أكد رجل الأعمال حسني بي أن الأزمة الاقتصادية والنقدية التي تمر بها ليبيا تعود إلى جذور عميقة ومتراكمة، مشيراً إلى أن انهيار اقتصاديات الدول يحدث عادة نتيجة إنفاق حكومات بعجز لسنوات، ويتم تمويل العجز نقدياً عبر خلق نقود جديدة، سواء كانت نقوداً ورقية أو نقوداً افتراضية “قيود وهمية”.

وأوضح حسني بي في حديثه لشبكة “عين ليبيا” أن الأزمة الليبية تفاقمت منذ عام 2014 نتيجة الانقسامات السياسية والمالية، وانقسام السلطة النقدية، ما أدى إلى عجز مالي متزايد في الميزانيات، وتم تمويله بطرق غير تقليدية تضمنت نقوداً افتراضية وأدوات مالية غير مدعومة بأموال حقيقية.

ولفت إلى فصل المقاصة الإلكترونية بين فروع مصرف ليبيا المركزي عام 2014، ووجود مجلس إدارة لمصرف ليبيا منقسم شرقاً وغرباً، مع تمويل نقدي لحكومتين متنازعتين عبر طباعة نقود في كل من الشرق والغرب، ما ساهم في التضخم وحدوث فجوة سعرية كبيرة بين السعر الرسمي والسوق الموازي تعدّت 1000% عام 2017 ويتعدى 15% الآن.

وأشار إلى أن نسبة الاحتياطي الإضافي في القاعدة النقدية ارتفعت إلى مستويات خطيرة تقارب 50%، منها 20% تمثل نقوداً افتراضية غير موجودة فعلياً، وأن ذلك أدى إلى أزمة متكررة في نقص النقود الورقية وتسبب في تضخم في الاقتصاد الليبي، أزمة تكررت عام 2023، حتى ما قبل أزمة مصرف ليبيا المركزي في يوليو 2024، وبعدها تشكيل مجلس إدارة جديد يواجه عواصف وقضايا وانتقاداً شعبياً واسعاً نتيجة السياسات النقدية السابقة.

وذكر حسني بي أن إدارة مصرف ليبيا السابقة، في شخص المحافظ السابق، خلقت 36 مليار دينار من الأموال الافتراضية الجديدة خلال عام 2023 والربع الأول من عام 2024، ما تسبب في فرض رسم على العملة بنسبة 27%، وهي خطوة جاءت بناء على طلب المحافظ السابق وبقرار من رئيس مجلس النواب. قرار يواجه معارضة حتى تاريخ هذا البيان، ولكن الحاجة له.

كما كشف أن مجلس إدارة مصرف ليبيا، ومن خلال قرار إلغاء إصدارين لفئة الـ50 ديناراً، اكتشف وجود 3 مليارات دينار من الإصدار النقدي غير موثقة لدى إدارة الإصدار، وتمثل حوالي 22% من إجمالي الإصدارين، ما أدى إلى سحب إصدارين من فئة 20 ديناراً، والبالغ شرقاً 14 مليار دينار، وغرباً 7.5 مليار (إجمالي 21.5 مليار)، كإجراء وقائي ولمعرفة حقيقة تقييم القاعدة النقدية.

وأكد أن سحب الإصدارات النقدية لا يعني إلغاء النقود نفسها، بل هو استبدال لنوع من النقود بأخرى، سواء في شكل أوراق نقدية بديلة أو أرصدة إلكترونية أو ودائع مصرفية، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر أمام مجلس إدارة المصرف المركزي هو إعادة هيكلة وتوازن القاعدة النقدية دون التسبب في زيادة عرض النقود أو التضخم.

كما أوضح حسني بي أن طلب الجمهور على النقود الورقية يعود بشكل أساسي إلى ضعف الثقة بالمصارف التجارية بسبب نقص السيولة الورقية، وأن ذلك يعكس ثقة المواطنين في مصرف ليبيا المركزي كمصدر للنقود الورقية، أكثر من الأرصدة المصرفية والودائع.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الأموال الليبية الأوراق النقدية الاقتصاد الليبي الدينار الليبي سوق الأوراق المالية مصرف لیبیا مجلس إدارة حسنی بی

إقرأ أيضاً:

وللأب عيد .. عيد الأب!

وللأب عيد .. #عيد_الأب!

د. #ذوقان_عبيدات

تم اعتماد الحادي والعشرين من شهر حزيران عيدًا عالميًا للأب. تم ذلك سنة ١٩٠٩ ، وهذا يعني أنه ليس رد فعل لعيد الأم، بمقدار ما هو تقدير لدور الأب في المجتمع.
فماذا يعني تكريم الأب؟
هل يكرّم أحد بسبب دوره البيولوجي؟ وهل له فضل في ذلك؟ بل نسأل: لماذا نكرم الشجرة؟ ولماذا خصصنا لها عيدًا سنويّا ؟هل نكرمها لذاتها أم لتوجيه الانتباه إلى أهميتها
طبعًا لا أحد ينكر دور الأب وأهميته، لذلك فإن تكريمه يعني
زيادة الاهتمام به، وتنمية مهاراته
وقيمه وأخلاقه!
اقترحت طفلة أمريكية تكريم والدها لرعايتها وإخوانها بعد وفاة والدتها! وحتى هذه الحادثة هي جزء من وظيفة أب أنجب أطفالًا ماتت والدتهم!
إذًا! ما معنى عيد الأب؟

(١)
ازدحام الأعياد باللا أعياد!

مقالات ذات صلة قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت 2025/06/21

نمر نحن العرب والأردنيين بأعياد متنوعة؛ ففي الأردن مثلًا تزامنت أعياد الاستقلال والجيش،
وأحداث غزة، وعيد الأضحى وعيد المنتخب وتوترات سورية ولبنان، وعدوان إسرائيل على إيران، والجدل الدائر حول ضرورة وقوفنا إلى جانب إيران! ومدى سلامة موقفنا كأفراد، والجدل المستتر حول الدور العربي الغائب أو الصامت! ولذلك جاء عيد الأب عيدًا باهتًا مرّ ، ولم يكد أي منا أن يشعر به! هل هو قصور من الأمهات للانفراد وحدهن بالعيد؟؟؟ أم ليس بمتسع لعيد لدى أي أردني! فالأردنيون مثقلون بهموم عربية في مقدمتها:
لماذا تتمادى اسرائيل على التاريخ العربي والإسلامي، ولا رادّ لها.
(٢)
مجلس إدارة الأسرة
عيد الأب فرصة لتصحيح دور الأب السيادي، وتوزيع السيادة على جميع أفراد الأسرة، وتحمل مسؤوليات أعبائها الاقتصادية والإدارية، وتقاسم النفوذ والسلطة بين الجميع!
في عيد الأب يجدر الدعوة لتأسيس مجلس إدارة الأسرة، بحيث يجتمع المجلس دوريًا ، وبرئاسة دورية تشمل جميع أعضاء الأسرة، وتتخذ القرارات بالاتفاق العام داخل الاجتماع .
إن مجلس إدارة الأسرة يعكس رقي الأب ، وتفهمه لدوره الجديد.

(٣)
الأب الراقي!

الأب ليس مجرد وظيفة بيولوجية، يختلف فيها عن الأم! الأبوة هي مسؤولية، تمارس عبر سلوك ديموقراطي تشاركي، تختلط فيه الأدوار، ويتم تبادل أو تشارك الأعباء المالية والمنزلية، والاجتماعية!
الأب الراقي هو عضو في مجلس إدارة الأسرة، وليس زعيمًا مطلقًا لها!
دور الأب هو المساعدة في بناء الأسرة، وتنشئتها، وإكساب أعضاء الأسرة أخلاقيات تساعدهم في بناء أسرهم القادمة! فالأسرة الديموقراطية تنشيء أسرًا ديموقراطية مستقبلية، لا تشويه ولا تنميط فيها!
(٤)
تهنئة في عيد الأب!
على الرغم من أن الأردنيين لديهم أغان عن مدنهم، وعن الجوازات وإدارة الجمارك ، وربما نشهد أغاني لمؤسسات أخرى وشركات كالبوتاس والفوسفات ومصفاة البترول، لكنهم يفتقرون إلى أغانٍ للأمهات والآباء!
ربمًا، كان ذلك خيرًا، فلا نتقن سوى ترضية المسؤولين!
فهمت علي؟

مقالات مشابهة

  • أزمة دبلوماسية بين ليبيا واليونان.. طرابلس تستدعي السفير، وأثينا ترسل سفنا حربية
  • كلية كنغز لندن: نقترب من إنهاء عملنا في مشروع إدارة التراث الثقافي في ليبيا
  • غدا.. مجلس الأمن يعقد جلسته بشأن ليبيا
  • أصوات تُسمع في معظم بلدات الجنوب.. هذا مصدرها
  • انظروا كيف تعامل الأهلي مع معلول.. وكيل المثلوثي يوجه رسالة لإدارة الزمالك
  • متحدث الوزراء: السياسة النقدية نجحت في القضاء على السوق الموازية
  • مصرف ليبيا المركزي يخصص اعتمادات بحد أقصى 300 ألف دولار لصغار التجار
  • أزمة كهرباء متفاقمة في شرق ليبيا.. احتراق محطات في بنغازي والمرج وانقطاع كامل يضرب مراوة
  • وللأب عيد .. عيد الأب!