوا في بعض الحملات الإعلانية، وجدوا أنفسهم يقولون كلاما لم يقولوه ويروجون لأمور لم يشاركون في الترويج لها، مما يعني أن هذه المقاطع حقيقية لكنها أيضا مزيفة وأكثر واقعية.
ومن بين المشاهير الذين تعرضوا لهذ النوع من الاستغلال الممثل المشهور سايمون لي، الذي فوجئ بنفسه يجسد دور طبيب مختص في مقاطع فيديو على منصتي "تيك توك" و"إنستغرام"، تروج لمنتجات صحية مشبوهة.
وجبة أرز علاجية
في تحولٍ قد يكون تاريخيا، كشف علماء صينيون عن تطوير سلالة جديدة من الأرز تجمع بين الغذائي والدوائي في آن واحد، وهو ابتكار قد يفتح الباب لعصر جديد تتداخل فيه الصحة والعلاج مع كل لقمة نتناولها.
ويفتح هذا الكشف باب التساؤل حول إمكانية وصول هذه التقنيات إلى تطوير محاصيل أخرى تعد أساسية في غذاء الإنسان مثل القمح والذرة، بعدما وصلت إلى الأرز الذي يتّهم بالمسؤولية عن زيادة الوزن كونه طبقا يوميا رئيسيا لنصف سكان العالم تقريبا.
ولا يعد النوع الجديد الذي طوره الصينيون مجرد مصدر للطاقة والسعرات، بل أيضا دواء يقوي القلب ولا يزيد الوزن، مما يعني أنه قد يقلب معادلات التغذية والصحة معا.
فقد تمكن العلماء من تطوير هذه السلالة القادرة على إنتاج مركب "سي أو كيو- 10" الطبيعي، وهو إنزيم مضاد للأكسدة وضروري للحفاظ على صحة القلب.
وتقل نسبة هذا المركب في الجسم عادة مع تقدم السن، وعادة تحتوي معظم النباتات والحبوب مثل الأرز والقمح على نوع آخر من هذا المركب يعرف باسم "سي أو كيو-9″، الذي يؤدي دورا أساسيا في العمليات الحيوية للنبات.
ويوجد هذا المركب الجديد بتركيزات أعلى في أنسجة الإنسان خصوصا بالقلب والكبد والكليتين، ويمكن اعتباره النسخة الأحدث من الإنزيم النباتي. ومع قدرته على تحفيز إنتاج الطاقة يلعب "سي أو كيو-10" دورا محوريا في تقوية وظائف القلب ومكافحة آثار الشيخوخة.
وخلال التجارب العملية، أظهرت التحاليل أن الأرز الجديد ينتج تركيزات كبيرة من "سي أو كيو-10" تصل إلى 5 ميكرو غرامات لكل غرام من الحبوب. ورغم أن هذه النسبة لا تزال أدنى من تلك الموجودة في المصادر الغذائية الحيوانية مثل اللحوم والأسماك، فإن نتناول هذا الأرز بانتظام يمثل مكملا غذائيا طبيعيا خصوصا لمن يتبعون نظاما غذائيا نباتيا أو بديلا.
ومن أهم النتائج التي أثبتتها التجارب العملية كذلك ثبات "سي أو كيو-10" تحت الحرارة، دون أن تفقده عملية الطهي فوائده.
وتمثل هذه السلالة الجديدة أول نموذج عملي لدمج مفهوم الغذاء العلاجي ضمن محاصيل رئيسية يعتمد عليها أكثر من نصف سكان العالم في تأمين حاجاتهم الغذائية.
وفتح هذا التطور شهية العلماء الراغبين في تطوير مزيد من الأغذية، حيث بدأت فرق بحثية صينية بالفعل تطبيق منهجيات مماثلة على القمح والذرة وبعض الخضروات الورقية.
إعلانوإذا نجحت هذه الجهود، فقد تشهد السنوات القليلة المقبلة تحولا صامتا في طبيعة الزراعة العالمية، رغم أن الباحثين لا يزالون يناقشون مدى ملائمة هذا الاكتشاف لكل البشر لأن االفوارق الجينية والبيئية قد تؤثر على كيفية استجابة أجسامهم لهذه المركبات المعززة.
كما أن المخاوف المرتبطة بأخلاقيات التعديل الجيني تظل حاضرة بقوة خصوصا مع المشاعر السلبية التي خلفتها التجارب السابقة لتدخل الإنسان في منظومات الغذاء الطبيعي.
ومع ذلك، يفتح هذا الكشف بابا جديدا أمام مستقبل قد تصبح فيه الوجبة اليومية وصفة طبية بحد ذاتها. ورغم الأمل الذي تحمله هذه الرؤية، فإن الإنسان لا يعرف ما إذا كانت هذه المحاصيل ستظل محتفظة بطعمها الأصلي أم لا.
18/6/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
اليوم سأحدثكم عن قصة حصول باكستان على السلاح النووي وإحداثها لمعجزة سياسية-علمية في العالم الإسلامي، فدولة التي لم تكن تملك شيئا بل حتى لا تستطيع صناعة مسامير وبراغي كيف لها أن تصنع سلاحا نوويا معقدا جدا في فترة قصيرة جدا، حتى الغرب لم يستطع مجاراتها؟ لا بد أن يكون وراء ذلك سر عظيم جدا ألا وهي الإرادة والعزيمة التي صنعت المستحيل.
بدأ كل شيء عام 1971 عندما تعرضت باكستان لهزيمة قاسية ومذلة أمام الهند، العدو الأول والأزلي، انتهت بانفصال بنغلادش عن باكستان، وبعد ثلاث سنوات فجّرت الهند أول قنبلة نووية له بمساعدة الكيان وخرجت للعالم تتبجح وصرّح الهنود: "نحن الآن صرنا قوة نووية".
في تلك اللحظة المفصلية في التاريخ كانت باكستان تراقب الوضع وشعرت بأن عدوها قد اكتسب ما سيمكنه من التفوق عليها، وهذا ما استفز كبرياء الشعب والحكومة هناك، حينها وقف رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو وقال عبارته الشهيرة: "لو اضطررنا لأكل العشب أو التراب، سنصنع قنبلة نووية". لم يأخذه الغرب ولا حتى الهند على محمل الجد، وظن الكل أنه مجرد هرطقة سياسية فقط وشعبوية معتادة للإلهاب حماس الجماهير هناك.. لكن تأكد لا حقا أن الرجل كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد!
وبدأ التخطيط الفعلي لامتلاك برنامج نووي سري دون أن يثيروا ريبة أعين الغرب والعدو الأزلي الحاقدة.. وانطلق جمع المعلومات من طرف أجهزة المخابرات الباكستانية باحثة عن كل من يستطيع أن يقدم لهم يد العون من دول وحكومات ومنظمات سرية وجماعات تهريب وقبل ذلك البحث عن علماء نووي موثوقين ومستعدين للتضحية من أجل ذلك، وكان الاختيار على أحد الرجال الذين صنعوا المعجزة بأتم معنى الكلمة، ألا وهو الدكتور عبد القدير خان، وهو عالم الباكستاني شاب كان يعمل حينها في منشأة تخصيب أوروبية (URENCO – هولندا). اتصلت به المخابرات الباكستانية وقالت له بالحرف الواحد: "سيد عبد القدير أنت مستدعى في مهمة وطنية نبيلة هل ستلبي الدعاء أم نذهب لخيارات أخرى؟".
وكان الجواب: "لا مجال للتردد أمام نداء الوطن!" لم يتردد هذا الرجل الوطني المخلص للحظة في تلبية نداء الواجب، وترك كل الامتيازات الممنوحة له والرفاهية وجودة الحياة وحقول الورود والياسمين في هولندا؛ البلد الساحر من حيث الطبيعة الخلابة وجودة الحياة، وعاد متخفيا ليعمل في ظروف قاسية في مناطق وعرة غير موصولة حتى بطرق معبدة وبعيدة كل البعد عن المدن في باكستان. كل هذه التضحية من أجل هدف واحد ونبيل ألا وهو أن تمتلك بلده سلاحا نوويا يمكنها من استعاده التوازن أمام عدو أزلي يتربص على الحدود في كشمير..
استغل هذا الرجل الذكي منصبه هناك لجمع كل ما يمكنه من معلومات حول تقنية الطرد المركزي، ونجح في نسخ تصاميمها وخزنها في ذاكرته في عام 1975. وكما سبق وذكرت، عاد إلى باكستان سرّا حاملا مخططات علمية وتقنية ثمينة، ومعه حتى قائمة موردين دوليين وأسرار لا تُقدّر بثمن.
أسّس "مختبرات خان" في منطقة كاهوتا، وبدأ العمل بصمت رفقة علماء آخرين قام هو بنفسه بإقناعهم في العمل معه وكفاءات وطنية كوّنها هو بنفسه. وفي الخفاء تم إنشاء منشآت التخصيب الذي هو أصعب شيء في أي برنامج نووي، واستُخدمت شبكة تهريب دولية لاقتناء القطع والتكنولوجيا من أوروبا وماليزيا والصين، وكل ذلك تم بسرّية مذهلة وبمساعدة جزئية من الصين التي زوّدت باكستان ببعض التصاميم والمكونات النووية والتي فيما بعد تحولت إلى الحليف الأول للباكستان. والآن 80 في المئة من واردات السلاح إلى باكستان هي من التنين الصيني، مستغلة وبذكاء خلاف الصين الحدودي مع الهند مما قرب تلقائيا بينهما وفق المعادلة الشهيرة "عدو عدوي صديقي"، أضف إلى ذلك أن الظروف الإقليمية آنذاك خدمت المشروع النووي بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا مشغولة بدعم باكستان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، غضّت الطرف عن تقدمها النووي، أو لنقل أن واشنطن لم تكن تتصور أن باكستان بلغت أشواطا متقدمة جدا في الحصول على سلاح نووي كامل.
في عام 1998 فجّرت الهند سلسلة تجارب نووية وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، وفي يوم 28 أيار/ أمايو ردّت باكستان بتفجير خمس قنابل نووية دفعة واحدة في جبال بلوشستان. وهنا كان العالم مذهولا، والغرب في حالة صدمة واضحة، ولعل الصدمة الأكبر كانت في نيودلهي حين علم الهنود أن تفوقهم النوعي على عدوهم الأزلي قد زال وحدث التوازن بين القوى!
دخلت باكستان رسميا نادي القوى النووية إلى جانب القوى العظمى في العالم، وأصبحت أول دولة إسلامية تمتلك السلاح النووي. حاول شرطي العالم تدارك الأمر، ففرضت أمريكا عقوبات اقتصادية علها تثنيها عن ذلك، لكن يبدو أن الرجال فعلوها أخيرا والردع النووي قد تحقّق، فالبرنامج اكتمل ورسالة رئيس الوزراء قد وصلت فعلا، كل كلمة قالها كان يعنيها، لا شيء سيثني باكستان عن امتلاك سلاح نووي.
أما بالعودة للحديث عن البطل القومي عبد القدير خان الذي قام عليه المشروع، فقد وُضع لاحقا تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بتهريب تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى ككوريا الشمالية وإيران وليبيا، ومع ذلك بقي في أعين شعبه "أبو القنبلة الإسلامية".
قصة المشروع النووي في دولة باكستان تظهر مدى حجم التأثير حين تجتمع الإرادة والعزيمة السياسية مع إرادة الشعب، ومدى أهمية العقول العلمية وحب الوطن الخالص الذي يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كامل وإحداث المعجزات!