أردوغان: يجب أن يتوقف العدوان الإسرائيلي في منطقتنا بأكملها
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وجوب أن يتوقف العدوان الإسرائيلي تماما في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، قائلا إنه سيركز خلال قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" على مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء قبيل سفره إلى هولندا للمشاركة في قمة زعماء "الناتو"، رحّب أردوغان بالأنباء الواردة اليوم الثلاثاء بشأن توصل إسرائيل وإيران لاتفاق وقف إطلاق النار، ودعا الطرفين إلى الالتزام به.
وأشار إلى ضرورة اتخاذ الدول الفاعلة إجراءات ملموسة لوضع حد "لجنون" الحرب بين إيران وإسرائيل، محذرا من تبعاتها على المنطقة والعالم.
وأكد أردوغان أنه لا يمكن قبول الخطوات المتهورة التي أقدمت عليها إسرائيل، بدءا من فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وصولا إلى إيران.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبعد ساعات أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على الاتفاق.
ومنذ 13 يونيو/حزيران تستهدف إسرائيل -بدعم أميركي- منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، فيما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.
جرائم نتنياهوفي السياق ذاته، شدد الرئيس التركي على ضرورة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة في أسرع وقت ممكن، ووقف العدوان الإسرائيلي وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بلا انقطاع للفلسطينيين.
وأكد أردوغان أنه سيركز خلال قمة الناتو واللقاءات الثنائية، على مجازر حكومة نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني، قائلا "سنؤكد على ضرورة إنهاء سياسة الاحتلال والدمار المستمرة منذ 21 شهرا".
وأوضح الرئيس التركي أن أنقرة تواصل بحزم موقفها المبدئي الملتزم بالقانون الدولي والذي يمنح الأولوية للدبلوماسية.
إعلانوتابع "منطقتنا لا تتحمل عبء حرب ستمتد آثارها إلى العالم أجمع، ومن الصواب منح الدبلوماسية الفرصة من أجل رفع اليد عن الزناد".
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن
الشرق الأوسط اليوم يقترب أكثر من أي وقت مضى من حافة الانفجار. ليس الأمر مجرد تصعيد عسكري، بل هو زلزال سياسي واقتصادي يهز العالم. في كل مرة تعتدي فيها إسرائيل، تدفع المنطقة والعالم الثمن باهظا. لكن من يدفع الثمن الحقيقي؟ ومن يقف اليوم في الجانب الصحيح من التاريخ؟
إسرائيل: من تأسيس العدوان إلى اغتيال المستقبل
منذ تأسيسها، لم تكن إسرائيل يوما طرفا يبحث عن سلام عادل أو استقرار حقيقي في المنطقة. هي كيان وُلد من رحم العدوان ولا يعيش إلا على الحروب، والاغتيالات، وتدمير أحلام الشعوب. وما نراه اليوم من اعتداءات متكررة على إيران وجرائم حرب ممنهجة في قطاع غزة، ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل الهيمنة الذي لم يتوقف منذ عقود.
المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة
اغتيال العقول.. استراتيجية قديمة تتجدد
لم تعد الحكاية مجرّد قصف هنا واغتيال هناك، إسرائيل تستهدف العلماء والباحثين والمدنيين، سواء في فلسطين أو إيران، وكأنها ترسل رسالة واضحة: "لن نسمح بنهوض علمي، ولن نقبل بأي قوة تنازعنا السيادة في هذا الشرق".
النيران تصل إلى الأسواق العالمية
لكن نيران هذا العدوان تتجاوز حدود الجغرافيا، فقد أشعلت الأسواق العالمية. أسعار النفط قفزت بأكثر من 13 في المئة، وأسعار الغاز بأكثر من 6.6 في المئة، والذهب في ارتفاع متسارع، بينما تغرق أسواق الأسهم في موجات اضطراب وخسائر متوالية. ومع كل تصعيد، يلوح شبح إغلاق مضيق هرمز، شريان النفط العالمي، والذي سيعني كارثة اقتصادية تهز العالم بأسره وتدفع أسعار الطاقة لمستويات خيالية قد تصل إلى 130-150 دولارا للبرميل.
تاريخ طويل من ضرب التنمية
لم يكن هذا الطريق بعيدا عن التاريخ، إسرائيل سبق أن دمرت المفاعل النووي العراقي في 1981، واغتالت عشرات العلماء العرب، حاربت كل محاولة لبناء مشروع تنموي حقيقي في المنطقة، دعمت غزو العراق في 2003، وساندت الانقلاب العسكري في مصر في 2013، وخططت للانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016. وعندما انطلقت شعوب الربيع العربي بحثا عن الحرية والعدالة، تكالب الجميع لإجهاضها، الهدف كان واحدا: لا ديمقراطية، ولا قوة علمية، ولا تنمية حقيقية في محيط إسرائيل.
مبادرات سلام.. لم تجد من يسمع
لطالما قدّمت الشعوب العربية مبادرات سلام. السعودية نفسها طرحت مبادرة شاملة في 2002: انسحاب كامل مقابل تطبيع كامل، لكن إسرائيل لم تأخذ المبادرة بجدية، لأنها ببساطة لا تريد سلاما، بل تريد استسلاما.
معسكران لا ثالث لهما
العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل
اليوم، الصورة واضحة؛ إما أن تكون مع المقاومة، أو مع التواطؤ. لا حياد في هذه المعركة، حتى من اختلف مع إيران في مواقفها الإقليمية، يقف اليوم معها أمام عدوان إسرائيلي غادر. الشعوب باتت تدرك: العدو الحقيقي ليس من يخطئ في اجتهاده، بل من يصر على سحقنا ونهب أوطاننا.
الخيارات محدودة.. والموقف واضح
المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة.
على الحكومات أن تفهم جيدا أن الولايات المتحدة لن تكون يوما وسيطا نزيها، بل هي جزء أصيل من مشروع السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، فاليوم إيران وغدا باكستان وبعد غد تركيا وبعدها الدول العربية دولة دولة. وعلى الشعوب أن تعي أن الحق أحق أن يُتبع، حتى لو جاء من جار أو صديق اختلفت معه يوما.
العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل. لكن المنطقة تغيّرت، والوعي تغيّر. اليوم لم يعد السؤال: من معنا؟ بل: من تبقى ضدنا؟