أقر وزراء إسرائيليون بتعثر العمليات العسكرية في غزة، في حين يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية بشأن الوضع العسكري والأسرى، وذلك في ضوء تصريحات أميركية عن تقدم كبير قد يسمح بإبرام اتفاق ينهي الحرب.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية -مساء الأربعاء- عن 3 وزراء في الحكومة قولهم إن الحرب في غزة تحمل تصورات نظرية، لكنها عمليًا لا تحقق نتائج.

وأشار الوزراء إلى أن ثمة ضرورة للقيام بفعل آخر على المستوى العسكري أو السعي إلى إنهاء الحرب وإنجاز اتفاق.

وأوضحت القناة الـ12 أن نتنياهو لا يزال يعتقد أن الخطة الفعالة هي خطة على مراحل، مثل تلك التي صاغها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط.

وأثار الكمين الذي قتل فيه 7 عسكريين إسرائيليين على يد كتائب القسام في خان يونس دعوات في إسرائيل إلى إبرام صفقة تنهي الحرب وتعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وفي الإطار، دعا مسؤولون في الائتلاف الحاكم وحزب الليكود إلى إنهاء العمليات في غزة دون الانجرار خلف الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن هؤلاء المسؤولين أنه لا يمكن إنكار أن الإسرائيليين قد أُرهقوا من جبهة غزة.

وقال مسؤول حزب الليكود إنه لو طرح اتفاق بشأن غزة، فإن نتنياهو سيوافق عليه.

نتنياهو سيجري مشاورات مع وزراء وكبار مسؤولي الأمن (رويترز) مشاورات أمنية

في غضون ذلك، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -اليوم الخميس- مشاورات مع فريق مُصغّر من الوزراء وكبار مسؤولي الأمن بشأن الوضع العسكري في غزة وكيفية التحرك بشأن إطلاق سراح الأسرى.

وكان نتنياهو وصف مقتل الجنود السبعة في خان يونس باليوم بالغ الصعوبة.

وفي السياق، أعرب موشيه غافني رئيس لجنة المالية في الكنيست عن حزب "يهودات هتوراه" عن استغرابه من استمرار إسرائيل في القتال بقطاع غزة، بينما يقتل الجنود طوال الوقت.

إعلان

من جهتها، تساءلت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة كيف يمكن لأسبوع بدأ بما سمته "إنجازا مدوّيا" (خلال الحرب مع إيران) أن يستمر بخسارة فادحة لـ7 عسكريين في غزة.

وقالت الهيئة -في بيان- إن الحرب في غزة استنفدت أغراضها وتدار دون هدف واضح أو خطة حقيقية، وإنه حان الوقت للتحلي بالشجاعة وإعادة المختطفين ووقف القتال.

ورأت أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران يجب أن يشمل غزة، معتبرة أن هناك فرصة تاريخية سانحة، وأن على الحكومة الإسرائيلية اغتنامها.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في لاهاي إن تقدما -وصفه بالكبير- قد أُحرز بشأن غزة بسبب الضربة التي نُفذت في إيران.

وأضاف ترامب -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته- أن مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أخبره بأن اتفاقا بشأن غزة بات قريبا.

النونو: حماس لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن شروطا واضحة عن وقف العدوان (الجزيرة) موقف حماس

في المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية يتحملان كامل المسؤولية عن تعثر التوصل لاتفاق حتى الآن، مشيرة إلى أن استمرار عمليات المقاومة في غزة يؤكد فشل الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وأكدت حماس -في بيان- أنها تتعامل بإيجابية مع أي أفكار تفضي لاتفاق يضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال، مشيرة إلى أن نتنياهو وحكومته يواصلان المماطلة لكسب الوقت.

وأوضحت الحركة أن استمرار عمليات كتائب القسام وسرايا القدس في القطاع ضد قوات الاحتلال "يؤكد فشل العدو الصهيوني في كسر إرادة شعبنا ومقاومته"، مؤكدة أن "عمليات التصدي البطولي التي يخوضها مجاهدونا تبرهن على قوة وبأس مقاومتنا الباسلة وامتلاكها زمام المبادرة".

وفي الإطار نفسه، أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للجزيرة نت أن الاتصالات بالوسطاء لم تتوقف، قائلا إن الحركة لم تتلق أي مؤشرات على أن هناك تغيرا جديا في موقف نتنياهو.

وشدد النونو على أن حماس لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن شروطا واضحة عن وقف العدوان، يتضمن 4 نقاط أساسية: وقف العدوان كاملا، والانسحاب الشامل من القطاع، والإعمار وإنهاء الحصار، وصفقة تبادل.

وعن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "أخبار جيدة" بشأن غزة، قال النونو إن الحركة لا تكتفي بالتصريحات، مضيفا "ندرك أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة لديهم القدرة على أن يفرضوا على نتنياهو إنهاء العدوان ووقف الحرب، لذلك، الأمر لا يحتاج تصريحات، وإنما إلى فعل حقيقي".

وفي حين أبدت حماس مرارا استعدادها لصفقة، تطلق فيها الأسرى مع وقف إطلاق نار دائم وانسحاب الاحتلال من غزة، فإن نتنياهو يضع عراقيل عدة، منها مطالبته بنزع سلاح الحركة، وألّا يكون لها أي دور في القطاع مستقبلا.

ويتعرض نتنياهو للضغوط الإسرائيلية، لا سيما من عائلات الأسرى وزعماء المعارضة، وسط اتهامات له بإفشال إبرام صفقة تعيد الأسرى، وإصراره على مواصلة الحرب "لأغراض تتعلق بمصالحه ومستقبله السياسي".

إعلان

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل حرب إبادة في غزة، خلفت نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة متفاقمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بشأن غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش: فقدتُ الثقة في قدرة نتنياهو على تحقيق النصر في غزة

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مساء السبت، إنه فقد الثقة في قدرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تحقيق النصر في غزة.

وفي مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، قال سموتريتش: "خلال 22 شهرا من الحرب دفعنا أثمانا باهظة، لكننا حققنا إنجازات عظيمة في جميع جبهات القتال".

وأضاف: "في غزة، ألحقنا بحماس أضرارا بالغة وقضينا على معظم قادتها وجزء مهم من بنيتها التحتية الإرهابية. لكن العمل لم يكتمل بعد، وأهداف الحرب لم تتحقق بالكامل".

وتابع: "في الأسابيع الأخيرة، عملت بشكل مكثف مع رئيس الوزراء على خطوة دراماتيكية لتحقيق النصر في غزة. مزيج من الحسم العسكري السريع وخطوة سياسية فورية ستكبد حماس ثمنا باهظا، وتدمر قدراتها العسكرية والمدنية، وتفرض عليها ضغطا غير مسبوق لإطلاق سراح الرهائن، وترفع معنويات الشعب الإسرائيلي. على مدى أسابيع، بدا أن رئيس الوزراء يدعم الخطة. ناقش معي تفاصيلها وأعطى انطباعا بأنه يسعى للحسم وينوي هذه المرة المضي حتى النهاية. ولكن للأسف، لقد تراجع عن موقفه".

وكشف الوزير الإسرائيلي أن نتنياهو ومجلس الوزراء "استسلموا وتركوا العاطفة تنتصر على العقل، وقرروا مرة أخرى أن يفعلوا المزيد من الشيء نفسه، ويشنوا عملية عسكرية هدفها ليس الحسم، بل فقط ممارسة الضغط على حماس للتوصل إلى صفقة جزئية للرهائن، مع تصريح واضح بأنه إذا وافقت حماس على الصفقة، فإننا سنوافق أيضا على التوقف مرة أخرى، والانسحاب مرة أخرى، والسماح لها بالتعافي وإعادة التسليح مرة أخرى. وهكذا دواليك".

وأبرز أن "إرسال عشرات الآلاف من المقاتلين للمناورة في مدينة غزة مع تعريض حياتهم للخطر، ودفع أثمان سياسية ودولية باهظة، فقط لممارسة الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، ثم الانسحاب، هذا غباء غير أخلاقي وغير منطقي".

وأردف قائلا: "للأسف، لأول مرة منذ بداية الحرب، أشعر بأنني ببساطة لا أستطيع الوقوف وراء هذا القرار ودعمه. ضميري لا يسمح بذلك".

وختم بالقول: "حرب من أجل النصر حتى النهاية: نعم، حتى لو كانت لها أثمان باهظة. لكن خطوة جزئية تهدف فقط إلى إعادة حماس إلى غرفة المفاوضات في ذل وطني واستسلام للإرهاب. لا وألف لا".

مقالات مشابهة

  • طيارون إسرائيليون وأمهات جنود يدعون للتظاهر لإنهاء حرب غزة
  • حماس تدين تصريحات نتنياهو: محاولة فاشلة لتبييض جرائم الإبادة في غزة
  • حماس ترد على تصريحات نتنياهو حول خطة احتلال مدينة غزة
  • نتنياهو: نريد إدارة مدنية في غزة بدون حماس أو السلطة
  • نتنياهو: السيطرة على غزة هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب بسرعة
  • نتنياهو: 5 خطوات لإنهاء الحرب في غزة
  • آلاف يتظاهرون بتل أبيب ضد خطة نتنياهو بشأن غزة
  • سموتريتش: فقدتُ الثقة في قدرة نتنياهو على تحقيق النصر في غزة
  • تحركات أميركية مصرية قطرية لصفقة تُنهي حرب غزة بهذه الشروط
  • ويتكوف يلتقي رئيس وزراء قطر لبحث خطة لإنهاء الحرب في غزة وتبادل الأسرى