هل يصمد وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل وإيران؟
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
بعد سُويعات قليلة، من الهجوم الإيراني على قاعدة العديد القطرية، فاجأ ترامب العالم ـ بشكل دراماتيكي وعلى غير المتوقع ـ بالإعلان عن اتفاق لوقف الحرب، بين إسرائيل وإيران، وأنه سينفذ خلال ساعات، وفي مشهد عاطفي نادر، تضرع ترامب إلى الله بأن "يحفظ تل أبيب وطهران"!
كانت إيران قد أطلقت ـ مساء الاثنين 23 يونيو/ حزيران ـ 19 صاروخًا، على قاعدة العديد، قالت إنه ردٌ على قصف الولايات المتحدة، ثلاث منشآت لبرنامجها النووي مساء السبت، وذلك بعد أيام من "عدم اليقين" بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى العمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران، والذي بدأ في 13 يونيو/ حزيران الجاري.
وقد دانت قطر بشدة هذا الهجوم، معربةً عن استنكارها هذا التصعيد الخطير الذي يهدد أمن المنطقة، وسط تضامن عربي ودولي واسع معها.
وعلى إثر ذلك، أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتصالًا هاتفيًا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يعرب فيه عن أسفه إزاء الهجوم الذي نفّذه الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد الجوية مساء الاثنين، مؤكدًا أن الهجوم لم يكن موجهًا ضد قطر أو شعبها، بحسب ما أفاد الديوان الأميري القطري.
وأشار الديوان الأميري إلى أن الشيخ تميم جدد، خلال الاتصال، إدانة بلاده القوية هذا الاعتداءَ، معتبرًا إياه انتهاكًا سافرًا للسيادة القطرية ومجالها الجوي، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
كما أكد أمير قطر أن هذا التصرف يتعارض تمامًا مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تربط البلدين، مذكرًا بأن قطر لطالما دعت إلى الحوار مع إيران، وبذلت جهودًا دبلوماسية كبيرة في هذا الإطار.
وبينما سادت أجواء التوتر والترقب، تحدث ترامب بثقة، من خلال تقديم "تهنئته للبلدين" على "امتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن يسمى "حرب الـ12 يومًا"، وذلك كما كتب على موقع تورث سوشيال، وكأنه علّق قُفلًا على الطرفين، ودس مفتاحه في جيبه هو وحده. واتفقت إسرائيل وإيران، على الالتزام بوقف إطلاق النار، على الرغم من أنهما قالتا إنهما ستردان بقوة على أي خرق.
إعلانوإذا صمد وقف إطلاق النار ــ وهو أمر غير مؤكد إلى حد كبير ــ فإن السؤال الرئيسي سيكون: ما إذا كان هذا يشير إلى بداية سلام دائم، أم إنه مجرد هدنة قصيرة قد يتجدد القتال بعدها؟
حتى الآن، لم يصدر من أية جهة ـ واشنطن، طهران وتل أبيب ـ أي تفاصيل بشأن فحوى ما اتفق عليه لوقف الحرب، غير أن وكالة أسوشيتد برس نقلت عمن وصفتهم بـ"المسؤولين" قولهم، إن النتيجة التي تفضلها إسرائيل، هي موافقة إيران على وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، بشأن برنامجها النووي.
ومع ذلك، فإن إسرائيل مستعدة أيضًا للبديل: صراع طويل الأمد، ومنخفض الحدة، أو فترة "هدوء مقابل هدوء"، حيث ستواصل مراقبة النشاط الإيراني من كثب، والرد بقوة إذا ظهرت تهديدات جديدة.
من الواضح ـ إذن ـ أن الاتفاق تم إنجازه، بالقفز على التفاصيل، لهفة من الأطراف الثلاثة، على الخروج من الأزمة، وحفظ ماء الوجه"، وعلى أن يبدأ بعدها في اليوم التالي، غلق صفحة الحرب بالتراضي، وفتح صفحة للسلام، لا سيما أن البلدين، استنزفا بشكل، يهدد قدرتهما على التماسك، ومواصلة الحرب بدون سقف زمني.
والحال أنه ـ حتى الآن ـ فإن إيران لم تنكسر كما أن إسرائيل لم تنتصر، ما يشجع إيران "المجروحة" ـ تحديدًا ـ على قبول إنهاء الحرب، بدون أضرار كبيرة تخصم من شرعية نظامها السياسي.
ولعل ذلك مع حمل الجميع، على تعليق التفاصيل، إلى وقت لاحق لم يحدد بعد، فوقف إطلاق النار جاء على شرط واحد، أن تتوقف العمليات العدائية بين الطرفين، ولم يشر إلى متن الأزمة وصلبها "المشروع النووي الإيراني"، وماذا بشأنه؟!
لا سيما أن تقارير متواترة، ترجح أن إيران، تحتفظ فعليًا بكميات من اليورانيوم عالي التخصيب، ما يمنحها القدرة على صنع أسلحة نووية في أي وقت تراه مناسبًا، إن لم تكن صنعتها فعليًا، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية.
فبعد وقت قصير، من سريان وقف إطلاق النار، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، إيران بشن هجمات صاروخية، وأمر إسرائيل بالرد عسكريًا. ونفى منشور على قناة تليغرام التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني إصدار أمر الإطلاق.
ويكاد يجمع المراقبون، على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفين، يظل هشًا ما لم يستوفِ الشروط، التي خلصت إليها دراسات الحرب المعاصرة، إذ يميل السلام إلى الصمود في ظلّ أحد شرطين: إما الهزيمة الكاملة لأحد الطرفين، أو إرساء ردع متبادل.
وهذا يعني امتناع الطرفين عن العدوان؛ لأنّ التكاليف المتوقعة للردّ تفوق بكثير أيّ مكاسب محتملة، كما يقول تقرير لـ the conversation كتبه علي المعموري.
كما تتطلب عمليات وقف إطلاق النار المستقرة عادة، قدرًا كبيرًا من التحضير، حتى يعرف الجميع على الجانبين، ما يفترض أن يحدث، والأهم من ذلك، متى يحدث.
وبدون مثل هذه الاستعدادات، وأحيانًا حتى معها، فإن وقف إطلاق النار، سوف يميل إلى الاختراق؛ ربما عن طريق الصدفة، أو ربما لأن أحد الجانبين لا يمارس السيطرة الكاملة على قواته، أو ربما نتيجة للإنذارات الكاذبة، أو حتى لأن طرفًا ثالثًا ــ جماعة حرب عصابات أو مليشيا، على سبيل المثال ــ اختار تلك اللحظة لشن هجوم من جانبه.
إعلانالسؤال المهم هو: ما إذا كان خرق وقف إطلاق النار، مجرد أمر عشوائي ومؤسف، أم إنه متعمد ومنهجي؟ – حيث يحاول شخص ما انتهاكه بنشاط.
وفي كل الأحوال، لا بد من تعزيز وقف إطلاق النار، سياسيًا طوال الوقت، إذا أردنا له أن يصمد. وعادة ما يتفقون على كيفية مراقبته حتى لا يتمكن أحد الجانبين من انتزاع ميزة سريعة عن طريق كسره فجأة، على حد تعبير المحلل العسكري والأستاذ في كلية كينغز لندن، مايكل كلارك.
وفي السياق، فقد أعادت الحرب تشكيل الطريقة التي تنظر بها كل من إيران وإسرائيل إلى الردع، وكيف تخططان لتأمينه في المستقبل.
بالنسبة لإيران، عزز الصراع الاعتقاد بأن بقاءها على المحك. ومع مناقشة تغيير النظام علنًا خلال الحرب، بدا قادة إيران أكثر اقتناعًا من أي وقت مضى بأن الردع الحقيقي يتطلب ركيزتين أساسيتين: القدرة على امتلاك الأسلحة النووية، وتعميق التحالف الإستراتيجي مع الصين، وروسيا.
ونتيجة لهذا، فمن المتوقع أن تتحرك إيران بسرعة لاستعادة وتطوير برنامجها النووي، وربما تتحرك نحو التسلح الفعلي، وهي الخطوة التي تجنبتها منذ فترة طويلة، رسميًا.
وفي السياق فمن المرجح أن تُسرّع طهران تعاونها العسكري والاقتصادي مع بكين وموسكو تحسبًا لعزلتها. وقد أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذا التعاون الوثيق مع روسيا خلال زيارته إلى موسكو هذا الأسبوع، لا سيما في المسائل النووية.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى ترى إسرائيل أن الردع يتطلب يقظةً دائمةً، وتهديدًا حقيقيًا بردٍّ ساحق. وفي غياب أي اختراقات دبلوماسية، قد تتبنى إسرائيل سياسةَ توجيه ضربات استباقية فورية للمنشآت الإيرانية، أو الشخصيات القيادية إذا رصدت أي تصعيد جديد، لا سيما فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
ويعتقد على نطاق واسع أن الردع المتبادل قد يمنع حربًا أطول أمدًا في الوقت الراهن، ولكن التوازن يظل هشًا وقد ينهار دون سابق إنذار، كما يقول تفصيلًا تقرير Ali Al-Amouri في conversationtd the.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار لا سیما
إقرأ أيضاً:
لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
وصلت التوترات بين طهران وبيروت إلى مستوى جديد، حيث رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة إيرانية رسمية فيما تحاول إسرائيل إزالة تهديد حزب الله في الشمال من خلال توسيع هجماتها.
في يوم الأربعاء 10 ديسمبر (19 آذر 1404)، أعلن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي أنه لم يقبل حتى الآن دعوة لزيارة طهران واقترح بدلاً من ذلك إجراء محادثات مع إيران في بلد ثالث محايد ومتفق عليه بشكل متبادل.
ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد أرجع رجي سبب القرار الى ما أسمّاها "الظروف الحالية"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وشدد الوزيراللبناني على أن هذه الخطوة لا تعني رفض المحادثات مع إيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، وجّه الأسبوع الماضي دعوة لنظيره اللبناني لزيارة إيران في المستقبل القريب ومراجعة العلاقات الثنائية.
انضم إلى يورونيوز فارسي على فيسبوك
تبدو مسألة نزع سلاح «حزب الله» والهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت أبعد من مجرد قضية محلية بسيطة، وكما تصف مجلة «عرب ويكلي» الأسبوعية المطبوعة في لندن في مقالها يوم الأربعاء: «لقد أصبح لبنان في الواقع أرضًا محروقة حيث يتم تبادل الرسائل (والصواريخ) بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة».
حذّر وليد جنبلاط، السياسي اللبناني الدرزي، بنبرة صريحة مؤخرًا من أن بلاده يجب ألا تصبح «صندوق بريد» لإيصال الرسائل بين القوى الأجنبية.
ويبدو أن رسالة تل أبيب الأخيرة إلى حزب الله وطهران قد وصلت إلى حارة حريك معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 نوفمبر الماضي. فخلال الغارة الإسرائيلية، التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيًا، تم تدمير قصف مبنى سكني وقُتل في الغارة قائد أركان الحزب هيثم علي طباطبائي.
وترى الدولة العبرية أنه بفضل غاراتها الجوية على إيران وإضعاف عدوها اللبناني، فإنها لم تعد مهتمة بإدارة تهديد «حزب الله»؛ بل إنها تنوي القضاء عليه. فقد سبق وخيّر نتنياهو حكومة نواف سلام والشعب اللبناني عامة العام الماضي بين أمريْن: إما "تحرير بلدكم من حزب الله" أو مواجهة "الدمار والمعاناة على غرار ما نراه في غزة" وفق تهديده.
حزب الله: أكثر من الخبز والماء للبنانيعتقد فاضل إبراهيم، كاتب المقال، أن هذه التطورات قد غيّرت بشكل جذري نظرة إيران إلى حزب الله؛ وأنه "قبل هجمات حزيران/يونيو، كان حزب الله أداة لاستعراض القوة، ولكن الآن، ربما يُعتبر الدرع الأخير المتاح لضمان بقاء الجمهورية الإسلامية".
كما تفسّر هذا الرأي ملاحظات علي أكبر ولايتي، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في إيران، الذي شدد في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر على أن "وجود حزب الله أكثر أهمية للبنان من الخبز".
وقد قوبلت هذه التصريحات برد فعل عنيف وصريح من الحكومة اللبنانية. وصف يوسف رجي، وزير الخارجية اللبناني، تصريحات ولايتي بأنها انتهاك واضح لسيادة بلاده، وكتب في رسالة على شبكة X موجهة إلى نظيره الإيراني، عباس عراقجي، أن "ما هو أكثر قيمة بالنسبة لنا من الماء والخبز هو سيادة وحرية واستقلال صنع القرار الداخلي لدينا".
كما ندد بانتقاد حاد بالشعارات الأيديولوجية والبرامج العابرة للحدود التي دمرت الأمة اللبنانية على حد قوله.
لم تعد الحكومة اللبنانية تنقل سخطها سراً، بل تعلن ذلك بصوت عالٍ للجميع. وشدد وزير الخارجية اللبناني آنذاك، في مقابلة مع شبكة الجزيرة العربية، على أن "حزب الله لا يمكنه تسليم أسلحته دون قرار من إيران"، وهو اعتراف واضح بحقيقة أن السيطرة على الحرب والسلام في لبنان لا تكمن في بيروت، بل في طهران.
إسرائيل توسّع نطاق حملاتها العسكرية في المنطقة بعد وقف إطلاق النار في غزةفي الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات الخطابية بين بيروت وطهران، تعمل إسرائيل، التي قلصت أنشطتها العسكرية خلال وقف إطلاق النار الهش في غزة، بنشاط على توسيع نطاق عملياتها إلى البلدان المجاورة.
بالإضافة إلى استهداف قادة حزب الله وعناصره، كثف الجيش الإسرائيلي أيضًا حملته في سوريا، مخلفًا عددًا كبيرًا من الضحايا من خلال شن هجوم برّي جريء في بلدة بيت جن.
كما أن الوضع الحالي في الميدان يزيد من تفاقم الأوضاع، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن المبعوث الأمريكي توم باراك قد صرح في تحذيره الأخير لبغداد بأن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة الأراضي العراقية إذا تدخلت الميليشيات المدعومة من إيران هناك لدعم حزب الله.
هل تعتبر الغارات على لبنان بروفة لـ "الجولة الثانية" من الهجمات ضد إيرانيبدو أن هذه الهجمات والتهديدات مقدمة لـ «جولة ثانية» من الهجمات ضد إيران. فقد حذر مدير وزارة الدفاع الإسرائيلية أمير بارام مؤخرًا في خطاب ألقاه في جامعة تل أبيب من أن "التراكم السريع للقوة" في إيران يعني أن "جميع الجبهات تظل مفتوحة".
بالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية. عرب ویکلیبالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية.
كما تجاهل نتنياهو مؤخرًا أي غموض حول ترتيب العمليات هذا. ففي مقابلة أجريت معه مؤخرًا، قال مزهوّا إن حرب حزيران/يونيو قد أخرجت كبار العلماء النوويين في إيران والقيادة من الميدان" وأزالت التهديد المباشر المتمثل في "السلاح النووي". ومع ذلك، ومع الاعتراف بأن طهران ستعيد بناء برنامجها النووي مرة أخرى، أوضح المرحلة التشغيلية الحالية لإسرائيل بصراحة: "تركيزنا الآن على محور إيران... دعونا ننهي المهمة هناك".
والرسالة واضحة تمامًا: بمجرد وضع درع الوكيل جانبًا، سيتم إعادة فتح الطريق إلى طهران. فاضل ابراهیم أراب ويكليمن وجهة نظر طهران، يبقى حزب الله الحليفَ الرئيسي والأقرب والأكثر قدرة على مواجهة الجبهة الشمالية لإسرائيل، كما أنه الركيزة الأساسية لـ "استراتيجية إيران الأمامية". ولهذا السبب، أصبح منع تدمير التنظيم أولوية قصوى لطهران حيث تنفق طهران موارد مالية ضخمة في محاولة لإعادة بناء قدرات الحزب.
ويقول مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده.ويدّعي مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده. ويقال إن الأموال يتم تحويلها من خلال شبكة معقدة وغامضة من البورصات، مدعومة بمساعدة مجموعات من المسافرين الذين ينقلون النقود في حقائب للتحايل على النظام المصرفي الرسمي.
هذا التدفق المالي الحيوي يسمح لـ «حزب الله» بالاستمرار في دفع معاشات التقاعد لعائلات «شهدائه» وتجنيد قوات جديدة في وقت تنهار فيه الحكومة اللبنانية. لكن بالنسبة لإسرائيل، تعتبر عملية إعادة البناء هذه خطًا أحمر. من وجهة نظر تل أبيب، لا تهدف التفجيرات الحالية إلى القضاء على قادة «حزب الله» فحسب، بل هي محاولة لمنع المنظمة من تدمير بنيتها التحتية وأصولها المادية، التي تعيد إيران بناءها بتكلفة كبيرة.
لبنان، مبنى محترق بدون طريق للهروبومع تسارع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أصبح قادة لبنان، بما في ذلك الرئيس جوزاف عون وئيس الوزراء نواف سلام في وضع وكأنهما يديران مبنى محترقا دون مفرّ بحسب تعبير كاتب مقال آراب ويكلي.
وفي آب/أغسطس، صوّت مجلس الوزراء اللبناني، بشكل رمزي، على نزع سلاح التنظيمات غير الحكومية، لكن حزب الله تجاهل القرار إلى حد كبير، كما أن الجيش اللبناني غير قادر على التنفيذ دون المخاطرة ببدء حرب أهلية؛ وهي الحرب التي أقسم رئيس جمهورية عون على منعها.
ومع إعلان واشنطن أن مساعدتها المالية لبيروت ستكون مشروطة بنزع السلاح، وتأكيد سفيرها الجديد والعدائي، ميشيل عيسى، على ذلك أيضًا، لا يملك لبنان سوى هامش محدود للمناورة.
وبما أن تل أبيب وواشنطن تعتقدان أن حرب الـ 12 يومًا قد خلقت فرصة فريدة للقضاء نهائيا على الجمهورية الإسلامية والطرف الحليف المتمثل في "محور المقاومة"، فإن كلا من إسرائيل وأمريكا تضغطان على الحكومة اللبنانية للقيام بما لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي إكماله من السماء.
يعتقد كاتب المقال في المجلة المذكورة أن موجة العنف في لبنان أصبحت مؤشرًا يُظهر زيادة احتمال نشوب حرب مباشرة ثانية بين إسرائيل وإيران.
كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة وكلاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ «حزب الله» قبل 7 أكتوبر.كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة حلفاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ "حزب الله" قبل 7 أكتوبر.
وعلى النقيض من ذلك، اعتمدت طهران على المبدأ المعاكس؛ لكسب المزيد من الوقت من خلال عرقلة عملية نزع السلاح، وتعزيز القدرة القتالية لـ "حزب الله" وجرّ الدولة العبرية إلى المستنقع اللبناني بحيث تصبح دفاعات إسرائيل مهترئة للغاية بحيث تتمكن الجمهورية الإسلامية من استعادة قوتها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة