تجدد الجدل مجددًا حول مدى فعالية الضربات الأمريكية التي استهدفت منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشأة قد "دُمّرت بالكامل"، في حين نفت طهران ذلك مؤكدة أن الأضرار محدودة والموقع خرج عن الخدمة "جزئيًا" فقط.

ضربات أمريكية بـ 12 قنبلة خارقة وصواريخ توماهوك

أعلنت الولايات المتحدة أنها استخدمت 12 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU‑57 MOP، أُطلقت من قاذفات B‑2 الشبح، إضافة إلى صواريخ كروز توماهوك استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية:

فوردو

نطنز

أصفهان

وتزعم واشنطن أن الضربة كانت "مباشرة وناجحة" واستهدفت مراكز التخصيب الأساسية والبنية التحتية الحيوية للمفاعلات.

بعد مشاركتها في ضرب منشآت إيران النووية.. القاذفة الأمريكية الشبح "بي-2 سبيريت" سلاح التخفي المدمر إيران تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة الضربات الأمريكية على منشآتها النووية

 

لماذا تُعد "فوردو" منشأة محصنة للغاية؟

تقع منشأة "فوردو" النووية – التي تُعرف رسميًا باسم "منشأة شهيد علي محمدي" – داخل جبل صخري قرب مدينة قُم، على عمق يصل إلى 100 متر، ما يجعلها واحدة من أكثر المنشآت النووية تحصينًا في العالم.

تم تصميمها لتكون منشأة استراتيجية للبقاء في حال اندلاع حرب أو استهداف مواقع أخرى مثل نطنز. 

وتضم آلاف الأمتار المربعة تحت الأرض، ومجهزة بما يزيد على 3000 جهاز طرد مركزي، بينها أكثر من 2000 من الطراز المتقدم "IR-6"، الذي يتيح تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من حد التسليح النووي (90%).

 

تاريخ المنشأة ومسار التخصيب

بدأت إيران بناء "فوردو" بشكل سري في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولم تعلن عنها رسميًا إلا بعد كشف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للموقع عام 2009.

وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وافقت طهران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث دون أنشطة تخصيب. لكنها عادت واستأنفت العمل في المنشأة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018، مركبة أجهزة طرد متطورة ساهمت في تسريع تخصيب اليورانيوم.

 

هل يمكن تدمير فوردو فعلًا بالقنابل الخارقة للتحصينات؟

حسب خبراء دفاعيين أمريكيين وإسرائيليين، تُعتبر "فوردو" من أصعب الأهداف تدميرًا، حتى باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات مثل GBU-57 MOP، والتي يبلغ وزنها 30 ألف رطل وقدرتها على اختراق الخرسانة حتى عمق 60 مترًا.

إلا أن "فوردو" تقع أعمق من ذلك بكثير، ما يجعل تدميرها الكامل بالقنابل وحدها أمرًا معقدًا. ويُرجح الخبراء أن تدمير المنشأة بالكامل يتطلب:

ضربات متكررة ومنسقة بدقة عالية استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة (قنابل خارقة + صواريخ دقيقة التوجيه)معرفة دقيقة بالبنية الجيولوجية للموقع وتركيبة التحصينات الداخليةوبالتالي، فإن التدمير الجزئي أو تعطيل المنشأة يبدو احتمالًا أكبر من التدمير الكامل.

 

طهران: أضرار محدودة والمنشأة ما زالت قائمة

في المقابل، أعلنت طهران عبر إعلامها الرسمي أن الأضرار في "فوردو" كانت "محدودة"، وشملت فقط المنطقة المحيطة بالموقع، مشيرة إلى أنه تم إخلاء المنشأة جزئيًا، فيما تعمل السلطات على تقييم الأضرار الفنية.

كما نفت الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية تدمير أجهزة الطرد أو البنية الأساسية، مؤكدة أن المنشأة لم تُمحَ من الوجود كما تدعي واشنطن، واعتبرت التصريحات الأمريكية جزءًا من حرب نفسية وإعلامية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فوردو ايران البرنامج النووي الايراني قنابل خارقة قاذفات B 2 توماهوك ترامب تخصيب اليورانيوم منشآت نووية طهران تدمیر ا

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتخطى ترامب بمهاجمة فوردو النووية الإيرانية قبل انتهاء المهلة الأمريكية

تخطى نتنياهو للمرة الثانية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع الملف النووي الإيراني،والمرة الأولى عندما هاجم نتنياهو منشأة نطنز النووية الإيرانية قبل عقد المفاوضات الأمريكية بيوم واحد،وإعلان ترامب حينها رغبته بإقامة علاقات تجارية مع طهران،وسعى الرئيس الإيراني بزشكيان لعقد اتفاق مع الولايات المتحدة،وقال إنه يريد تحقيق التعاون العلمي بين البلدين.

نتنياهو يضرب إيران بشكل مفاجئ قبل عقد لقاء بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأمريكي

لكن أفسد نتنياهو فكرة السلام الأمريكية التي يطرحها الرئيس الأمريكي ترامب وتخطى ترامب بشن ضربته العسكرية،وقال نتنياهو عقب الضربة لوسائل الإعلام الإسرائيلية سأدع الأمريكيين يقرروا موقفهم.

بينما رفض الرئيس الفرنسي ماكرون الاعتداء الإسرائيلي على إيران،والتحرك المنفرد لنتنياهو،والآن أمهل الرئيس الأمريكي ترامب طهران أسبوعين من أجل العودة للتفاوض،واحتواء الصراع وتحقيق السلام.

نتنياهو يتخطى ترامب ويسعى لضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية قبل نهاية المهلة الأمريكية

ليتخطى نتنياهو ترامب للمرة الثانية،ويخبر مسؤولون إسرائيليون رويترز دون الكشف عن هوياتهم بإن إسرائيل سوف تهاجم منشأة فوردو النووية الإيرانية قبل إنتهاء المهلة الأمريكية التي يخطط لها الرئيس الأمريكي ترامب بعقد لقاء بين الرئيس الإيراني،ونائبه الرئاسي فانس وسط ترحيب من الطرفين على الأراضي التركية لاحتواء الصراع عبر المفاوضات.

في إتجاه آخر حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مهاجمة أى منشآت نووية إيرانية مما يؤدي لوجود كارثة تسرب الإشعاعات النووية الضارة في السماء الإيرانية،والتي قد تمتد لدول الخليج العربي،والعراق،وهي الدول المجاورة للدولة الإيرانية،وحذر في وقت سابق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية السلمية التي يعمل بها العلماء الروس.

طباعة شارك نتنياهو الرئيس الأمريكي ترامب الرئيس الإيراني قبل المهلة الأمريكية منشأة فوردو

مقالات مشابهة

  • هل ظهرت مستويات إشعاعية بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية؟.. الوكيل يكشف
  • أمريكا..تدمير المفاعل النووية الإيرانية
  • ترامب يقصف المواقع النووية الإيرانية بـ"القنابل الخارقة"
  • القنبلة الخارقة للتحصينات.. سلاح أمريكا المدمر لمنشآت إيران النووية
  • نتنياهو يتخطى ترامب بمهاجمة فوردو النووية الإيرانية قبل انتهاء المهلة الأمريكية
  • أين استخدمت أمريكا قنابلها الخارقة للتحصينات وما أبرز أنواعها؟
  • إسرائيل تبحث خيارات تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية وسط تردد واشنطن
  • هل تصمد منشأة فوردو الإيرانية أمام الذخيرة الخارقة؟
  • خبير عسكري: خيار وحيد لا تملكه إسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية