أبوظبي- الرؤية 

في إطار جهوده لترسيخ دوراللغة العربية في تعزيز الحوار المثمر والبنّاء بين الثقافات،وإبراز مكانتها كإحدى أهم لغات التواصل على المستوىالعالمي، يعمل مركز أبوظبي للغة العربية انطلاقاً من رؤيةإماراتية تؤمن بأن اللغة جسر معرفة، ورسالة سلام تتجاوزالحدود.

تنطلق رحلة المشاركات من عاصمة النور باريس، وتحط رحالها في "مهرجان أيام العربية" الذي يختتم برنامج الأنشطة السنوية للمركز، في احتفالية سنوية تسلط الضوء على جماليات الإرث العربي، تُثري جهود اليونسكو في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.

 

وبين المحطتين تتوالى المشاركات بين بلدان العالم وثقافاتها؛فمن فرنسا، إلى اليونان؛ فالسعودية، وكازاخستان، وأندونيسيا، وألمانيا، واليابان، والكويت، في مشاركات تتعدد طبيعتها بين معارض كتاب دولية، ومؤتمرات في علوم المكتبات والمعلومات، وندوات، وجلسات نقاش تحتفي بجماليات اللغة العربية، امتداداً لجهود المركز الحثيثة في نشر اللغة، وتعميق حضورها على الساحة الدولية، وتعزيز جسور الحوار الخلّاق بين الحضارات.

وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغةالعربية:" إن أعظم ما يمكن أن تقدّمه أيّ حضارة للعالم قدرتها علىفتح نوافذ الحوار، وبناء الجسور بين الشعوب والعطاء ونقل الأثرالطيب، والحوار هو الأداة التي لا غنى عنها لاستمرار هذا النهج. ومن هنا يحرص مركز أبوظبي للغة العربية على تنويع مشاركاته فيالفعاليات العالمية من مؤتمرات وندوات علمية، ومعارض كتاب،ومهرجانات ثقافية وفنية تنظمها جهات بارزة في العالم نتشاركمعها الأهداف والرؤية المتعلقة باعتبار اللغات هي المُعبّر الأصيل عنثقافات الشعوب وهوياتها، وحاملة رسالة التنوع الثقافي وأداةالحوار الذي يكفل للمجتمعات تحقيق التقدم والتطور".

تمثيل عالمي للغة العربية 

في الـ12 من شهر يوليو الجاري، يمثل مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون  مع معهد العالم العربي بباريس، حضورَاللغة العربية، ضيفَ شرفٍ للنسخة الـ79 من مهرجان أفينيون الدولي، الذي تختتم فعالياته في 26 من شهر يوليو الجاري.

وتتضمن المشاركة أمسيةً فنية بعنوان "صوت النساء- تحية لكوكب الشرق أم كلثوم"، في ساحة الشرف بقصر البابوات(14 يوليو )، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيل كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي المطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم، التي حملت جماليات اللغة والثقافة العربية على أجنحة الغناء والفن وتركت إرثاً عابراً للزمن. 

كما تتضمن المشاركة فعالية فنية تستضيفها ساحة سان جوزيف، (15 يوليو )، بعنوان "نور- احتفاء شعري وموسيقي باللغة العربية" يحييها شعراء وفنانون يوظفون اللغة العربية في أعمالهم، ويعبّرون عن إرثها الثقافي بأساليب فنية معاصرة.

ومن تمثيل حضور اللغة العربية في مهرجان أفينيون الأوربي، ينتقل مركز أبوظبي للغة العربية ممثلاً كذلك لحضور اللغة العربية في معرض "إكسبو اليابان- أوساكا"، المستمر حتى منتصف شهر أكتوبر المقبل؛ إذ  ينظم المركز- ضمن مشروع اليونسكو الخاص بالذكرى المئوية للتعليم العام باللغة العربية في اليابان- فعالية تستمر يومين في "المتحف الوطني للإثنولوجيا" في أوساكا، دعماً للغة والثقافة العربية، وتكريساً لحضورهما عالمياً. 

تتضمن الفعالية عروضاً بحثية تسلط الضوء على تاريخ تعليم اللغة العربية، وحالته الحاضرة في المنطقة، وحلقة نقاشية لاستكشاف الوضع القائم لتعليم اللغة العربية وتعلمها في العالم.

ويعد تمثيل مركز أبوظبي للغة العربية للحضور الثقافيلإرث العربية وجمالياتها في هذين الحدثين البارزين في كل من فرنسا اليابان تأكيداً لنجاحه في إقامة شراكات مؤسسية طويلة الأمد، ما يعكس مكانة أبوظبي وجهودها الرائدة في قيادة قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية العربي. وسوف تسهم المشاركتان في تسليط الضوء على الفرص الوفيرة أمام المؤسسات الثقافية اليابانية والفرنسية في سوق الصناعات الإبداعية العربي. 

أنشطة ومشاركات مميزة

وتتعدد المشاركات؛ ففي اليونان يشارك المركز في المؤتمرالدولي الثاني عشر في علوم المكتبات والمعلومات (28-31 يوليو)، وفي المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات (WLIC)بكازاخستان (18-22 أغسطس)، وفي مؤتمر جمعيةالمكتبات المتخصصة – فرع الخليج العربي- بالسعودية(16-18 سبتمبر)، وفي معرض إندونيسيا الدولي للكتاب- أندونيسيا (24-28 سبتمبر)، وفي معرض الرياض الدوليللكتاب- السعودية (2-11 أكتوبر)، ثم معرض فرانكفورتللكتاب- بألمانيا (15-19 أكتوبر)، ومعرض الكويت الدوليللكتاب- الكويت (20-30 نوفمبر)، ومعرض جدة للكتاب- السعودية (12-22 ديسمبر).

أيام العربية - الإرث بروح العصر

وفي ديسمبر كذلك تنطلق فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان أيام العربية، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتزامن مع احتفال اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية. وهو حدث تفاعلي صار ركيزة أساسية في المشهد الثقافي المزدهر في أبوظبي، يستهدف إلهام الجمهور، وإعادة تعريف المفاهيم حول اللغة العربية، وتأكيد دورها كلغة حديثة ومبدعة. ويثري المهرجان كل عام الموضوع الذي تحدده "اليونسكو"، باحتفالية استثنائية تسلط الضوء على غنى اللغة والثقافة العربية، مع التركيز على إرثها وأهميتها ومستقبلها في مجالات الشعر والأدب والفنون الإبداعية والعلوم والحياة اليومية.

 

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فن يجسّد الهوية العربية.. الخط العربي يتألق في جناح الأزهر بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

في مشهد يجمع بين الفن والروح، يستوقف ركن الخط العربي بجناح الأزهر الشريف زوار معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، حيث تتزين الجدران بلوحات نابضة بالحياة، تنطق بجمال الحرف العربي حيث يجد الزائر تجربة فنية وروحية متكاملة، تمزج بين التعبير الجمالي العميق والانتماء الحضاري العريق، و ذلك لتعزيز مكانة اللغة العربية وترسيخ قيم الجمال المرتبطة بفن الخط العربي، باعتباره أحد أعمدة الثقافة الإسلامية.

ويقول إسماعيل عبده، مسؤول ركن الخط العربي داخل جناح الأزهر في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع إن علاقته بالخط العربي بدأت منذ صغره، حين كان شغوفًا بالرسم، حتى تحوّل هذا الشغف إلى مسار فني صاغه الأزهر علمًا وانتماءً قائلاً: الخط العربي بالنسبة لي ليس مجرد شكل جمالي، بل هو كيان يحمل نورًا و رسالة، إنه فن يحمل في طياته الروح والهوية.

و أضاف أنه على مدار سنوات، شارك في العديد من الفعاليات المحلية والدولية، من أبرزها المعرض العام، وملتقيات الخط العربي في الأقصر وسوهاج والقاهرة، وبيت السحيمي، وكلية الفنون الجميلة، إلى جانب مشاركته الدولية في ملتقى فاس للخط العربي والزخرفة بالمغرب، حيث مثّل مصر بروح تنتمي إلى مدرسة الأزهر الفنية وقد حظيت أعماله بتقدير رسمي، إذ اقتنت لجنة تحكيم متحف الفن المصري الحديث واحدة من أبرز لوحاته، "تجليات"، التي عُرضت ضمن المعرض العام في دورته الـ42، وتحمل بصمة خاصة تجمع بين روحانية الحرف وحداثة التكوين، ضمن مدرسة التشكيل بالخط العربي.

وحول مشاركته الحالية، أشار إلى أن هذه هي المرة الخامسة التي يشارك فيها في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، مؤكدًا أن ركن الخط العربي لا يقتصر على العرض الجمالي، بل يسعى إلى إيصال رسالة ناعمة تعزز حب اللغة العربية، وتحفز على تعلمها من خلال بوابة الفن الراقي لافتا أن الركن يعرض نماذج متنوعة من الخطوط العربية، مزينة بزخارف فنية راقية، إلى جانب لوحة متميزة تضم مقولة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حول السلام والقضية الفلسطينية، صيغت بأسلوب فني جاذب يدفع الزوار للتفاعل والتأمل.

و أكد أن الخط العربي ليس مجرد أداة للكتابة، بل هو مرآة لحضارة ناطقة بالجمال، وفن تطور في كنف الحضارة الإسلامية، ليصبح وسيلة للتزيين الروحي في المساجد والمصاحف والقصور، ويُستعمل لتجسيد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في أبهى صورها وللأجيال الجديدة نصيب من هذا الفن، إذ يحرص ركن الخط العربي خلال أيام المعرض على تنظيم ورش عمل مجانية للأطفال، لتعليمهم أساسيات هذا الفن وتغذية روحهم بجمالياته، في محاولة لغرس حب التراث وتوريثه للأجيال الناشئة.

مقالات مشابهة

  • رئيس مركز القوصية بأسيوط يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات والتعديات بشوارع المدينة
  • رحلة ثرية يقودها مركز أبوظبي للغة العربية حتى نهاية 2025
  • أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الخميس 10 يوليو 2025
  • لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة الإنجليزية إهانة؟
  • الفرقة 70 في الجيش العربي السوري تنهي عمليات التمشيط التي بدأت قبل أيام في مواقع تلال الصفا بريف دمشق الشرقي
  • ذكرى ميلاد محيي الدين عبد المحسن مدقق اللغة العربية واشتهر في أدوار الشر
  • فن يجسّد الهوية العربية.. الخط العربي يتألق في جناح الأزهر بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • قويدري: استلام مركز البحث والتطوير والابتكار قبل نهاية 2025
  • أذكار الصباح اليوم الأبعاء 9 يوليو 2025.. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء.