إيران تحذر واشنطن من التدخل: لا نرحب بالحرب وجميع الخيارات مطروحة
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
في ظل التصعيد المتسارع في المنطقة، وجهت إيران تحذيرًا شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، داعية إياها إلى عدم التدخل في التطورات الجارية، خاصة في حال استمرار ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي"، مؤكدة أن طهران تحتفظ بكافة الخيارات العسكرية المتاحة.
وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني في خبر عاجل بثته قناة "القاهرة الإخبارية" صباح اليوم الخميس 19 يونيو 2025، وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة.
أكد نائب وزير الخارجية الإيراني أن "نصيحتنا لواشنطن هي أن تلتزم الحياد وألا تتدخل في الشؤون الجارية، ما لم تكن تنوي كبح جماح العدوان الإسرائيلي"، في إشارة واضحة إلى أن أي تحرك أمريكي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع أكثر.
وأضاف المسؤول الإيراني: "نحن لا نرحب بأي حرب، ولم نسع في يوم من الأيام إلى توسيع دائرة أي صراع"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة أمام القيادة الإيرانية، وأن صناع القرار العسكري في طهران على أتم الاستعداد للتعامل مع أي تطورات.
تصاعد التوترات في الشرق الأوسطوتأتي هذه التصريحات في سياق توتر غير مسبوق بين طهران وتل أبيب، بعد تقارير عن قصف متبادل استهدف مواقع حساسة في كل من إيران وإسرائيل، وسط قلق دولي من تحول المواجهة إلى حرب شاملة قد تشمل أطرافًا إقليمية ودولية.
وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن هجومها الصاروخي الأخير استهدف مقر قيادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب مستشفى سوروكا، وهو ما اعتبرته إسرائيل هجومًا مباشرًا على منشآت مدنية.
موقف واشنطن تحت المجهرويُراقب المجتمع الدولي موقف الولايات المتحدة عن كثب، في ظل تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للتدخل عسكريًا إلى جانب إسرائيل، أو الاكتفاء بالدعم السياسي والدبلوماسي.
وبينما لم يصدر رد رسمي من البيت الأبيض حتى الآن، تتزايد الدعوات داخل الكونغرس لتبني موقف حازم تجاه إيران، في وقت تدعو فيه أطراف دولية إلى ضبط النفس وتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ايران وزارة الخارجية الإيرانية التحذير الإيراني التدخل الأمريكي واشنطن العدوان الإسرائيلي التصعيد الإقليمي صراع الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
في مواجهة محتملة .. ترامب يهدد بضربة عسكرية جديدة لإيران حال مواصلة برنامجها النووي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حديث مع الصحفيين، إن واشنطن “ستعود” إذا ما استؤنف البرنامج النووي الإيراني، مما يرمز إلى تحذير ضمني بعودة محتملة إلى الإجراءات أو الردود ذات الطابع القوي لدفع طهران إلى التراجع عن هذا الطريق، وفقا لموقع يديعوت احرونوت
ويتزامن هذا التصريح مع سياق متوتّر تشهده خارطة السياسة النووية في الشرق الأوسط. ففي 28 يوليو 2025، حذّر ترامب مجددًا من إعادة إطلاق البرنامج النووي من جانب إيران، مؤكدًا أن الولايات المتحدة “ستمسحها من الوجود أسرع مما ترمش عينك”
ومجددًا، قال في وقت لاحق إن وقف البرنامج النووي أمر لا يحتمل التفاوض، ملمحًا إلى قدرة الرد العسكري المباشر إذا لزم الأمر، وفقا لـ رويترز
هذا الخطاب يأتي في إطار سياسة “الضغط الأقصى” التي استعادت زخمها منذ عودته إلى البيت الأبيض في أوائل عام 2025، والتي تهدف لضم إيران إلى طاولة المفاوضات تحت تهديد واضح باستخدام القوة أو فرض عقوبات بالغة القسوة.
ومن الناحية الإيرانية، أعرب وزير الخارجية عباس عراقجي عن موقف أكثر حذرًا، قائلاً إن طهران لن تستأنف المفاوضات النووية مع واشنطن إلا بعد تقديم التعويضات عن الخسائر التي لحقت بها خلال الصراع الأخير، وخصوصًا نتيجة الضربات الجوية التي شنّها الطرفان على منشآتها النووية. وشدّد على ضرورة وجود خطوات بناء ثقة قبل العودة إلى طاولة الحوار، حسب فايننشال تايمز
ولا يخلو المشهد النووي الإقليمي من توترات إضافية، حيث أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو ألحقت أضرارًا كبيرة بمواقع تخصيب اليورانيوم لدى إيران، ما دفع طهران إلى تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية، حسب تايم الأمريكية.
ويكشف التصعيد الأخير عن أزمة ثقة عميقة بين الجانبين، في ظل غياب مؤشرات حقيقية نحو انفراجة أو اتفاق جديد.
وتعكس تصريحات ترامب نهجًا صارمًا للغاية، يميل إلى استخدام القوة كخيار أول، رغم وجود قنوات دبلوماسية متقطعة. في المقابل، تعلو الأصوات داخل إيران التي تنادي ببناء الثقة والحصول على ضمانات قبل الانخراط مجددًا في أي حوار. ويبدو أن المعركة المستقبلية ستُخاض على جبهتين: المواجهة المباشرة والتهديد الصريح من جانب واشنطن، وضرورة التعويض والإصلاح السياسي من جانب طهران.