ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها النووية.. نظرة على تجاربها
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
(CNN)-- بينما كانت قاذفات بي-2 الأمريكية تحلق فوق إيران، مستهدفةً منشآت مرتبطة بطموحات طهران النووية، كان صناع السياسات والمحللون في شرق آسيا يتصارعون بالفعل مع سؤال حاسم: ما هي الإشارة التي يرسلها هذا إلى كوريا الشمالية، وهي دولة تمتلك ترسانة نووية أكثر تطورًا بكثير من إيران؟.
ويحذر الخبراء من أن الإجراءات العسكرية لواشنطن قد تُعزز عزم بيونغ يانغ على تسريع برنامجها النووي وتعميق تعاونها مع روسيا، بالإضافة إلى تعزيز اعتقاد زعيمها كيم جونغ أون بأن الأسلحة النووية هي الرادع النهائي ضد أي تغيير في النظام تفرضه الولايات المتحدة.
على الرغم من الجهود التي استمرت لسنوات لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي، يُعتقد أن نظام كيم يمتلك أسلحة نووية متعددة، بالإضافة إلى صواريخ يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة - مما يعني أن أي ضربة عسكرية محتملة على شبه الجزيرة الكورية ستحمل مخاطر أعلى بكثير.
وقال ليم يول تشول، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة كيونغنام بكوريا الجنوبية: "لا شك أن ضربة الرئيس ترامب على المنشآت النووية الإيرانية ستعزز شرعية سياسة كوريا الشمالية الراسخة المتمثلة في بقاء النظام وتطوير الأسلحة النووية".
وأضاف ليم: "تنظر كوريا الشمالية إلى الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة على أنها تهديد عسكري استباقي، ومن المرجح أن تُسرّع جهودها لتعزيز قدرتها على شن هجمات صاروخية نووية استباقية".
ويُحذّر المحللون من أن هذا التسارع قد يأتي من خلال المساعدة الروسية، بفضل العلاقة العسكرية المزدهرة التي أقامتها الجارتان في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
ومنذ تأسيسها رسميًا في عام 2024، أصبحت الشراكة الاستراتيجية بين كوريا الشمالية وروسيا شريان حياة اقتصاديًا وعسكريًا حيويًا لبيونغ يانغ في ظل العقوبات الغربية المستمرة.
وقال ليم: "بناءً على التحالف الاستراتيجي بين كوريا الشمالية وروسيا، من المرجح أن تتجه بيونغ يانغ نحو تطوير أسلحة مشتركة، وتدريبات عسكرية مشتركة، ونقل التكنولوجيا، وزيادة الاعتماد المتبادل اقتصاديًا وعسكريًا".
وأرسلت كوريا الشمالية أكثر من 14 ألف جندي وملايين الذخائر، بما في ذلك الصواريخ والقذائف، للمساعدة في الغزو الروسي، وفقًا لتقرير صادر عن فريق مراقبة العقوبات متعدد الأطراف (MSMT)، وهي مبادرة تضم 11 عضوًا من الأمم المتحدة.
في المقابل، زودت روسيا كوريا الشمالية بقطع متنوعة من الأسلحة والتكنولوجيا القيّمة، بما في ذلك معدات الدفاع الجوي، والصواريخ المضادة للطائرات، وأنظمة الحرب الإلكترونية، والنفط المكرر. وخلص التقرير إلى أن هذه الإجراءات "تسمح لكوريا الشمالية بتمويل برامجها العسكرية ومواصلة تطوير برامجها الخاصة بالصواريخ الباليستية، المحظورة بموجب قرارات متعددة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واكتساب خبرة مباشرة في الحروب الحديثة".
العراق وليبيا وإيران ودروس التدخل الأمريكييرى كيم أن العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة في إيران تتبع منطقًا مُقلقًا: فالدول التي لا تمتلك أسلحة نووية، من العراق وليبيا إلى إيران، عُرضة للتدخل الأمريكي، كما يقول فيكتور تشا، رئيس قسم كوريا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وترى كوريا الشمالية، التي اختبرت بالفعل ستة أجهزة نووية وطورت صواريخ بعيدة المدى، أن ترسانتها غير قابلة للتفاوض.
ووفقًا لفيكتور تشا، من المُرجح أن تترك الضربات الجوية الأمريكية ضد الأصول النووية لطهران انطباعًا دائمًا على نظام كيم. وقال: "الضربات على إيران ستُؤكد أمرين لكوريا الشمالية، وكلاهما لا يُناسب السياسة الأمريكية".
وأوضح: "أولًا: لا تملك الولايات المتحدة خيار استخدام القوة ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية كما كان لديها في إسرائيل ضد إيران. ثانيًا: إن الضربة تُؤكد في ذهن كيم جونغ أون قناعته بالسعي إلى امتلاك ترسانة نووية والحفاظ عليها".
والتناقض بين إيران وكوريا الشمالية صارخ، لا سيما فيما يتعلق بالقدرات النووية.
قال ليف إريك إيزلي، أستاذ الأمن الدولي بجامعة إيوا للنساء في سيول: "إن برنامج بيونغ يانغ النووي أكثر تطورًا بكثير، حيث من المحتمل أن تكون الأسلحة جاهزة للإطلاق على أنظمة إطلاق متعددة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات"، في إشارة إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكنها السفر حول العالم، أي أبعد بكثير من أي صواريخ تمتلكها إيران.
وأضاف: "يمكن لنظام كيم تهديد الأراضي الأمريكية، وسيول تقع ضمن نطاق العديد من الأسلحة الكورية الشمالية من مختلف الأنواع".
في المقابل، لم تُطور إيران بعد سلاحًا نوويًا قابلًا للإطلاق، وظل تخصيب اليورانيوم لديها أقل من الحد المطلوب للتسليح، وفقًا لأحدث تقييم للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما أنها سعت لسنوات إلى الدبلوماسية مع الولايات المتحدة والقوى الغربية بشأن برنامجها النووي، وهي دبلوماسية كان من المفترض أنها لا تزال قائمة عندما أمر ترامب طائرات الشبح بي-2 بإلقاء قنابل "خارقة للتحصينات" على المنشآت النووية الإيرانية.
ويُعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك ما بين 40 و50 رأسًا حربيًا "نوويا"، بالإضافة إلى وسائل إيصالها عبر المنطقة، وربما إلى البر الرئيسي الأمريكي.
وحذّر ليم من جامعة كيونغنام قائلاً: "إن أي هجوم على كوريا الشمالية قد يُثير خطر اندلاع حرب نووية شاملة".
وأضاف أنه بموجب معاهدة التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، سيتطلب العمل العسكري الأمريكي ضد كوريا الشمالية أيضًا التشاور المسبق مع حكومة كوريا الجنوبية، وهي خطوة تحمل تداعيات سياسية وقانونية.
وهناك أيضًا قوى خارجية يجب أخذها في الاعتبار. فعلى عكس إيران، تربط كوريا الشمالية معاهدة دفاع مشترك رسمية مع روسيا، "والتي تسمح لروسيا بالتدخل تلقائيًا في حالة وقوع هجوم"، كما أكد ليم.
من المرجح أن تُعفي مصفوفة الردع هذه- القدرة النووية، والتحالفات الإقليمية الأمريكية، والدعم الروسي- بيونغ يانغ من العمل العسكري الأحادي الجانب الذي مارسته واشنطن ضد إيران.
وفي النهاية، قال ليم إن الضربة على إيران قد لا تكون رادعًا لانتشار الأسلحة النووية، بل مُبررًا لها.
وأضاف أن "هذا الهجوم من شأنه أن يعمق عدم ثقة كوريا الشمالية بالولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يعمل كمحفز لتحول في السياسة الخارجية لكوريا الشمالية، وخاصة من خلال تعزيز وتعميق التعاون العسكري مع روسيا".
أمريكاإيرانكوريا الشماليةأسلحة نوويةالبرنامج النووي الإيرانيانفوجرافيكتجارب صاروخيةدونالد ترامبكيم جونغ أوننشر الاثنين، 30 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أسلحة نووية البرنامج النووي الإيراني انفوجرافيك تجارب صاروخية دونالد ترامب كيم جونغ أون الولایات المتحدة لکوریا الشمالیة کوریا الشمالیة بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
تم إيقافه لسنوات.. الاستخبارات الأمريكية تكشف تفاصيل الضربات ضدّ برنامج إيران النووي
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفيه إجراء أي محادثات مع إيران، مؤكداً أن بلاده “دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل”، في تصريح جديد يعكس تصعيداً في لهجة الخطاب تجاه طهران.
وقال ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”: “أخبروا السيناتور الديمقراطي كريس كونز أنني لا أقدم لإيران أي شيء، على عكس باراك أوباما الذي دفع لهم مليارات الدولارات بموجب اتفاق الطريق الغبي نحو السلاح النووي (JCPOA)، والذي كان سينتهي الآن على أي حال!”.
وأضاف: “كما أنني لا أتحدث معهم حتى، منذ أن دمرنا بالكامل منشآتهم النووية”.
