شهدت شوارع مدينة بيفرلي هيلز، إحدى أكثر مناطق لوس أنجلوس ازدحامًا، حادثًا غير تقليدي بطله تاكسي ذاتي القيادة تابع لشركة Waymo، بعدما توقفت المركبة فجأة وسط الطريق وانعطفت يسارًا بشكل غير قانوني، في مشهد أثار فوضى مرورية واستياء السائقين وحتى تدخل الشرطة، دون أن يحرر أي محضر مخالفة.

روبوت بلا رخصة... وبلا مخالفة

في تفاصيل الواقعة التي رصدت بعدسة أحد المارة، ظهرت سيارة جاكوار I-Pace بيضاء من أسطول Waymo الروبوتي وهي متوقفة في منتصف الطريق، بينما يقف خلفها سائق سيارة مرسيدس G-Class غاضبًا.

 

في لحظة تعبير عن الإحباط، صفع الرجل مؤخرة السيارة الآلية، وكأنها محمصة خبز عنيدة قد تعود للعمل إذا "هزت". 

والغريب أن السيارة بالفعل بدأت بالتحرك بعد هذه اللمسة!

لكن سلوكها التالي أثار مزيدًا من الجدل، إذ قامت السيارة الروبوتية بمناورة غير قانونية بانعطاف يسار أمام سيارة مرسيدس كهربائية، رغم وجود شرطي يراقب الموقف خلفها مباشرة في سيارة فورد إكسبلورر تابعة للشرطة.

إرباك تقني وتدخل بشري.. عن بعد

مع ظهور أضواء الشرطة الحمراء والزرقاء، بدا أن السيارة "ارتبكت"، فتوقفت أخيرًا إلى جانب الطريق. 

وما زاد من الغرابة، هو أن السيارة لم يكن على متنها أي راكب أو سائق بشري، ما اضطر الشرطي إلى التحدث عبر الهاتف مع أحد مشغلي Waymo من بعد، وهو الإجراء المتبع عادة في مثل هذه الحالات.

ورغم أن السلوك المروري الذي صدر عن المركبة يُعد مخالفة صريحة لقوانين المرور، إلا أن القوانين الحالية في ولاية كاليفورنيا لا تتيح للشرطة تحرير مخالفات لسيارات بدون سائق، إذ توجه المخالفة قانونيًا للسائق وليس للمركبة أو الشركة المالكة. 

وهذا ما يجعل هذه الحوادث "تنجو مؤقتًا من المحاسبة"، على حد وصف صحيفة واشنطن بوست.

مستقبل غير محسوم للقيادة الذاتية

يعكس هذا الحادث المعضلة القانونية والأخلاقية التي تواجهها الولايات المتحدة والعالم أجمع مع توسع انتشار المركبات الذاتية القيادة.

في الوقت الذي تسعى فيه شركات مثل Waymo وCruise إلى توسيع خدماتها في المدن الكبرى، تبدو الحاجة ملحة لوضع إطار قانوني واضح يُنظم العلاقة بين هذه المركبات والقوانين المرورية، خصوصًا في الحوادث التي تهدد السلامة العامة.

طباعة شارك سيارة ذاتية القيادة سيارة Waymo سيارات الأمريكية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيارة ذاتية القيادة سيارات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة

مع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة غزة، انكشف حجم الدمار الذي لحق بأحيائها، إذ حولت الصواريخ والعربات المفخخة معظم المناطق إلى كومة من الركام. منذ إعلان الاحتلال الإسرائيلي احتلال المدينة في 11 آب/أغسطس الماضي، تكثفت عمليات التدمير لتشمل أحياء المدينة الشمالية وجنوبها، مستنسخة نموذج الدمار الشامل الذي طاول محافظات شمال غزة ورفح، ليعكس خطة ممنهجة لاستنزاف البنية التحتية وإفقاد السكان القدرة على العودة إلى حياتهم الطبيعية.

مع بدء وقف إطلاق النار ظهر الجمعة، سار آلاف المواطنين الذين أجبروا على النزوح إلى وسط وجنوب القطاع سيرا على الأقدام عائدين إلى مناطق سكناهم، في مشهد يعكس حجم المعاناة والصعوبات التي يواجهها السكان بعد عامين من العمليات العسكرية المستمرة.

وتشير تقديرات السلطات المحلية في غزة إلى أن نحو 90% من البنية التحتية في القطاع دُمرت بالكامل، بما يشمل الطرق، شبكات الصرف الصحي، المباني السكنية، المستشفيات، والمرافق الحيوية كافة.

وبحسب تقديرات أولية، تُقدر الخسائر المباشرة للحرب بنحو 70 مليار دولار، وهو رقم ضخم يعكس حجم الدمار الكبير الذي خلفته العمليات العسكرية المتواصلة على مدار عامين كاملين.

اقتصاد غزة، الذي دُمر بشكل شبه كامل، شهد أكبر انكماش منذ جيل بحسب البنك الدولي، مع توقف شبه كامل في الأنشطة الاقتصادية، ما عمق الأزمة الإنسانية. ويشير تحليل لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة إلى تدمير أو تضرر نحو 193 ألف مبنى في القطاع.

أما القطاع الصحي، فقد تعرض لتدمير واسع، إذ تعمل 14 مستشفى من أصل 36 بشكل جزئي فقط، بينما تواجه غزة موجة جوع حاد يعاني منها نحو 514 ألف شخص، وفق نظام التصنيف المتكامل للأمن الغذائي.

أما إعادة إعمار القطاع، فتقدر تكلفتها بنحو 52 مليار دولار وفق مدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، غير أن التحدي الأكبر يكمن في الوقت الطويل الذي تحتاجه هذه العملية في ظل انهيار البنية التحتية وتراجع الاقتصاد، ما يعني أن قطاع غزة سيحتاج لسنوات قبل أن يبدأ بالتعافي الكامل.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
غزة في سياق عالمي للدمار الحضري
تاريخيا، لم تعد غزة وحدها نموذجا للدمار الشامل الذي تتعرض له المدن أثناء الحروب. فقد شهد العالم عشرات المدن التي دمرتها الحروب، لتكون عبرة لما يمكن أن تلحقه النزاعات المسلحة من خسائر بشرية ومادية.

هيروشيما ونجازاكي ــ اليابان:
في 6 آب/أغسطس 1945، ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على هيروشيما، ما أسفر عن مصرع 80 ألف شخص على الفور، ووصل العدد إلى نحو 166 ألف بنهاية العام نتيجة الإصابات والإشعاعات. دُمرت نحو 70% من الأبنية، بما في ذلك مرافق عسكرية وصناعية حيوية.

ولم تبدأ عمليات إعادة البناء إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث أنشأت السلطات "حديقة السلام التذكارية" عام 1954 تخليدًا للحدث. وبعد ثلاثة أيام، ألقيت قنبلة ذرية أخرى على مدينة ناجازاكي، ما أسفر عن مقتل 80 ألف شخص، قبل إعلان استسلام اليابان رسميًا.

روتردام ــ هولندا:
في 14 أيار/مايو 1940، ألقت القوات الجوية الألمانية نحو 1300 قنبلة على روتردام، ما أسفر عن مصرع 900 شخص وتدمير معظم مركز المدينة. ولم تكتف الحكومة الألمانية بالتهديد بتفجير مدينة أوتريخت، بل دفع هذا الهجوم الحكومة الهولندية إلى إعلان الاستسلام. واستُغلت فرصة إعادة البناء لتقوية البنية التحتية، وبحلول عام 1950 استعادت روتردام شهرتها كأحد أسرع موانئ العالم في تحميل وتنزيل الحمولات.


جورنيكا ــ إسبانيا:
في نيسان/أبريل 1937، تعرضت جورنيكا في إقليم الباسك لقصف جوي عنيف من القوات الألمانية والإيطالية لمساندة القوميين الإسبان أثناء الحرب الأهلية، ما أودى بحياة 400 مدني. أصبح اسم المدينة مرادفًا للرعب، وصور الفنان بيكاسو الدمار في لوحة فنية شهيرة تحمل اسمها. وفي الذكرى السبعين، أعلن رئيس إقليم الباسك جورنيكا "عاصمة السلام في العالم".

درسدن وكوفنتري وبرلين وكولون ــ أوروبا:
وتعرضت درسدن الألمانية لقصف من قوات الحلفاء بين 13 و15 شباط/فبراير 1945، ما أسفر عن مقتل 25 ألف شخص. أما كوفنتري البريطانية، فتعرضت لسلسلة هجمات جوية ألمانية في تشرين الثاني/نوفمبر 1940، ألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية وتهدمت كاتدرائيتها.

وفي روسيا، تحولت ستالينجراد إلى أطلال خلال المعركة الفاصلة ضد قوات المحور، ما أسفر عن مقتل نحو مليوني شخص، قبل أن يتم تغيير اسم المدينة إلى "فولجوجراد" لاحقا، ونصب تمثال ضخم لتخليد ذكرى المعركة. ودمرت برلين نصف منازلها خلال الهجمات الجوية بين 1943 و1944، فيما تعرضت كولون لأكثر من 34 ألف قنبلة خلال 262 غارة، لتوصف بعد الحرب بأنها "أكبر مجموعة حطام في العالم".

هوي ــ فيتنام:
وشهدت مدينة هوي في الساحل الشرقي لفيتنام أعنف مراحل الحرب في عام 1968، عندما باغتت القوات الفيتنامية الشمالية القوات الأمريكية وحلفاءها، وأدى القتال إلى مقتل آلاف المدنيين. وتعمل السلطات الفيتنامية حاليًا على إعادة ترميم المناطق الأثرية والتاريخية بالمدينة.

لندن ــ بريطانيا:
وتعرضت لندن للهجوم 71 مرة من القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية لمحاولة إضعاف الروح المعنوية والبنية الدفاعية، بما في ذلك قصف مستمر لمدة 57 ليلة متواصلة في عام 1940، ما أسفر عن تدمير مليون منزل ومقتل 20 ألف شخص. لكن صمود معالم مثل كاتدرائية "سانت بول" شكل رمزا للمقاومة والثبات.

وتوضح هذه التجارب العالمية أن الدمار الشامل لا يطال المباني فقط، بل يمتد إلى النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدن، ويترك آثارا طويلة المدى على السكان المدنيين. تعيش غزة اليوم مأساة مشابهة، حيث تتكشف كل يوم تفاصيل جديدة من التهجير الجماعي، التدمير الشامل للبنية التحتية، وانهيار الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، يبقى الأمل مرتبطًا بإعادة الإعمار، وحماية المدنيين، وتعزيز الجهود الإنسانية، لتجنب كارثة طويلة الأمد قد تمتد لأجيال.

مقالات مشابهة

  • أسماء المصابين في حادث انقلاب سيارة عمال بأسوان على الطريق الصحراوي
  • ضبط 106 آلاف مخالفة مرورية متنوعة
  • الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة
  • رادار المرور يلتقط 1002 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة
  • الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة
  • المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة
  • رادار المرور يلتقط 1006 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة
  • لماذا يعتبر الوقوف الخاطىء للمركبة مخالفة مرورية؟
  • ضبط أكثر من 110 آلاف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة
  • رادار المرور يلتقط 1052 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة