#سواليف

تعد الثقوب السوداء من أكثر #الأجسام عنفا وغموضا في #الكون، وقد تبدو الفكرة مرعبة، إلا أن آلافا من هذه #الفراغات الكونية قد تمر من خلال منزلك في هذه اللحظة ذاتها.

ويعتقد #العلماء أن الكون قد يكون ممتلئا بأجسام تعرف باسم “الثقوب السوداء البدائية”، وهي كيانات صغيرة جدا يُعتقد أنها تجوب الكون منذ لحظاته الأولى، وربما تشكّل جزءا كبيرا من “المادة المظلمة” التي حيّرت العلماء لعقود.

ورغم أن الثقوب السوداء تُعرف عادة بأجسامها العملاقة التي تبتلع النجوم وتشوّه نسيج الزمكان، إلا أن الثقوب السوداء البدائية تختلف تماما، فهي مجهرية الحجم، وقد لا يتجاوز قطرها قطر ذرة هيدروجين، لكن كتلتها قد تتراوح بين كتلة بكتيريا واحدة وكويكب متوسط ​​الحجم.

مقالات ذات صلة ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟ 2025/06/25

وتشير بعض النظريات العلمية إلى أن هذه الثقوب تشكّلت بعد #الانفجار_العظيم مباشرة، في وقت لم تكن فيه النجوم قد وُجدت بعد. حينها كانت كثافة الطاقة ودرجات #الحرارة في الكون عالية للغاية، ما أدى إلى انهيار جيوب دقيقة من المادة وتحولها إلى ثقوب سوداء فائقة الصغر.

ويقول الدكتور دي تشانغ داي، الباحث في جامعة يانغتشو بالصين: ” #الثقوب_السوداء البدائية تشكّلت في فترة مبكرة جدا من عمر الكون، عندما كانت طاقته عالية بما يكفي لضغط كميات ضئيلة من المادة وتحويلها إلى ثقوب سوداء صغيرة للغاية”.

وبحسب هذه الفرضية، فإن بعض هذه الثقوب تبخر مع مرور الزمن عبر ما يُعرف بـ”إشعاع هوكينغ”، إلا أن بعضها لا يزال قائما، ربما على شكل بقايا صغيرة جدا تُعرف بـ”بقايا كتلة بلانك”، تبلغ كتلتها نحو 10 ميكروغرامات فقط.

وإذا كانت هذه الثقوب السوداء البدائية تشكّل المادة المظلمة — وهي الكتلة “المفقودة” التي يُعتقد أنها تشكّل نحو 27% من كتلة الكون — فإنها يجب أن تكون منتشرة في كل مكان، بما في ذلك داخل نظامنا الشمسي بل وحتى حول منازلنا.

وتشير بعض الحسابات إلى أن نحو 1000 ثقب أسود قد يمر عبر كل متر مربع من الأرض كل عام. وهذا يعني أن منزلك، وجسمك، قد يتعرض لاختراق هذه الأجسام من دون أن تشعر أو تلحظ.

هل علينا أن نقلق؟

ليس بالضرورة. فالثقوب السوداء البدائية، رغم اسمها المهيب، قد لا تشكّل أي خطر فعلي إذا كانت كتلتها صغيرة كما يرجّح بعض العلماء.

ويقول البروفيسور ديجان ستويكوفيتش من جامعة بافالو: “إذا كانت الكتلة لا تتجاوز بضعة ميكروغرامات، فإن مرور آلاف منها عبر أجسامنا سنويا لن يُحدث أي أثر ملموس، بل قد تمر من خلال خلايانا دون أن نلاحظ شيئا”.

ولكن بعض النماذج تشير إلى احتمالية وجود ثقوب سوداء بدائية بكتلة تقارب كويكبا صغيرا، تتحرك بسرعات عالية تصل إلى 300 كيلومتر في الثانية. وفي هذه الحالة، ورغم صغر حجمها، فإنها تحمل طاقة حركة هائلة وقد تتسبب بأضرار حقيقية عند الاصطدام.

وتقول الدكتورة سارة غيلر، الفيزيائية النظرية من جامعة كاليفورنيا: “لو مرّ أحد هذه الثقوب السوداء الأكبر عبر جسم إنسان، فقد يسبب أضرارا جسيمة رغم أن الثقب نفسه لا يترك سوى فتحة صغيرة للغاية، إلا أن الطاقة الناتجة قد تكون كفيلة بتمزيق الأنسجة”.

وتشير بعض التقديرات إلى أن ثقبا أسودا بكتلة 7 تريليونات طن سيحمل طاقة تصادم تعادل طلقة من بندقية عيار 22 — كافية لإحداث أذى خطير.

لكن الخبر السار أن احتمال التعرض لمثل هذا الاصطدام يكاد يكون معدوما. وتقول غيلر: “فرصة اصطدامك بثقب أسود من هذا النوع تشبه احتمالية إسقاط حبة فول سوداني من طائرة لتصيب شفرة عشب معينة في حقل بحجم مليون ملعب كرة قدم”.

لماذا كل هذا الاهتمام الآن؟

يعود السبب الرئيسي إلى ارتباط هذه الثقوب بالمادة المظلمة — أكبر ألغاز الفيزياء الحديثة. فحتى الآن، فشلت كل محاولات الكشف المباشر أو غير المباشر عن هذه المادة الغامضة، ما دفع بعض العلماء للبحث عن حلول خارج التوقعات التقليدية.

ويبدو أن الثقوب السوداء البدائية، رغم غرابتها، قد تكون أحد أكثر التفسيرات منطقية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الأجسام الكون الفراغات العلماء الانفجار العظيم الحرارة الثقوب السوداء الثقوب السوداء البدائیة هذه الثقوب إلا أن

إقرأ أيضاً:

كيف أظهرت أكبر كاميرا رقمية في «تشيلي» تفاصيل دقيقة في الكون؟ | صور

أصدرت أكبر كاميرا رقمية صُنعت على الإطلاق أولى صورها للكون يوم الاثنين، بما في ذلك سدم ملونة ونجوم ومجرات.

بُني مرصد «فيرا سي روبين»، الواقع على قمة جبل في تشيلي، لإلقاء نظرة أعمق على سماء الليل، وتغطية زوايا خفية، وذلك بتمويل من المؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم ووزارة الطاقة الأمريكية، حيث سيُجري المرصد مسحًا للسماء الجنوبية على مدى السنوات العشر القادمة.

كيف أظهرت أكبر كاميرا رقمية صُنعت على الإطلاق الكون؟ «صور»

وتُبرز الصورة الأولى للمرصد سديمَي تريفيد ولاجون النابضين بالحياة، واللذين يبعدان آلاف السنين الضوئية عن الأرض، حيث أن السنة الضوئية تُعادل حوالي 6 تريليونات ميل.

كما تم التقاط مجموعة من المجرات تُعرف باسم عنقود العذراء، بما في ذلك حلزونان أزرقان ساطعان.

ويأمل المرصد في تصوير 20 مليار مجرة واكتشاف كويكبات جديدة وأجرام سماوية أخرى.

وقد سُمّي هذا المشروع تيمنًا بعالمة الفلك فيرا روبين، التي قدّمت أول دليل مُثير للاهتمام على وجود قوة غامضة تُسمى المادة المظلمة في الكون. ويأمل الباحثون أن تُقدّم كاميرا المرصد المُتطوّرة أدلةً حول هذا الكيان المُراوغ، إلى جانب قوة أخرى تُسمى الطاقة المظلمة.

اقرأ أيضاً«الفضاء المصرية» توقّع مذكرة تفاهم مع «تريس» لتأهيل الكوادر الشابة

بعد تحطمها على سطح القمر.. أبرز المعلومات عن مركبات الفضاء اليابانية

لحظة سقوط مركبة «سبيس إكس» الفضائية بعد محاولة إطلاق فاشلة (فيديو)

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يشهد تتويج الإبداع الطلابي في مهرجان «إبداعاتنا تشكل عالمنا» ويكرم الفائزين
  • مرصد فيرا روبين يصدر أولى صور الكون عبر أكبر كاميرا بالعالم
  • محافظ أسيوط يشهد حفل ختام لمهرجان مسابقة إبداعاتنا تشكل عالمنا
  • أفشة عن لقطة التسلل الشهيرة: استخدمها البعض بتركيب صوت مختلف عليها
  • الكشف عن لغز المادة المفقودة في الكون.. ماذا وجد العلماء؟
  • كيف أظهرت أكبر كاميرا رقمية في «تشيلي» تفاصيل دقيقة في الكون؟ | صور
  • النيابة العامة تستقبل بلاغات المواطنين الموثَّقة بمقاطع مرئية
  • النيابة العامة تستقبل بلاغات المواطنين الموثقة بمقاطع مرئية
  • لمَ يريد إيمانويل ماكرون أن تصبح أوروبا قوة فضائية عالمية؟