في السياق، أطلع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون راتكليف، أعضاء الكونغرس على تفاصيل سرية تتعلق بنتائج الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، مؤكداً أن الهجمات ألحقت أضراراً “جسيمة وطويلة الأمد” بقدرات طهران النووية.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية، كشف راتكليف خلال الإحاطة أن الضربات دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، والتي تُعد عنصراً حاسماً في عملية تصنيع نواة السلاح النووي.
وأشار إلى أن تجاوز هذا الضرر سيستغرق سنوات، مؤكداً أن الضربة شكّلت “انتكاسة استراتيجية” للبرنامج النووي الإيراني.
وأوضح أن التقييم الاستخباراتي اعتمد على “معلومات موثوقة”، من بينها مصادر بشرية وصور أقمار صناعية، وأكد أن منشآت نووية رئيسية، بينها مواقع في أصفهان وفوردو، تعرضت لأضرار بالغة، وأن الجزء الأكبر من اليورانيوم المخصب الإيراني لا يزال مدفوناً تحت أنقاض هذه المنشآت.
في السياق، أثار تصريح جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من التكهنات، حيث كشف عن وجود أربعة مواقع نووية في إيران، مشيرًا إلى أن ثلاثة منها هي المواقع الرئيسية التي استهدفتها الولايات المتحدة مؤخرًا، في حين وصف الموقع الرابع بأنه أقل أهمية.
وخلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال ترامب: “كنا نعلم أن لديهم العديد من المواقع، ربما ثلاثة بالإضافة إلى واحد آخر، لكنها المواقع الثلاثة الرئيسية، وكنا نعلم أنه سيتعين عليهم التخلي عنها”، ولم يوضح ترامب تفاصيل عن الموقع الرابع، مما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية.
يأتي ذلك في ظل نقاش داخلي في واشنطن بشأن مدى فاعلية الضربات، وسط تباين بين التقييمات الأولية وبعض التقارير الاستخباراتية. غير أن تصريحات راتكليف جاءت ضمن جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتأكيد أن الهجمات حققت أهدافها الاستراتيجية.
وأكدت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ما جاء في إحاطة راتكليف، معتبرين أن الضربات وجهت ضربة قاصمة للقدرات النووية الإيرانية.
وقال ترامب، في مقابلة على قناة “فوكس نيوز”، إن “البرنامج النووي الإيراني تم محوه بشكل غير مسبوق”، مضيفاً أن ما جرى “يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن”.
تأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه خبراء إيرانيون من أن واشنطن وتل أبيب قد تستأنفان عملياتهما العسكرية ضد إيران خلال الأيام المقبلة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
خامنئي يرد على ترامب: تصريحات ترامب مبالغ فيها لإخفاء عجزه
ردّ المرشد الإيراني علي خامنئي على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفاً مبالغات الأخير بأنها محاولة لإخفاء العجز وعدم القدرة على مواجهة إيران.
وقال خامنئي في تدوينة على منصة “إكس”: “استخدم الرئيس الأمريكي مبالغة غير تقليدية في وصف ما حدث… لم يكن بوسعهم فعل شيء، فبالغوا في الكلام لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان”.
جاء ذلك بعد تصريحات ترامب التي هدد فيها بوقف أي تخفيف للعقوبات على إيران، وشن ضربات جديدة إذا واصلت طهران برنامجها النووي، مؤكداً تدمير ثلاثة مواقع نووية إيرانية، وادعاء أنه أنقذ المرشد من “موت مهين”.
بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ترامب إلى التخلي عن “نبرته غير المحترمة” تجاه المرشد الإيراني.
إيران تحدد شروط العودة إلى طاولة المفاوضات وتكشف رسائل أمريكية بشأن خامنئي
حددت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، جملة من الشروط التي ترى ضرورة توفرها لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدة في الوقت ذاته تلقيها رسائل غير مباشرة تفيد بأن واشنطن لا تعتزم استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي في إطار أي تحركات لتغيير النظام.
ونقلت وكالة “إيسنا” الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية مجيد تخت روانتشي، أن على واشنطن “استبعاد أي هجوم آخر على إيران بالكامل” كشرط أساسي للعودة إلى طاولة التفاوض، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّرت عن رغبتها في الحوار، لكنها لم تقدم حتى الآن ضمانات واضحة بشأن وقف التصعيد العسكري خلال فترة المباحثات.
وأوضح روانتشي أن طهران تلقت عبر وسطاء رسائل تفيد بأن الولايات المتحدة “لا تنوي استهداف القيادة الإيرانية بغرض تغيير النظام”، لكنه شدد على أن بلاده تراقب الموقف عن كثب، ولا تزال في حالة تأهب تحسباً لأي مفاجآت، قائلاً: “لا نريد الحرب، بل نرغب في الحوار والدبلوماسية، لكن يجب أن نبقى حذرين”.
وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أكد المسؤول الإيراني أن حجم الأضرار التي لحقت به جراء الضربات الأمريكية لا يزال قيد التقييم، في إشارة إلى الهجمات التي شُنت مؤخراً على منشآت نووية إيرانية، وألحقت خسائر كبيرة في البنية التحتية العلمية والعسكرية.
سفير إيران لدى الأمم المتحدة يؤكد تعذر استئناف المفاوضات مع واشنطن وينفي تهديدات ضد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن الظروف الحالية غير ملائمة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن أي محاولات أميركية لفرض شروط على طهران تجعل الحوار مستحيلاً.
وخلال مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأميركية، أوضح إيرواني أن “المفاوضات مع الأميركيين مستحيلة إذا أرادوا فرض شروطهم”، معبراً عن موقف بلاده الرافض لأي ضغوط خارجية على برنامجها النووي.
ونفى السفير الإيراني بشكل قاطع وجود أي تهديدات من طهران تجاه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، وذلك بعد أن نشرت صحيفة محلية دعوات لإعدامه واتهامه بالتجسس. وقال إيرواني: “لا يوجد أي تهديد ضد غروسي من جانب إيران”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن مفتشي الوكالة “لا يمكنهم حالياً دخول المنشآت النووية الإيرانية”.
وفي سياق متصل، أكد السفير الإيراني أن بلاده “لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية”، رافضاً أي محاولات للضغط على برنامجها النووي المدني.
خبير إيراني: إسرائيل وواشنطن ستستأنفان العمليات العسكرية ضد طهران خلال أسبوع على أقصى تقدير
حذر الدكتور إبراهيم متقي، الخبير الإيراني في الشؤون الأميركية، من أن وقف إطلاق النار الراهن قد لا يستمر طويلاً، مرجحاً أن تستأنف إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، عملياتها العسكرية ضد إيران خلال أسبوع على أقصى تقدير.
وفي مقابلة بثها التلفزيون والإذاعة الرسميان في إيران يوم الأحد، قال متقي إن “مفهوم وقف إطلاق النار يختلف من دولة لأخرى؛ فبينما تعتبره إيران فرصة لتحقيق الاستقرار، تنظر إليه إسرائيل وواشنطن كوسيلة لإعادة التمركز وتعزيز القدرات القتالية”.
وأضاف أن الأدلة المتوفرة تشير بوضوح إلى أن “الموجة الثانية من الهجمات قيد التحضير، وقد تشمل استهداف مسؤولين إيرانيين ومنشآت استراتيجية”، محذرًا من أن المؤسسات المدنية والعسكرية لا ينبغي أن تتعامل مع الهدنة الحالية بثقة مفرطة.
ودعا متقي إلى تعزيز البنية الدفاعية الإيرانية، خصوصاً في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والميكروترونيك، مع التركيز على “تشتيت الأهداف” تحسباً لأي هجمات مفاجئة، كما شدد على ضرورة تجاوز “التفاؤل الساذج”، داعياً إلى فهم أعمق لطبيعة الصراع والعدو.
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير السياسي مجيد عباسي أن وقف إطلاق النار الحالي لا يجب أن يُستغل من قبل “العدو” لترميم قدراته، مطالبًا بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشديد السيطرة على الفضاء الإلكتروني والإنترنت المحلي، استعدادًا لما وصفه بـ”الحرب الهجينة المقبلة”.
تصريحات متقي وعباسي تأتي في وقت يتواصل فيه الجدل في طهران بشأن أهداف الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، وتداعياتها المحتملة على الأمن القومي الإيراني.
الإعلام الإيراني يكشف هوية “رفيق سليماني” بعد مقتله بغارة إسرائيلية ويصفه بـ”أسطورة المواجهة”
كشفت وسائل إعلام إيرانية للمرة الأولى عن هوية القيادي العسكري حسن أبو الفضل النيقويئي، المعروف بلقب “الحاج يونس”، وأكدت مقتله في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً.
ووصفت وكالة “تسنيم” الحاج يونس بأنه من المقربين جداً لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد عام 2020، مشيرة إلى أن العلاقة بين الرجلين كانت عسكرية ومعنوية وشخصية.
الوكالة الإيرانية نعت الحاج يونس بوصفه “أحد أساطير مواجهة الإرهابيين في المنطقة”، وقالت إنه قضى “حياة حافلة بالنضال ضد أعداء إيران والإسلام والمنطقة”، مضيفة أنه كان له دور محوري في قيادة عمليات فيلق القدس داخل سوريا، وأن وجوده على الأرض كان “مركزياً ومؤثراً”.