أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، على سؤال تلقّاه حول مشروعية اختيار جنس الجنين، مؤكدًا أن الأمر من حيث الأصل يرتبط بقدرة الله وحده ولا يدخل في نطاق تحكم البشر، مهما بلغ التقدم العلمي.

وأوضح لاشين، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، أن خلق الذكر والأنثى قائم على إرادة الله تعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: "وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى"، مبينًا أن مسألة الخلق لا تخضع لقدرة الإنسان، مصداقًا لقول الله عز وجل: "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له"، وقوله أيضًا: "أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون".

هل تصوير المخالفات في الطرق والأماكن العامة تعديًا على الستر.. أزهري يجيبمكروهات الوضوء .. عضو بمركز الأزهر العالمي تحذر من 4 أفعال

وفيما يخص حكم إجراء عمليات طبية للتحكم في نوع الجنين، أشار لاشين إلى أن العلماء المعاصرين انقسموا إلى ثلاثة آراء: الأول يجيز، والثاني يمنع، والثالث يتوقف دون ترجيح. إلا أن الرأي الذي يميل إليه – بحسب تعبيره – هو القول بالمنع.

وساق أستاذ الفقه عددًا من الأدلة التي تدعم هذا الرأي، أبرزها مبدأ سد الذرائع، محذرًا من أن فتح هذا الباب قد يؤدي إلى فوضى يصعب ضبطها، خاصة وأن أهواء الناس ورغباتهم في تفضيل الذكور أو الإناث تختلف من بيئة لأخرى.

كما اعتبر أن التدخل العلمي لتحديد نوع الجنين يُعد نوعًا من تغيير خلق الله، وليس فقط خلق شيء جديد، بل توجيه ما خلقه الله إلى غير ما أراد له، مشيرًا إلى أن سنة الله في خلق البشر تشمل من يُرزق بالذكور فقط، أو الإناث فقط، أو الاثنين، ومن يُبتلى بالعقم لحكمة إلهية، لقوله تعالى:
"يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا، ويجعل من يشاء عقيما".

وأكد لاشين أن التحكم في نوع الجنين عبر التلاعب بالمني لا يخل فقط بمشيئة الله، بل يُمكن أن يؤدي إلى اختلاط الأنساب ووقوع مفاسد اجتماعية خطيرة، كما أنه يتعارض مع اختصاص الله المطلق بمعرفة ما في الأرحام، استنادًا إلى قوله تعالى:
"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام".

طباعة شارك عطية لاشين تحديد نوع الجنين الأزهر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عطية لاشين تحديد نوع الجنين الأزهر نوع الجنین

إقرأ أيضاً:

حكم الدعاء على أهل الكتاب في خطبة الجمعة

خطبة الجمعة.. قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجب على المسلم أن يكون حسن الخلق مع المسلمين وغير المسلمين، وقد أمرنا الله تعالى بالبر والإحسان إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى طالما لم يحاربونا أو يؤذونا؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ [الممتحنة: 8].

الدعاء على أهل الكتاب في خطبة الجمعة:

كما أرشدنا الله تعالى إلى كيفية الدعوة وأنها تكون بالحكمة والموعظة الحسنة في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل 125].

حكم الدعاء على غير المسلمين يوم الجمعة:

وأوضحت الإفتاء أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبه الشريفة أنه كان يدعو على أهل الكتاب ولا على غيرهم بأن تُيتم أطفالهم وترمل نساؤهم كما يفعله بعض الخطباء الآن، وإذا حدث ذلك من بعض خطباء المساجد فإنهم يخطئون خطأً فاحشًا في تبليغ الإسلام والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجب عليهم أن يغيروا هذا الأسلوب؛ تحقيقًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللِّعَانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ» رواه الترمذي، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ آذى ذمِّيًّا فأَنَا خَصْمُهُ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمُهُ خَصَمْتُهُ يوْمَ القِيَامَةِ» رواه الخطيب في "التاريخ" عن ابن مسعود، وهو حديث حسن.

البر في خطبة الجمعة:

والبر كلمةٌ جامعةٌ لخصال الخير، أقوالًا كانت أم أعمالًا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ» رواه مسلم.

دعاء البر خلال خطبة الجمعة 

"اللهم بارك وأطل في عمرهم وأحسن عملهم. اللهم ارزقهم دوام ذكرك وبارك لهم في عمرهم بركة يهنئون بها في معيشتهم، وتلبسهم بها ثوب العافية في قلبهم وروحهم وعقلهم وجسدهم".

خطبة الجمعة

"اللهم ارحم والدينا ووالديكم و أكثروا من الاستغفار والدعاء لهم وخاصة في هذه الأيام المباركة. قال ﷺ: إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة فيقول: أَنَّى هذا؟ فيقُقال: باستغفار ولدك لك". 
 

مقالات مشابهة

  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: البحار شاهد حي على الإعجاز العلمي في القرآن
  • فتاوى وأحكام| هل وفاة الجنين تشفع لوالديه؟.. ما حكم ترك المسكن في فترة العدة بسبب عدم الأمن؟.. كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟
  • د. عبدالله بن عمر بن محمد نصيف في ذمة الله
  • هل وفاة الجنين يشفع لوالديه؟ دار الإفتاء تجيب
  • آخر ما نزل من القرآن الكريم وسبب اختلاف المفسرون
  • هل قئ المرأة الحامل يبطل الوضوء؟.. الإفتاء توضح
  • إثم عظيم ومعصية تجلب سخط الله ..عطية لاشين يحذر من هذا الأمر
  • زوجت نفسي بعقد رسمي وبدون ولي فهل زواجي صحيح .. عطية لاشين يرد
  • حكم الدعاء على أهل الكتاب في خطبة الجمعة
  • علي جمعة: حب النبي ﷺ من محبة الله تعالى