حرص عليه النبي 9 أعوام| هل صيام يوم عاشوراء فرض؟.. علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
يقترب يوم عاشوراء 2025 ويكثر البحث عن فضل صيام يوم عاشوراء وهل يدخل ضمن صيام الفريضة أم التطوع؟، وما فضل من قام بأعمالٍ غير الصيام في هذا اليوم؟، هذا ما سنوضحه في التقرير التالي.
هل صيام يوم عاشوراء فرض أم سنة؟يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيامه سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب السَّنَة التي قبله؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء". أخرجه مسلم في "صحيحه". وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم.
وفي بيان هل صيام يوم عاشوراء فرض أم سنة؟، يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، إن يوم عاشوراء فرض صومه على المسلمين عامًا واحدًا فقط، وأنه بعد فرض صوم رمضان بات مخيرا صومه، ليرد بذلك على أحاديث منتشرة تناولت حكم صوم هذا اليوم وموعد بدئه.
وتابع علي جمعة: "الحديث الصحيح الذي نعتمد عليه أن النبي صل الله عليه وسلم لما دخل المدينة، إذن فهو في بداية دخوله للمدينة، وجد يهود يصومون ذلك اليوم، فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم قد نجى الله فيه موسى، فنصومه، يعني يصوموه من أجل أن الله نجى فيه موسى يعني كأنهم يشكرون الله فيه على تلك النجاة.."
وبين: "قال (النبي محمد) نحن أولى بموسى منهم فصامه وأمر المسلمين بصيامه، ثم بعد ذلك جاء رمضان، ورمضان فرض على المسلمين في السنة الثانية، فقال من يشأ يصمه (عاشوراء) ومن شاء فلا يصمه، إذن رسول الله صل الله عليه وسلم كأنه فرضه سنة واحدة، يعني لما دخل وجدهم وأمر بالصيام في أوائل السنة الثانية، لأنه لما دخل في السنة الأولى دخل في ربيع وكان محرم (الشهر) انتهى، فلما جاء محرم في السنة الثانية حدثت هذه الحادثة فلما جاء رمضان من ذات السنة نسخ ما كان قد فرض عليهم في محرم، فصامه النبي صل الله عليه وسلم وقال في آخر سنة لإن أمهلني الله للعام القادم لأصومن تاسوعاء وعاشوراء.."
وأضاف: "النبي صل الله عليه وسلم قال هذا في السنة العاشرة، يعني هو في السنة الثانية فرض على المسلمين صيام عاشوراء، جاء في السنة الثانية نفسها بشهر 9 إللى هو رمضان فرض عليهم الصيام بموجب صورة البقرة فأجاز النبي في محرم السنة الثالثة من شاء فليصم ومن شاء فليفطر، جلس يصوم محرم عاشوراء 2 و3 و4 و5 و6 و7 و8 و9 و10، ومات في ربيع السنة العاشرة".
فضل التوبة في يوم عاشوراءمما ثبت في فضائل عاشوراء أن الله تعالى جعله زمانًا لقبول التوبة وإجابتها؛ فعن علي رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ»، رواه ابن أبي شيبة في المصنف، والترمذي في الجامع وحسنه، والدارمي في السنن، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعًا: «هَذَا يَوْمٌ تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ؛ فَاجْعَلُوهُ صَلَاةً وَصَوْمًا»، يعني يوم عاشوراء، أخرجه الحافظ أبو موسى المديني وحسَّنه.
وفيه تاب اللهُ تعالى على سيدنا آدم عليه السلام، وفيه أُهبِط إلى الأرض؛ كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعُبَيْد بن عُمَيْر، وعكرمة، وقتادة، وغيرهم من السلف، مضيفة: وجاء في أحاديث وآثار أخرى أن عاشوراء هو اليوم الذي فيه تاب اللهُ على سيدنا يونس عليه السلام، وفيه تاب على قومه، وفيه أَمَر بني إسرائيل بالتوبة.
وكان الحنفاء يدلون أهل الجاهلية على التوبة من الذنوب العظام في يوم عاشوراء؛ فعن دَلْهَمِ بن صالح الكِنْدي قال: سألتُ عكرمة عن صوم يوم عاشوراء؛ ما أمرُه؟، قال: أذنَبَتْ قريشٌ ذنبًا في الجاهلية، فعَظُمَ في صدورهم، فسألوا: ما تبرئتهم منه؟ قالوا: صوم يوم عاشوراء؛ يوم عشر من المحرم.
وعن الأسود بن يزيد؛ قال: سألتُ عُبَيْدَ بن عُمَيرٍ عن صوم عاشوراء، فقال: إنَّ قومًا أذنبوا فتابوا فيه فتيب عليهم، فإن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائمٌ فافعل.. أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار.
الأعمال المستحبة في يوم عاشوراءومن أهم أعمال يوم تاسوعاء 2025 ويوم عاشوراء أيضا ما يلي:
1 ـ التوسعة على الأهل : من المستحب أن يقوم المسلم بالتوسعة على أهل بيته في هذا اليوم ولو بأبسط أنواع الطعام والشراب وجاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، قال جابر رضي الله عنه: «جربناه فوجدناه كذلك»، وقال أبو الزبير مثله.
2- من الأعمال المستحبة في يوم تاسوعاء وعاشوراء أيضا: «قراءة القرآن والإكثار من الصدقات وقيام الليل».
3- الدعاء يوم تاسوعاء وعاشوراء، فمن الأمور التي يقوم بها الكثير من المسلمين هو الإكثار من الدعاء والتضرع للمولى عز وجل، ومن بين أدعية تاسوعاء وعاشوراء التي يمكنك الدعاء بها:
(يا رحمن الدنيا والآخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحييني حياة طيبة وتوفّني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين )
( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
(لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار.)
(اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك
لك المنان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.)
(اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار).
(اللهم يا مفرج كل كرب و يا مخرج ذي النون يوم عاشوراء و يا جامع شمل يعقوب يوم عاشوراء ويا غافر ذنب داود يوم عاشوراء ويا كاشف ضر أيوب يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى وهارون يوم عاشوراء ويا خالق روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيبك ومصطفاك يوم عاشوراء.)
4- قول سبحان الله مائة مرة فهي من أعمال دخول الجنة: حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
5- قراءة آية الكرسي عقب الصلاة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت”، والمداومة على الحوقلة كل يوم: حيث لَمَّا غَزَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ -أوْ قالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشْرَفَ النَّاسُ علَى وادٍ، فَرَفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ؛ إنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا؛ إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وهو معكُمْ. وأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَمِعَنِي وأَنَا أقُولُ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ لِي: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ. قُلتُ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ مِن كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أبِي وأُمِّي، قالَ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم عاشوراء 2025 عاشوراء صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه صل الله علیه وسلم تاسوعاء وعاشوراء فی السنة الثانیة فی یوم عاشوراء یوم عاشوراء رضی الله عنه لا إله إلا النبی صل ى الله ع ی الله ع
إقرأ أيضاً:
صلاة الجمعة.. أجرها صيام وقيام سنة كاملة بـ7 أعمال يغفلها كثيرون
لاشك أنه لا ينبغي الاستهانة أو التهاون في صلاة الجمعة وسنن النبي -صلى الله عليه وسلم - لحضورها ، خاصة وأن المسألة تتعلق بأحد أهم الأيام ، حيث إن يوم الجمعة هو سيد أيام الأسبوع وقد ورد فيه الكثير من الفضائل والنفحات ومن ثم كثرت فيه الوصايا، التي تحث على اغتنامه، وحيث إن صلاة الجمعة هي صلاته الخاصة، التي يتفرد بها عن بقية أيام الأسبوع ، من هنا ينبغي معرفة سنن النبي لحضور صلاة الجمعة لاغتنام أكبر فضل وثواب لها.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة الجمعة فريضةٌ عظيمةٌ، أَمَرَ الله سبحانه عباده بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ.
واستشهدت " الإفتاء" ، بما قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ الآية 9 من سورة الجمعة، منوهة بأنه قد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التَّبكير إليها، لننال عظيمَ الأجر في الآخرة.
واستندت لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفقٌ عليه.
سنن حضور يوم الجمعةوأضافت: وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أوسِ بن أوسٍ رضي الله عنه.
وأوضحت في شرح الحديث ، أن ليومِ الجُمعةِ فضائلُ كثيرةٌ، وأجورٌ عظيمةٌ، ومِن هذا ما ورَد في هذا الحديثِ؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن غَسَلَ يومَ الجُمعةِ"، غسل يُروَى (غَسَل) بتخفيف السِّين و(غسَّل) بتشديدِها، ومعناهُ غسَلَ رأسَه خاصَّةً أو غسل أعضاءه للوُضوءِ.
وبينت أن معنى "واغتَسَل"، أي: غسَل جَميعَ جسَدِه ويَدخُلُ في ذلك الرَّأسُ أيضًا، وخُصَّ الرَّأسُ بالغَسْلِ مِن أجلِ الشَّعرِ الكثيرِ الَّذي يَحتاجُ إلى تَنظيفٍ وعنايةٍ؛ لِيَزولَ ما فيه مِن روائحَ كريهةٍ وغيرِها. وقيل: إنَّ معنى (غسل) أصابَ أهلَه قبلَ خروجِه إلى الجُمُعةِ؛ ليكون أملكَ لنَفْسِه وأحْفَظَ في طريقِه لبَصرِه؛ فكأنَّه غَسَل امرأتَه أو غسَّلها، أي: أحوجَها إلى الغُسلِ.
واستطردت: وقيل: المرادُ بهذينِ اللَّفظينِ (غسل واغتسل) التوكيدُ ولم تقَعِ المخالفةُ بينَ المعنيَينِ لاختلافِ اللَّفظينِ، "ثُمَّ بَكَّر"، أي: خرَج للجُمعةِ مُبكِّرًا في الوقتِ، "وابْتَكَر"، أي: حضَر الخُطبةَ مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، ولم يَفُتْه شيءٌ مِنها، "ومَشى ولَم يَركَبْ"، أي: ذهَب إلى المسجِدِ ماشيًا؛ وذلك لأنَّ الأجرَ على قدْرِ التَّعَبِ والمشقَّةِ.
وواصلت: "ودَنا مِن الإمامِ فاستَمَع ولم يَلْغُ"، أي: كان قريبًا مِن الإمامِ، مُنصِتًا لِما يَقولُ، مُتجنِّبًا اللَّغوَ معَ أيِّ أحدٍ.
فجَزاءُ ذلك كلِّه: "كان له بكُلِّ خُطْوةٍ عَمَلُ سنَةٍ؛ أجْرُ صِيامِها وقِيامِها"، "الخُطْوةُ" بُعْدُ ما بَينَ الرِّجْلَينِ في المَشْيِ، أي: له بكلِّ خُطْوةٍ يَخْطوها إلى المسجِدِ أجرُ وثوابُ أعمالِ سنَةٍ، معَ قَبولِ صِيامِها وقيامِها، فكأنَّ في كلِّ خُطوَةٍ كتابةَ حسَنةٍ ومَحْوَ سيِّئةٍ، وهذا فضلٌ كبيرٌ، وثوابٌ عظيمٌ مِن اللهِ تعالى، اختَصَّ به يومَ الجمُعةِ.
وأردفت : وفي الحديثِ: بيانٌ لفضلِ التَّبكيرِ إلى الجُمعةِ، واستِماعِها وعدَمِ اللَّغوِ فيها، وأنَّ اللهَ يُعْطي مِنَ الأجرِ الكبيرِ على اليَسيرِ من الأعمالِ، وقال الحافظ العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (3/ 171، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه فضل التبكير إلى الجمعة لما دل عليه من اعتناء الملائكة بكتابة السابق وأن الأسبق أكثر ثوابًا لتشبيه المتقدم بمهدي البدنة والذي يليه بمهدي ما هو دونها وهي البقرة] اهـ.
تأخيرِ الحضور إلى الجمعةونبهت إلى أنه حذَّر مِن تأخيرِ الحضور إلى الجمعة وكذا مِن التَّخلُّفِ عنها بغير عذرٍ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، إلى أنْ قال: «فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ.. الحديث» أخرجه الإمامان: الدارقطني والبيهقي في "السنن".
وتابعت: وعن أَبي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".
سنن يوم الجمعةأن تكون هيئته نظيفةًالاغتسالاستخدام السّواكاستعمال الطيبارتداء الثياب النظيفةالتبكير في الذهاب لصلاة الجمعةالإكثار من الصلاة على النبيتلاوة سورة الكهفالإكثار من الدعاء