قرية “آل منجم” .. ثلاثة قرون من الأصالة بقلب نجران
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
تنتصب على الضفة الشمالية لوادي نجران، قرية “آل منجم” التراثية شامخةً، أحد أبرز الشواهد الحية على عبقرية العمارة الطينية في منطقة نجران، وكنزًا ثقافيًّا يعكس عمق التاريخ وبهاء المكان.
وتتألف القرية من سبعة قصور طينية شاهقة، يتراوح ارتفاعها بين أربعة إلى سبعة طوابق، محتضنة في جنباتها مرافق متعددة، من بينها المسجد، ومرابط الخيل، والدروب الطينية، والمجالس، ومخازن الحبوب، إلى جانب البئر التراثي المعروف باسم “الحسي”، والشرفة العلوية التي تُعرف محليًا بـ”الخارجة”، وتحاط هذه المعالم بسور طيني ضخم بثلاث بوابات رئيسة تحرس تاريخًا عريقًا.
وأوضح المشرف على القرية، راشد بن محمد آل منجم، أن تاريخ إنشاء القرية يعود إلى أكثر من ثلاثة قرون، وقد أُعيد ترميمها وتهيئتها خلال العقدين الأخيرين بجهود ذاتية من الملاك، لتستعيد بريقها وتتحول إلى وجهة تراثية تزخر بالحياة، وتفتح أبوابها للزوار وعشاق التاريخ.
وأضاف أن مباني القرية تتفاوت في تسمياتها وأشكالها، وتعكس إبداعًا هندسيًا فريدًا، مبينًا أن مبنى “المشولق” يتميز بزواياه المائلة وقرب سقفه، وتطل منه غرفه على مدخل القرية، فيما يُبنى “المربع” و”القصبة” بشكل دائري يضيق تدريجيًا نحو الأعلى، وتُشيّد عادة في الزوايا لأغراض الحماية، أما مبنى “المُقْدُم” فيضم ثلاثة طوابق وفناء داخلي، ويُستخدم مجلسًا ومستودعًا للأغذية والأدوات، فيما يستمد البناء رونقه من البيئة المحلية، إذ تُستخدم فيه مواد طبيعية كالطين، وسعف وجذوع النخيل، وخشب الأثل، والسدر الذي يُشكّل مكونًا رئيسًا في صناعة الأبواب والنوافذ، مما يعكس تناغمًا عميقًا بين الإنسان ومحيطه.
وأشار آل منجم إلى أن الجهود المبذولة للمحافظة على القرى التراثية وتهيئتها للزوار، تُعد امتدادًا للحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة، ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى إحياء الموروث الوطني، وتمكين المجتمعات المحلية من الحفاظ على كنوزها التاريخية، وتحويل القرى التراثية إلى مقاصد سياحية نابضة بالحياة، تُسهم في تعزيز الهوية الثقافية وتنمية الاقتصاد الوطني.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
مصير منازل الفنانين التراثية بعد قانون الإيجار القديم.. الحكومة توضح
حسمت الحكومة الجدل المثار بشأن مستقبل المنازل التراثية، في أعقاب تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانون الإيجار القديم، خاصة تلك التي كانت ملكًا لفنانين كبار وتحولت إلى متاحف أو رموز ثقافية، مثل منزل العندليب عبد الحليم حافظ.
وقال المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية، إن المنازل التراثية تخضع لضوابط خاصة وفقًا لطبيعة ملكيتها، موضحًا: "إذا كان المنزل مملوكًا للدولة، فتنطبق عليه أحكام القانون.
أما إذا كان ملكية خاصة، فهي محترمة ومحمية بالقانون، ولكن الأجرة قابلة للزيادة وفقًا للضوابط، وقد تتدخل الدولة في بعض الحالات للحفاظ على المبنى باعتباره تراثًا قوميًا".
وأكد فوزي أن الدولة حريصة على عدم المساس بالهيكل أو الشكل المعماري للمباني التراثية، مشيرًا إلى أنه لا يجوز هدمها إلا بضوابط صارمة، ولا يجوز التصرف فيها بشكل يُفقدها قيمتها التاريخية أو الثقافية.
وأضاف: "الدولة قد تتدخل في بعض الحالات لدفع القيمة الإيجارية حفاظًا على المباني ذات القيمة، دون المساس بحقوق الملكية الخاصة".
فيما أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة لن تسمح بهدم أي مبنى تراثي لتحويله إلى برج سكني أو عقار تجاري، قائلًا: "أي مبنى له قيمة تراثية سيظل قائمًا ومستمرًا، وسنضع تصورًا واضحًا للتعامل معه بما يضمن الحفاظ عليه وعدم تشويهه".
وأشار مدبولي إلى أن الدولة تعمل على تحقيق توازن بين احترام الملكية الخاصة والحفاظ على التراث الوطني.