عربي21:
2025-08-06@14:38:11 GMT

هل تغير موقف إيران من أذربيجان وممر زنغزور؟

تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT

قام رئيس الجمهورية الإيراني مسعود بزشكيان، في نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة لباكستان، في إطار تعزيز علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع جيرانها. وأعلن في ختام زيارته عن بدء فصل جديد في العلاقات الدبلوماسية بين طهران وإسلام آباد. وكان الرئيس الإيراني زار قبل ذلك أذربيجان في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، للمشاركة في القمة الـ16 لمنظمة التعاون الاقتصادي "إيكو"، وأكد قبيل تلك الزيارة التي كانت الخارجية الأولى له بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، أن زيادة التعاون والتنسيق بين دول المنطقة سيقلل طموحات الأعداء في إحداث الفوضى والاضطراب.



بزشكيان انتقد، قبل أيام، النظرة السلبية السائدة في بلاده تجاه أذربيجان، ووصف، خلال مشاركته في اجتماع مجلس التخطيط بمحافظة زنجان، الأذربيجانيين بــ"الأقرباء"، كما اعتبر عدم تأسيس علاقات سليمة مع "أشقائهم" الأذربيجانيين وترك أذربيجان لنفوذ إسرائيل خطأ. كما ذكر في حديثه إلى مسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، أنه لا داعي للخوف والقلق من مسائل مثل الممر الذي سيعبر من حدود إيران الشمالية الغربية، في إشارة إلى ممر زنغزور الذي سيربط إقليم نخجوان بأذربيجان عبر الأراضي الأرمينية.

العلاقات الإيرانية الأذربيجانية كثيرا ما تشهد توترات، وتتهم طهران باكو بالتواطؤ مع إسرائيل، فيما تتهم الثانيةُ الأولى بالتدخل في شؤونها الداخلية. كما أن إيران كانت تعارض بشدة مشروع ممر زنغزور، وتعتبره تغييرا للحدود الإيرانية الأرمينية وتهديدا للأمن القومي الإيراني، وتقول إنها لن تسمح أبدا بإنشاء الممر الاستراتيجي. ولذلك، أثارت تصريحات بزشكيان الأخيرة تساؤلات حول آخر موقف طهران من هذا الملف وحقيقة رغبتها في تعزيز علاقاتها مع باكو.

تصريحات الرئيس الإيراني تشير إلى أن الرجل يدرك تماما أن الظروف الدولية والإقليمية ليست لصالح طهران، وأن إيران بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في الحرب الأخيرة، بحاجة ماسة إلى تعزيز علاقاتها السياسية مع جيرانها في إطار حسن الجوار والمصالح المشتركة، إضافة إلى تخفيف المخاوف من تمدد النفوذ الإيراني، بدلا من تعميق الأزمات في محيطها، وسط توقعات بتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة من جديد واحتمال استئناف الحرب الإيرانية الإسرائيلية. كما تحتاج طهران إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع جيرانها استعدادا لاحتمال عودة العقوبات الدولية عليها.

ممر زنغزور مشروع اقتصادي استراتيجي يحظى بضوء أخضر من روسيا، كما أن الاهتمام الأمريكي به يزداد يوما بعد يوم. واقترح سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة، توم باراك، تولي شركة أمنية أمريكية مهمة الإشراف على الممر، إلا أن دول المنطقة، على رأسها أذربيجان ترفض هذه الفكرة. وترى باكو أن الممر يجب أن يكون تحت سيادة أذربيجانية خالصة، وأن البضائع يجب أن تمر منه بحرية دون وجود رقابة أو جمارك. وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في منتدى شوشا الإعلامي الشهر الماضي، أن بلاده ستنفذ ممر زنغزور دون أي تردد.

أرمينيا هي الأخرى لا تمانع في إنشاء ممر زنغزور، وترى أنه في صالحها، كما صرح رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، خلال زيارته لتركيا في حزيران/ يونيو الماضي. ولفت باشينيان في اجتماعه مع ممثلي الأقلية الأرمينية في إسطنبول، إلى رغبة جميع الدول في عبور الممرات التجارية من أراضيها، وأضاف قائلا: "إن كانوا يريدون العبور من أراضي جمهورية أرمينيا فليعبروا". وبالتالي، تبقى إيران وحيدة في رفض المشروع.

وتعكس تصريحات الرئيس الإيراني شعور الرجل بأن طهران لن تستطيع أن تحول دون إنشاء ممر زنغزور في الظروف الراهنة، وأنه من الأفضل لها أن تنضم إلى المشاريع الإقليمية لتستفيد منها، مثل ممر زنغزور وطريق التنمية الذي سيربط ميناء الفاو الكبير العراقي بأوروبا عبر الأراضي التركية، بدلا من الغرق في محاولات يائسة لعرقلة تلك المشاريع.

