هيئة الإعلام والاتصالات تصدر لائحة جديدة لقواعد البث خلال شهر محرم
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
9 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: وسط الاستعدادات الروحية والاجتماعية التي يشهدها العراق في شهر محرم الحرام، أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات بياناً دعت فيه المؤسسات الإعلامية كافة إلى الالتزام بلائحة جديدة لقواعد البث الإعلامي، انطلاقاً من “الحرص على الانسجام والتكامل بين مكونات شعبنا، واحترام قدسية هذا الشهر وخصوصيته”، حسب ما ورد في نص البيان.
واستندت الهيئة في قرارها إلى الصلاحيات التشريعية الممنوحة لها بموجب الأمر التشريعي رقم (65) لسنة 2004، والذي يخولها تنظيم قطاعات الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في البلاد.
وأكدت الهيئة أن الخطوة تأتي في سياق الحفاظ على السلم المجتمعي، ومواجهة خطابات الكراهية والتطرف التي يمكن أن تظهر في بعض أشكال التغطية الإعلامية، لا سيما في ظل الأجواء الحساسة التي ترافق إحياء ذكرى عاشوراء.
وأوضحت الهيئة أن لائحة البث تهدف إلى تعزيز حضور القيم الإنسانية التي تحملها النهضة الحسينية، بوصفها “مشروعاً إصلاحياً وقيمياً يعزز مبادئ الحرية ووحدة الصف الوطني”، داعية المؤسسات الإعلامية إلى التعبير عن هذه القيم النبيلة في برامجها وتقاريرها، والابتعاد عن كل ما يثير التفرقة أو الاستفزاز.
وأشارت الهيئة في ختام بيانها إلى ثقتها العالية بوعي وسائل الإعلام الوطنية، ودورها المسؤول في تمثيل ضمير المجتمع وحماية نسيجه.
وأضافت: “نغتنم هذه المناسبة للتعبير عن ثقتنا بحرصكم وأدواركم النبيلة، ونتطلع إلى التزام فعّال يعكس مكانة الإعلام كمكوّن من مكوّنات الوحدة الوطنية”.
ويُذكر أن العراق يشهد سنوياً تفاعلاً إعلامياً واسعاً خلال شهر محرم، حيث تتنوع التغطيات بين مواكب العزاء، والخطاب الديني، والنقاشات الفكرية التي تستعيد أبعاد النهضة الحسينية. ومع تزايد التأثير الرقمي والإعلامي، تبرز الحاجة إلى مواثيق مهنية واضحة تحد من الانزلاق نحو استقطابات حادة أو تغطيات تفتقر إلى التوازن.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر جزءًا جديدًا من «تاريخ الدول والملوك» لابن الفرات ضمن سلسلة التراث الحضاري
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب أحدث إصداراتها ضمن سلسلة «التراث الحضاري»، حيث طرحت جزءًا محققًا من كتاب «تاريخ الدول والملوك» للمؤرخ الكبير ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم المصري الحنفي، المعروف بابن الفرات (٧٣٥ – ٨٠٧هـ / ١٣٣٤ – ١٤٠٥م)، وهو أحد أهم المصادر التاريخية التي حفظت كثيرًا من ملامح العصرين الأيوبي والمملوكي، رغم أن الكتاب لم يصلنا كاملًا في صورة واحدة متصلة. وقد تولى تحقيق هذا الجزء الدكتور علاء مصري النهر، الذي يقدم لأول مرة مادة موثقة من النسخ المتناثرة للكتاب.
يعد ابن الفرات واحدًا من أبرز مؤرخي القرن الثامن الهجري، وقد عاش في قلب القاهرة الفاطمية، وجلس للتدريس في جوامعها الشهيرة مثل جامع الأقمر وجامع قوصون، كما كان له حضور دائم في حوانيت الشهود بالقاهرة ومصر، وتتلمذ عليه عدد من كبار العلماء، أبرزهم الحافظ ابن حجر العسقلاني، وقد شكلت كتاباته، وفي مقدمتها «تاريخ الدول والملوك»، نبعًا اعتمد عليه مؤرخون كُثر، مستفيدين من نقوله عن كتب عدّة فُقد بعضها ولم يعد لها وجود إلا عبر ما نقله في مصنّفاته.
الجزء الصادر حديثًا يتناول بالتفصيل المرحلة الأخيرة من الدولة الأيوبية في مصر، وما شهدته من صراعات داخلية بعد وفاة السلطان الكامل، وصولًا إلى إعادة الاستقرار على يد ابنه الملك الصالح نجم الدين أيوب، الذي أطلق نهضة سياسية وإدارية كبرى مهدت لظهور الدولة المملوكية.
وقد حظي كتاب ابن الفرات باهتمام واسع من المستشرقين منذ القرن التاسع عشر؛ فقد كانت البداية مع الفرنسي أمابل جوردان، تلاه رينو وبلوشيه ودي سلان، ثم واصل اهتمام المدرسة الألمانية والنمساوية والإنجليزية بهذا التراث عبر جهود فلوج، كاراباسك، لسترانج، ليفي ديا فيدا، ومالكوم كاميرون ليونز، الذي حقق جزءًا مهمًا من حوادث الأيوبيين والمماليك، كما تناولت الدكتورة فوزيا بورا من جامعة ليدز الكتاب في دراسات حديثة عدّته أحد أهم المراجع لفهم الحروب الصليبية.
أما في العالم العربي، فقد بدأ الاهتمام الجاد بالكتاب حين نقل أحمد تيمور باشا نسخة مخطوطة فيينا عام ١٩٢٣، وكتب مقدمة وافية عنها، مبينًا مصادر المؤلف ومواضع السقط والاختلاف بين أجزاء المخطوطة.
وتؤكد الهيئة المصرية العامة للكتاب أن إصدار هذا الجزء يأتي في إطار خطتها لإحياء التراث التاريخي العربي والإسلامي، وأن العمل جارٍ على استكمال نشر بقية الأجزاء فور الانتهاء من تحقيقها، بما يتيح للباحثين والمهتمين مصدرًا أصيلًا يُلقي ضوءًا جديدًا على واحدة من أهم المراحل المفصلية في تاريخ مصر.