في ظل التصعيد المتسارع في المنطقة، وجهت إيران تحذيرًا شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، داعية إياها إلى عدم التدخل في التطورات الجارية، خاصة في حال استمرار ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي"، مؤكدة أن طهران تحتفظ بكافة الخيارات العسكرية المتاحة.

وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني في خبر عاجل بثته قناة "القاهرة الإخبارية" صباح اليوم الخميس 19 يونيو 2025، وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة.

عاجل- نتنياهو: إيران ستدفع ثمن هجماتها على مستشفيات إسرائيل نتنياهو يتهم إيران بقصف مستشفى سوروكا ووسط إسرائيل بصواريخ باليستية إيران: لسنا دعاة حرب ولكننا مستعدون

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني أن "نصيحتنا لواشنطن هي أن تلتزم الحياد وألا تتدخل في الشؤون الجارية، ما لم تكن تنوي كبح جماح العدوان الإسرائيلي"، في إشارة واضحة إلى أن أي تحرك أمريكي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع أكثر.

وأضاف المسؤول الإيراني: "نحن لا نرحب بأي حرب، ولم نسع في يوم من الأيام إلى توسيع دائرة أي صراع"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة أمام القيادة الإيرانية، وأن صناع القرار العسكري في طهران على أتم الاستعداد للتعامل مع أي تطورات.

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

وتأتي هذه التصريحات في سياق توتر غير مسبوق بين طهران وتل أبيب، بعد تقارير عن قصف متبادل استهدف مواقع حساسة في كل من إيران وإسرائيل، وسط قلق دولي من تحول المواجهة إلى حرب شاملة قد تشمل أطرافًا إقليمية ودولية.

وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن هجومها الصاروخي الأخير استهدف مقر قيادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب مستشفى سوروكا، وهو ما اعتبرته إسرائيل هجومًا مباشرًا على منشآت مدنية.

موقف واشنطن تحت المجهر

ويُراقب المجتمع الدولي موقف الولايات المتحدة عن كثب، في ظل تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للتدخل عسكريًا إلى جانب إسرائيل، أو الاكتفاء بالدعم السياسي والدبلوماسي.

وبينما لم يصدر رد رسمي من البيت الأبيض حتى الآن، تتزايد الدعوات داخل الكونغرس لتبني موقف حازم تجاه إيران، في وقت تدعو فيه أطراف دولية إلى ضبط النفس وتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ايران وزارة الخارجية الإيرانية التحذير الإيراني التدخل الأمريكي واشنطن العدوان الإسرائيلي التصعيد الإقليمي صراع الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: هكذا تتّجه إسرائيل نحو تغيير النظام الإيراني عبر تصعيد غير مسبوق

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا، للكاتب ديفيد إغناطيوس، قال فيه إن: "لدى حروب إسرائيل تاريخ من التوسّع في المهام. وفي هذا التقليد من التصعيد المتواصل، تتجه الحملة الإسرائيلية التي بدأت صباح الجمعة ضد البرنامج النووي الإيراني، بلا هوادة نحو تغيير النظام".

وأضاف إغناطيوس، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه: "بمشاهدة الصور التلفزيونية من طهران، يتضح أن إسرائيل توسع نطاق رؤيتها".

وأبرز المصدر نفسه، أنّه: "في يوم الأحد، كانت النيران المتصاعدة تحيط بقيادة شرطة طهران الكبرى، ويوم الاثنين، كان الهجوم على مقر التلفزيون الحكومي الإيراني"؛ مشيرا إلى أنّ: "إسرائيل تستهدف قلب النظام، وكان نتنياهو، الاثنين، عندما سألته قناة "إي بي سي نيوز" عمّا إذا كانت إسرائيل تخطط لاستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي، أجاب: "نحن نفعل ما يلزم".

وعلّق إغناطيوس، بالقول إنّ: "الاغتيال ليس الطريق لدولة قوية. لكن من الواضح أننا في مرحلة جديدة. واستشهد بما قاله كريم سجادبور، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، خلال مقابلة الاثنين، حيث قال: لقد أمضت الجمهورية الإسلامية عقودا في السعي للقضاء على إسرائيل. والآن، يبدو أن إسرائيل تسعى للقضاء على الجمهورية الإسلامية".

وأوضح أنّ: "مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في إيران، بهنام بن طالبلو، يتفق مع رأي سجادبور حيث قال: تتمتّع إسرائيل بحرية العمل في سماء إيران. والآن يمكنها قيادة حملة مضادة للنظام".

وقال إغناطيوس: "لن تجد منّي أي معارضة للقول بأن الوقت قد حان للتغيير السياسي في طهران منذ فترة طويلة. السؤال هو كيف سيأتي التغيير؟ ما هو الطريق نحو دولة ديناميكية تليق بشعب إيران المبدع والمثقف".


واستدرك بأنّ: "الحقيقة الواضحة هي أنّه لا يمكن لإسرائيل أن تشق طريقها إلى إيران الجديدة بالقصف. فحملة قصف كهذه التي تشهدها طهران تدفع الناس للاحتماء والانطواء على الذات، وكثيرا ما تدفعهم للقتال. فلم يكسر القصف الاستراتيجي إرادة الشعب البريطاني أو الألماني أو الياباني خلال الحرب العالمية الثانية. كما أنه لم يدمر حماس في غزة".

وأردف: "محلل الشؤون الإيرانية في مؤسسة راند، علي رضا نادر، قال إن: إيران هي في وضع ما قبل الثورة. لكنني أتساءل عما إذا كان الناس قادرين على الانتفاض أثناء القصف الجوي. أخشى أنه لا توجد خطة. سيصمد النظام".

وعلق الكاتب بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد خاطرت بهذا الهجوم، ودون التقليل من خطورة ذلك عليها وعلى المنطقة. وقال إنّ سجادبور وصف هذين الخطرين بإيجاز حيث قال إنه: "قد يؤدي هذا لزعزعة استقرار النظام أو ترسيخه. وقد يوقف البرنامج النووي أو يسرعه".

وفي السياق نفسه، ذكر أنه: "خلال حديثه مع خبراء في الشؤون الإيرانية، سمع شعارا واحدا متسقا: إن أفضل طريقة لحشد الإيرانيين هي مساعدتهم على بناء دولة أكثر ثراء وتقدما وتكاملا".

وتابع: "في كثير من الأحيان في الماضي، فعل مخططو الاستخبارات الإسرائيليين والأمريكيين عكس ذلك. حاولوا استغلال الانقسامات العرقية في إيران وخليطها من الأكراد والأذريين والعرب والبلوش، ضد طهران".

أيضا، أوضح الكاتب، بالقول إنّ: "إسرائيل لطالما سخرت من جيرانها في الشرق الأوسط، وسعت لاستغلال التوتر الطائفي. وهو ما يراه بن طالبلو بأنه خطأ حيث قال: لا تنظروا إلى إيران كدولة متعددة الأعراق قابلة للتفتيت. لا تنخرطوا في عملية بلقنة".


ومضى إغناطيوس بالقول: "يجب عدم محاولة إعادة فرض النظام الملكي القديم. حيث يتجمع بعض دعاة التغيير في إيران حول رضا بهلوي، نجل الشاه في ثورة 1979. لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة وبريطانيا ارتكبتا هذا الخطأ من قبل، في انقلاب 1953 الذي نصب الشاه مكان محمد مصدق، رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا. قد يكون رضا بهلوي عونا في عملية انتقالية، لكن الإيرانيين يستحقون ما هو أفضل من العودة إلى الوراء".

وبيّن أنّ: "الرسالة التي سيتردد صداها لدى الإيرانيين هي أن هذا النظام قد وصل لطريق مسدود، بسبب أخطائه، بقدر ما هو بسبب أفعال إسرائيل"، مشيرا إلى: "رأي سجادبور بأن النهج الصحيح للتفكير في تغيير النظام هو تشجيع القومية الوطنية".

واسترسل: "ما ينبغي أن يأتي بعد ذلك هو مجموعة من القادة لا يقوم مبدأهم التنظيمي على الثورة الإسلامية، بل على المصلحة الوطنية. بدلا من شعار: الموت لأمريكا؛ وينبغي أن يكون شعار: تحيا إيران"، مردفا بأنّ: "الثورة الإيرانية عام 1979 كانت بمثابة زلزال لا تزال تداعياته تُدوّي في أنحاء الشرق الأوسط. كانت إسرائيل والولايات المتحدة الهدفين الرئيسيين".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: جميع الخيارات مطروحة بشأن إيران.. واغتيال خامنئى لا يناقش إعلاميًا
  • نتنياهو: جميع الخيارات مطروحة بشأن إيران.. واغتيال خامنئي "لن نناقشه إعلاميًا"
  • الخارجية الإيرانية تحذر واشنطن من التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل
  • ‏إيران: إذا أرادت واشنطن التدخل لدعم إسرائيل سيتم تلقين المعتدين درسا
  • إيران: كل الخيارات مطروحة حال تدخل أمريكا في الحرب
  • إيران: "كل الخيارات مطروحة" في حال حصول تدخل أميركي
  • واشنطن بوست: هكذا تتّجه إسرائيل نحو تغيير النظام الإيراني عبر تصعيد غير مسبوق
  • عاجل | إيران تهدد بالرد القوي على إسرائيل وتحذر واشنطن من التدخل
  • ترامب: لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي.. وكل الخيارات مطروحة