في عالم صيحات تيك توك التجميلية الغريبة التي كثيرا ما تصيب وتخطئ، ظهرت موضة جديدة باسم "كاروت ماكسينغ" (Carrot Maxing) كواحدة من أكثر الصيحات غير المتوقعة في مجال الصحة والعناية بالجمال.

وفيها يروّج بعض المستخدمين لفكرة تحسين نضارة الجلد وتقليل حب الشباب وإمكانية الحصول على سُمرة جذابة وطبيعية دون الحاجة للتعرض إلى الشمس، وذلك عن طريق استهلاك كميات كبيرة من الجزر يوميا.

ولكن ما الكمية الزائدة؟ وهل تُحقق هذه الصيحة ادعاءاتها الصحية والجمالية حقا؟

ما الكاروت ماكسينغ؟

"كاروت ماكسينغ" وترجمته "الإفراط في تناول الجزر" هو مصطلح شائع على تيك توك وموقع ريديت العالمي، وفيه يُكثر المشتركون من تناول الجزر، إما نيئا أو معصورا أو مطبوخا، اعتقادا منهم أن ذلك يُحسّن لون بشرتهم ويعطيها سُمرة ارتياد الشواطئ بفضل مستوياته العالية من البيتا كاروتين، وهي صبغة طبيعية موجودة في الخضراوات البرتقالية اللون.

ويزعم بعض المستخدمين أن تناول كيلوغرامات كاملة من الجزر النيئ يوميا، أو شرب عدة لترات من عصير الجزر الطازج يوميا، يحقق أفضل النتائج. ومع ذلك، يحذر الكثيرون، وخاصة خبراء التغذية والصحة العامة، من بعض العواقب الوخيمة لهذا النوع من التطرف.

الإفراط في تناول الجزر له تبعات صحية

لا شك أن الجزر غني بالعناصر الغذائية عند تناوله باعتدال. فهو يُعد مصدرا غنيا بمركبات البيتا كاروتين أو (بروفيتامين أ)، والتي يحولها الجسم إلى فيتامين أ، الضروري لصحة البصر، ووظائف المناعة، وتجديد البشرة ونقائها وحمايتها من التلف وتأثيرات الشوائب وتلوث الجو.

كما يحتوي الجزر على مضادات أكسدة ومركبات نباتية فريدة مثل الفالكارينول والفالكارينديول، والتي ثبت أنها تقلل من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا، خاصة عند تناوله نيئا.

وقد ربطت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن تناول الجزر بانتظام يعمل على تحسين ضغط الدم، مما يشير إلى فوائد محتملة لصحة القلب. فيما تساعد المركبات النشطة بيولوجيًا في الجزر على تقليل الالتهاب الجهازي، وهو عامل رئيسي في فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

إعلان

كما يمكن أن يرتبط نقص الكاروتين في الدم بفرط شحميات الدم، المعروف باسم ارتفاع الكوليسترول.

ولكن بطبيعة الحال، وعلى الرغم من فوائد الجزر الصحية العديدة، فإن الإفراط في تناوله – وخاصةً كما هو الحال في ظاهرة الإفراط في تناول الجزر، قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، ومنها:

1- أنيميا الجزر

ربما تكون أنيميا الجزر أو "كاروت أنيميا" هي واحدة من أكثر الآثار الجانبية توثيقا وحدوثا نتيجة لاتباع صيحة "الإفراط في تناول الجزر"، وهي حالة يتحول فيها الجلد إلى لون أصفر برتقالي نتيجةً لزيادة معدلات البيتا كاروتين في الجسم.

ورغم أنها بشكل عام تعتبر حالة صحية غير ضارة، إلا أنها قد تكون مثيرة للقلق من الناحية الجمالية والمظهر العام، فهي علامة واضحة على اختلال التوازن، ويرجح خبراء التغذية أن هذه هي الظاهرة التي تسببت في انطلاق الموضة الجديدة في المقام الأول.

أنيميا الجزر  واحدة من أكثر الآثار الجانبية توثيقا وحدوثا نتيجة لاتباع صيحة "الإفراط في تناول الجزر" (بيكسابي) 2- زيادة استهلاك الصوديوم في الجزر المعلب

استهلك بعض متبعي هذه الصيحة عدة حصص من معلبات الجزر المطهو يوميا. وقد أدت إحدى هذه الحالات إلى معاناة الشخص من فشل عضوي في القلب كاد يهدد حياته بسبب تناول كمية كبيرة من الصوديوم، بلغت أكثر من 5 آلاف ملغ يوميا، أي أكثر من ضعف الحد اليومي الموصى به عالميا.

3- عسر الهضم

وحتى وإن قرر الشخص تناول الجزر الطازج لتجّنب تبعات استهلاك المُعلبات، فقد يُسبب الإفراط في تناول الألياف من الجزر النيء إلى المعاناة من الانتفاخ الشديد والغازات والإمساك، خاصة عند عدم توازن هذا النظام الغذائي غير المتنوع مع شرب كميات كافية من الماء أو تنويع الأصناف الغذائية التي يتم استهلاكها.

4- اختلال التوازن الغذائي

ومثلما أسلفنا، قد يؤدي التركيز المفرط على نوع واحد من الطعام إلى استبعاد عناصر غذائية أساسية أخرى، مما يؤدي إلى نظام غذائي غير متوازن مع مرور الوقت ومعاناة الجسم من نقص بعض العناصر والفيتامينات المهمة.

التركيز المفرط على نوع واحد من الطعام يؤدي إلى استبعاد عناصر غذائية أساسية أخرى (بيكسابي) تناول الجزر لكن باعتدال

وختامًا، يُعد الجزر إضافة ممتازة لأي نظام غذائي عند تناوله باعتدال، ولكنه وفق الخبراء لا يمكن أن يتم اعتماده في النظام الغذائي اليومي لتحقيق سمرة جسم طبيعية أو لحدوث معجزات مباشرة على الجلد ونضارة البشرة.

وبشكل عام، يُنصح بالالتزام بتناول حبة أو حبتين يوميًا من الجزر الطازج أو المطبوخ، وتجنب الجزر المعلب الغني بالصوديوم إذا كنت تتناوله بكثرة. مع ضرورة موازنة النظام الغذائي بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات لضمان تناول عناصر غذائية متنوعة. أما إذا حدث أي تغير في لون الجلد، فقد يكون ذلك علامة مبكرة على الإفراط في تناوله.

وفي النهاية، لا يوجد طريق مختصر للصحة والجمال، وتُعد أفضل طريقة لتحقيق الإشراقة المثالية للبشرة والجلد هي الالتزام بنظام غذائي متنوع وغني بالعناصر الغذائية، واتباع نمط حياة صحي، وربما زيارة الشاطئ لبعض الوقت بعد استخدام واقي الشمس المناسب وزيوت التسمير المتخصصة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من الجزر

إقرأ أيضاً:

المؤسسة تكشف أرقام الإنتاج.. النفط يتجاوز 1.3 مليون برميل يومياً

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط اليوم الخميس عن معدلات إنتاج النفط الخام والمكثفات والغاز الطبيعي خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث بلغ إنتاج النفط الخام 1,370,293 برميلًا، بينما وصل إنتاج المكثفات إلى 49,291 برميلًا.

كما سجل إنتاج الغاز الطبيعي مستوى 2.581 مليار قدم مكعب.

وتؤكد المؤسسة الوطنية للنفط استمرارها في دعم استقرار الإنتاج وضمان التصدير المنتظم بالتعاون مع الشركات الوطنية والعالمية العاملة في القطاع، بما يخدم الاقتصاد الوطني ويعزز من دور ليبيا كمصدر موثوق للطاقة.

مقالات مشابهة

  • النمر يوضح مخاطر الإفراط في تناول المغنيسيوم والجرعة المنصوح بها يومياً
  • اليونيسيف: 27 طفلا يقتلون يوميا في غزة
  • اليونيسيف: “إسرائيل” تقتل يومياً 27 طفلاً في غزة
  • اليونيسيف: 27 طفلاً تقتلهم “إسرائيل” يومياً في غزة
  • البترول: حققنا زيادة 80 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعي في 3 أسابيع
  • كبدة الدجاج بين الفوائد والأضرار.. ماذا يحدث لجسمك عند تناولها؟
  • أبرزها تكوّن الحصوات على الكلى.. 5 أضرار لـ تناول المشروبات الغازية
  • صحف عالمية: إسرائيل تدفع ألف دولار يوميا مقابل ارتكاب جرائم حرب في غزة
  • المؤسسة تكشف أرقام الإنتاج.. النفط يتجاوز 1.3 مليون برميل يومياً
  • لماذا يحذر الخبراء من الإفراط في تناول الفراولة؟