ذكر المعلق في صحيفة "نيويورك تايمز" نيكولاس كريستوف أن الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلقت ثلاث أمور غير معروفة.

وقال في مقال نشرته الصحيفة، إن الرئيس ترامب ادعى تحقيق "نجاح عسكري باهر" في تدمير ثلاثة مواقع في إيران "سنرى إن كان ذلك صحيحا ومن الواضح أنه دفع أمريكا إلى حرب مع إيران يقر بإمكانية تصعيدها" و "بغض النظر عن الشكوك حول الأساس القانوني لقصف إيران، يرى كريستوف أن الأمور المجهولة هي ثلاثة:

الاول، هو كيفية رد إيران على الولايات المتحدة.

وقد وعد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، سابقا بأن "الضرر الذي ستتكبده الولايات المتحدة سيكون بالتأكيد لا يمكن إصلاحه إذا دخلت هذا الصراع العسكري".

وأضاف، أن لدى إيران خيارات عديدة، بما في ذلك شن هجمات على قواعد أمريكية في العراق والبحرين وأماكن أخرى في المنطقة. كما يمكنها شن هجمات إلكترونية، أو ضرب السفارات الأمريكية، أو دعم الهجمات الإرهابية.



كما لديها خيار شل حركة التجارة العالمية من خلال إغلاق مضيق هرمز، إما جزئيا أو كليا. وأشار الكاتب إلى سوابق منها عام 1988 عندما أغلقت إيران المضيق ولكن بثمن شل الفرقاطة الأمريكية صموئيل بي روبرتس. وكذلك ضرب القوات الأمريكية في العراق بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني عام 2020.

وتابع الكاتب "حدسي هو أن إيران ستضرب بقوة هذه المرة، وإن كان جزئيا في محاولة إعادة إرساء الردع، لكن قدرتها على ذلك قد تكون أكثر محدودية. ربما أضعفت الضربات الإسرائيلية قدرتها على تلغيم المضيق، على سبيل المثال، كما أن القيام بذلك سيعيق شحنات النفط الإيرانية إلى الصين، مما سيزعج أصدقائها في بيحين".

وأردف، "علينا أن نتذكر ما قاله جيمس ماتيس، وزير الدفاع في ولاية ترامب الأولى، ذات مرة: لا تنتهي الحرب حتى يقول العدو إنها انتهت. قد نفكر في الأمر، لكن في الواقع، للعدو صوت".

أما الغموض الثاني هو ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية والأمريكية قد أنهت الجهود النووية الإيرانية أو ربما سرعتها. يعتمد ذلك، جزئيا، على ما إذا كان قصف فوردو والمواقع الأخرى ناجحا كما ادعى ترامب، وقد يستغرق الأمر وقتا لمعرفة ذلك.

ولم يكن من الواضح أن قنابل خارقة للتحصينات زنة الواحدة منها 30,000 رطلا كافية لتدمير جبل.

وبين الكاتب، أن هناك اتفاق واسع النطاق على أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيكون كارثة، وسيدفع دولا أخرى في المنطقة إلى تطوير برامجها النووية الخاصة، لكن تولسي غبارد، مديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب، صرحت علنا هذا الربيع بأن إيران لا تصنع سلاحا نوويا، مع أن ترامب تجاهل تصريحاتها.

 ويكمن الخطر في أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران إلى أن تقرر تلك الدولة أنها بحاجة إلى أسلحة نووية. ففي النهاية، لو كانت تمتلك أسلحة نووية، لكان احتمال قصف إسرائيل لها أقل بكثير.

أما المجهول الثالث، وهو الأهم: هل هذه نهاية الصراع أم بدايته؟
 يبدو أن المتفائلين، مثل نتنياهو، يعتقدون أنه والولايات المتحدة قادرون على إنهاء البرنامج النووي الإيراني والنظام الإيراني، بحسب الكاتب.

وفي المقابل، يرى  كريستوف أن نتنياهو كان مؤيدا قويا لحرب العراق، وظن أنها ستحدث تغييرا في إيران أيضا، لكن حرب العراق أفادت إيران. وحتى لو اختفت قدرة إيران على التخصيب، فمن غير الممكن على الأرجح القضاء على خبرة تخصيب اليورانيوم. لذا، إذا بقي النظام، فقد يكون هذا بمثابة انتكاسة أكثر منه نهاية للبرنامج النووي.

وأشار إلى أن فكرة أن القصف سيدمر النظام، فلا توجد مؤشرات تذكر على ذلك. فقد استنكر المعارضون الإيرانيون، مثل نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، القصف الأسبوع الماضي، ودعوا ترامب إلى وقف القصف، لا الانضمام إليه.

وخلال زيارة الكاتب لإيران، رأى مدى عدم شعبية النظام. لقد كانت إيران ـ على المستوى الشعبي ــ تبدو دائما واحدة من أكثر الدول تأييدا لأميركا في المنطقة، وذلك على وجه التحديد لأن الحكومة هناك مكروهة للغاية بسبب الفساد والنفاق والعجز الاقتصادي.



وأستدرك قائلا، "من هنا يبدو التأييد لأمريكا علامة خير، لكن حكومة موالية لأمريكا تبدو أقل احتمالا بعد شن أمريكا الحرب على إيران، في الواقع، قد يبدو تغيير النظام أشبه بانقلاب متشدد أكثر من أي شيء آخر".

ومرة أخرى، فإن نطاق الاحتمالات هائل، وبعضها مثير للقلق. ووصف السناتور الديمقراطي عن ولاية مريلاند، كريس فان هولين، المخاطر على النحو التالي: "بينما نتفق جميعا على أنه يجب ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا، تخلى ترامب عن الجهود الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف، واختار بدلا من ذلك تعريض حياة الأمريكيين للخطر دون داعٍ وزيادة تهديد قواتنا المسلحة في المنطقة، والمخاطرة بجر أمريكا إلى صراع طويل آخر في الشرق الأوسط. لقد قيمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مرارا وتكرارا أن إيران لا تصنع سلاحا نوويا. كان هناك المزيد من الوقت للدبلوماسية لتنجح".

 ويبدو هذا صحيحا، كان خطاب ترامب منتصرا، لكن من السابق لأوانه الاحتفال، ولا يزال هناك الكثير من عدم اليقين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الإيرانية ترامب إيران الاحتلال ترامب الهجوم الأمريكي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

كندا تشيد باجتماع «مثمر» مع المكسيك في ظل اقتراب تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية

عقد وزراء كنديون كبار اجتماعًا "مثمرًا" مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم وعدد من كبار مسئوليها خلال زيارة إلى مكسيكو سيتي مساء أمس الثلاثاء، وفقًا لوزير الخارجية الكندي، في الوقت الذي تواجه فيه الدولتان تقلبات في الرسوم الجمركية. 

النار تلاحق المصطافين .. إسبانيا تُخلي شواطئها مع اندلاع حريق هائلرواندا توافق على استقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا من الولايات المتحدة

وأشار وزير الاقتصاد المكسيكي في وقت سابق من اليوم إلى أن المحادثات ستتناول سياسات البلدين ردًا على سلسلة إعلانات الرسوم الجمركية التي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتتمتع الدول الثلاث بعلاقات اقتصادية وثيقة.

وصرحت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند في منشور على منصة إكس بأنها ووزير المالية فرانسوا فيليب شامبين تحدثا مع شينباوم لتأكيد العلاقات الثنائية، بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء.

وأضافت: "أدت هذه المناقشات مع الرئيسة وأعضاء حكومتها إلى تعزيز الأولويات المشتركة الرئيسية فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي والأمن وتنويع التجارة".

قال أناند أيضًا إن كندا والمكسيك اتفقتا خلال الزيارة على وضع خطة لتعزيز التعاون في مجموعة متنوعة من القضايا الثنائية، بما في ذلك سلاسل التوريد المرنة، وخطوط التجارة بين الموانئ، والذكاء الاصطناعي، وأمن الطاقة.

استشهاد 20 فلسطينيًا بعد انقلاب شاحنة مساعدات عليهم80 عامًا على ضرب هيروشيما .. تعرف على عدد الناجين من القصف الذري الأمريكي

وأضاف أناند أن الوزراء الكنديين سيجتمعون أيضا مع المشرعين المكسيكيين وقادة الأعمال خلال زيارتهم التي تستغرق يومين.

وصرح وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرارد في وقت سابق من اليوم أنه من المقرر أيضًا أن يتحدث مع شامبين حول تجارب البلدين في التعامل مع الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع المشحونة إلى الولايات المتحدة.

وقال إبرارد للصحفيين: "يريدون معرفة كيف تحقق المكسيك هذه النتائج".

وتمكنت المكسيك من تجنب فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على شحناتها إلى الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، مما ضمن لها فترة توقف لمدة 90 يومًا للعمل على اتفاق تجاري مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: حل النزاع في غزة يتمثل في دعم مسار الدولتينترامب يستضيف زعماء من أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض .. لهذا السبب

في غضون ذلك، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 35% على العديد من السلع القادمة من كندا، بزيادة عن الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل البالغة 25% والتي فُرضت في وقت سابق من هذا العام.

وقال إيبرارد: "سنتبادل الخبرات. إنهم يدفعون رسومًا جمركية بنسبة 35%، بينما المكسيك لا تدفع".

طباعة شارك كندا المكسيك الرسوم الجمركية الأمريكية الرسوم الجمركية الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم الاقتصاد المكسيكي الرئيس الأمريكي ترامب وزيرة الخارجية الكندية وزير الاقتصاد المكسيكي

مقالات مشابهة

  • متوسط الرسوم الجمركية الأمريكية يصل إلى أعلى مستوى له منذ الكساد العظيم
  • الرسوم الأمريكية الجديدة تهدد العلاقات مع الهند.. اجتماع حكومي لاحتواء الأزمة
  • ترامب: مليارات الدولارات تتدفق إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • ترامب: «إذا حاولت إيران استعادة قدرتها النووية فأمريكا ستعود»
  • مسئول سابق بالناتو: الأوروبيون قبلوا شراء الأسلحة الأمريكية لإرضاء ترامب
  • أكسيوس: مشاورات بين ترامب وويتكوف لزيادة المساعدات الأمريكية لغزة
  • الذهب يهبط مع صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية
  • سون يبدأ المهمة مع لوس أنجلوس من «الجناح الفخم»!
  • جامعة ستانفورد الأمريكية تسرح أكثر من 360 موظفا
  • كندا تشيد باجتماع «مثمر» مع المكسيك في ظل اقتراب تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية