تعليق قوي من ياسمين عز على حادثة الطريق الإقليمي: 18 زهرة راحوا ضحية الإهمال
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في أعقاب الفاجعة الأليمة التي شهدها الطريق الإقليمي، والتي أودت بحياة 18 فتاة في حادث مأساوي هزّ الشارع المصري، علقت الإعلامية ياسمين عز، على الأسباب الرئيسية وراء الحادث.
. وعلاقة الزوجة الأولى بالثانية ملهاش ملامح
وأكدت "ياسمين عز" خلال برنامجها على قناة MBC مصر، أن أحد العوامل التي أدت إلى هذه الكارثة هو تعاطي سائق شاحنة النقل للمواد المخدرة، بالإضافة إلى تهالك الطرق وسوء تجهيزها.
أقوال سائق الترولىوأضافت ياسمين عز، نقلاً عن أقوال سائق الترولى نفسه، أنه غفا أثناء القيادة، مما أسفر عن اصطدامه بالميكروباص الذى كان ينقل الفتيات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ياسمين عز حادثة الطريق الإقليمي الطريق الإقليمي ضحية الإهمال الطریق الإقلیمی یاسمین عز
إقرأ أيضاً:
ما وراء غزة..
وددت أن أكتب رثاء في أنس الشريف لكني سمعت متفيقها يقول عنه "لقد رمى بنفسه إلى التهلكة، إذ كان يعرف نية العدو في طلب رأسه".. ضاعت عبارات الرثاء وحل محلها حقد أسود من مثل هؤلاء المتفيقهين الذين يملأون السوشيال ميديا ويوزعون صكوك دخول الجنة؛ حقد عبّرت عنه جماعات أخرى ماكثة تحت التكييف وتتحدث عن قناة "الخنزيرة"، حيث قطر تضحي بأبناء غزة من أجل مكانتها في العالم!
الحقد يتلخص في هذه الجملة: "هذه الأمة مطعونة من الداخل بمثل هذه العقول المريضة". هؤلاء هم من خذل غزة قبل أن تخذلها الأنظمة، فهم ركيزة بقاء الأنظمة قبل الدعم الخارجي. ماذا يمكن للمرء أن يكتب عنهم؟ كان مطلوبا من غزة ألا تقاوم المحتل، وكان مطلوبا من الجزيرة أن تنقل إلينا حفلات موسيقية، وكان مطلوبا من أنس الشريف أن يهاجر بولديه وأهل بيته إلى الشيلي ليعيش بلا وطن؟!
لكن غزة باقية
الهجوم الكبير يتهيأ وغزة تتهيأ، العدو يعبر عن طبيعته وأصل وجوده، وغزة تقوم بواجبها تجاه نفسها وأظنها توقفت عن التفكير في الأمة المحيطة بها. الاستغاثات التي صدرت عن الملثم وقعت على جدار صلد، وميّعتها فتاوى تبرير الهروب للنجاة الفردية. لن تهرب غزة، لقد اختارت مصيرها بشرف كما اختار أنس الشريف الفرد ضمن السياق. لم تختر المقاومة وحدها، بل اختار الشعب الغزاوي، ولو كان الأمر عائدا إلى المقاومة (بصفها حركة إرهابية لا تهتم بشعبها!) لكان الشعب قد انقلب عليها أو هاجر وتركها لمصيرها. خيار غزة جماعي، لذلك فهي باقية وتقاوم. كم ستدفع؟ هذا سؤال المرتبكين، الثمن تدفعه الآن الشعوب المستكينة من حول غزة؛ ترى الدم انهارا فتقطع تذكرة لحضور حفل موسيقى للخروج من بؤس ما تبثه الجزيرة.
قرر العدو الهجوم في حرب لا يريد لها أن تنتهي، ووافقه الراعي الأمريكي (الحقيقة لم نعد نعرف مَن يحكم مَن؟ هل الفرع الصهيوني هو الآمر أم الأصل الأمريكي؟). لم ينبس نظام عربي بجملة اعتراضية عن خطر مواصلة الحرب على المنطقة وعلى كل نظام قائم فيها؛ لا نظن بهم غباء لا يستشعر الخطر، لكن في مواجهة الخطر يزينون لمثل أنس الشريف أن يهرب بجلده ويلعنون قناة الجزيرة! إنهم يفرون من أمام العدو بجلودهم فيعقدون معه الصفقات التي تنقذه من أزماته المالية، وهو المخنوق من قبضة غزة الفقيرة.
يعرف العالم أنها حرب وجوده الأخيرة، فإما أن يقضي على جذوة المقاومة في المنطقة بدءا من غزة أو أنه سيجمع حقائبه. هذه حقيقة بسيطة منذ قال أحدهم إنها حرب وجود لا حرب حدود، وإن لم يعمل بها فعقد نظامه صفقة خيانة تكسر الآن ظهر غزة بالجوع وتقدم أجلّ الخدمات للعدو.
قرار الحرب على غزة لم يكن محل اعتراض عربي ولا إسلامي (أمة المليارين)، ربما جرت مناورات توسل لكن حتى التوسل المعيب لم نسمعه. هل انعدمت الوسيلة للضغط؟ لقد انعدمت المروءة التي أخذ بقيتها أنس الشريف إلى حيث يراقب غزة من بعيد.
لنضع السيناريو الأسوأ أمام الخائفين
دخل العدو غزة وسيطر عليها وطارد من أنفاقها آخر مقاوم وكسر آخر بندقية؛ هل ستنجو الأنظمة الخائفة الآن؟ إن هذا الاحتمال الذي ترفضه قلوبنا يفتح باب جهنم على من يحاصر غزة ويجوّعها (علما أن غزة لم تطلب منه نصرة عسكرية). فبعد غزة تنفتح شهية العدو إلى المزيد ويصير طموحه إلى إسرائيل الكبرى ممكنا، وإسرائيل هذه تضم ما بين النيل والفرات. والذي سيسيطر على هذا المجال ليس دولة صديقة، بل عدو أخذ الأرض بقوة السلاح؛ فمن سيبقى من الأنظمة؟ هل ستحمي اتفاقيات السلام الميت مَن أبرمها وتمسك بها تمسك المؤمن بكتابه، فظن أنها مانعته من الغزو؟ هل هذا العدو نبيل ليقف عند حد معين لا يتجاوزه ويبدأ حسن الجوار والأخوة؟ هل الصورة غائمة أمام من يرى ما حل بغزة فلم يعرف منها طبيعة العدو وأساليبه؟
ما بين النيل والفرات لن يتوقف في مكة ويثرب ولن تبعد عنه بغداد إلا رمية حجر، وستكون طهران وإسلام أباد وكابول وإسطنبول ملعبه المخابراتي المفضل؛ يفرض عليها شروطه كما يفرض الآن على القاهرة (زمن تسميتها كان زمن مجد وفتوحات)؟ هل يحتاج المرء إلى ذكاء استراتيجي خاص ليرى الكارثة على القرن القادم؟ (ومن قال قرن فقط؟).
في السيناريو الأسوأ الجميع سيصير عباس الضفة؛ الذي لا يذهب إلى الحمام إلا بإذن العدو. هنا تبرز غزة بصفتها حربا استباقية على هذا السيناريو.. كان يكفي موقف عربي موحد ضد مواصلة الحرب وإعلان نوايا إسناد ليقف العدو الأخرق، والجميع يعرف أنه جبان يستأسد على أرانب من حوله. كان هذا واضحا منذ ما قبل الطوفان بل منذ قبل النكبة. كان واضحا وجليا في القول السابق أنها حرب وجود لا حرب حدود؛ كم أن هذا الحقيقة بسيطة وكم أن أوراق الضغط متاحة.
لكن لنذهب في السيناريو السيئ حتى النهاية؛ إذا مد العدو يده إلى ما وراء غزة فهذا يعني سقوط الأنظمة الحامية ومرمطة جيوشها الفشنك، ويعني بالقوة فتح باب مقاومة شعبية نستشعرها رغم خذلان غزة. كلم مربع 360 غزاوي هشم جيش العدو، فإذا اتسعت الأرض تحت أقدام بقية جيشه فستكون نهاية الأنظمة هي نهايته.
لقد يقنا بفضل غزة أن هذا العدو قائم بغيره، وأهم ركائزه ليست الدعم الغربي مهما تكرم عليه؛ بل الأنظمة المانعة لشعوبها من المقاومة، ومعبر رفح خدم العدو أكثر من الترسانة الأمريكية المفتوحة للعدو. هذا يقين غزاوي وصلنا منه قليل.