تُعد الفنون اليدوية أحد فروع الفنون التطبيقية، وتمثل مزيجا من الحِرف والتقنيات التي تجسد الهوية الثقافية والتراث الإنساني لكل مجتمع، وتعتمد هذه الفنون على مهارة اليد في التعامل مع خامات متنوعة، وتحويلها إلى أعمال تحمل قيمة جمالية وإبداعية متميزة. وفي هذه المساحة تحدثنا الحرفية نصراء بنت حبيب الحسينية، مصممة أعمال يدوية ومعلمة فنون تشكيلية، قدّمت حلقات عمل في ماليزيا، ودبي، والشارقة، وتميزت بإبداعاتها التي تعكس شغفها بهذا الفن، تحكي لنا عن مسيرتها الفنية وتجربتها في عالم الحِرف اليدوية.

في بداية الحديث، تسترجع نصراء الحسينية ذكريات الطفولة، حيث كانت تجد متعة خاصة في اللعب بالصلصال وتشكيل مجسمات صغيرة كالقلم والفخاريات مثل "الجحلة"، كما كانت مولعة بالرسم والتلوين منذ سن مبكرة، وهنا خصّت الشكر إلى والديها على دعمهما الكبير، سواء على الصعيد المعنوي أو المادي، إذ حرصا على توفير الأدوات التي تعزز شغفها، من الصلصال إلى أدوات الرسم، بالإضافة إلى الكلمات التحفيزية التي شكّلت دافعا قويا للاستمرار في مسيرتها الفنية.

من الأدب إلى الفن

ورغم انتمائها لعائلة ذات ميول أدبية، اختارت هي أن تسلك طريقا مختلفا، هو طريق الفنون التشكيلية، الذي لم يؤثر فقط في شخصيتها بل كان له أثر إيجابي في تحفيز إخوتها الأصغر سنا على اكتشاف شغفهم الفني، وقد قادها حبّها للفن إلى ابتكار أعمال متميزة في نوعها، من بينها منحوتات من الطين تجسّد وجوها بشرية أو رؤوسا لحيوانات، وقدّمت من خلالها تجربة بأسلوب تجريدي تعبيري، وتشير إلى أن هذه الأعمال تمثل جزءا من هويتها الفنية الخاصة، ولهذا رفضت بيعها رغم العروض المغرية التي تلقتها؛ لأنها ترى فيها انعكاسا صادقا لذاتها كفنانة تشكيلية، وترى أن أعمالها لا تنتمي إلى مدرسة فنية محددة، بل تعبّر عن رؤيتها الفردية وتسعى من خلالها إلى إبراز بصمتها الخاصة، فهي -كما تقول- مرآة تعكس من هي نصراء الحسينية.

تجربة حلقات العمل

وانتقلت نصراء الحسينية بعد ذلك للحديث عن بداياتها في تقديم حلقات العمل الفنية، مشيرة إلى أن أول تجربة لها في هذا المجال كانت فارقة في مسيرتها. ففي تلك الفترة، كانت لا تزال طالبة في إحدى الكليات، عندما عُرض عليها تقديم حلقة عمل في المتحف الوطني، فلم تتردد، وشعرت حينها بأنها قادرة على خوض هذه التجربة، وبالفعل كانت تلك الخطوة الأولى التي فتحت أمامها العديد من الفرص لاحقًا.

قدّمت "الحسينية" حلقتها بأسلوب غير مألوف في الرسم على الخزف، واستهدفت بها فئات عمرية متنوعة، من أطفال ما قبل المدرسة إلى طلاب المدارس والجامعات، ومشاركين من مؤسسات مختلفة، ورغم النجاح، لم تخلُ البداية من التحديات؛ فقد واجهت صعوبة في توفر المكان المناسب، وفي تأمين بعض الأدوات، إلى جانب صعوبات تتعلق بتنظيم الوقت... لكنها ترى أن تلك الصعوبات شكّلت دافعا للاستمرار والتطور. كما وضحت أن بعض الحلقات كانت تُطلب منها بمناسبة معينة، كاليوم الوطني، وهو ما منحها فرصة المشاركة في مختلف محافظات سلطنة عمان، من الداخلية إلى الباطنة ومسقط والشرقية، حتى توسعت مشاركاتها لتصل إلى خارج سلطنة عمان، فكانت لها تجارب في ماليزيا، ودبي، والشارقة.

وفي ختام حديثها، توجّهت الحرفية نصراء بنت حبيب الحسينية، مصممة أعمال يدوية ومعلمة فنون تشكيلية بنصيحة إلى أولياء الأمور بضرورة الالتفات إلى مواهب أبنائهم، وتشجيعهم بالكلمة الطيبة والدعم المادي، مؤكدة أن الموهبة حين تُرعى تنمو مع الوقت، وتشكل فارقًا حقيقيًّا في حياة الفرد ومستقبله.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزارة الثقافة تحتفي بـ"اليوم الوطني" في إكسبو أوساكا 2025

 تشارك وزارة الثقافة في معرض "إكسبو 2025" المقام في مدينة أوساكا اليابانية، من خلال فعالية تحتفي بـ"اليوم الوطني القطري" والمقررة في 8 يوليو الجاري، وذلك بهدف تسليط الضوء على الثقافة القطرية وتنوعها الفني والتراثي.

ويشتمل برنامج الاحتفال باليوم الوطني على عروض موسيقية يقدمها الفنان القطري منصور المهندي، بالإضافة إلى مشاركة فرقة موسيقية قطرية تقدم مقطوعات مستوحاة من البيئة المحلية بروح عصرية، إلى جانب فرقة شعبية تعكس الفنون التراثية القطرية الأصيلة، وأهازيج شعبية تؤدى في المناسبات الاجتماعية والوطنية.

كما تتضمن الفعالية حضور عناصر من البيئة الثقافية القطرية الأصيلة، مثل "المقهوين" الذين يقدمون القهوة العربية بأسلوب تقليدي يعكس كرم الضيافة القطرية، بالإضافة إلى خطاط عربي يعرض فنون الخط الكلاسيكي أمام الزوار ويقدم لهم كتابة أسمائهم باللغة العربية كهدايا رمزية.

وتأتي مشاركة وزارة الثقافة، ضمن استراتيجية تسعى إلى تعزيز التفاهم الثقافي وبناء جسور التواصل بين الشعوب من خلال الفنون والتراث المشترك.

يذكر أن معرض إكسبو 2025 أوساكا يعد من أبرز الفعاليات العالمية التي تستقطب مشاركات من مختلف دول العالم، ويشكل منصة مثالية لتبادل المعرفة والخبرات، وتسليط الضوء على الثقافات المتنوعة والمبادرات المستقبلية في مجالات التنمية المستدامة، والابتكار، والفنون.

مقالات مشابهة

  • لوحات فنية عالمية.. عرض يعكس تنوّع التجارب البصرية في حي جاكس الدرعية
  • عاشوراء ذكرى صوت الحق في وجه الطغاة:الثورة الحسينية أسست منهجا ثوريا للمظلومين يتجدد في كل زمان
  • كوري شمالي يعبر الحدود المحصنة إلى الجنوب
  • جرم غامض يعبر النظام الشمسي... علماء الفلك يرجحون قدومه من خارج المجرة
  • 20 لاعباً في قائمة منتخب الفنون القتالية لمونديال العين
  • ورقة بحثية عمانية تستعرض نماذج تدريبية لذوي التوحد في ملتقى بالدوحة
  • وزارة الثقافة تحتفي بـ"اليوم الوطني" في إكسبو أوساكا 2025
  • مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدًا يحتفي بجامعة الأقصر
  • توقف مؤقت لإنتاج الكهرباء في معمل جون.. بسبب أعمال تنظيف بركة الأولي