تصريحات بزشكيان حول العلاقات مع باكستان وأذربيجان وممر زنغزور تعتمد على القراءة البراغماتية لوضع إيران الحالي بعد خروجها من سوريا. ومن المؤكد أن طهران بحاجة إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية وعلاقاتها مع جيرانها، وأن هذا التوجه الذي تعكسه تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة، لصالح أمن المنطقة واستقرارها، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: "إلى أي مدى تمثل تلك التصريحات الموقف الرسمي لطهران؟"، لأن السياسة الإيرانية يرسمها المرشد الأعلى علي خامنئي، وليس رئيس الجمهورية وحكومته. ومن المتوقع أن تصطدم براغماتية بزشكيان بقراءة خامنئي الأيديولوجية للتطورات، في ظل اعتقاد المحافظين بأن طهران ما زالت قادرة على إفشال مشروع ممر زنغزور، وانزعاجهم من تصريحاته التي يقولون بأنها تنم عن عدم إدراك خطورة المحاولات التي تهدف إلى محاصرة إيران وإضعافها. وبالتالي، لا يمكن الجزم حاليا بتغيير طهران موقفها من أذربيجان وممر زنغزور.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الإيراني علاقات زنغزور أرمينيا إيران علاقات أرمينيا اذربيجان زنغزور مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الإیرانی مع جیرانها ممر زنغزور

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من عواقب خطيرة حال تفعيل آلية الزناد.. توتر متصاعد بين إيران والترويكا الأوروبية

البلاد (طهران)
حذرت إيران، أمس (الاثنين)، من أي خطوات أوروبية لتفعيل”آلية الزناد”، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران؛ بسبب انتهاك محتمل لبنود الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مؤكدة أن أي إجراء من هذا النوع ستكون له”عواقب خطيرة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: إن الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) لا تملك أي حق قانوني أو أخلاقي في تفعيل هذه الآلية، معتبراً ذلك “استغلالاً غير مشروع لأداة كان هدفها الأساسي الحفاظ على الاتفاق لا تقويضه”.
وأضاف بقائي في مؤتمر صحفي، أن إيران وجهت تحذيرات سابقة بأن تفعيل آلية الزناد سيُعد تصعيداً خطيراً، يهدد نظام عدم الانتشار النووي العالمي، وسينعكس سلباً على الأطراف الأوروبية نفسها”.
وفي سياق متصل، أوضح بقائي أنه لا يوجد حالياً أي مفتش فاعل تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل إيران، موجهاً انتقادات حادة للوكالة الدولية، واصفاً سلوكها بـ”المسيّس وغير المهني”، متهماً إياها بالخضوع لضغوط سياسية من دول غربية.
وأشار إلى أن إيران، كعضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)”لطالما التزمت بتعهداتها وتصرفت ضمن الإطار القانوني”، مضيفاً أن زيارة مسؤول رفيع من الوكالة الدولية إلى طهران مقررة خلال أقل من عشرة أيام، وستأتي ضمن إطار التعاون الفني.
ورداً على سؤال حول إمكانية عقد مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، نفى بقائي ذلك بشكل قاطع، قائلاً:”لن نجري مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة”، مضيفاً أن أي استئناف للمحادثات غير المباشرة يتطلب تفويضاً جديداً من البرلمان الإيراني.
وفي خطوة تعكس تداعيات الحرب الأخيرة مع إسرائيل، أعلنت إيران عن إنشاء مجلس دفاع وطني جديد يهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية للبلاد.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أن “المجلس الأعلى للأمن القومي وافق على إنشاء هذا الكيان الإستراتيجي”، مشيراً إلى أن رئيس الجمهورية سيرأس المجلس، على أن يضم قيادات القوات المسلحة ووزراء الأمن والدفاع والخارجية.
يأتي القرار بعد حرب استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي، حيث شنت تل أبيب، بدعم من واشنطن، هجمات استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، قُتل خلالها عدد من كبار الضباط والعلماء النوويين، فيما ردّت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل وقواعد أمريكية في قطر.

مقالات مشابهة

  • إيران تنفذ الإعدام بحق متخابر للاحتلال.. تسبب باغتيال عالم نووي
  • إيران تحذر بشدة: سنرد بقوة على أي محاولة لفرض وقائع غير شرعية في القوقاز
  • موجة الحر الخمسينية تجبر إيران على إغلاق المكاتب الحكومية.. غدا
  • تحذيرات من عواقب خطيرة حال تفعيل آلية الزناد.. توتر متصاعد بين إيران والترويكا الأوروبية
  • إيران تؤكد التزامها بالاتفاق النووي
  • إيران تصر على محاسبة واشنطن عن الهجمات النووية في أي مفاوضات قادمة
  • إيران: اتفقنا على مواصلة المفاوضات مع الترويكا الأوروبية
  • إيران.. إنشاء مجلس أمني جديد بعد الحرب مع إسرائيل
  • رغم التحذيرات الغربية.. إيران: باب التفاوض النووي مفتوح