كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد إيران، معلنة تنفيذ ضربة جوية ثانية على منشأة نووية في أصفهان واستهداف بنى تحتية عسكرية في جنوب غرب البلاد، إضافة إلى اغتيال قادة بارزين. اعلان

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، عن تنفيذه ضربة جوية ثانية استهدفت منشأة نووية حساسة في مدينة أصفهان الإيرانية، مؤكداً أن الهجوم جاء ضمن حملة واسعة تهدف إلى شلّ القدرات النووية والعسكرية للجمهورية الإسلامية.

وركّزت الغارات على منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي سبق أن استُهدفت في اليوم الأول من الحرب التي اندلعت في 13 حزيران/يونيو.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن الهجمات الجوية نُفذت بمشاركة نحو 50 طائرة، وشملت أيضاً اغتيال ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري، وُصفوا بأنهم من أبرز حلقات الوصل بين طهران والفصائل المسلحة في المنطقة. وأشار إلى أن الضربات "ألحقت ضرراً بالغاً بقدرة إيران على إنتاج أجهزة الطرد المركزي، ودمّرت أكثر من 50% من منصات الإطلاق الصاروخي الإيراني، مما خفّض من وتيرة الهجمات الإيرانية".

أفراد وحدة عسكرية إيرانية يركضون نحو صاروخ في موقع غير محدد في إيران، الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2009. AP Photo

وفي تطور ميداني متزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي عن شن غارات جوية جديدة استهدفت "بنى تحتية عسكرية" في جنوب غرب إيران، في اليوم التاسع من العمليات العسكرية. وذكر بيان صادر عن الجيش أن الطائرات الحربية نفذت ضربات دقيقة على مواقع عسكرية ومنشآت لوجستية تعتبر حيوية في منظومة الدفاع الإيرانية، دون الكشف عن طبيعة الأهداف بشكل مفصل.

Relatedشبهه بهتلر.. أردوغان يشن هجوماً غير مسبوق على نتنياهو ويؤكد: النصر سيكون حليف إيران في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال محتملصواريخ لم تُستخدم بعد: تعرّف على تفاصيل الترسانة الإيرانية "الفتّاكة"

من جانبها، أكدت وكالتا "مهر" و"فارس" الإيرانيتان وقوع الهجمات في أصفهان، ونقلتا عن مسؤول محلي أن معظم الانفجارات كانت ناتجة عن تصدي الدفاعات الجوية، نافياً حدوث أي تسرب إشعاعي أو إصابات بشرية.

وفي سياق متصل، أعلنت إسرائيل اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، أبرزهم سعيد إيزادي، قائد "فيلق فلسطين" في قوة القدس، الذي قُتل في شقة بمدينة قم. كما اغتيل بهنام شهرياري، قائد وحدة نقل الأسلحة في الحرس، خلال تنقله بسيارته غرب إيران، إلى جانب قيادي في وحدة الطائرات المسيّرة.

وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيتي دفريين، أن رئيس الأركان أيال زمير أمر القوات بالاستعداد لحملة طويلة الأمد تستهدف المواقع النووية ومراكز تخصيب اليورانيوم والبنية الصاروخية، مشيراً إلى أن "الهجمات تتواصل ليلاً ونهاراً، وحققت إنجازات استراتيجية كبيرة".

ورغم رد إيران بإطلاق موجة جديدة من المسيّرات والصواريخ، إلا أن الجيش الإسرائيلي وصفها بأنها "دفعة صغيرة"، تم اعتراض معظمها، في حين أصابت مسيّرة إيرانية مبنى سكنياً من طابقين شمال إسرائيل دون تسجيل إصابات.

شهرام نورمحمدي يتلقى العلاج في مستشفى بعد غارة إسرائيلية في طهران، إيران، السبت 21 يونيو/حزيران 2025. AP Photo

في المقابل، فشلت محادثات عقدت في جنيف الجمعة في تحقيق أي اختراق، رغم تأكيد مسؤولين أوروبيين رغبتهم في استمرار الحوار. وصرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران مستعدة للعودة إلى المسار الدبلوماسي فقط "بعد وقف العدوان ومحاسبة المعتدي"، مؤكداً أن إيران لن تفاوض واشنطن تحت القصف.

وفي تحذير مباشر، قال عراقجي إن أي تدخل عسكري أميركي سيكون "خطيراً جداً على الجميع"، فيما أشارت تقارير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس الانضمام إلى الحملة الجوية الإسرائيلية، لكنه أجّل القرار لمدة أسبوعين.

ووفقاً لمنظمة حقوقية مقرها واشنطن، أسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل أكثر من 722 شخصاً في إيران، بينهم 285 مدنياً، وإصابة أكثر من 2,500 آخرين. أما في إسرائيل، فقد أدت الضربات الإيرانية إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة المئات.

وتؤكد إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يقترب من "نقطة اللاعودة"، وتُبرر حملتها الجوية بأنها تهدف إلى منع طهران من امتلاك السلاح النووي. ومنذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم حتى 60%، ما يُقربها فنياً من العتبة العسكرية (90%).

ورغم تمسّك طهران بأن برنامجها سلمي، إلا أنها الدولة الوحيدة غير النووية التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بهذا المستوى. أما إسرائيل، فتُعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، رغم عدم إعلانها الرسمي عن امتلاكها لترسانة نووية.

وفي تطور خطير، حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن استهداف مفاعل بوشهر النووي قد يؤدي إلى "تسرب إشعاعي كبير"، واصفاً الموقع بأنه الأخطر من حيث العواقب في حال تعرضه لهجوم مباشر.

وسرعان ما ردّت طهران، إذ نشر مستشار المرشد الأعلى، علي لاريجاني، منشوراً مقتضباً على مواقع التواصل قال فيه إن بلاده "ستجعل غروسي يدفع الثمن بعد انتهاء الحرب"، في تهديد مباشر لم يسبق أن وُجّه لمسؤول دولي في هذا السياق.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني الحرس الثوري الإيراني إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية بريطانيا علي خامنئي رجب طيب إردوغان تل أبيب سوريا الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتوقع حرباً طويلة مع إيران وسط تصاعد التوترات

صراحة نيوز- أعلنت إسرائيل الجمعة عن توقعها لخوض حرب طويلة مع إيران، وسط تصاعد التصعيد بين البلدين منذ أسبوع، بالتزامن مع محادثات تجري في جنيف بين طهران ومسؤولين أوروبيين حول البرنامج النووي الإيراني.

وبعد هجوم إسرائيلي غير مسبوق على إيران في 13 حزيران، استمرت المواجهات بالصواريخ والهجمات المتبادلة، في حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كان سيدخل الحرب إلى جانب إسرائيل، مع الإشارة إلى احتمال كبير لإجراء مفاوضات مع طهران.

إسرائيل تشن حملة جوية واسعة استهدفت مئات المواقع العسكرية والنووية، ما أسفر عن مقتل كبار الضباط والعلماء النوويين، في حين ردت إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على الأراضي الإسرائيلية، وتنفي نيتها تصنيع سلاح نووي لكنها تؤكد حقها في تطوير برنامج نووي مدني.

وأشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم وجود أدلة حالياً على تطوير إيران لسلاح نووي.

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في رسالة مصورة: “لقد بدأنا الحملة الأكثر تعقيداً في تاريخنا… علينا الاستعداد لحرب طويلة رغم التقدم الكبير، تنتظرنا أيام صعبة”.

في جنيف، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الإسرائيلي بـ”الخيانة”، والتقى بمسؤولين أوروبيين لتنسيق عرض تفاوضي شامل يشمل البرنامج النووي والصواريخ وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة، بمساندة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبالتنسيق مع الولايات المتحدة.

على الأرض، شنت إيران دفعة جديدة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 19 شخصاً في حيفا، كما استهدف هجوم آخر مدينة بئر السبع، بينما رد الجيش الإسرائيلي بقصف منصات إطلاق صواريخ في إيران.

أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 224 شخصاً في إيران، بينما قتل 25 إسرائيلياً جراء الهجمات الإيرانية.

وفي خطاب، أكد نتنياهو تدمير أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية منذ بداية الحرب، معرباً عن ترحيبه بأي دعم لتدمير البرنامج النووي الإيراني.

وتملك الولايات المتحدة قنبلة “جي بي يو-57” القادرة على ضرب منشأة فوردو النووية في إيران.

في طهران، خرج آلاف المحتجين مرددين شعارات مناهضة لإسرائيل وأميركا، وأحرقوا أعلامهما، معربين عن دعمهم للمرشد علي خامنئي.

وأعلنت بريطانيا ودول أخرى سحب دبلوماسييها من إيران.

وحذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن ضرب محطة بوشهر النووية قد يؤدي إلى كارثة إشعاعية، مؤكداً أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً إذا توفرت الإرادة السياسية.

وفي ظل فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران لمنعها من الحصول على مكونات عسكرية، تستمر طهران في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، فيما حدد اتفاق 2015 الحد الأقصى عند 3.67%.

وتحافظ إسرائيل على غموضها النووي لكنها تمتلك نحو 90 رأساً نووياً حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

مقالات مشابهة

  • المنشآت النووية الإيرانية تحت القصف.. صور الأقمار الاصطناعية تكشف الأضرار
  • إسرائيل تلوّح بحرب ممتدة مع إيران وترامب يستبعد الضغط لوقف الهجمات
  • تل أبيب في مأزق.. خبير مصري يحدد 3 سيناريوهات محتملة أمام إسرائيل في حربها على إيران
  • الجيش الإسرائيلي يشن هجمات مكثفة على العاصمة الإيرانية طهران
  • ترامب: سأمهل إيران أسبوعين.. ولا يمكن لإسرائيل القضاء على كل المنشآت النووية
  • إسرائيل تتوقع حرباً طويلة مع إيران وسط تصاعد التوترات
  • عاجل| روسيا تحذر: هجمات إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية تنذر بكارثة نووية غير مسبوقة
  • عاجل| إسرائيل تأمر بتكثيف الهجمات على طهران: استهداف رموز الدولة والنووي الإيراني ضمن أولويات الجيش
  • كاتس يوجه الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف استهداف رموز النظام الإيراني