فاتي إلى موناكو على سبيل الإعارة من برشلونة
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
موناكو (أ ف ب)
انضم المهاجم الإسباني أنسو فاتي إلى موناكو، ثالث الدوري الفرنسي لكرة القدم للموسم المنصرم، قادماً من برشلونة بطل إسبانيا على سبيل الإعارة لموسم، مع خيار التعاقد معه نهائياً، وذلك وفق ما أعلن نادي الإمارة الثلاثاء.
ووصل ابن الـ 22 عاماً إلى الإمارة الخميس الماضي، وخضع للفحوص الطبية الروتينية في اليوم التالي، قبل توقيع عقد انتقاله إلى موناكو على سبيل الإعارة لموسم واحد، مع خيار البقاء نهائياً، مقابل 11 مليون يورو.
ووفق مصدر مقرب من الملف، سيتكفل برشلونة بجزء هام من راتب اللاعب الدولي الذي خاض 11 مباراة بألوان إسبانيا سجل خلالها هدفين، على أن يحصل النادي الكاتالوني على قسم من أي مكاسب مستقبلية ناجمة عن بيع اللاعب، شرط أن يُفعّل موناكو خيار الانتقال الدائم في مايو المقبل.
وُلِد فاتي في بيساو (غينيا بيساو) في 31 أكتوبر 2002 وخاض أول مباراة احترافية له مع برشلونة، وهو في السادسة عشرة من عمره في 25 أغسطس 2019.
دافع عن ألوان النادي الكاتالوني في 123 مباراة (29 هدفاً و8 تمريرات حاسمة)، وفاز بلقب الدوري الإسباني مرتين (2023 و2025)، والكأس الإسبانية مرتين أيضاً (2021 و2025) على غرار الكأس السوبر الإسبانية (2023 و2025).
عانى الموسم الماضي من كثرة الإصابات واكتفى بخوض 11 مباراة فقط من دون أن يسجل أي هدف، ما يجعله متحفزاً لإعادة إطلاق مسيرته بألوان موناكو الذي ضم هذا الصيف لاعب الوسط الفرنسي بول بوجبا، بطل مونديال 2018 والمدافع الإنجليزي إريك داير.
وسيتم تقديم اللاعبين الثلاثة إلى وسائل الإعلام الخميس. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: برشلونة موناكو الدوري الإسباني الدوري الفرنسي
إقرأ أيضاً:
هل المقاومة خيار مشروط بالنصر؟
كثيرا ما تُقاس جدوى المقاومة بموازين الربح والخسارة، وعدد الضربات الموجهة للخصم، أو المساحات التي استُعيدت بالقوة. ومع أن لهذه المعايير أهميتها في قراءة النتائج العسكرية والسياسية، إلا أنها لا تكفي وحدها لفهم القيمة العميقة للمقاومة، ولا تُلامس جوهرها الأخلاقي والوجودي.
فالمقاومة ليست مجرّد وسيلة للوصول إلى النصر، بل هي موقف وجودي يُعبّر عن الرفض المطلق للظلم، وعن الامتناع عن التكيّف مع القهر، حتى في أشد لحظات الهزيمة. إنها فعل يحدّد هوية الإنسان وكرامته، ويضعه في صف الأحرار لا العبيد، بصرف النظر عن النتائج الآنية أو موازين القوى.
يشهد التاريخ الحديث على أن المقاومة ليست حكرا على من يملكون القوّة، بل هي سلاح المظلومين حين يُحسنون التمسك به
يخضع البعض لمعادلة خادعة تقارن بين خيار المقاومة ومقابلها، وتفترض أن الخضوع هو "الخيار الآمن" أو "العقلاني" حين يغيب أمل الانتصار. لكن هذه النظرة تُغفل حقيقة مركزية: أن الخضوع ليس حيادا، بل اصطفافٌ ضمن منظومة الظلم نفسها. إنه موقف يُنتج الجُبن، ويكرّس الانكسار، ويُعيد إنتاج الهزيمة في النفوس قبل أن تُترجم على الجغرافيا.
لقد أظهرت أبحاث متعددة في علم النفس السياسي أن الشعوب التي تمارس المقاومة -حتى في ظل الاحتلال الكامل- تُحافظ على مستويات أعلى من التماسك الاجتماعي والأمل الجماعي، مقارنة بتلك التي اختارت الاستسلام. المقاومة، بحسب هذه الدراسات، تُغذّي الهوية، وتُبقي جذوة الكرامة حيّة، وتمنح الأفراد شعورا بالسيادة على مصيرهم، وهو شرط أساس في بقاء المجتمعات ككيانات حية لا قابلة للفناء الرمزي أو الذوبان الثقافي.
ويشهد التاريخ الحديث على أن المقاومة ليست حكرا على من يملكون القوّة، بل هي سلاح المظلومين حين يُحسنون التمسك به:
• في الجزائر، قاوم الشعب استعمارا فرنسيا دام 132 عاما، قدّم خلالها أكثر من مليون شهيد، ولم يتنازل عن حقه حتى نال الاستقلال عام 1962.
• في فيتنام، حارب المقاومون الإمبراطورية الأمريكية بوسائل بسيطة، لكنهم فرضوا إرادتهم بعد سنوات من الصمود والثبات.
• في غزة اليوم، وبين أنقاض البيوت ومشاهد الدم، لا تزال تُكتب فصول جديدة من الإصرار على الحياة الكريمة، رغم غياب الأفق السياسي واستمرار الحصار والتدمير.
في كل هذه النماذج، لم تكن المقاومة رهينة حسابات الخسائر والمكاسب العاجلة، بل انطلقت من وعي عميق بأن الركوع لا يليق بالأحرار، وأن الصمت في وجه الظلم ليس فضيلة، بل سقوط مدوٍّ في امتحان الكرامة.
المقاومة ليست خيارا مشروطا بالنصر، بل خيار الأحرار في زمن الانكسارات، حتى وإن خسرنا معركة، فإننا نربح ما هو أعمق: نربح أنفسنا
وفي الجانب العلمي، بيّنت دراسات علم الاجتماع أن المجتمعات لا تنهار بفعل القهر وحده، بل حين يتسلّل الإحساس بالعجز إلى الوجدان العام، وتترسّخ القناعة بأن لا جدوى من المقاومة، عندها يصبح الاستسلام عدوى، واليأس ثقافة، والخضوع طبيعة، وتبدأ دورة الانهيار من الداخل قبل أن تكتمل من الخارج.
لهذا، فإن المقاومة -حتى في أحلك لحظات اللاجدوى- ليست ترفا ولا خيارا تكتيكيا، بل فعل بقاء واستمرار، وصيانة لما تبقّى من إنسانية وكرامة. إنها نداء الضمير حين يخفت كل صوت، وخط الدفاع الأخير أمام محو الهوية وسحق الإرادة.
أنا لا أقاوم لأنني متيقّن من النصر القريب، ولا أقيس نجاحي بعدد الخسائر التي أُلحقت بخصمي، بل أقاوم لأن الخيار الآخر يعني التنازل عن إنسانيتي، يعني تبرير الظلم، وقبول الذل، وصناعة قبر معنوي وأنا ما زلت على قيد الحياة.
الخضوع ليس حكمة.. بل خيانة للنفس وللذاكرة وللمستقبل. ولذلك، فإن المقاومة ليست خيارا مشروطا بالنصر، بل خيار الأحرار في زمن الانكسارات، حتى وإن خسرنا معركة، فإننا نربح ما هو أعمق: نربح أنفسنا.